قدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم السبت، طلباً إلى مجلس حكام المناطق الروسية (مجلس الشيوخ) في البرلمان، يطلب منه الموافقة على استخدام قوات روسية في أوكرانيا، بحسب الكرملين. ونقل الكرملين عن بوتين قوله في الطلب "في ما يتعلق بالوضع الاستثنائي في أوكرانيا والتهديد الذي يطال حياة المواطنين الروس، أتقدم إلى مجلس حكام المناطق الروسية بطلب لاستخدام قوات الاتحاد الروسي المسلحة على الأراضي الأوكرانية إلى حين عودة الوضع السياسي في هذا البلد إلى طبيعته". وفي وقت سابق، طلب مجلس النواب الروسي (الدوما)، اليوم السبت، من الرئيس الروسي بوتين، "حماية" سكان منطقة القرم "بكل الوسائل" من "التعسف والعنف"، كما أعلن رئيس البرلمان سيرغي ناريشكين. وقال ناريشكين إن "النواب يدعون الرئيس إلى اتخاذ إجراءات لضمان استقرار الوضع وحماية السكان من التعسف والعنف بكل الوسائل". وفي دونيتسك، معقل الرئيس الأوكراني المخلوع، فيكتور يانوكوفيتش في شرق أوكرانيا، تظاهر أكثر من عشرة آلاف شخص، السبت، ضد السلطات الجديدة في كييف وهم يرفعون الأعلام الروسية، كما أفادت صحافية في وكالة فرانس برس. وهتف المتظاهرون وهم يرفعون الأعلام الروسية "روسيا، روسيا"، بينما كان خطباء يعلنون من على منبر أقيم على عجل أنهم يدعمون "تطلع القرم إلى الانضمام إلى روسيا". أوكرانيا ترفض الرد عسكرياً في المقابل، أكد رئيس الوزراء الأوكراني، رفض بلاده الرد عسكرياً على "الاستفزاز" الروسي في القرم. ودعا الرئيس الأوكراني بالوكالة، أولكسندر تورتشينوف، بوتين إلى "وقف اعتدائه المكشوف على الفور وسحب جنوده من القرم". وقال تورتشينوف في مقابلة متلفزة: "أتوجه شخصيا إلى الرئيس بوتين طالبا منه وقف اعتدائه المكشوف على الفور وسحب جنوده من القرم". وتابع تورتشينوف "لقد أرسلت روسيا قوات إلى القرم ولم تستول على البرلمان وحكومة القرم فحسب، بل تسعى أيضاً إلى السيطرة على وسائل الاتصالات، لا بد لها من أن توقف فوراً هذا الاستفزاز وأن تستدعي العسكريين من القرم والعمل حصراً في إطار الاتفاقات الموقعة". عشرات المسلحين يتجولون في القرم فيما أفادت معلومات عن قيام عشرات المسلحين برشاشات الكلاشنكوف وملثمين يرتدون الزي العسكري لكن بدون علامة تسمح بتحديد هويتهم، بالتجول في عاصمة القرم، واتخذوا مواقع لهم في محيط برلمان القرم في سيمفروبول. كما تم نصب رشاشين في موقع يمكّن من الدفاع عن مبنى البرلمان. وكانت مجموعة كومندوس موالية للروس سيطرت الخميس على البرلمان لكنها لم تكن مرئية في الخارج. يأتي هذا في وقت أعلن الكرملين أن روسيا لن تتجاهل طلب المساعدة الذي وجهه رئيس وزراء القرم، المنطقة الأوكرانية الموالية لروسيا، إلى الرئيس فلاديمير بوتين. وكان رئيس الوزراء الجديد في القرم، سيرغي اكسونوف، دعا في وقت سابق بوتين إلى المساعدة على إعادة "السلام والهدوء" إلى القرم. تحذير أميركي من دفع "الثمن" من جهته، حذر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مساء الجمعة، روسيا من التدخل عسكرياً في أوكرانيا، مؤكداً أن أي تدخل من هذا القبيل سيكون له "ثمن". وجدد الرئيس الأميركي في تصريح أدلى به في البيت الأبيض التأكيد على تمسك بلاده بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، معرباً عن "قلقه العميق" إزاء التقارير الواردة عن تحركات عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم، من دون أن يؤكد صحة تلك التقارير. وقال للصحافيين: "نشعر الآن بقلق عميق من تقارير التحركات العسكرية التي يقوم بها الاتحاد الروسي داخل أوكرانيا. أي خرق لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا ستكون مزعزعة للاستقرار بشكل كبير. الولاياتالمتحدة ستقف مع المجتمع الدولي في تأكيد أنه ستكون هناك تكلفة لأي تدخل عسكري في أوكرانيا". هذا وأعلن مسؤول أميركي كبير لوكالة "فرانس برس" أن الرئيس أوباما قد يعدل عن المشاركة في قمة مجموعة الثماني المقررة في يونيو في منتجع سوتشي بروسيا إذا تأكد أن موسكو أرسلت قوات إلى أوكرانيا. باريس وبرلين قلقتان من الوضع في القرم عبرت فرنسا وألمانيا، اليوم السبت، عن قلقهما من الوضع في منطقة القرم، حيث تحدثت معلومات عن تحركات للقوات الروسية وأكدتا على حماية "وحدة وسلامة أراضي" أوكرانيا. وقال رئيس الوزراء الفرنسي، جان ماري آيرولت، إن "وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا يجب أن تحترم". وأضاف آيرولت على هامش مؤتمر للحزب الاشتراكي الأوروبي في روما "يجب فعل كل شيء لاحترام وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا بالكامل"، موضحا أن هذا يتطلب من الجميع حسا كبيرا بالمسؤوليات، والأمر يطبق أولا على القوى السياسية الأوكرانية بحد ذاتها وكل شركاء أوكرانيا". من جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، في باريس "ندعو كل الأطراف إلى الامتناع عن القيام بتحركات يمكن أن تؤجج التوتر وتمس بوحدة وسلامة أراضي أوكرانيا". وفي برلين، عبرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عن قلقها من الوضع في القرم. وقالت إن "ما نشهده حاليا في القرم يثير قلقنا"، مشددة على ضرورة "حماية وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا بعثة دولية للتوسط يأتي ذلك في الوقت الذي صرح فيه مسؤولون أميركيون لوكالة "رويترز" شريطة عدم نشر أسمائهم أن الولاياتالمتحدة رأت علامات على تحرك قوات روسية من وإلى منطقة القرم الأوكرانية، الجمعة، ولكن أعدادها وكذلك الهدف من تلك التحركات غير واضح. وقال مسؤول أميركي إن بعض هذه التحركات قد تهدف إلى تعزيز حماية القوات الروسية هناك. إلى ذلك، أعلنت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة، سامنتا باورز، أن بلادها طلبت أن يتم فوراً إرسال "بعثة دولية للتوسط" في قضية شبه جزيرة القرم، داعية روسيا إلى سحب قواتها من هذه الجمهورية الأوكرانية التي تتمتع بحكم ذاتي. وقالت باورز في ختام اجتماع لمجلس الأمن إن البعثة التي تطالب بها واشنطن ينبغي أن "تبدأ بخفض حدة التوتر وتسهيل إجراء حوار سياسي سلمي ومثمر بين كل الأطراف الأوكرانيين"، مشددة على وجوب أن تكون "مستقلة وتتمتع بالمصداقية" وأن تكون حريصة على "وحدة الأراضي الأوكرانية". تأهب روسي وكانت السلطات الأمنية الأوكرانية، استعادت الجمعة، السيطرة على مطاري القرم اللذين سيطر عليهما مسلحون، تقول كييف إن لهم علاقات بالجيش الروسي. كما قال جهاز حرس الحدود الأوكراني إن أكثر من 10 طائرات هليكوبتر عسكرية روسية دخلت المجال الجوي لأوكرانيا فوق منطقة القرم، الجمعة، قادمة من روسيا. وأضاف في بيان أن جنودا روسا أغلقوا وحدة تابعة لحرس الحدود الأوكراني في مدينة سفاستوبول الساحلية، حيث يتمركز جزء من الأسطول الروسي في البحر الأسود. في المقابل، نفى الأسطول الروسي في البحر الأسود في وقت سابق أي دور له في السيطرة على مطار عسكري قرب سفاستوبول.