تحت شعار (نحو جودة البرامج الأكاديمية وتعزيز دور الجامعة في خدمة المجتمع) بدأت اليوم في رحاب جامعة حضرموت فعاليات المؤتمر العلمي الثالث بمشاركة وطنية وعربية . وفي الجلسة الافتتاحية التي احتضنتها مركز الدكتور علي هود باعباد للمؤتمرات والمعارض الدولية وحضرها رئيس المركز الوطني للمعلومات الدكتور يحيى الريوي والمسئولون في السلطة المحلية وقيادة الجامعة وعمداء الكليات ومديرو المراكز العلمية وجمع الطلاب القى الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة صالح عبود العمقي كلمة أشار فيها إلى أن المؤتمر ينعقد في ظروف استثنائية تمر بها حضرموت والوطن عموماً تتمثل في الهجمة الشرسة الهادفة زعزعة الأمن والاستقرار وتعطيل حركة التنمية والسياحة والاستثمارات المختلفة حاثاً الجامعة أن تلعب دوراً مهماً في نشر التوعية بين أوساط الطلاب ومنتسبي الجامعة والمجتمع بأهمية مواجهة هذه التحديات ومجابهة مخاطرها . منوهاً بأن المؤتمر بما يحمله من أهداف يعد فرصة سانحة للوقوف أمام قضايا جوهرية ومحورية تتعلق بتطوير العملية التعليمية والأكاديمية في الجامعة وهو ما يستدعي بالضرورة مناقشة هذه الأوراق وإثراء محتوياتها بالأفكار والمقترحات العملية التي ستساهم بدون شك في التطوير الخلاق والمستمر للتعليم الجامعي في جامعة حضرموت وتحسين نوعية مخرجاته .
وأمتدح العمقي مسيرة جامعة حضرموت الحافل بالانجازات العلمية وقال : لقد شهدت الجامعة خلال السنوات المنصرمة من عمرها العشرين تطوراً ملموساً في مختلف مناحي الحياة أكان ذلك في مستوى قدرات وكفاءة منتسبيها من أعضاء هيئة التدريس وتحسين مستوى القبول للطلاب فيها وفي مختلف التخصصات أو كان على جوانب تطور واتساع عدد الكليات والتخصصات فيها .
وأشار أمين عام محلي حضرموت إلى أن الاطلاع والتعرف على تجارب الآخرين والاستفادة منها ينبغي أن توليه الجامعة جل الاهتمام بما يتواءم وظروفنا وواقعنا وهو ما سيكون له الأثر الكبير والبالغ في تطوير العملية التعليمية والأكاديمية بالجامعة داعياً إلى نشر ثقافة الجودة في الجامعة .
وأكد العمقي بأن السلطة المحلية تتطلع وبتفاؤل كبير إلى نجاح هذا المؤتمر وجعل مخرجاته إضافة أخرى إلى ما تحقق للجامعة من نجاحات بفضل جهود رئاسة الجامعة ومجلس أمنائها وأعضاء هيئة التدريس والتدريس المساعدة وكل منتسبي الجامعة .
كما القى رئيس جامعة حضرموت أ.د. محمد سعيد خنبش كلمة أشار فيها إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي في إطار فعاليات الاحتفال بمرور عشرين عاماً على إنشاء الجامعة موضحاً بأن اختيار موضوع المؤتمر "الجودة في التعليم" وربطه بتعزيز دور الجامعة في المجتمع جاء منطلقاً من أن نظام الجودة في التعليم أصبح ملحاً في ظل التزايد المطرد في مؤسسات التعليم العالي وزيادة حدة المنافسة في أسواق العمل بسبب زيادة أعداد الخريجين وانخفاض فرص العمل بالإضافة إلى تغير فلسفة التعليم والارتكاز على مخرجات التعليم بدلاً من الأهداف واشتراطات أرباب العمل على نوعية الخريجين وتحكم سوق العمل في حركة القوى العاملة وكذا بروز بدائل جديدة في مؤسسات التعليم العالي والتركيز على إكساب الخريجين مهارات إضافية .
وأكد أ.د. خنبش بأن الجامعة ملتزمة بتبني مشروع الجودة وتحسين جوانب العملية التعليمية كالمنهج الدراسي وطرائق التدريس ومصادر التعلم والبيئة الجامعية والمجتمع الجامعي داعياً منتسبي الجامعة أساتذة وطلاباً وموظفين لتبني مفاهيم وأسس ومعايير الجودة والتميز في جميع خططهم وأنشطتهم وتهيئة المناخ لثقافة الجودة وبرامج التحسين في جودة البرامج ومخرجاتنا التعليمية .
وأضاف : لقد أولت جامعتنا اهتماماً كبيراً بنشر ثقافة الجودة بين منتسبيها فقد تم إعداد برنامج التأهيل المهني لأعضاء الهيئة التدريسية والهيئة التدريسية المساعدة إذ تم خلال العامين الماضيين تنفيذ أكثر من خمسين ورشة عمل تدريبية استهدفت أكثر من ألف وخمسمائة من أعضاء هيئة التدريس كما تم تنفيذ أسبوعين للجودة وكذلك تم تنفيذ خطة متكاملة لتقويم وتطوير البرامج الأكاديمية في كليات العلوم الطبيعية والتطبيقية وسوف يستمر العمل في بقية الكليات .
ولفت أ.د. خنبش بأن جامعة حضرموت تبنت نظام الجودة منذ أكثر من ثماني سنوات حيث نفذت بكلية الطب والعلوم الصحية مشروع إعداد دراسة التقويم الذاتي والتطوير البرامجي بتمويل من هولندا كما يجري حالياً تنفيذ مشروعي تحسين جودة التعليم في برنامج الهندسة الكيميائية في كلية الهندسة والبترول وبرنامج الأحياء البحرية في كلية العلوم البيئية والأحياء البحرية وهما المشروعان الممولان من البنك الدولي مشيراً إلى الخطة الإستراتيجية لكل من جامعة حضرموت ومركز التطوير الأكاديمي وضمان الجودة قد أكدتا على ضرورة الاهتمام بالجودة في كافة المستويات حيث تم إعداد خطط تفصيلية لتنفيذها بحسب الإمكانيات المتاحة بما من شأنه وصول الجامعة إلى المستوى المنشود .
وفي حفل افتتاح المؤتمر القت كلمة عن مجلس أمناء الجامعة القاها المهندس عبدالله أحمد بقشان جدد التأكيد فيها على أن جودة التعليم كانت من ضمن أولويات مجلس أمناء الجامعة مشيراً إلى أن تحقيق ذلك يتطلب ثلاثة أشياء مهمة أولها البنية التحتية وتوفير البيئة التعليمية السليمة وثانياً المناهج التعليمية وضرورة تحديثها بما يتواكب مع التطورات المتسارعة واحتياجات سوق العمل وثالثاً الكادر التدريسي وأهمية تأهيله والرفع من قدراته .
وقال : لقد تم متابعة استكمال مباني المدينة الجامعية واعتماده ضمن مشاريع الصندوق السعودي للتنمية متوقعاً أن يتم تنفيذ هذه المشاريع خلال الثلاث السنوات القادمة .
وكان الدكتور محمد أحمد السقاف قد القى كلمة في مستهل الجلسة الافتتاحية عن اللجنة التحضيرية شكر فيها الحاضرين والمشاركين في المؤتمر الذي يأتي انعقاده في إطار مساعي جامعة حضرموت لتحقيق رسالتها وتنفيذ خطتها الاستراتيجية (2011-2015 ) وضمن برامج تنفيذ محور من محاور هذه الاستراتيجية التي تتمثل في "بناء الشراكات الفاعلة والمتنوعة على المستوى الوطني والأقليمي" .
واصفاً إنعقاد المؤتمر بأنه يمثل فرصة علمية مناسبة لتبادل الأفكار والخبرات والتجارب المتنوعة في مجال جودة البرامج بما يثري معارف ومهارات المشاركين جميعاً وبما ينعكس ايجابياً في صقل وتطوير الجهود البحثية وممارسة المهنية وبما يحسن مخرجات المؤسسات العلمية .
وقال د. السقاف : لقد توزعت أوراق المؤتمر على سبعة محاور رئيسة تتعلق بالبرامج الاكاديمية وجودتها مشيراً إلى أن اللجنة العلمية تلقت ما يزيد عن مائة ورقة علمية من دول وجامعات عربية مختلفة تم قبول نحو 65% منها وفقاً لمناسبتها لمحاور المؤتمر ونتائج التحكيم فيما وصل عدد الأوراق التي استكملت إجراءاتها إلى ست وأربعين ورقة علمية .
وتقدمت الكلمة بالشكر والتقدير لكل من أسهم في إنجاح إعمال التحضير للمؤتمر والتجاوب مع متطلبات عمل اللجنة التحضيرية وتقديم التسهيلات المناسبة لها .