هكذا اليوم أنتي ياقلب معطاء تفوح منه رائحة الخير والعطاء !! ما الذي حل بك وقد كنتي بنض السعادة والحياة "وأهزوجة" حب متجددٍ وإيقاعات عمل متسارعة سطرها سُمر "الجباه" ترانيم صباحاتك الجميلة ،وروائح الأزهار المنبعثة من حقول المزارع في واديي "بناء وحسان" تمنح زوارك لحظات فرح وحفاوة وشعوراً دائماً بالدفْ والأمان وراحة البال أصوات الصيادين في شقرة تعانق فضاءات أنجمك وأسراب الطيور تتماهى بأجنحتها على روابي "دلتاك " الشهير ، تتشفى منها وبها أيام عطاء وفرح ومظاهر حياة تروي عطش وظمأ المسكونين بحبك والهائمين بعشقك . كنتي في عيون أبنائك كعروس قد تجملت في ليلة فرحها ،وأرثيدت حلل البهاء في حضرة يومها الميمون !!لكن ما الذي صار لك ؟؟ وما الذي حل بديارك ؟؟ وكيف تحولتي اليوم إلى عجوز شمطاء قد شاب وليدها . كيف أنتي اليوم وقد أرتدت الأشياء فيك ثوب السواد !! وسافرت الطمأنينة عن سماء مدنك وقراك إلى المجهول. ماذا فعلتي أيتها الأرض الطيبة ولماذا تنكر لك أبنائك وخلانك وأنتي أرض الساسة والقادة وموطن الرجال الاشداء الأقوياء لماذا أنتي اليوم ضحية صراعات وساحة للتدمير والتهجير القسري. آه..على أطفال كانوا يلعبون وهم في الفرج غامرون . آه .. على أيام سمر وحصاد وفير وخير منقطع النظير . آه .. على أم ألتحفت السماء وذرفت دموعها مرار تبكي وليدها الذي لقي حتفه في حرب شعوا عنوانها اللامنطق . لماذا أرتضى لك هذا المشهد الأليم ..ألم يحز في نفوسهم منظرعلى أم تبكى وشيخ ضرير وطفل شريد وبنتاً خرجت من خدرها لاتدري أين المصير !! لكن صبراً "أبين " سيأتي يوماً تنقشع فيه سحب المؤلمات عن أجوائك وسيغرد الطير مجدداً فوق بساتين المسيمير وباتيس والحصن وجعار ودرجاج وزنجباروسيشم زوارك رحيق ألقك وعطر إيامك الجميلة ولو بعد حين وستعانق أمانينا صدر أفراحك كما تعانقت أشجار المرير على الطريق المؤدية إليك مشكله لوحة وفاء أبدية وصورة عطاء سرمدية.