يستعد شعبنا الجنوبي بكافة مكوناته وأطيافه وذلك لإحياء الذكرى التاسعة عشر لمشئومة لاجتياح دولة الجنوب بالقوة العسكرية حيث ترتب على ذلك الاجتياح تدمير كافة موسساته الوطنية ونهب الأرض والثروات وطمس الهوية والتاريخ من قبل الجمهورية العربية اليمنية ، حيث وكما قد سبق أن إحياء شعبنا الجنوبي مليونيات عدة جميعها تطالب بالحرية و الانتصار للوطن الجنوبي ، غير أن المليونية التي يسعى شعبنا لتنفيذها لتعبير عن هذا اليوم المشئوم تعد ذات أهمية بالغة على اعتبار من كونها تأتي وجبهات التأمر تنشط وتتنوع على مستوى الداخل والخارج هادفة إلى أحتوى المد الثوري التحرري لشعب الجنوب ، وتطويع قضيته العادلة والشرعية وفق الأهواء و المصالح النفعية خصوصا بعد أن تجلت مطالب شعب الجنوب في التحرير و الاستقلال واستعادة الدولة كمطلب عام للشعب الجنوبي بعد أن أخل الطرف الشمالي بكافة الالتزامات و الاتفاقيات الوحدة وفرضها بالقوة العسكرية توج باجتياح الجنوب ، شارعا بالعبث والتخريب و الانتقام ليس بالحق العام فقط بل تجاوز ليشمل الحق الخاص للمواطن الجنوبي ، الأمر الذي جعل الشعب يخرج بالملايين لينشد حريته وكرامته ، مقدما قوافل من الشهداء والجرحى و الأسرى ولازال حتى للحظة من اجل هذا الهدف السامي و النبيل . إن هذه الذكرى المشئومة و الأليمة وما فرضت من واقع مؤلم منذ صيف 1994م ولازالت باقية ومستمرة حتى اللحظة بذات الثقافة والعقلية في انتهاج سيناريوهات التنكيل و الوغل بسفك الدم الجنوبي وإغراق مدن الجنوب بمخططات التجهيل و التجويع والفوضى عبر تصدير العصابات المسلحة و المليشيات المتطرفة الإرهابية ، التي تشن حملة اغتيالات واختطافات للكادر الجنوبي هذه الممارسات التي تقف خلفها القوى الظلامية المشبعة بثقافة الحقد والكراهية والعنصرية والتأمر وهي القوى ذاتها التي أعلنت الحرب على الجنوب لكي تستاثرة بكافة مقومات الجنوب من الثروات و الأراضي تتقاسمها كغنائم حرب ، حيث ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن هذه القوى تعمل على الإشراف في تمويل مخططات قتل الإنسان الجنوبي و التنكيل به في كافة الساحات و الميادين الذي خرج ليسمع الرأي العام الدولي بمطالبة الشرعية والوطنية والمتمثلة في استعادة دولته المغتصبة بعد إن أدرك أن لا كرامة له ولا عيش كريم في وضع وقوى دخيلة على ثقافته كما هو الحال . إن هذا الوضع القائم اليوم قد سبق وان عبر شعبنا في الجنوب رفضه فور أن وطأت إقدام نظام الاحتلال الشمالي وعبر عن رفضه هذا من خلال أشكال نضالية عدة ليتوج في النهاية بالحراك السلمي الجنوبي كثورة شعبية تعد امتدادا لنضالات سابقة رافضة جميعها للوجود العسكري الشمالي وبات الملايين من الشعب الجنوبي يزحف إلى الشوارع بالآلاف غير عابئ بالصلف و الهمجية العسكرية الشمالية التي تصب نيران أسلحتها إلى الصدور العارية بهدف إسكات وتغييب الصوت الجنوبي الذي خرج ينشد الحرية و الوطن (غير إن صوت الحق أباء ويأبى إلا أن يكون هو العالي ولا يعلى) عليه والذي حتما سينتصر لا محالة مهما كانت التحديات و التأمرات كبر حجمها أو صغر ، مستلهمين من دروس وعبر التاريخ حقيقة إن إرادة الشعوب لا تقهر ، وهو الأمر الذي بات شعب الجنوب بكل مكوناته يدرك حقيقة ذلك جيدا ، وهو ما جعل منه شعب يكتب التاريخ ويعشق التحدي وكما أنتزع حريته واستقلاله في الأمس القريب حتما سينتزع إستقلالة كحق وطني يأبى نسيانه وإن ناظريه لقريب ..