طالعنا تصريحات نائب رئيس الجمهورية خالد بحاح خلال مؤتمر صحفي عقده يوم السبت بان " سلطات الأمن بعدن تستعد خلال أيام لتنفيذ الخطة الأمنية في مرحلتها الثانية مؤكداً ان الحكومة ستواجه بحزم أي تحرك لأي مسلحين غير نظاميين في عدن أو غيرها ". و " أن الحكومة ستواصل جميع خططها في عدن بما فيها الجانب الأمني والجانب الحكومي ". و " أن الحكومة لن تتوقف في جهودها في كافة المجالات حتى وان بدت في بعض الاحيان بطيئة " . ومع إدراكنا لضخامة المهمة إلاَ أننا ندرك أيضاً أن تلك التصريحات تضع عدن بكاماها في (ضمير بحاح) وما عهدناه من ضمير. فبعد أن تحررت عدن من الغزو العفاشي/الحوثي قبل أكثر من ثمانية أشهر ما رأينا غير أن عدن تفلت وتغرق وتحتضر وتموت. ما رأينا غير أن عدن تفلت في أيدي المسلحين والمندسين والمتسللين وخلايا الموت والغدر والإغتيالات. ما رأينا غير أن عدن تغرق في الأوكار والمفخخات والسلاح خفيفه والثقيل تلقاه في كل يد وبيت وشارع. ما رأينا غير أن عدن تحتضر في أطماع المرتشين الفاسدين وحق الأتعاب والمعلوم وكل أشكال السرقة والنهب والإبتزاز. وما رأينا غير أن عدن تموت في غياب تام للمؤسسات والشرطة والقضاء وتعثُر في معيشة الناس ورواتبهم وتراجع مخيف في الخدمات. واليوم يعود الأمل في ضمير بحاح.. وتعود معه عدن (في حالة نادرة من الأمل) كما هي في ضمير كل جنوبي. فلا أمن لعدن والأوكار في كل أركانها وقوات الأمن تكتفي بالإنتشار في الشوارع دون مداهمتها وعلى قاعدة (الشوارع لنا والأوكار لكم). ولا أمن لعدن والسلاح خفيفه والثقيل في كل الأيادي والبيوت والشوارع والمخابيء.. دون أن تنزعونه نزعا ولو بالقوة. ولا أمن لعدن ومداخلها ومخارجها مفتوحة عن آخرها للمتسللين والمندسين والخلايا وتهريب السلاح دون طوق أمني فاعل وصارم. ولا أمن لعدن والفاسدون المرتشون يتبطرون ويعبثون والدولة تكتفي بالنصائح دون عقاب رادع ومباشر وفي حينه ويسمعه كل الناس. ولا أمن لعدن دون النظر الجاد والحل السريع لمعيشة الناس ورواتبهم وما يحتاجونه من خدمات الكهرباء والماء والصحة والتعليم وغيرها. ولا أمن لعدن دون عودة المؤسسات المدنية والأمنية والقضائية ويعود معها النظام والقانون.. وحتى بأقل مما تحتاجه (عاصمة مؤقتة). ما كان لعدن أن تتحرر من الغزو العفاشي/الحوثي لولا مقاومتها الباسلة فانصفوا رجالها وشهدائها وجرحاها وبأقصى معايير الإنصاف. وما كان لعدن أن تتحرر من الغزو العفاشي/الحوثي لولا دعم وعون التحالف العربي وعلى رأسها السعودية والإمارات. واليوم لن يكون لعدن أن تستفيق من موتها الحاضر إن لم يكن للتحالف العربي وعلى رأسها السعودية والإمارات دعماً وعوناً فاعلاً ومباشراً على الأرض وعلى كل المستويات أمنياً وخدمياً وإدارياً بعد أن دمروا عدن وأفقدوها كل شيء خيراتها وإدارتها وكادرها وجيلها وأمنها ونظامها والقانون.. حتى تعود لعدن الحياة ويبدأ الإعمار بعيداً عن الفوضى والقتل والفساد. عدن وامنها اليوم في ضمير بحاح .. وغداً نأمل أن نعيش الفرق.