فى الوقت الذي يسعى فيه أناس شرفاء من أبناء دول الربيع العربي لاسترداد الأموال التي نهبها مجرمي الأنظمة السابقة فى تلك الدول من من حكام وأسرهم و وزرائهم وحاشيتهم .. نجد آخرون سواء ممن هم فى السلطة أو خارجها يهاجمون و يشككون فى النوايا ، فبدلاً من أن يعاونوا فى استرداد الأموال وتيسير عودتها نجدهم يفعلون العكس ، بل ان بعض الفلول فى بعض البلدان العربية قد ساهموا من خلال بقائهم فى المناصب السيادية لفترة ما بعد السقوط فى تسهيل تهريب الكثير من الأموال للخارج ! لكن بغض النظر عن أمر أولئك الخونة هكذا أعتبرهم من تسهيلهم تهريب تلك الثروات الطائلة إلى الخارج ، وبعيداً عن أمر السارقين أنفسهم الذين كنا ننعتهم بوزراء ومسئولين منذ عام أو يزيد قليلاً ، فإن شر البلاء يكمن فى أولئك الذين يتخاذلون فى العمل على عودة الأموال المنهوبة فى الخارج ، فى الواقع انه لا يخفى على أحد أمر تلك الأموال وكيف جُمعت وهُربت ، فحتى الدول الاوربية التى تستقبل مصارفها تلك الأموال لا تجهل حقيقتها ، وهنا يمكن بيت القصيد حيث توجد الأموال ، فالدول الغربية مهما كانت وعودها برد الاموال ومساعدة دول الربيع العربى فإنها لن ترد الأموال حباً فى شعوبنا و لن تأخذ من مصارفها لتمول مصارف بلداننا خصوصا فى وقت تمر أوربا نفسها بأزمات اقتصادية .
الأموال التي تكنز بها الحسابات السرية أو حتى العلنية ببنوك الدول الغربية هي أموال الشعوب المعدمة لعقود ، شعوب ذاقت الذل و عاشت تحت خط الفقر فى ظل حكم حفنة من الطغاة والفاسدين ، لم يكتفوا بتجاهل أمر الشعوب ومشكلاتهم بل تجاوز الأمر ليصبحوا لصوص لقوت الشعب و موارد البلاد ، ليهربوا تلك الأموال الى المصارف فى الخارج و يصنعوا ثروات واستثمارات فى الخارج فى الوقت الذي تئن فيه بلداننا تحت الفقر والفساد ، عودة الاموال لملاكها الاصليين هو حق .. لكن إذا عادت دون شروط أو قيود من دول المصارف التي تحويها ، وفقط إذا عاد الجزء الأكبر منها بدلاً من إرجاع الفتات فقط منها .
لقد نُهبت بلادنا العربية لعقود مضت ، سواء من استعمار خارجي أو حتى من لصوص كنا نسميهم رؤساء وقادة ، وبالرغم من كل تلك السرقات وما تم نهبه و سلبها ، فإن بلادنا ظلت دون أن تموت ، وبقيت دون أن تنكسر ، وبإذن الله وتوفيقه وبسواعد أبناء تلك الأوطان ستعود لأفضل أحوالها حين يبني شبابها مجد الأوطان الضائع ، دون الحاجة إلى مساعدات الدول الغربية التي تشكل ورقة ضغط وإذلال أو وعودها الزائفة برد الأموال المنهوبة