ما يبدو في الأفق أن أبين ستشهد حراكا ولكن من نوع آخر.. غير ذلك الحراك الذي أدخل المحافظة منطقة سخونة لم تشهدها سوى في سبعينيات والنصف الأخير من ثمانينيات القرن الماضي، فجمد الحياة وعطل الملاكات وبدد الإمكانات. ويحدث هذا غالبا لأبين عندما تتنكر لتاريخها المتأزم ولا تتأنى لتتعظ، فحقبة الجملة الثورية لا زالت تستيقظ من سباتها من وقت لآخر.. فهل يعني أن ما استتب من هدوء يؤذن ببداية حراك جديد وعلى صعيد أكثر إشراقا وأكثر تماس بحياة الأبيني، حراكا تنمويا يوفر في الحد الأدنى وفي أقل تقدير الخدمات الأساسية وقدراً لا بأس به من فرص العمل لمواطن أبين الذي شغلت الشعارات وأحلام الهوس ثلاثة أرباع أيامه وجعلته يضحي ببناه التحتية ويمارس ضدها كل أصناف اللامبالاة. وأن ينأى بنفسه عن الصنمية المريضة في تأليه (الشخص والشعار) ويفتش عن ارتصاص واصطفاف قائم على قاسم مشترك يتمثل في الحفاظ على كل منجز تحقق لهذه المحافظة من بنية تحتية ومشاريع خدمية ونعمل جميعا سلطة ومعارضة ومستقلين ومنظمات مجتمع مدني ومثقفين من أجل الحفاظ على كل ما تحقق لنا وأن نعمل على تنميته وتحديثه لنحفظ لأنفسنا كرامة العيش دون التفتيش في ضمائر الناس وأن نربأ بأنفسنا عن استهداف مرفق خدمي أو طريق أو معمل أو منزل أو بسطة إنسان يبحث عن قوت يومه ولا ينتمي إلى أبين لنفجر فيه غيضنا من النظام أو من الأشخاص الذين يمثلون النظام. وما أحوج أبين اليوم لوحدة صف وطني نقطة ارتكازها الحفاظ على ما تحقق لنا والعمل دون كلل لإيجاد ما ينقصنا. والأحرى بنا جميعا عدم تفويت فرصة كهذه بوضع ميثاق شرف يوقع عليه الجميع بمختلف مشاربهم السياسية والفكرية وانتماءاتهم وولاءاتهم، لتضييق الخناق على لوبيات الفساد وكل عابث بالأمن والاستقرار وبمقدرات المجتمع وكل مقوض لدعائم إقامة مجتمع مدني متماسك يعمل بروح واحدة من أجل إنماء مقدراته والعيش برغد وأن يضمن لأبنائه مستقبلاً يليق بهم تتحقق فيه طموحاتهم ليعيش الجميع حياة كريمة تنعم بالرخاء والسكينة والاطمئنان. وإن ضمنا اصطفافاً من هذا النوع ستكون الكرة في ملعب الحكومة ومن يمثلها في المحافظة ، وحينها سنعرف كيف نحاسب لأن كلا منا سوف يكون غيوراً على كل ما يعتمل في المحافظة لا سيما وأن محافظ محافظة أبين أبدى في أكثر من مناسبة استعداده التام للتناغم مع اصطفاف من هذا النوع بل ودعا إليه وتعهد بتوفير ما يستطيعه لإنجاح هذا الاصطفاف القائم على تمتين الأواصر والعرى بين أبناء المحافظة خاصة والوطن عامة، بعيدا عن شطحات السياسة وأحلام اليقظة النزقة التي تدعو إلى الكراهية والتفريق بين الناس وتجعل من مكاسبهم وأمنهم واستقرارهم هدفا لإغاظة النظام أو من يمثله. والعمل بنبل وأخلاق في الساحة السياسية واستثمار كل ما يمكن أن يحقق مكاسب للجميع، ومن نريد إقصاءه فإن أمامنا صناديق الاقتراع ومنظمة حقوقية تضمن لنا حتى وإن تعبنا - الوصول إلى ما نريد دون أن تراق قطرة دم واحدة وتتفشى ثقافة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد. ويكفي الأبيني الذي خبر ثلاثين عاما من زمن التيه أن يلذع ذاكرته تساؤلا ما الذي خلفه الذين ذهبوا.. وما الذي بقي لهم.. وماذا بقي منهم؟! فأي تعويل على حلول قد تأتيه من الخارج لم يضمنها أصحابها أثناء تواجدهم في البلد وهو محض هراء وهو إبحار في قارب مثقوب. span style=\"color: #333399\"ولذا أقول له: span style=\"color: #800000\" خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
span style=\"color: #800000\"*رئيس لجنة الشئون الاجتماعية بالمجلس المحلي لودر م/ أبين