مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج التي تعيش منذ وقت طويل أوضاع أمنية غير مستقرة بين ارتفاع من الاستقرار وهبوط مفاجئ من الفوضى وعدم الاستقرار ومن اسوأ الظروف التى مرت بها مدينة الحوطة الحالة الامنية ومنها الاغتيالات التى بلغت مداها وطالت المدنين والعسكريين والتجار والمستثمرين وان كان لهذا المدد ادواته و دعوماته اللوجستية والمادية والمعنوية والغرض من هذا ليس للتذكير ولكن التنبيه الى اين تسير اليه الامور. هذه المدينة الحالمة ( الحوطة ) مدينة تحتوي على سكان ليس بقليل وتشكل الشريان الاساسي للجوار من القرى والعزل المجاورة لها مدينه تحظى بالمدنية الحديثة منذ عقود وقرون مضت وهي تعيش في تجانس فريد من نوعه مبني على الاحترام المتبادل والعلاقات الاخوية السائدة في ما بينهم ..
ومن هنا نحن لا نريد ان نذهب الى الشد والجذب الذي لا يخدم مصلحة هذه المدينة بصفة خاصة ولا كل مديريات المحافظة ولكن لنا ان نتسأل ونوجه تسأولاتنا الى السلطات التنفيذية والمحلية الذين هم يتحملون المسئولية كامله تجاه كل الاوضاع الامنية والمعيشية للمواطنين داخل هذه المدينة ولمن حولها و لماذا تسير الامور متسارعة الى هذا المنحنى الخطير ومن حقنا وما تفرضه علينا واجباتنا كمواطنين ان نحصل على جواب صريح وواضح من هذه الجهات المسئولة لأن الأمن والسلام يهم الجميع .
و إن ما اصبح يتردد في أوساط المواطنين من شعور أفقدهم الامل في السلطتين قد يكون صائب وقد يكون غير صائب حول ما تواجهه المحافظة بصفة عامة والحوطة وما حولها بصفة خاصة من فلتان امني وعدم استقرار دائم وهم يتسائلون حول السلطة لماذا لا تؤدي واجبها الوطني والانساني وتضع الحلول المناسبة في مواجهة مثل هذه الاعمال التخريبية وكشف من هم هؤلاء المخربين وهنا من الذي يثبت ذلك او ينفيه المواطن ام السلطة التي بيدها القوة الامنية والجيش والمليشيات ..اللجان الشعبية وهي التي بيدها المال والرجال وهي التى بيدها القرار السياسي والعسكري و بإمكانها ان ترد على هذه التساؤلات التي اصبح المواطن يرددها بحسب ارتفاعها او هبوطها .
كذلك هناك بعض التصريحات لمسئولين كبار من وزارة الداخلية كانوا قد قاموا بزيارات الى المحافظة وناقشوا كثير من الامور المتعلقة بالوضع الامني العام ولغرض التعرف على الاسباب الأمنية داخل المحافظة حيث أكدوا ان ما يدفع من الميزانيات على العمل الامني في محافظة لحج يقترب من اثنين مليار ريال هذا كلام مسئول وليس كلام شارع للاسف وحتى في وقت قريب لم يتوقف القتل أو التفجيرات أو التقطع في الطرقات للناس وقتلهم .
وما حدث في مديرية تبن في مدينة صبر من استهداف لمكتب الاستخبارات العسكرية خير شاهد هنا لماذا السلطة التنفيذية والسلطة المحلية لا تحرك القوات الامنية و العسكرية لكي تقوم بمتابعة من يقومون بهذه الاعمال التخريبية وردعهم والامساك بهم وتقديمهم للمحاكمة لينالوا جزاهم العادل واصدار الاحكام الصارمة والقوية والتعزيرية بحقهم هذا جانب وهو الاهم .
هناك ايضا تسيب اخر لاتوجد خدمات متعددة كالنظافة التي تأخذ وضع مهم من حيث البيئة والصحة لقد اصبحت اكوام القمامة تطال كل الشوارع الرئيسية والفرعية للمدينة وتكرار تعطل شبكة المجاري والفوضى العشوائية لحركة المرور وتراكم مفارش الباعة الذين لم يرتب لهم اسواق في المدينة بينما هناك ميزانيات تغطي هذه المؤسسات التي تدفع بانتظام لصندوق النظافة والسلطة المحلية وما تقدمه السلطة المركزية من دعم متواصل من صنعاء اين الرسوم التي تدفع يوميا الى السلطة المحلية من مفارش واكشاك على طول وعرض شوارع الحوطة التي تأجرت بعقود مزورة .
هناك ايضا الفساد المستشري داخل الاجهزة الحكومية وعدم الانضباط في اداء واجباتهم اليومية تجاه قضايا الناس اين معدات وأصول صندوق النظافة واين أمواله وماهي الانجازات التي حققتها السلطة المحلية المنتخبة من قبل المواطنين على مدار السنين التى مضت و اين مليارات مشاريع خليجي 20 .
لماذا هذا الاهمال لماذا التمسك باللصوص والفاسدين .. أسئلة بحاجة الى اجوبة ولماذا لا يتم محاسبة هؤلاء الذين يستحوذون على مكتسبات المؤسسات الحكومية من السيارات والأصول الثابتة والمتنقلة والتي شملها تقارير الجهاز المركزي و لماذا السكوت وعدم مسائلة هؤلاء وهم معروفين للسلطتين التنفيذية والمحلية.
للأسف هناك إرهاب وفساد مشترك وممنهج ومرتب على أصوله ومتفق عليه وبرغم هذا الغموض المطبق لكن عندما تأتي العواصف لن تستثني احد والكل سوف يدفع الثمن غاليا كبير او صغير ولن تظل الامور على هذا المعدل لابد من ان يأتي اليوم الذي تصلح فيه كل الامور وتظهر الحقوق الغائبة والمنهوبة وتعود الحياة طبيعية الى مدينة الحوطة المسالمة وعموم ارجاء محافظة لحج المحروسة بالله وان تعود الابتسامة الى محيا اهلها ومحبيها الذين احبوها بشغف واحبتهم بكل ما تملك من حنان وعطف ودفء نسأل الله بأن يحفظ لحج وكل ابنائها من المخلصين لها ومن المسئولين الذين يعملون من اجلها بصمت والله من وراء القصد.