لإنها رفضت أن تسبّح بحمد الحاكم وزبانيته ومن دار بفلكهم لابائس، فقد كانت عرضة لسهامهم بين الحين والآخر كلما استبد بهم الغيظ وتملكهم الحقد من صدق حجتها وصواب منطقها وهي تسقط أوراق التوت من على عورة نظام استبدادي تكلس دماغه منذ سبعينات القرن الماضي وتوقفت ساعته صدئت عقاربها، حتى وان حاول اليوم عبثا أن يعيد إنتاج نفسه بلباس ديمقراطي رث الهيئة، و يمعن بالقمع والفساد ليطيل من عمره المتهالك . تلك هي الحقوقية والصحفية المعروفة( توكل عبدا لسلام كرمان) التي طالها يوم السبت أذى الطغاة الفاسدين عبر كرباج القمع الأمني المستبد. كلما تمادى الطغاة بطغيانهم كلما قلصوا المسافة الفاصلة بينهم وبين ذلك اليوم الذي سيسحقهم فيه العاصف المشتعل من غضب المستضعفين والمقهورين، فهم أي الطاغية المفسدون اضعف واجبن من الوقوف أمام امرأة استطاعت بكل ثقة الضرب تحت الحزام ليسقط بالتالي صنم الظلم ووثن الفساد خائرا ذليلا تدوسه لعنات المظاليم وضحاياه وما أكثرهم وما اكثرهم... بكل لغات العام نسجل تضامننا مع الأخت الفاضلة / توكل كرمان وهي تساق عنوة بواسطة قوة عسس الطاغية إلى تلك الزنزانة التي لاشك سيتحول سقفها يوما إلى مشنقة لأساطين الإجرام والتعسف ومن لف لفهم وزين لهم مفاسدهم وظلمهم عبر كتباتهم ونفاقهم المقيت. يقيني إن كابوس الثورة التونسية يفعل فعله اليوم أمام عتبات قصور الطغاة الفارهة ويهز كراسيهم الوثيرة ، وكأني أرى دواب الأرض وهي تنخر منسأة هذه الأصنام نخرا الواحد تلو الاخر، والرعب والخوف يعتري من تسمرت مؤخراتهم فوقها منذ عشرات السنيين. نعم لقد استطاعت الثورة التونسية المباركة ان يزرع الخوف والرعشة بالقلوب هؤلاء الفسدة من مصاصي ثروات الشعوب، وأصبح ينعكس هذا الخوف بإمعان هذه الأصنام ببطشها واقتلها واعتقلها لكل الأحرار الشرفاء ضنا من هذه الأوثان أن هذه الإجراءات قد تستطيع ان تقيهم من مصيرهم المخزي الذي ينتظرهم .... من حاضرة الجنوب (عدن) التي كانت قبل أسابيع تشهد مهرجانا تضامنيا أعدت له الأخت توكل كرمان للتضامن مع معتقلي الحراك الجنوبي الذي تكتظ بهم سجون البطش ومع المعتقلة المفرج عنه مؤخرا الأخت ( زهراء صالح) تحديدا، من هذه المدينة اذا نسجل تضامننا اللامحدود مع توكل كرمان فإننا في ذات الوقت نستهجن يشدة هذا العمل التعسفي القمعي التي تعرضت له ونطالب كل الأحرار شمالا وجنوبا التصدي بحزم لكل هذه الإجراءات ،ونجدها مناسبة ليرفع الجميع صرخته بوجه الطغاة المفسدين الذي لن يتورعوا بفسادهم وسيسدرون في غيهم أكثر إن وجدوا ثمة تهاون وتراخي من الجميع. ( الحرية للمعتقلين)