لودر هي أكبر مديريات محافظة أبين من حيث كثافة سكانها وانتعاش الحركة التجارية فيها، وتبعد عن زنجبار عاصمة المحافظة بحوالي 127 كيلو متر ويبلغ عدد سكانها (100.000 نسمة) تقريباً وتقع ومديرية لودر في الركن الشمالي الشرقي من محافظة أبين يحدها من الشرق مديريتا مودية وجيشان ومن الغرب مديريتا سباح وخنفر ومن الشمال مديرية مكيراس وجبال الكور ومن الجنوب مديرية الوضيع تبلغ مساحتها (1485كم2) مناخها معتدل إلى حار صيفاً يميل إلى البرودة شتاءً. ويمتاز أهلها بالجود والكرم والشجاعة وهم أهل دين وخلق كريم يسود بينهم ترابط اجتماعي قوي قلما نجده في مناطق أخرى.
لودر هي المدينة التي استطاع سكانها تشكيل اللجان الشعبية فيها، بعد أن رأوا تساقط وتهاوي المدن بأيدي من يسمون أنفسهم أنصار الشريعة. ورحم الله الشهيد (حوس) الذي كان أول من فكر بتشكيل اللجان الشعبية للدفاع عن مدينته حيث اغتالته أيادي الإرهاب في عمل جبان قبل أن تشن هجومها على لودر. أن الترابط الاجتماعي والسلوك الأخلاقي الرفيع الذي يمتاز به سكان هذه المدينة جعلهم جميعاً يقفون موقفاً موحداً للدفاع عن مدينتهم بغض النظر عن انتماءاتهم واختلاف وجهات نظرهم. لذلك فقد استطاع أبناء لودر إفشال جميع محاولات الجماعات المسلحة للاستيلاء على مدينتهم وأجبروهم على الانسحاب من جميع المناطق المحيطة بالمدينة ولقنوهم دروس في الاستبسال وأساليب القتال وجبل يسوف ومنطقة الكهرباء خير دليل على ذلك. إن صمود أبناء لودر بعتادهم البسيط أمام هذه الجماعات المسلحة التي تتساقط أمامها الألوية والكتاب العسكرية المدربة والمدججة بمختلف أنواع الأسلحة يضع هذه القوات أمام تساؤلات وتحليلات كثيرة أهمها: إن هذا الجيش كما يبدوا واضحاً مخترقاً من هذه الجماعات المسلحة إلى حد كبير جداً ولعل حادثة تفجير ميدان السبعين في صنعاء التي راح ضحيتها مائة جندي دليل على ذلك.
ويبدو أن هناك أيضاً جنرالات كبار في الجيش اليمني على علاقة لوجستيه بهذه الجماعات مما تسهل لهم الاستيلاء السهل على هذه الألوية العسكرية بعدها وعتادها. إن الانتصارات التي حققتها اللجان الشعبية في لودر على هذه الجماعات المسلحة بات محل تقدير القوى الكبرى المعادية للإرهاب وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث أشار تقرير أمريكي أوردته صحيفة (USA - today ) الأمريكية إلى حجم الانتصار الذي حققه (5000) مقاتل من السكان المحليين في لودر بالتعاون مع قوى محلية في الجيش اليمني على هذه الجماعات المسلحة المنتمية لتنظيم القاعدة. فهل يا ترى بات على الولاياتالمتحدةالأمريكية البحث على شريك جديد وفاعل في حربها على الإرهاب في جنوب اليمن بعد أن جربت شركاء سابقون في نظام صنعاء أثبتوا فشلهم. ومن هو الطرف الفاعل حالياً في جنوب اليمن الذي قد ترغب الولاياتالمتحدة أن يكون شريكها الجديد في حربها على الإرهاب وما مدى هذه الشراكة وهل ستكون وفق شروط معينة بين الجانبين أم لا هذا ما سنعرفه في الأيام القادمة.