مجلة ذا ماجالا-بقلم برنارد هيكل قالت تقرير سياسي كتبه البروفيسور برنارد هيكل،أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون جزئه الثاني والذي نشرته مجلة ذا ماجالا اليوم ان حل مشاكل اليمن يكمن في إيجاد طرق لنقل السلطة إلى لاعبين لديهم سجل و سمعة أنظف من الرئيس اليمني السابق صالح و مناوئيه شيوخ الأحمر و علي محسن موضحا ان صعود هادي إلى الرئاسة يمثل بداية جيدة، و انه حان الوقت لمساعدته في بناء قاعدة مساندة لكي يصبح مستقلا عن صالح.
وأشار التقرير إلى ان سياسية ان الولاياتالمتحدة تنظر إلى اليمن من خلال منظار عسكري يشمل خليط من تقديم التدريبات لبعض وحدات الجيش اليمني، و استخدام الطائرات من دون طيار و القوة الجوية في حربها على القاعدة .
واكد التقرير على ان تلك السياسة عملت على تقوية الوحدات التي تتبع قيادة أسرة صالح، مما يحول الكثير من اليمنيين لمعاداة الولاياتالمتحدة لتأييدها بفاعلية سلالة صالح الحاكمة، كما ان تلك السياسة تتجاهل المشاكل الحقيقية المتمثلة في سوء الحكم و التخلف. وينشر "عدن الغد" نص التقرير الذي قام الزميل" مهدي الحسني بترجمته:
جاءت استقالة صالح كجزء من اتفاق نقل السلطة الذي برعاية مجلس التعاون الخليجي. و منح الاتفاق صالح حصانة من الملاحقة القضائية مقبل التنحي عن السلطة، لكنه لم يتعرض للكثير من المسائل الهامة، مثل استمرار دور صالح السياسي او منافسيه الراسخين (المتوغلين في كل مفاصل الدولة) و المجهزين بالأسلحة الثقيلة.
لا يزال الجيش منقسما، و تقع أجزاء من البلاد تحت سيطرة قوات لا تدين بالولاء للحكومة المركزية، مثل المناطق الشمالية التي تقع تحت سيطرة الحوثيين الزيديين، و أجزاء من الجنوب تقع تحت سيطرة جماعات تابعة لتنظيم القاعدة.
باختصار فان المبادرة الخليجية جاءت ببعض التغييرات السياسية على شكل حكومة جديدة و رئيس جديد، لكنها لم تضع خطة او برنامج يبين الإصلاحات التي تحتاجها اليمن للمضي قدما. علاوة على ذلك، فان تقديم المساعدات الاقتصادية التي تحتاجها اليمن و ان كانت تمثل ضرورة ملحة، الا ان ذلك لن يحل المشاكل التنموية العميقة التي تعاني منها البلاد. ان البلاد تعاني من سوء تغذية عامة و زيادة سكانية و انهيار جميع الخدمات الاجتماعية و شح مخيف في الموارد المائية و فساد مذهل و حكومة غير مؤهلة.
و ما يجعل الأمر أكثر سوء حقيقة ان سياسة الولاياتالمتحدة تجاه اليمن تركز حصريا على القاعدة و التهديد الأمني الذي تشكله. و بمصطلحات عملية، فذلك يعني ان الولاياتالمتحدة تنظر إلى اليمن من خلال منظار عسكري يشمل خليط من تقديم التدريبات لبعض وحدات الجيش اليمني، و استخدام الطائرات من دون طيار و القوة الجوية في حربها على القاعدة .
حتى الان فان تلك السياسة عملت على تقوية الوحدات التي تتبع قيادة أسرة صالح، مما يحول الكثير من اليمنيين لمعاداة الولاياتالمتحدة لتأييدها بفاعلية سلالة صالح الحاكمة، كما ان تلك السياسة تتجاهل المشاكل الحقيقية المتمثلة في سوء الحكم و التخلف.
و بالنظر إلى مجموعة المشاكل المدرجة أعلاه، أين يقف الوضع اليوم؟ لا توجد حلول سهلة لمشاكل اليمن. الحقل السياسي مجزأ للغاية و البلاد يكاد لا يوجد بها مؤسسات تعمل بشكل صحيح
الحل ان وجد، يجب ان يأتي من اليمنيين أنفسهم، و يجب ان يشتمل على إنشاء نظام حكم يوحد مختلف اللاعبين حول أهداف مشتركة بدلا من الصراع على السلطة الذي انخرط فيه اللاعبين حاليا، و الذي سيؤدي في المحصلة إلى الصفر.
على اللاعبين الإقليمين بقيادة السعودية ان يلعبوا دورا هاما في مساعدة اليمنيين بالبدء في رحلتهم الطويلة نحو الاستقرار. المملكة هي الدولة الوحيدة صاحبة المعرفة التاريخية الحميمة، و تربطها باليمن علاقات منذ فترة طويلة و لديها إمكانيات مالية للمساعدة في الشروع بالإصلاحات الضرورية.
و يجب ان يشمل ذلك إيجاد طرق لنقل السلطة إلى لاعبين لديهم سجل و سمعة أنظف من صالح و شيوخ الأحمر و علي محسن. ان صعود هادي إلى الرئاسة يمثل بداية جيدة، و قد حان الوقت لمساعدته في بناء قاعدة مساندة لكي يصبح مستقلا عن صالح.
إذا فشلت عملية إصلاح النظام السياسي في اليمن (و لم تتجسد نتائجها على ارض الواقع)، فان البلاد ستتحول إلى دولة فاشلة، و سيصبح احتمال حدوث الحرب الأهلية و الانفصال امرأ مرجحا. أضف إلى ذلك ان إيران تعرض دعمها المالي و السياسي لأي قوى يمنية معارضة تنوي قبول ذلك الدعم.
ان ذلك لا يبشر كثيرا بالمستقبل بما انه يعني حرب أخرى بالوكالة بين السعودية و إيران، و التي ستكون ارض المعركة فيها دولة عربية أخرى. لقد حان الوقت لمنع حدوث ذلك، من خلال دعم نظام سياسي جديد يمثل صفحة نظيفة بعيدا عن حكم صالح و منافسيه. *ترجمة مهدي الحسني