هيئة مكافحة الفساد تتسلم إقراري رئيس الهيئة العامة للاستثمار ومحافظ محافظة صنعاء    اختتام بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد على كأس الشهيد الغماري بصنعاء    شبوة أرض الحضارات: الفراعنة من أصبعون.. وأهراماتهم في شرقها    بوادر تمرد في حضرموت على قرار الرئاسي بإغلاق ميناء الشحر    أمن العاصمة عدن يلقي القبض على 5 متهمين بحوزتهم حشيش وحبوب مخدرة    قرار مجلس الأمن 2216... مرجعية لا تخدم الجنوب وتعرقل حقه في الاستقلال    دائرة التوجيه المعنوي تكرم أسر شهدائها وتنظم زيارات لأضرحة الشهداء    يوم ترفيهي لأبناء وأسر الشهداء في البيضاء    وسط فوضى عارمة.. مقتل عريس في إب بظروف غامضة    لحج تحتضن البطولة الرابعة للحساب الذهني وتصفيات التأهل للبطولة العالمية السابعة    الرئيس الزُبيدي يُعزّي المهندس عبدالله سالم الدقيل بوفاة شقيقه    انتشال أكبر سفينة غارقة في حوض ميناء الإصطياد السمكي بعدن    مجلس الأمن يؤكد التزامه بوحدة اليمن ويمدد العقوبات على الحوثيين ومهمة الخبراء    خطر المهاجرين غير الشرعيين يتصاعد في شبوة    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    "الشعبية": العدو الصهيوني يستخدم الشتاء "سلاح إبادة" بغزة    الأرصاد: أجواء باردة إلى شديدة البرودة على المرتفعات    مدير مكتب الشباب والرياضة بتعز يطلع على سير مشروع تعشيب ملاعب نادي الصقر    شركة صقر الحجاز تثير الجدل حول حادثة باص العرقوب وتزعم تعرضه لإطلاق نار وتطالب بإعادة التحقيق    بيريز يقرر الرحيل عن ريال مدريد    عمومية الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي تناقش الإطار الاستراتيجي للبرامج وتمويل الأنشطة وخطط عام 2026    تنظيم دخول الجماهير لمباراة الشعلة ووحدة عدن    فريق DR7 يُتوّج بطلاً ل Kings Cup MENA في نهائي مثير بموسم الرياض    الانتحار السياسي.. قراءة في نموذج الثاني والعشرين من يونيو 1969    مقتل وإصابة 34 شخصا في انفجار بمركز شرطة في كشمير الهندية    انهيارات أرضية بجزيرة جاوة تخلف 23 قتيلا ومفقودا    مليشيا الحوثي تستحدث أنفاقا جديدة في مديرية السياني بمحافظة إب    ضبط وكشف 293 جريمة سرقة و78 جريمة مجهولة    معهد أسترالي: بسبب الحرب على اليمن.. جيل كامل لا يستطيع القراءة والكتابة    لاجئون ومجنسون يمنيون في أوروبا يتقاضون ملايين الدولارات شهرياً من أموال الجنوب    حكام العرب اليوم.. ومكياج السلطة    روسيا تمتنع عن التصويت على قرار تمديد العقوبات على اليمن    مؤسسة الكهرباء تذبح الحديدة    توخيل: نجوم انكلترا يضعون الفريق فوق الأسماء    وديا: السعودية تهزم كوت ديفوار    الارياني يرفض إعادة الآثار المنهوبة وبعضها بيع في باريس(وثائق)    أمين عام الإصلاح يعزي رئيسة دائرة المرأة في وفاة زوجها    حين قررت أعيش كإنسان محترم    محافظ عدن يكرّم الأديب محمد ناصر شراء بدرع الوفاء والإبداع    الكشف عن لوحة تاريخية للرسام السويدي بيرتل والديمار بعنوان Jerusalem    المقالح: من يحكم باسم الله لا يولي الشعب أي اعتبار    الصين تعلن اكتشاف أكبر منجم ذهب في تاريخها    نمو إنتاج المصانع ومبيعات التجزئة في الصين بأضعف وتيرة منذ أكثر من عام    وجهة نظر فيما يخص موقع واعي وحجب صفحات الخصوم    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    حكام العرب وأقنعة السلطة    مي عز الدين تعلن عقد قرانها وتفاجئ جمهورها    إسرائيل تسلمت رفات أحد الاسرى المتبقين في غزة    الحديدة.. مليشيا الحوثي تقطع الكهرباء عن السكان وتطالبهم بدفع متأخرات 10 أعوام    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مَهْلاً أيُّهَا الأحْرَارُ!!

باعتقادي انه لا يختلف اثنان على شرعية وصحة مطالب الثائرين ضد المؤسسات الحكومية المختلفة سواء فيما يتعلق بالمطالبة برحيل الفاسدين الذين عاثوا فيها الفساد من بقايا نظام الرئيس السابق علي صالح أو فيما يتعلق بالمطالب الحقوقية كإطلاق رواتب الموقوفين على خلفية انضمامهم للثورة أو مساندتهم لها عسكريين كانوا أو مدنين وأيضا المطالب المتعلقة بزيادة المرتبات ومنح الترقيات والعلاوات والبدلات التي حُرِم منها المستحقون لها منذو سنوات ناهيك عن محاسبة الفاسدين ومحاكمة المتورطين بالاعتداءات على الثوار أو السطو على المال العام أو الخاص وغير ذلك من المطالب المحقة واللازمة. فهذه مطالب لها وجاهتها وشرعيتها ولكن يا ترى!! هل من المقبول عقلا أو منطقا أن تُقَدَّم كل هذه المطالب السالف بيانها أو التي لم يسعنا المقام لذكرها دفعة واحدة أمام الرئيس الجديد عبده ربه منصور هادي أو حكومة الوفاق برئاسة محمد سالم باسندوه أم علينا التدرج بالطلبات مبتدئين بالأهم قبل المهم ؟ لاسيما وان الدولة جديدة لم يمضي على انتخاب رئيس الجمهورية سوى شهر ونصف تقريبا وحكومة الوفاق الوطني ما زالت في الأشهر الأولى من العمر كما لا ننسى أن النظام السابق خلف وراءه تركة ثقيلة فقرا وأمراضا وجهلا وجوعا وفسادا ونهباً للمال وثارات واستيلاء على السلطة والثروة ووو... الخ فهل بمقدور الحكومة الناشئة والرئيس الجديد القضاء على كل هذه البلاوي والأوبئة والمفاسد ما بين عشية وضحاها ؟ أم لا بد من خطط مدروسة وجدول زمني لحل المشاكل وتنفيذ الطلبات والقضاء على كل المصائب الموروثة من صالح ونظامه ؟ فالجُزْءُ الأخير من التساؤل السالف بيانه توجد فيه الإجابة وبها سنؤسس لدولة مدنية حديثة وُلِدَت بميلاد الثورة الشبابية السلمية 2011م فلو أصر الجميع على التمسك بالمطالب وتحقيقها كاملة في وقت واحد وفي هذه الظروف الاستثنائية الصعبة والوضع السيئ فإن النتيجة ستكون الفشل الذريع للحكومة والدولة وذلك ما يسعى إليه أعداء الوحدة والوطن والشعب لاسيما وان الحرس الجمهوري والأمن المركزي ما يزالان بيد الأبناء وأبناء الإخوة والمقربين وبأيدهم مخازن الأسلحة أضف إلى ذلك أنهم يثيرون الفتن هنا وهناك ويختلقون المشاكل ويفتعلون الأزمات بواسطة أتباعهم والمواليين لهم من العصابات المسلحة تحت مسميات أنصار الشريعة (القاعدة) والحراك المسلح والحوثيين وقطاع الطرق المزودين بمختلف الأسلحة. ولمّا كان الأمر كذلك فلابد أن نرتقي بثقافتنا ونتألق بمطالبنا ونقف إلى جانب الرئيس والحكومة ونساهم في بناء اليمن الجديد يمن الحرية والعدالة والمساواة الخالي من التهميش والإقصاء وعدم القبول بالآخر. فمن تحققت لهم مطالبهم كلها فليحمدوا الله على ذلك ومن تحققت لهم جزء منها فليقبلوا بذلك وستُحَقّق بقية المطالب لاحقا بإذن الله تعالى والحكمة تقول (إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع) بَيْدَ أن هناك مطلب واحد مهم جدا فبتحققه ستتمكن الحكومة من تنفيذ كامل المطالب المرفوعة من شباب الثورة أو من الثائرين ضد فساد المؤسسات المختلفة وهذا المطلب يجب أن يخرج له الشعب عن بكرة أبيه ولا يعودون إلى منازلهم أو يهدأ لهم بال أو يستقر لهم قرار حتى يتم تنفيذه ذلك هو إبعاد أبناء الرئيس السابق وأقاربه والمواليين له من قيادات الجيش والأمن ورفع أيديهم عنه ثم هيكلتهما في مؤسستين وطنيتين أمنية وعسكرية ولائهما لله ثم للوطن والشعب وهذا ما أكدت عليه المبادرة الخليجية وزَمّنتْ ذلك في المرحلة الثانية منها وقد حان الآن وقت التنفيذ والهيكلة وبذلك ستنتهي الزوابع ويسود الأمن والاستقرار لاسيما وان اكبر المشاكل الواقفة أمام الرئيس هادي والحكومة والمعرقلة لهما من إصلاح الوضع وتنفيذ المطالب تكمن في عدم هيكلة الجيش والأمن في مؤسسة وطنية واحدة أما بقاء الحرس والأمن بيد الأبناء والأقارب فلن يحصد الشعب شيئا سوى الدمار ولولا ذلك لما تجرأ (صالح) على تهديد رئيس الوزراء عبر الهاتف على خلفية خطاب له بمناسبة الذكرى الأولى لمجزرة الكرامة ناهيك أن وزيري الدفاع والأمن قد هددا بالاستقالة أمام مجلس النواب الأسبوع الماضي عندما طلبهما الأخير ليسمع منهما أسباب التدهور الأمني في معظم المدن اليمنية وقد اتضح أن ذلك راجع إلى أسبابا هامة على رأسها أن قيادات القوة العسكرية والأمنية السالفة الذكر لا تأتمر بأوامرهما أضف إلى ذلك ظهور (صالح) بين آونة وأخرى لإحداث الإرباك وإثارة المشاكل والقلاقل من خلال خطاباته المستفزة لمشاعر الثوار والشعب وقد صبر شعبنا العظيم (33عاما ) على الطغيان والكبت وتكميم الأفواه حتى انتصر في ثورة الربيع العربي واسقط رأس النظام. وإذا كان الشعب قد صبر سابقا على نظام افسد عليه حياته فلنصبر اليوم جميعا على نظام جديد يبني ويعمر ويصلح ولقد لمسنا ذلك في الأيام الماضية وعلينا أن لا نستعجل فالمثل يقول : (ما احد يعمر صنعاء بيوم ) والمثل الآخر يقول (ياصابر الزمان باقي لك ثمان ) وهنا يجب على العقلاء الأحرار والمنتمين لهذا الوطن أن ينشروا في المجتمع ثقافة البناء والأمن والاستقرار والمحافظة على المنشآت الحيوية والايرادية فكم نسمع بين يوم وآخر عن الاعتداء على أبراج الكهرباء في مأرب وأنابيب النفط في شبوه وقطع الطرقات ونهب المارة والمؤسسات وغير ذلك وهذه مشاكل يومية تؤدي إلى إضعاف الدولة وانهيارها هذا إذا كانت موجودة فكيف والحال أن النظام السابق لم يبني دولة ولا اوجد مؤسسات وكل ما فعله هو الخراب والدمار ونشر ثقافة الثارات والتسلط وإذا استمر الحال على ذلك فكيف سيتسنى للرئيس الجديد والحكومة إصلاح الوضع وبناء الدولة وتنفيذ المطالب والمثل يقول ( مكسر غلب ألف مدار ) قال الشاعر :
ولو أن بان خلفه هادم كفى
فكيف ببان خلفه ألف هادم
فاليمن بلد الجميع وتتسع للكل والحكومة ناشئة وما زالت في طور المهد وهي أشبه بالرضيع الذي لا يزال في الأيام الأولى من عمره فلا نكن سريعين النقد وربما السخرية فكم نسمع يوميا من يقول بحسن نية واغلبهم بسوء نية ما فعل الرئيس والحكومة وما حققت الثورة ؟ وتناسى هؤلاء أننا صبرنا على منظومة فساد استبدت بنا ثلث قرن فلنصبر اليوم على المولود الجديد ونتعهده بالرعاية ويد العون ولا يوجد في الدنيا مولود بخروجه إليها انطلقت لسانه متحدثة بما يتحدث به العقلاء والفصحاء وكان معجزة سوى نبي الله عيسى عليه السلام حيث تحدث القران على لسانه قال الله تعالى :( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا. قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) أما غيره فلا بد من الرضاعة والعناية التامة حولين كاملين قال تعالى (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) ونحن هنا لا نقول بترك الحكومة حولين دون تلبية المطالب أو القيام بإصلاحات حقيقية ملموسة وإنما نعطيها فرصا تمكنها من الإصلاحات والبناء وتنفيذ المطالب بِدءً بالأهم ثم المهم وإذا قُلنا بغير ذلك فنكون قد خدمنا بقايا النظام وبالأخص الفاسدين منهم لأنهم يسعون إلى شق الصف وإثارة البلابل والفتن بقصد النيل من الثورة والثوار ولذلك فهم ناقمون على النظام الجديد والشعب الثائر فلينتبه الجميع إلى خطورة أولئك. والمؤمن كيس فطن كما قال رسول الله (ص) والشاعر يقول:
ألا بالصبر تبلغ ما تريده
وبالتقوى يلين لك الحديد
باعتقادي انه لا يختلف اثنان على شرعية وصحة مطالب الثائرين ضد المؤسسات الحكومية المختلفة سواء فيما يتعلق بالمطالبة برحيل الفاسدين الذين عاثوا فيها الفساد من بقايا نظام الرئيس السابق علي صالح أو فيما يتعلق بالمطالب الحقوقية كإطلاق رواتب الموقوفين على خلفية انضمامهم للثورة أو مساندتهم لها عسكريين كانوا أو مدنين وأيضا المطالب المتعلقة بزيادة المرتبات ومنح الترقيات والعلاوات والبدلات التي حُرِم منها المستحقون لها منذو سنوات ناهيك عن محاسبة الفاسدين ومحاكمة المتورطين بالاعتداءات على الثوار أو السطو على المال العام أو الخاص وغير ذلك من المطالب المحقة واللازمة. فهذه مطالب لها وجاهتها وشرعيتها ولكن يا ترى!! هل من المقبول عقلا أو منطقا أن تُقَدَّم كل هذه المطالب السالف بيانها أو التي لم يسعنا المقام لذكرها دفعة واحدة أمام الرئيس الجديد عبده ربه منصور هادي أو حكومة الوفاق برئاسة محمد سالم باسندوه أم علينا التدرج بالطلبات مبتدئين بالأهم قبل المهم ؟ لاسيما وان الدولة جديدة لم يمضي على انتخاب رئيس الجمهورية سوى شهر ونصف تقريبا وحكومة الوفاق الوطني ما زالت في الأشهر الأولى من العمر كما لا ننسى أن النظام السابق خلف وراءه تركة ثقيلة فقرا وأمراضا وجهلا وجوعا وفسادا ونهباً للمال وثارات واستيلاء على السلطة والثروة ووو... الخ فهل بمقدور الحكومة الناشئة والرئيس الجديد القضاء على كل هذه البلاوي والأوبئة والمفاسد ما بين عشية وضحاها ؟ أم لا بد من خطط مدروسة وجدول زمني لحل المشاكل وتنفيذ الطلبات والقضاء على كل المصائب الموروثة من صالح ونظامه ؟ فالجُزْءُ الأخير من التساؤل السالف بيانه توجد فيه الإجابة وبها سنؤسس لدولة مدنية حديثة وُلِدَت بميلاد الثورة الشبابية السلمية 2011م فلو أصر الجميع على التمسك بالمطالب وتحقيقها كاملة في وقت واحد وفي هذه الظروف الاستثنائية الصعبة والوضع السيئ فإن النتيجة ستكون الفشل الذريع للحكومة والدولة وذلك ما يسعى إليه أعداء الوحدة والوطن والشعب لاسيما وان الحرس الجمهوري والأمن المركزي ما يزالان بيد الأبناء وأبناء الإخوة والمقربين وبأيدهم مخازن الأسلحة أضف إلى ذلك أنهم يثيرون الفتن هنا وهناك ويختلقون المشاكل ويفتعلون الأزمات بواسطة أتباعهم والمواليين لهم من العصابات المسلحة تحت مسميات أنصار الشريعة (القاعدة) والحراك المسلح والحوثيين وقطاع الطرق المزودين بمختلف الأسلحة. ولمّا كان الأمر كذلك فلابد أن نرتقي بثقافتنا ونتألق بمطالبنا ونقف إلى جانب الرئيس والحكومة ونساهم في بناء اليمن الجديد يمن الحرية والعدالة والمساواة الخالي من التهميش والإقصاء وعدم القبول بالآخر. فمن تحققت لهم مطالبهم كلها فليحمدوا الله على ذلك ومن تحققت لهم جزء منها فليقبلوا بذلك وستُحَقّق بقية المطالب لاحقا بإذن الله تعالى والحكمة تقول (إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع) بَيْدَ أن هناك مطلب واحد مهم جدا فبتحققه ستتمكن الحكومة من تنفيذ كامل المطالب المرفوعة من شباب الثورة أو من الثائرين ضد فساد المؤسسات المختلفة وهذا المطلب يجب أن يخرج له الشعب عن بكرة أبيه ولا يعودون إلى منازلهم أو يهدأ لهم بال أو يستقر لهم قرار حتى يتم تنفيذه ذلك هو إبعاد أبناء الرئيس السابق وأقاربه والمواليين له من قيادات الجيش والأمن ورفع أيديهم عنه ثم هيكلتهما في مؤسستين وطنيتين أمنية وعسكرية ولائهما لله ثم للوطن والشعب وهذا ما أكدت عليه المبادرة الخليجية وزَمّنتْ ذلك في المرحلة الثانية منها وقد حان الآن وقت التنفيذ والهيكلة وبذلك ستنتهي الزوابع ويسود الأمن والاستقرار لاسيما وان اكبر المشاكل الواقفة أمام الرئيس هادي والحكومة والمعرقلة لهما من إصلاح الوضع وتنفيذ المطالب تكمن في عدم هيكلة الجيش والأمن في مؤسسة وطنية واحدة أما بقاء الحرس والأمن بيد الأبناء والأقارب فلن يحصد الشعب شيئا سوى الدمار ولولا ذلك لما تجرأ (صالح) على تهديد رئيس الوزراء عبر الهاتف على خلفية خطاب له بمناسبة الذكرى الأولى لمجزرة الكرامة ناهيك أن وزيري الدفاع والأمن قد هددا بالاستقالة أمام مجلس النواب الأسبوع الماضي عندما طلبهما الأخير ليسمع منهما أسباب التدهور الأمني في معظم المدن اليمنية وقد اتضح أن ذلك راجع إلى أسبابا هامة على رأسها أن قيادات القوة العسكرية والأمنية السالفة الذكر لا تأتمر بأوامرهما أضف إلى ذلك ظهور (صالح) بين آونة وأخرى لإحداث الإرباك وإثارة المشاكل والقلاقل من خلال خطاباته المستفزة لمشاعر الثوار والشعب وقد صبر شعبنا العظيم (33عاما ) على الطغيان والكبت وتكميم الأفواه حتى انتصر في ثورة الربيع العربي واسقط رأس النظام. وإذا كان الشعب قد صبر سابقا على نظام افسد عليه حياته فلنصبر اليوم جميعا على نظام جديد يبني ويعمر ويصلح ولقد لمسنا ذلك في الأيام الماضية وعلينا أن لا نستعجل فالمثل يقول : (ما احد يعمر صنعاء بيوم ) والمثل الآخر يقول (ياصابر الزمان باقي لك ثمان ) وهنا يجب على العقلاء الأحرار والمنتمين لهذا الوطن أن ينشروا في المجتمع ثقافة البناء والأمن والاستقرار والمحافظة على المنشآت الحيوية والايرادية فكم نسمع بين يوم وآخر عن الاعتداء على أبراج الكهرباء في مأرب وأنابيب النفط في شبوه وقطع الطرقات ونهب المارة والمؤسسات وغير ذلك وهذه مشاكل يومية تؤدي إلى إضعاف الدولة وانهيارها هذا إذا كانت موجودة فكيف والحال أن النظام السابق لم يبني دولة ولا اوجد مؤسسات وكل ما فعله هو الخراب والدمار ونشر ثقافة الثارات والتسلط وإذا استمر الحال على ذلك فكيف سيتسنى للرئيس الجديد والحكومة إصلاح الوضع وبناء الدولة وتنفيذ المطالب والمثل يقول ( مكسر غلب ألف مدار ) قال الشاعر :ولو أن بان خلفه هادم كفى فكيف ببان خلفه ألف هادمفاليمن بلد الجميع وتتسع للكل والحكومة ناشئة وما زالت في طور المهد وهي أشبه بالرضيع الذي لا يزال في الأيام الأولى من عمره فلا نكن سريعين النقد وربما السخرية فكم نسمع يوميا من يقول بحسن نية واغلبهم بسوء نية ما فعل الرئيس والحكومة وما حققت الثورة ؟ وتناسى هؤلاء أننا صبرنا على منظومة فساد استبدت بنا ثلث قرن فلنصبر اليوم على المولود الجديد ونتعهده بالرعاية ويد العون ولا يوجد في الدنيا مولود بخروجه إليها انطلقت لسانه متحدثة بما يتحدث به العقلاء والفصحاء وكان معجزة سوى نبي الله عيسى عليه السلام حيث تحدث القران على لسانه قال الله تعالى :( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا. قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) أما غيره فلا بد من الرضاعة والعناية التامة حولين كاملين قال تعالى (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) ونحن هنا لا نقول بترك الحكومة حولين دون تلبية المطالب أو القيام بإصلاحات حقيقية ملموسة وإنما نعطيها فرصا تمكنها من الإصلاحات والبناء وتنفيذ المطالب بِدءً بالأهم ثم المهم وإذا قُلنا بغير ذلك فنكون قد خدمنا بقايا النظام وبالأخص الفاسدين منهم لأنهم يسعون إلى شق الصف وإثارة البلابل والفتن بقصد النيل من الثورة والثوار ولذلك فهم ناقمون على النظام الجديد والشعب الثائر فلينتبه الجميع إلى خطورة أولئك. والمؤمن كيس فطن كما قال رسول الله (ص) والشاعر يقول:ألا بالصبر تبلغ ما تريده وبالتقوى يلين لك الحديد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.