انتقالي حضرموت يشارك في ختام مهرجان خريف حجر السنوي ويطّلع على أبرز فعالياته    حلف بن حبريش يستجبن عن إدانة قتل العسكرية الأولى لأبناء تريم    الزهري يقود حملة رقابية واسعة في خور مكسر لضبط الأسعار تسفر عن تحرير 64 مخالفة    حكومة التغيير والبناء .. رؤية واقعية تستجيب لاحتياجات المواطنين    الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية وهبوب رياح شديدة السرعة    طارق ذياب ينضم إلى فريق برنامج "الثمانية" محللاً فنياً    الموعد والقناة الناقلة لقرعة دوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية    انتقالي الضالع يدشن المرحلة الثالثة من تمكين المرأة اقتصادياً    القوات الجنوبية تكبد مليشيا الحوثي خسائر فادحة بالضالع    تفشي موجة جديدة من الأمراض الوبائية في مناطق سيطرة المليشيا    تعز.. نقطة عسكرية تحتجز نائب مدير موانئ الحديدة وأسرته والمحور يرفض توجيهات المحافظ    استئناف أعمال الترميم والصيانة في قلعة القاهرة التاريخية بتعز    حين يكون القاضي على قدر من الحكمة والاحترام للقانون وتغليب المصلحة العامة    فؤاد الحميري، له من اسمه نصيب    "بعد الهاتريك".. رونالدو يؤكد أنه لا يزال في قمة لياقته البدنية    عشر سنوات من العش والغرام واليوم فجأة ورقة طلاق    هل هما شخص واحد.. الشبه الكبير بين البغدادي والشيباني    حكايتي مع الرئاسة التلالية الأولى (2-2)    إصلاح الكهرباء: الاقتصاد لا يبنى في الظلام    يوليو 2025 يدخل قائمة الأشهر الأشد حرًا عالميًا    دراسة صادمة: "تشات جي بي تي" يوجه المراهقين إلى سلوكيات خطيرة وانتحارية    إيطاليا تعطي الضوء الأخضر لمشروع ب5،15 مليار دولار لبناء أطول جسر معلّق في العالم    لهايات للبالغين تنتشر في الصين لتخفيف التوتر والإقلاع عن التدخين    وزارة الثقافة والسياحة تنعي الشاعر والباحث والناقد كريم الحنكي    مركزي عدن المحتلة يغرق السوق بعملة جديدة وسط اقترابه من الإفلاس    "أكسيوس": اجتماع أوكراني أمريكي أوروبي يسبق قمة بوتين ترامب    بيت هائل.."نحن الدولة ونحن نقود البلد وهم يتبعونا!!"    حان الوقت للفصل بين الهويات اليمنية والجنوبية    إذا أقيل الشاعري فعلى كل جنوبي ان يستعد لحلاقة رأسه    إيران.. ونجاح صفقة S-500 ودورها في تغيير موازين القوى (2)    المدينة التي لن تركع (2): مأرب.. من جبهة مقاومة إلى نموذج دولة    تير شتيجن يستعيد شارة القيادة    وزراء خارجية 5 دول يرفضون خطة إسرائيل احتلال غزة    مهرجان القاهرة السينمائي يطلق «CAIRO'S XR»    المدرسة الديمقراطية تكرم الصحفي حسن الوريث    الترب يعزّي في وفاة الشاعر والأديب كريم الحنكي    العديني:تحويل مسار الخطاب الإعلامي بعيدًا عن مواجهة الانقلاب يصب في مصلحة المليشيا    رسميا: بوتافوغو البرازيلي يضم الحارس المخضرم نيتو    السهام يكتسح النور بخماسية في بطولة بيسان    وديا ... تشيلسي يتخطى ليفركوزن    وفاة ستة مواطنين بينهم نائب رئيس جامعة لحج في حادث مروّع بطور الباحة    مأرب تحتضن العرس الجماعي الأول ل 260 عريساً وعروس من أبناء البيضاء    مستشفى الثورة… حين يتحوّل صرح العلاج إلى أنقاض    الأمم المتحدة تعلن وصول سوء التغذية الحاد بين الأطفال بغزة لأعلى مستوى    القبض على 5 متورطين في أعمال شغب بزنجبار    الذهب يسجل مستويات قياسية مدعومًا بالرسوم الجمركية الأمريكية    تفشي فيروس خطير في ألمانيا مسجلا 16 إصابة ووفاة ثلاثة    اكتشاف معبد عمره 6 قرون في تركيا بالصدفة    دراسة تحذّر من خطر شاشات الهواتف والتلفاز على صحة القلب والشرايين!    إنسانية عوراء    في تريم لم تُخلق النخلة لتموت    تغاريد حرة .. عندما يسودنا الفساد    وسط تصاعد التنافس في تجارة الحبوب .. وصول شحنة قمح إلى ميناء المكلا    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مَهْلاً أيُّهَا الأحْرَارُ!!

باعتقادي انه لا يختلف اثنان على شرعية وصحة مطالب الثائرين ضد المؤسسات الحكومية المختلفة سواء فيما يتعلق بالمطالبة برحيل الفاسدين الذين عاثوا فيها الفساد من بقايا نظام الرئيس السابق علي صالح أو فيما يتعلق بالمطالب الحقوقية كإطلاق رواتب الموقوفين على خلفية انضمامهم للثورة أو مساندتهم لها عسكريين كانوا أو مدنين وأيضا المطالب المتعلقة بزيادة المرتبات ومنح الترقيات والعلاوات والبدلات التي حُرِم منها المستحقون لها منذو سنوات ناهيك عن محاسبة الفاسدين ومحاكمة المتورطين بالاعتداءات على الثوار أو السطو على المال العام أو الخاص وغير ذلك من المطالب المحقة واللازمة. فهذه مطالب لها وجاهتها وشرعيتها ولكن يا ترى!! هل من المقبول عقلا أو منطقا أن تُقَدَّم كل هذه المطالب السالف بيانها أو التي لم يسعنا المقام لذكرها دفعة واحدة أمام الرئيس الجديد عبده ربه منصور هادي أو حكومة الوفاق برئاسة محمد سالم باسندوه أم علينا التدرج بالطلبات مبتدئين بالأهم قبل المهم ؟ لاسيما وان الدولة جديدة لم يمضي على انتخاب رئيس الجمهورية سوى شهر ونصف تقريبا وحكومة الوفاق الوطني ما زالت في الأشهر الأولى من العمر كما لا ننسى أن النظام السابق خلف وراءه تركة ثقيلة فقرا وأمراضا وجهلا وجوعا وفسادا ونهباً للمال وثارات واستيلاء على السلطة والثروة ووو... الخ فهل بمقدور الحكومة الناشئة والرئيس الجديد القضاء على كل هذه البلاوي والأوبئة والمفاسد ما بين عشية وضحاها ؟ أم لا بد من خطط مدروسة وجدول زمني لحل المشاكل وتنفيذ الطلبات والقضاء على كل المصائب الموروثة من صالح ونظامه ؟ فالجُزْءُ الأخير من التساؤل السالف بيانه توجد فيه الإجابة وبها سنؤسس لدولة مدنية حديثة وُلِدَت بميلاد الثورة الشبابية السلمية 2011م فلو أصر الجميع على التمسك بالمطالب وتحقيقها كاملة في وقت واحد وفي هذه الظروف الاستثنائية الصعبة والوضع السيئ فإن النتيجة ستكون الفشل الذريع للحكومة والدولة وذلك ما يسعى إليه أعداء الوحدة والوطن والشعب لاسيما وان الحرس الجمهوري والأمن المركزي ما يزالان بيد الأبناء وأبناء الإخوة والمقربين وبأيدهم مخازن الأسلحة أضف إلى ذلك أنهم يثيرون الفتن هنا وهناك ويختلقون المشاكل ويفتعلون الأزمات بواسطة أتباعهم والمواليين لهم من العصابات المسلحة تحت مسميات أنصار الشريعة (القاعدة) والحراك المسلح والحوثيين وقطاع الطرق المزودين بمختلف الأسلحة. ولمّا كان الأمر كذلك فلابد أن نرتقي بثقافتنا ونتألق بمطالبنا ونقف إلى جانب الرئيس والحكومة ونساهم في بناء اليمن الجديد يمن الحرية والعدالة والمساواة الخالي من التهميش والإقصاء وعدم القبول بالآخر. فمن تحققت لهم مطالبهم كلها فليحمدوا الله على ذلك ومن تحققت لهم جزء منها فليقبلوا بذلك وستُحَقّق بقية المطالب لاحقا بإذن الله تعالى والحكمة تقول (إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع) بَيْدَ أن هناك مطلب واحد مهم جدا فبتحققه ستتمكن الحكومة من تنفيذ كامل المطالب المرفوعة من شباب الثورة أو من الثائرين ضد فساد المؤسسات المختلفة وهذا المطلب يجب أن يخرج له الشعب عن بكرة أبيه ولا يعودون إلى منازلهم أو يهدأ لهم بال أو يستقر لهم قرار حتى يتم تنفيذه ذلك هو إبعاد أبناء الرئيس السابق وأقاربه والمواليين له من قيادات الجيش والأمن ورفع أيديهم عنه ثم هيكلتهما في مؤسستين وطنيتين أمنية وعسكرية ولائهما لله ثم للوطن والشعب وهذا ما أكدت عليه المبادرة الخليجية وزَمّنتْ ذلك في المرحلة الثانية منها وقد حان الآن وقت التنفيذ والهيكلة وبذلك ستنتهي الزوابع ويسود الأمن والاستقرار لاسيما وان اكبر المشاكل الواقفة أمام الرئيس هادي والحكومة والمعرقلة لهما من إصلاح الوضع وتنفيذ المطالب تكمن في عدم هيكلة الجيش والأمن في مؤسسة وطنية واحدة أما بقاء الحرس والأمن بيد الأبناء والأقارب فلن يحصد الشعب شيئا سوى الدمار ولولا ذلك لما تجرأ (صالح) على تهديد رئيس الوزراء عبر الهاتف على خلفية خطاب له بمناسبة الذكرى الأولى لمجزرة الكرامة ناهيك أن وزيري الدفاع والأمن قد هددا بالاستقالة أمام مجلس النواب الأسبوع الماضي عندما طلبهما الأخير ليسمع منهما أسباب التدهور الأمني في معظم المدن اليمنية وقد اتضح أن ذلك راجع إلى أسبابا هامة على رأسها أن قيادات القوة العسكرية والأمنية السالفة الذكر لا تأتمر بأوامرهما أضف إلى ذلك ظهور (صالح) بين آونة وأخرى لإحداث الإرباك وإثارة المشاكل والقلاقل من خلال خطاباته المستفزة لمشاعر الثوار والشعب وقد صبر شعبنا العظيم (33عاما ) على الطغيان والكبت وتكميم الأفواه حتى انتصر في ثورة الربيع العربي واسقط رأس النظام. وإذا كان الشعب قد صبر سابقا على نظام افسد عليه حياته فلنصبر اليوم جميعا على نظام جديد يبني ويعمر ويصلح ولقد لمسنا ذلك في الأيام الماضية وعلينا أن لا نستعجل فالمثل يقول : (ما احد يعمر صنعاء بيوم ) والمثل الآخر يقول (ياصابر الزمان باقي لك ثمان ) وهنا يجب على العقلاء الأحرار والمنتمين لهذا الوطن أن ينشروا في المجتمع ثقافة البناء والأمن والاستقرار والمحافظة على المنشآت الحيوية والايرادية فكم نسمع بين يوم وآخر عن الاعتداء على أبراج الكهرباء في مأرب وأنابيب النفط في شبوه وقطع الطرقات ونهب المارة والمؤسسات وغير ذلك وهذه مشاكل يومية تؤدي إلى إضعاف الدولة وانهيارها هذا إذا كانت موجودة فكيف والحال أن النظام السابق لم يبني دولة ولا اوجد مؤسسات وكل ما فعله هو الخراب والدمار ونشر ثقافة الثارات والتسلط وإذا استمر الحال على ذلك فكيف سيتسنى للرئيس الجديد والحكومة إصلاح الوضع وبناء الدولة وتنفيذ المطالب والمثل يقول ( مكسر غلب ألف مدار ) قال الشاعر :
ولو أن بان خلفه هادم كفى
فكيف ببان خلفه ألف هادم
فاليمن بلد الجميع وتتسع للكل والحكومة ناشئة وما زالت في طور المهد وهي أشبه بالرضيع الذي لا يزال في الأيام الأولى من عمره فلا نكن سريعين النقد وربما السخرية فكم نسمع يوميا من يقول بحسن نية واغلبهم بسوء نية ما فعل الرئيس والحكومة وما حققت الثورة ؟ وتناسى هؤلاء أننا صبرنا على منظومة فساد استبدت بنا ثلث قرن فلنصبر اليوم على المولود الجديد ونتعهده بالرعاية ويد العون ولا يوجد في الدنيا مولود بخروجه إليها انطلقت لسانه متحدثة بما يتحدث به العقلاء والفصحاء وكان معجزة سوى نبي الله عيسى عليه السلام حيث تحدث القران على لسانه قال الله تعالى :( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا. قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) أما غيره فلا بد من الرضاعة والعناية التامة حولين كاملين قال تعالى (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) ونحن هنا لا نقول بترك الحكومة حولين دون تلبية المطالب أو القيام بإصلاحات حقيقية ملموسة وإنما نعطيها فرصا تمكنها من الإصلاحات والبناء وتنفيذ المطالب بِدءً بالأهم ثم المهم وإذا قُلنا بغير ذلك فنكون قد خدمنا بقايا النظام وبالأخص الفاسدين منهم لأنهم يسعون إلى شق الصف وإثارة البلابل والفتن بقصد النيل من الثورة والثوار ولذلك فهم ناقمون على النظام الجديد والشعب الثائر فلينتبه الجميع إلى خطورة أولئك. والمؤمن كيس فطن كما قال رسول الله (ص) والشاعر يقول:
ألا بالصبر تبلغ ما تريده
وبالتقوى يلين لك الحديد
باعتقادي انه لا يختلف اثنان على شرعية وصحة مطالب الثائرين ضد المؤسسات الحكومية المختلفة سواء فيما يتعلق بالمطالبة برحيل الفاسدين الذين عاثوا فيها الفساد من بقايا نظام الرئيس السابق علي صالح أو فيما يتعلق بالمطالب الحقوقية كإطلاق رواتب الموقوفين على خلفية انضمامهم للثورة أو مساندتهم لها عسكريين كانوا أو مدنين وأيضا المطالب المتعلقة بزيادة المرتبات ومنح الترقيات والعلاوات والبدلات التي حُرِم منها المستحقون لها منذو سنوات ناهيك عن محاسبة الفاسدين ومحاكمة المتورطين بالاعتداءات على الثوار أو السطو على المال العام أو الخاص وغير ذلك من المطالب المحقة واللازمة. فهذه مطالب لها وجاهتها وشرعيتها ولكن يا ترى!! هل من المقبول عقلا أو منطقا أن تُقَدَّم كل هذه المطالب السالف بيانها أو التي لم يسعنا المقام لذكرها دفعة واحدة أمام الرئيس الجديد عبده ربه منصور هادي أو حكومة الوفاق برئاسة محمد سالم باسندوه أم علينا التدرج بالطلبات مبتدئين بالأهم قبل المهم ؟ لاسيما وان الدولة جديدة لم يمضي على انتخاب رئيس الجمهورية سوى شهر ونصف تقريبا وحكومة الوفاق الوطني ما زالت في الأشهر الأولى من العمر كما لا ننسى أن النظام السابق خلف وراءه تركة ثقيلة فقرا وأمراضا وجهلا وجوعا وفسادا ونهباً للمال وثارات واستيلاء على السلطة والثروة ووو... الخ فهل بمقدور الحكومة الناشئة والرئيس الجديد القضاء على كل هذه البلاوي والأوبئة والمفاسد ما بين عشية وضحاها ؟ أم لا بد من خطط مدروسة وجدول زمني لحل المشاكل وتنفيذ الطلبات والقضاء على كل المصائب الموروثة من صالح ونظامه ؟ فالجُزْءُ الأخير من التساؤل السالف بيانه توجد فيه الإجابة وبها سنؤسس لدولة مدنية حديثة وُلِدَت بميلاد الثورة الشبابية السلمية 2011م فلو أصر الجميع على التمسك بالمطالب وتحقيقها كاملة في وقت واحد وفي هذه الظروف الاستثنائية الصعبة والوضع السيئ فإن النتيجة ستكون الفشل الذريع للحكومة والدولة وذلك ما يسعى إليه أعداء الوحدة والوطن والشعب لاسيما وان الحرس الجمهوري والأمن المركزي ما يزالان بيد الأبناء وأبناء الإخوة والمقربين وبأيدهم مخازن الأسلحة أضف إلى ذلك أنهم يثيرون الفتن هنا وهناك ويختلقون المشاكل ويفتعلون الأزمات بواسطة أتباعهم والمواليين لهم من العصابات المسلحة تحت مسميات أنصار الشريعة (القاعدة) والحراك المسلح والحوثيين وقطاع الطرق المزودين بمختلف الأسلحة. ولمّا كان الأمر كذلك فلابد أن نرتقي بثقافتنا ونتألق بمطالبنا ونقف إلى جانب الرئيس والحكومة ونساهم في بناء اليمن الجديد يمن الحرية والعدالة والمساواة الخالي من التهميش والإقصاء وعدم القبول بالآخر. فمن تحققت لهم مطالبهم كلها فليحمدوا الله على ذلك ومن تحققت لهم جزء منها فليقبلوا بذلك وستُحَقّق بقية المطالب لاحقا بإذن الله تعالى والحكمة تقول (إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع) بَيْدَ أن هناك مطلب واحد مهم جدا فبتحققه ستتمكن الحكومة من تنفيذ كامل المطالب المرفوعة من شباب الثورة أو من الثائرين ضد فساد المؤسسات المختلفة وهذا المطلب يجب أن يخرج له الشعب عن بكرة أبيه ولا يعودون إلى منازلهم أو يهدأ لهم بال أو يستقر لهم قرار حتى يتم تنفيذه ذلك هو إبعاد أبناء الرئيس السابق وأقاربه والمواليين له من قيادات الجيش والأمن ورفع أيديهم عنه ثم هيكلتهما في مؤسستين وطنيتين أمنية وعسكرية ولائهما لله ثم للوطن والشعب وهذا ما أكدت عليه المبادرة الخليجية وزَمّنتْ ذلك في المرحلة الثانية منها وقد حان الآن وقت التنفيذ والهيكلة وبذلك ستنتهي الزوابع ويسود الأمن والاستقرار لاسيما وان اكبر المشاكل الواقفة أمام الرئيس هادي والحكومة والمعرقلة لهما من إصلاح الوضع وتنفيذ المطالب تكمن في عدم هيكلة الجيش والأمن في مؤسسة وطنية واحدة أما بقاء الحرس والأمن بيد الأبناء والأقارب فلن يحصد الشعب شيئا سوى الدمار ولولا ذلك لما تجرأ (صالح) على تهديد رئيس الوزراء عبر الهاتف على خلفية خطاب له بمناسبة الذكرى الأولى لمجزرة الكرامة ناهيك أن وزيري الدفاع والأمن قد هددا بالاستقالة أمام مجلس النواب الأسبوع الماضي عندما طلبهما الأخير ليسمع منهما أسباب التدهور الأمني في معظم المدن اليمنية وقد اتضح أن ذلك راجع إلى أسبابا هامة على رأسها أن قيادات القوة العسكرية والأمنية السالفة الذكر لا تأتمر بأوامرهما أضف إلى ذلك ظهور (صالح) بين آونة وأخرى لإحداث الإرباك وإثارة المشاكل والقلاقل من خلال خطاباته المستفزة لمشاعر الثوار والشعب وقد صبر شعبنا العظيم (33عاما ) على الطغيان والكبت وتكميم الأفواه حتى انتصر في ثورة الربيع العربي واسقط رأس النظام. وإذا كان الشعب قد صبر سابقا على نظام افسد عليه حياته فلنصبر اليوم جميعا على نظام جديد يبني ويعمر ويصلح ولقد لمسنا ذلك في الأيام الماضية وعلينا أن لا نستعجل فالمثل يقول : (ما احد يعمر صنعاء بيوم ) والمثل الآخر يقول (ياصابر الزمان باقي لك ثمان ) وهنا يجب على العقلاء الأحرار والمنتمين لهذا الوطن أن ينشروا في المجتمع ثقافة البناء والأمن والاستقرار والمحافظة على المنشآت الحيوية والايرادية فكم نسمع بين يوم وآخر عن الاعتداء على أبراج الكهرباء في مأرب وأنابيب النفط في شبوه وقطع الطرقات ونهب المارة والمؤسسات وغير ذلك وهذه مشاكل يومية تؤدي إلى إضعاف الدولة وانهيارها هذا إذا كانت موجودة فكيف والحال أن النظام السابق لم يبني دولة ولا اوجد مؤسسات وكل ما فعله هو الخراب والدمار ونشر ثقافة الثارات والتسلط وإذا استمر الحال على ذلك فكيف سيتسنى للرئيس الجديد والحكومة إصلاح الوضع وبناء الدولة وتنفيذ المطالب والمثل يقول ( مكسر غلب ألف مدار ) قال الشاعر :ولو أن بان خلفه هادم كفى فكيف ببان خلفه ألف هادمفاليمن بلد الجميع وتتسع للكل والحكومة ناشئة وما زالت في طور المهد وهي أشبه بالرضيع الذي لا يزال في الأيام الأولى من عمره فلا نكن سريعين النقد وربما السخرية فكم نسمع يوميا من يقول بحسن نية واغلبهم بسوء نية ما فعل الرئيس والحكومة وما حققت الثورة ؟ وتناسى هؤلاء أننا صبرنا على منظومة فساد استبدت بنا ثلث قرن فلنصبر اليوم على المولود الجديد ونتعهده بالرعاية ويد العون ولا يوجد في الدنيا مولود بخروجه إليها انطلقت لسانه متحدثة بما يتحدث به العقلاء والفصحاء وكان معجزة سوى نبي الله عيسى عليه السلام حيث تحدث القران على لسانه قال الله تعالى :( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا. قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) أما غيره فلا بد من الرضاعة والعناية التامة حولين كاملين قال تعالى (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) ونحن هنا لا نقول بترك الحكومة حولين دون تلبية المطالب أو القيام بإصلاحات حقيقية ملموسة وإنما نعطيها فرصا تمكنها من الإصلاحات والبناء وتنفيذ المطالب بِدءً بالأهم ثم المهم وإذا قُلنا بغير ذلك فنكون قد خدمنا بقايا النظام وبالأخص الفاسدين منهم لأنهم يسعون إلى شق الصف وإثارة البلابل والفتن بقصد النيل من الثورة والثوار ولذلك فهم ناقمون على النظام الجديد والشعب الثائر فلينتبه الجميع إلى خطورة أولئك. والمؤمن كيس فطن كما قال رسول الله (ص) والشاعر يقول:ألا بالصبر تبلغ ما تريده وبالتقوى يلين لك الحديد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.