وحدة الهدف هي الحور الأساسي لوحدة الصف الجنوبي وبما أن قوى الثورة السلمية الجنوبية بكل مكوناتها المولودة مع ميلاد الثورة الجنوبية عام 2007م هي من يتخذ مبدأ التحرير والاستقلال كهدف استراتيجي لنضالها السلمي فهذا يعني أن وحدة الصف الجنوبي أمر واقع وموجود لكل مكونات ثورة التحرير والاستقلال الجنوبية على مستوى القاعدة الجماهيرية، فإذا كان هناك من يدعو لوحدة الصف الجنوبي من بين قوى الثورة الجنوبية فهي تعني بذلك وحدة الصف القيادي بكل مكونات الحراك السلمي الجنوبي مع هيكلة المجلس الأعلى وفروعه بالمحافظات وفقاً والمعايير والأسس التي تواكب المرحلة القادمة وكذلك للارتقاء بالعمل السياسي والتنظيمي للحراك السلمي إلى عمل مؤسسي يضمن ديمومته واستمراره. أما بالنسبة لمن يدعون لوحدة الصف الجنوبي على أساس وحدة كل القوى بما فيها تلك التي لا تؤمن بمبدأ التحرير والاستقلال الجنوبي وال تتخذه هدف من أهدافها بل أن مشاريعها تختلف تماماً وأهداف الثورة الجنوبية السلمية وهذا ما يؤكد بأن وحدة الصف لم تكن غايتها من وراء هذه الدعوات بل أنها لإحداث الانشقاقات والاختلافات في فصفوف قوى الثورة الجنوبية التحررية ومكوناتها على المستويين القيادي والقاعدي وذلك بعد اختراقها ومن ثم تدميرها، وهذا ما سعت إلهي سلطات الاحتلال وتسعى إليه اليوم من خلال جماعات أنتجتها ومولتها بالمال محاولة منها لإدماجها في صف الثورة والثوار حتى وإن أظهرت هذه الجماعات قناعات غير حقيقية بحق الشعب بالاستقلال والتحرير لتأتي بعد ذلك لطرح مشاريعها التي وجدت هي أساساً لطرحها والمتمثلة بإعادة صياغة الوحدة وكذلك بالاستفتاء وغيرها من المشاريع كالحوار الوطني الذي تعتبر المشاركة فيه النهاية الحقيقية للثورة الجنوبية. ولاختصار الطريق أمام أولئك الوحدويون نقول أن وحدة الصف الذي تدعوننا إليها هي أمر يستحيل قبوله طالما يهدف إلى تدمير وحدة جنوبية حقيقية وجدت لتبقى حتى تحقق أهدافها في نيل حرية واستقلال الجنوب أرضاً وإنساناً فالمشروع الوحدوي الذي يدعون إلى إعادة صياغته فهو أمر غير واقعي وتظليلي لأن الوحدة قُتلت عام 94م ولإعادة صياغة مشروعها الوحدوي يتطلب من الجميع أولاً العودة إلى ما قبل عام 1990م وبعدها يتم الاجتهاد بصياغة مشروع جديد يتم الاستفتاء عليه أما بالقبول أما بالرفض مع أن النتائج معروفة مسبقاً، فأما مسألة إعادة صياغة المشروع في ظل الاحتلال فهو أمر مرفوض فهو كالذي يحاول إعادة الروح إلى جسد ميت. والمشروع الأخير الذي يهدف إلى استفتاء شعبي كحل للقضية الجنوبية أعتقد أن أصحاب الفكر قد أصيبوا بعمى البصر والبصيرة فالاستفتاء الشعبي الجنوبي على وحدة أو فك الارتباط فهذه مسألة تم حسمها خلال 5 سنوات متواصلة ابتداءً من 7/7/2007م في ساحة العروض بالعاصمة عدن مروراً بالاحتفالية المليونية في 14 اكتوبر 2007م في مدينة الحبيلين ردفان بمناسبة ذكرى ثورة اكتوبر والذي كانت بمثابة رسالة واضحة ليس لنظام الاحتلال فقط بل لكل المنظمات الدولية والإقليمية ولدول الجوار تؤكد بأن شعب الجنوب يرفض الاحتلال ويتطلع إلى الاستقلال وكانت الرسالة قد تعمدت بدماء شهداء منصة ردفان عشية الاحتفالية بذكرى ثورة 14 اكتوبر لتأتي بعدها ذكرى التصالح والتسامح في 13 يناير لتلحق بعدها كبرى الرسائل الذي وجهها الجنوبيون لنظام الاحتلال في 21 فبراير بإعلانهم رفض الانتخابات ليس ذلك فحسب بل وإفشالها في كل المناطق الجنوبية برغم كل تلك الحشود العسكرية لقوات الاحتلال والانتشار الأمني في مختلف المدن الجنوبية محاولة لإنجاح انتخابات مرفوضة وفاشلة والذي كان فشلها انتصار لإرادة الشعب الجنوبي واستفتاء حقيقي لا يقبل الجدل، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات المليونية الذي عبرت في مجملها عن رفض الاحتلال ومواصلة مسيرة الثورة حتى التحرير والاستقلال. وبالتالي فإننا نؤكد بأن الأوراق المكشوفة الذي حاول نظام الاحتلال اليمني اللعب من خلالها قد احترقت على أيدي ثوار الجنوب ابتداءً بالحوار والانتخابات ثم إنتاج القاعدة "أنصار الشريعة" وآخرها صناعة تجمعات جنوبية وهمية بينما كل هذه المنتجات والأوراق لا تستهدف إلا القضية الجنوبية والحراك السلمي الجنوبي الذي أصبح اليوم قوة سياسية وشعبية يستظل بضلالها الملايين من أبناء الجنوب الأحرار. فيما لا زال هناك من الجنوبيون المستخدمين من قبل نظام الاحتلال بغرض الإساءة لأهلهم وناسهم من أبناء الجنوب وذلك من خلال نعتهم تارة بالبلطجية واللصوص وقطاع الطرق وتارة أخرى بالعملاء والمرتزقة بالإضافة إلى عناصر تجرأت على الإساءة بهاماتنا الوطنية الفذة من مثل الصابر الرئيس الشرعي لدولة الجنوب المناضل علي سالم البيض، عناصر مستأجرة من قبل نظام الاحتلال معروفة بولائها تعودت على الإتجار بدماء الشهداء وآلام الجرحى وأسماء الشرفاء، عناصر أرادت أن تبحث لنفسها عن طريق للوصول إلى القمة والمجد فأخطأت الطريق لتجد نفسها أمام بوابات قصور صنعاء لتنال ما تبقى من فتات ملوك وأمراء وشيوخ نظام الاحتلال الذي بدوره جعل منهم منابر إعلامية وشبكات استخبارية موجهة ضد الجنوب وأبناء الجنوب مستقلاً بذلك الهوية الجنوبية الذي يحملها أولئك المتسولون. ومع ذلك فإننا نتوجه لهم بالدعوة بهذا الشهر الفضيل بإعلان التوبة وترك المعاصي والانضمام إلى ركب الثورة مع إخوانهم ورفاقهم من أبناء الجنوب، إنها طريق المجد الذي ضلوها.