سؤال يؤرق الكثير من أبناء الجنوب وبذات الفئة التي يطلق عليها الفئة الصامتة هكذا تصنف وهذا تصنيف مجافي للحقيقة والواقع. فهي فئة فاعلة وتنظر إلى الواقع اليومي وما يدور فيه بتمحيص ودقة متناهية وهذه الفئة ربما تكون هي الأكثرية وفيها من خيرات أبناء الجنوب من سياسيين وحقوقيين وإعلاميين وكتاب وأدباء ودكاترة وعسكريين كبار والكثير الكثير رجالا ونساء لا يتسع المجال لذكرهم.
فل يسمح لي القارئ الكريم إن نعود قليلا إلى الوراء على الرغم من قوة النظام العسكرية والأمنية وعنجهيته في 2007م إلا أن ألإنسان الجنوبي بطبيعته وسجيته الفطرية لا يقبل الضيم والإذلال والقهر مهما كلف ذلك الأمر من تضحيات ولنا في ذلك تجارب كثيرة و نتيجته هذه التراكمات هب بعضا من الضباط الجنوبيين الأحرار الأشاوس المسرحين قسرا من أعمالهم في مطلع العام2007م بوقفات احتجاجية متتالية إمام مكتب محافظ محافظة عدن لفترة من الوقت.
ثم تم كسر حاجز الخوف في يوم 7/7/2007م حيث وقفت الجماهير الجنوبية بشجاعة واستبسال في ساحة العروض وكانوا بالمئات حينها وكان البعض مرتديا الزى العسكري للجيش الجنوبي تم اعتقال الكثيرون سقط الجرحى ومن ثم استمرت المسيرات تلو المسيرات وسقط من حينها إلى اليوم الكثير من الشهداء والجرحى واستمر التصعيد السلمي إلى إن وصل إلى المليونيات في ساحة العروض وقبل المليونية الأخيرة كانت مليونية الذكرى الثانية ليوم التصالح وتسامح في الضالع حيث شاركت الجماهير الجنوبية تشيع شهداء(مجزرة العزاء) في الضالع التي ارتكبها بدم بارد مجرم الحرب (عبد الله ضبعان) ومن ثم أتت مليونية الذكرى الثانية لمجزرة يوم الكرامة في21فبراير2014م في هذا اليوم تم تطويق محافظة عدن من كل الاتجاهات من اجل منع الجنوبيين من الوصول إلى عاصمتهم عدن وبذات ساحة العروض لهذا الغرض جيشت الجيوش واستنفرت كل القوى العسكرية والأمنية وسخرت الإمكانيات وكأنهم بتلك العظمة عازمون على فك اسر المسجد الأقصى الشريف من أيدي اليهود رغم كل هذا الحصار المفروض على عدن أقام أبناء الجنوب فعاليتهم ملبون نداء الواجب وعلى رغم من كل المآسي والآلام والقتل ظلت الأعناق مشرئبة والعيون لا يغمض لها جفن والآذان تسترق السمع لعلها تحظى بأخبار سارة تأتي بها الرياح من (قاهرة المعز)تطمئن بها القلوب وتروض بها النفوس وتعزز التلاحم فيما بين القيادات الجنوبية حسبما كنا نسمع عن اللقاء المرتقب آنذاك طال الانتظار وتبددت الآمال وخيبت الظنون وأصبح لقاء القيادات الجنوبية في خبر كان وبذلك صدق من قال واحسبه صادقا أول مرة حين راهن على استحالة جلوس القيادات الجنوبية لتحاور فيما بينهم واعتقد انه كان واثقا مما قال وكأنه قد خبرهم وعرف سجياتهم وما تضمره نفوسهم تجاه بعضهم البعض . ناشد الجنوبيون في المليونيات القيادات من اجل رص الصفوف وتوحيد الكلمة وكذلك خطباء المنابر في الساحات كل يوم جمعة حتى بحت أصواتهم وتقطعت حناجرهم وهم يطالبون أيضا بتوحيد القيادة لمصلحة الجنوب وشعبة ولكن للأسف إن هذه القيادة لا تعطي أهمية لما يقوله الشارع الجنوبي ونتيجة لهذا التفكك والاختلاف نرى التجاهل التام من قبل دول الإقليم والعالم للقضية الجنوبية ومطالب شعب الجنوب المقلوب على أمرة بعد هذا الإيجاز نعود من حيث بدأنا ونقول بكل صدق وأمانة لكل جنوبي وجنوبية حراً وغيوراً ومحباً وصادقاً للجنوب أرضاً وإنساناً......ماذا بعد!!!