قال الرئيس محمد مرسي إن ثورة 23 يوليو تعثرت في تحقيق الديمقراطية وتضاءلت في أنظمتها المختلفة الحريات، لتفشل التجربة الديمقراطية في الثلاثين سنة الأخيرة، مما اضطر الشعب إلى الثورة مرة أخرى في 25 يناير الماضي لتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وأكد مرسي، في خطاب وجهه، مساء الأحد، إلى الشعب المصري في الذكري الستين لثورة 23 يوليو 1952، أن الثورةكانت «بأهدافها الوطنية، بداية لتمكين الشعب المصري، وحاولت أن تقدم نموذجا في دعم حركات التحرر في العالمين العربي والإسلامي». وأشار الرئيس إلى أن ثورة يوليو نجحت في تحقيق بعض الأهداف، وتعثرت في ملفات أخرى وخصوصا في ملف الديمقراطية والحريات «والتي تضاءلت مساحتها عبر الأنظمة المختلفة، وتراجعت خطوات الأنظمة في إقامة حياة ديمقراطية»، مضيفا أن «التجربة الديمقراطية فشلت في الثلاثين عاماً الأخيرة بفعل التزوير والاستبداد الذي استنزف موارد مصر». وتابع مرسي أنه «كان لابد للشعب من تصحيح المسار وتصويب الأخطاء، فكان أن ثار ثورته الثانية»، مؤكدا أن «الجيش المصري العظيم انحاز لإرادة الشعب ووقف مع خيار بناء الجمهورية الثانية». واعتبر الرئيس أن «ثورة يناير 2011 هى امتداد للتاريخ النضالي للأمة المصرية»، مؤكدا أن «الأمة المصرية لن تنسى تضحيات أبنائها وعطائهم من أجل هذا الهدف النبيل. وستظل مصر تذكر كل من أعطى عبر هذا المسار الطويل، من الذين ضحوا وحملوا أرواحهم على أكفهم في اللحظات العصيبة». وفي رسالة للشعب ، قال مرسي: «إننا في إطار بناء مشروع نهضة لأبنائنا، وبسواعد أبنائنا، لابد أن نتعلم هذا الدرس ونعي أن التمكين المجتمعي ودعم المشاركة الشعبية هو أهم العوامل التي تحمي تجربتنا وتدعم ثورتنا العظيمة التي سنعمل جميعا لها ونبذل في سبيلها كل ما نملك حتى نصنع لبلدنا وشعبنا ما يستحقه من مستقبل مشرق»، مؤكدا «إنني على يقين أن الشعب قادر على العمل من أجل هذا المستقبل وتحقيق الآمال والطموحات». واختتم مرسي خطابه، قائلا: «الشعب المصري الكريم، هذه المناسبة تدفعنا إلى المزيد من الجهد والعمل والتضحية، وأحسب وأنا على يقين- بإذن الله- أننا على ذلك قادرون، سنمضي بإرادتنا إلى أفاق أرحب ومستقبل أفضل من أجل وطننا مصر، ومستقبل أبنائنا وأحفادنا».