ما شد انتباهي وزاد من ثقتي وتفاؤلي هو ما اشاهده اليوم من لوحة رائعة يسطرها أبناء الجنوب في مشهد إن دلّ فإنه يدل على أنهم استطاعوا ان يتغلبوا على جراحات الماضي ويدفنوه للأبد واصبح همهم واحد ومرتكزهم هدف وغاية موحده يستظلون تحت رايتها ويقدمون التضحيات بكل ما يملكونه من قوة مادية وبشرية الا وهو الوطن . الجنوبيون هذه المرة توحدوا واندمجوا واستفادوا من اخطاء الماضي وعالجوا نقاط ضعفهم وعملوا على ردمها وتقويتها . جنوب اليوم ليس كجنوب الامس لان جنوب اليوم كلمته قوية ومسموعة من كل الاطياف على اختلاف شرائحها وتوجهاتها وهنا يكمن سرّ قوتهم وتلاحمهم في الذود عن هذا الجزء الغالي من الوطن ترفعوا عن الصغائر وتركوا خلافاتهم جابناً تلك الخلافات التي اصطنعها لهم نظام عفاش وازلامه لكي يستطيع ان يخترقهم ويفتتهم الى فصائل متناحرة ليبعدها عن قضيتها الاهم . اليوم الجنوبيون يسطرون ملحمة رائعة الجمال في ميادين القتال اتفقوا على هدف وعدوا واحد خرجوا لكي يسقطوا طاغية وجبار وقاتل جاثم على صدورهم سنين لم يستطع معها الجنوبيون ان يستردوا عافيتهم وحريتهم التي سُلبت منهم . ميادين القتال اليوم ترسم لوحة رائعة تتمثل قوتها في انها تمثل جميع محافظاتالجنوب من شرقه وغربه وشماله وجنوبه قبائلهم وشيوخهم وجنودهم وشبابهم ورجالهم كلهم تركوا بيوتهم والتحقوا بأرض المعركة لمقارعة غزو عفاش وارذاله ملحمة ستكون من اشد الملاحم بطولة واشدها قتالاً واعنفها قوة وشكيمة لان الجنوبيون سيقاتلون حتى آخر رمق من حياتهم لانها بالنسبة لهم معركة نكون او لا نكون ومسالة استعادة كرامة وحرية بألنسبة لهم . هناك حافزُ قوي وملح وهناك اصرار عند الشباب المتعطش الي المواجهة لانه يريد ان يضع اسمه في لائحة شرف الابطال الذين خدموا وطنهم ولم يتقاعسوا في اداء واجبهم في الحفاظ على كينونتهم وملامحهم وعاداتهم وثقافتهم الذي يريد عفاش ان يطمسها ويشوه عراقتها . لهذا السبب وكل ما سبق قوله واستنتاجه سابقاً فان الجنوب سيخرج من عنق الزجاجة منتصراً فقط لو استمر التلاحم بنفس الوتيرة وبنفس الروح التائقة الى انتزاع حريتها وكرامتها عندها سيتحقق نصراً لهم سيخلده لكم التاريخ وسيكتبه لكم بأحرف من نور فالنصر قادم لا محالة أيها الجنوبيون اتحدوا لتنتصروا .