واصل مقاتلو المعارضة السورية تقدمهم في ريف اللاذقية غرب البلاد، حيث سيطروا أمس على «المرصد 45» الاستراتيجي وبلدة السمرا أحد المنافذ على البحر الأبيض المتوسط، في وقت استمر التوتر بين دمشقوأنقرة. وأعلن عن رصد رادارات سورية لطائرات تركية 12 مرة يوم أول من أمس. (للمزيد) وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: أنه «قُتل 14 عنصراً من القوات النظامية بينهم ضابطان في انفجار شديد واشتباكات عنيفة في «المرصد 45» الاستراتيجي الذي سيطرت عليه كتائب إسلامية مقاتلة». وأدت المعارك إلى قتل ستة مقاتلين معارضين، بعد تنفيذ مقاتل معارض عملية انتحارية لفتح الطريق أمام زملائه للسيطرة على «المرصد 45». وتحدث «المرصد» عن إصابة «ما لا يقل عن 40 عنصراً من القوات النظامية بجروح، إضافة إلى أكثر من 75 جريحاً من الكتائب الإسلامية المقاتلة جرى نقلهم إلى تركيا». ويُعد «المرصد 45» أعلى تلة في ريف اللاذقية الشمالي، تشرف على مناطق واسعة من جبل الأكراد وجبل التركمان وصولاً إلى البحر المتوسط. وقال مصدر أمني رسمي سوري لوكالة «فرانس برس» إن «الاشتباكات عنيفة جداً منذ صباح (أمس) وهناك محاولات متكررة تقوم بها الجماعات المسلحة في محاولة للوصول إلى النقطة 45 بدعم من الجانب التركي»، مشيراً إلى أن «الموقف هناك بين أخذ ورد والوضع غير متبلور بعد». وكان مقاتلو المعارضة سيطروا فجر أمس على قرية السمرا ومخفر بحري تابع لها غداة سيطرتهم على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا. وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» شريطاً مصوراً أظهر ستة مسلحين على شاطئ السمرا. وسمع المصور يقول: «كتائب أنصار الشام. وصولهم إلى أول منفذ بحري على الشاطئ». ويشهد ريف اللاذقية الشمالي، وهو عبارة عن مناطق جبلية متداخلة، معارك عنيفة منذ بدء كتائب مقاتلة هجوماً واسعاً في المنطقة التي تعتبر من أبرز معاقل النظام السوري. وأودت المعارك منذ الجمعة بأكثر من 170 عنصراً من الطرفين، بحسب المرصد. وتستخدم القوات النظامية سلاح الطيران والصواريخ. كما استقدمت تعزيزات إلى مناطق الاشتباكات. وقال الناشط في اللاذقية عمر الجبلاوي لوكالة «فرانس برس» إن اللاذقية «استراتيجية بالنسبة للنظام، إلى درجة أنه كلما اندلعت معارك فيها، يسحب قوات من مناطق أخرى ويستقدمها إلى هنا». وأضاف إن مقاتلي المعارضة «يحققون تقدماً سريعاً. والسيطرة على كسب هي بداية الطريق لتحرير اللاذقية». واتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض استهداف قوات النظام كنيسة في وسط مدينة كسب بعد سيطرة مقاتلي المعارضة عليها. في غضون ذلك، ذكرت رئاسة الأركان التركية أمس أن أنظمة صواريخ سورية مضادة للطائرات رصدت طائرات تابعة لسلاح الجو التركي الاثنين على طول الحدود بين البلدين غداة إسقاط المضادات التركية طائرة حربية سورية. وقال الجيش التركي في بيان نشر على موقعه: «خلال قيام خمس مقاتلات من نوع أف - 16 بمهمة لاحقتها أنظمة صواريخ مضادة للطيران من نوع سام -2 وسام - 5 وسام - 17 منصوبة في سورية، وركزت على طائراتنا طيلة عشر دقائق و53 ثانية». وأضاف البيان: «إن 12 حادثاً من هذا النوع وقع الاثنين في حين كانت الطائرات التركية تقوم بطلعات فوق مدينة هاتاي في أقصى جنوبتركيا. وبقي التوتر شديداً على طول الحدود التركية - السورية منذ إعلان تركيا الأحد إسقاط مقاتلة سورية كانت تحلق بحسب أنقرة فوق أراضيها. وكتبت الصحف التركية الثلثاء إن وحدات نخبة تركية انتشرت الاثنين على طول الحدود.