في الوقت الذي مازالت فيه قوى الحراك الجنوبي تعمل في ظل اجتهادات ورؤى مختلفة في محافظات عدة من الجنوب تتداخل المظاهرات المحتجة على تدني الخدمات في المديريات مع مظاهرات أخرى يتم تنظيمها من قبل الحراك للمطالبة بالانفصال. في مدينة تريم التاريخية بعد أن كان مواطنون محتجون أمهلوا السلطات المحلية 24 ساعة لرفع المخلفات، قام متظاهرون بقطع الشوارع العامة، وإغلاق مبنى المجلس المحلي مستخدمين صندوق قمامة. احتجاجاً على تردي خدمات النظافة والصرف الصحي بعدما انتشرت المخلفات وطفحت المجاري في الشوارع، إضافة إلى الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي. وقام المتظاهرون بقطع الشارع المؤدي إلى السوق وحارة الخليف وعيديد بصناديق القمامة، والمخلفات التي كانت منتشرة في الشارع ذاته، مطالبين المجلس المحلي والبلدية بالقيام بواجبها إزاء ذلك. ويفاقم تلك المشاكل ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف الحالي، وهو ما يسبب مشاكل صحية خاصة مع انقطاعات الكهرباء. الجنوب إلى ذلك تظاهر أنصار الحراك الجنوبي الجمعة في مدينة عتق بمحافظة شبوة رافعين شعارات تطالب بانفصال جنوب اليمن والإفراج عن معتقلين على ذمة أنشطتهم في الحراك. و طافت التظاهرة شوارع مدينة عتق، حيث رفع المتظاهرون أعلام دولة اليمن الجنوبي السابق. وأضاف ان المئات من أنصار الحراك تجمعوا في ساحة الحرية بعتق وخرجوا في مسيرة مرددين شعارات تؤكد على النضال السلمي، وتطالب بانفصال الجنوب. فقد كان لافتا في حضرموت أن اختار الحراك في مدينة المكلا الاحد الماضي التعبير عن تصميم هؤلاء على الانفصال من خلال إعادة التعامل بعملة الدينار. حيث دشن الحراك الجنوبي السوق الشعبي بمنطقة الكود مدينة الشرج ، حيث افتتحه رئيس مجلس الحراك السلمي بمحافظة حضرموت الشيخ احمد محمد بامعلم وبمعية الأمين العام عوض بن جميل وعدد من قيادات الحراك بالمحافظة. والسوق هو عبارة عن فلكلور شعبي ثقافي يسعى إلى ترسيخ الهوية وعلى طريق استعادة العملة الجنوبية (الدينار) التي تم طمسها بعد الوحدة. تضمن السوق بيع حاجيات تراثية ومقتنيات حرفية من الصناعة اليدوية الحضرمية والسمك وقوارب الصيد ومستلزماتها والعديد من الاقنية الفخارية وألعاب الأطفال. كما تخللت الافتتاحية للسوق العديد من اللوحات الفنية الحضرمية والرقصات الشعبية والأهازيج الشعبية. وكانت جميع التداولات للزوار في السوق بالعملة الجنوبية (الدينار)، كما ان هذا العمل قد نال استحسان الآلاف من المكلا الذين حضروا هذه اللوحة التراثية التي تعتبر مجهوداً شبابياً بحتاً للحفاظ على هويتهم وثقافتهم التي سعت قوى الظلام إلى طمسها. وفي إطار المحاولات الرامية لتوحيد الرؤى حول موقف جنوبي من الحوار عقد بمدينة عدن حلقة نقاشية (الحوار الجنوبي الذي نريد) بمشاركة 80 شخصية قيادية وشبابية ونسائية وأكاديمية ودينية واجتماعية من نشطاء الثورة السلمية التحررية الجنوبية. وفي مفتتح الحلقة النقاشية ألقى د. سعيد الجريري رئيس الهيئة التأسيسية لتيار "مثقفون من أجل جنوب جديد" -الجهة المنظمة لحلقة النقاش- كلمة اعتبر فيها اللقاء جزءاً من توكيد ثقافة الحوار والرغبة في إدارة التباينات وفق معايير موضوعية، بغرض الإجابة عن سؤالين "لماذا وكيف يكون الحوار الذي نريد، بين الجنوبيين؟"، في سياق القضية بتوصيف الجنوب السياسي، وليس الجغرافي، مقدماً بعض المحددات لمفهوم الحوار الجنوبي، وأن محاور الحلقة تمثل تمهيداً لشكل آخر أعمق وأكثر فاعلية للحوار المأمول بين الجنوبيين، على خلفية وحدة الهدف المتمثل في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية الكاملة السيادة. وتوزع المشاركون على أربع مجموعات عمل تحاورت كل على حدة حول أربعة محاور رئيسة: ميثاق الشرف الجنوبي. استراتيجية دعم النضال السلمي التحرري- توحيد الحامل السياسي والمرجعية الجنوبية رؤية لملامح الجنوب الجديد. وبعد عرض استخلاصات كل مجموعة في إطار المحور المعني بها تمت المناقشة الجماعية من قبل مجموع المشاركين بغرض الوصول إلى رؤى متقاربة .