في زمن التردي والانهيار والبيع والشراء بالقيم والمثُل والمواقف والزعم بأن أفكار الحرية والتحرر والإنسانية قد شاخت وولت وانتهى زمانها , في ظلام الليل الملبد بالغيوم الداكنة والعواصف والأنواء والصباح الملبد بالغبار الذي يعكر صفاء الصبح وتغريد العصافير الحالمة بيوم جميل بغد مشرق ووضاء . في زمن الانكسار والتراجع والانكفاء والتقوقع برز قائد يحمل في عقله وقلبه ولسانه ووجدانه قضية شعب ووطن مثقل بالجراح وأنات الثكالى والأرامل والفقراء المحرومين والجياع ومن افترشوا الأرصفة والشوارع والساحات وبرد شتاء تشرين وكانون وشتى أساليب القهر والظلم والتعسف والاستلاب , من طردوا من وظائفهم ومناصبهم وبيوتهم ومنعوا من حقهم في الحياة الآدمية و و و... أنه صاحب القلب الشجاع ،الرجل العظيم الذي لم يغير جلده ولونه ويتجه باتجاه التيار أو يستسلم ويساوم ويهادن أو يسيل لعابه للمغريات والمناصب والجاه ولم يرضخ للتهديد والوعيد وشتى أصناف التعذيب التي مورست ضده بهدف إركاعه وتخليه عن مبادئه وأهدافه وقيمه التي ناضل وتعذب كثيراً من اجلها مند ريعان شبابه حتى اللحظة وهو قد تجاوز السبعين من العمر...إنه الزعيم القائد التاريخي في الحركة الوطنية والتحررية الجنوبية والعربية (مانديلا) الجنوب والأب الروحي للحراك الجنوبي المناضل(حسن أحمد باعوم). ألف مليون تحية وسلام توصلك وأنت تعاني عذابات الشتات والبعد عن الوطن , وأنت تعاني اوجاع وآلام ومحن خياراتك ومبادئك الوطنية والتحررية الرافضة للاحتلال وأذنابه , ومن غدر المتخاذلون والمساومون بالقضية الجنوبية ودماء الشهداء والجرحى , من قلوب مخلصة تعترف بك وبشجاعتك الوطنية النادرة التي قلما سلكها قبلك من الرجال العظماء .
لقد كنت أبا(فادي) وما زلت الصوت المدوي الجهوري عما يعانيه شعب وارض الجنوب من ظلم وجور وإقصاء وتهميش ونهب الثروة ومسخ الهوية والحضارة والتاريخ , الصوت الحي المدوي والمعبر والمدافع القوي عن القضية الجنوبية . نعم لقد كنت ومازلت ضميرها وفكرها المتقد , ادركت مبكرا مكر وخبث المحتل ونواياه الشريرة المبيتة للشعب الجنوبي وأن (الوحدة)قد قتلت وأصبحت لاشيْ , لم يجرؤ احداً ان قال لا وألف لا لوحدة بالمكر والخديعة والضحك على الذقون , بالحديد والنار..لا لوحدة الضم والضيم والإلحاق ..وحدة الفيدو الغنيمة ..لا لسلطة القهر والجبروت إلا أنت ومعك عدد بأصابع اليد الواحدة من شرفاء وشجعان الجنوب الحر الأبي كان السيد الرئيس المناضل علي سالم البيض واحداً منهم ،فلا غرابة ان تكون أنت والسيد البيض من اشد المتمسكين بفك ارتباط الجنوب من الشمال والتخلص من الحكم والاحتلال الشمالي المتخلف الأرعن.
هكذا تكون صفات القائد الوطني النبيل وانحيازه المطلق إلى صف جماهير شعبه وقضاياه والمعبر عن آمالها وطموحاتها واوجاعها وعذاباتها ،وقد زدت احتراماً في عيون وقلوب كل المناضلين الشرفاء ..إليك منا ألف تحية وسلام ..نحن معك وبك سائرون لا تراجع عن أهداف ومبادئ الحراك الجنوبي ..الثورة الجنوبية السلمية التحررية الظافرة الهادرة ..التي اختطها آلاف الشهداء والجرحى ورسموها بدمائهم الطاهرة الزكية واولها التحرير والاستقلال واستعادة الدولة ..ومن خرج وشذ عنها وسلك طريق آخر فليذهب إلى الجحيم ..إلى حيث القت برحالها أم قشعم ..إلى مزبلة التاريخ والخزي والعار..نحن عشاق حرية نناضل من أجل قضية حية عادلة ..إنها لثورة حتى النصر إن شاء الله .