في الوقت الذي تستعد فيه حكومة المناصفة لبدء ممارسة أعمالها بشكل رسمي من العاصمة عدن، ذهبت المليشيات الحوثية باتجاه إشعال جبهة الساحل الغربي، وذلك بعد أن كثفت من اختراقاتها لقرار وقف إطلاق النار، وتبنيها خطة جديدة لتفجير الأوضاع في محافظة الحديدة من المقرر أن تشرع في تنفيذها خلال الأيام المقبلة. تجد المليشيات الحوثية نفسها طرفا خاسرا في أعقاب تشكيل الحكومة الجديدة لأنها قد تدفع باتجاه تصويب سلاح قوات الجيش باتجاهها، كما أن القوات المشتركة التي تجابهها في الساحل الغربي من المتوقع أن تتلقى دعما إضافيا بعد قرار تشكيل الحكومة التي يشارك فيها المجلس الانتقالي الجنوبي، الأمر الذي يجعلها مضطرة لأن تكشر عن أنيابها في الحديدة.
ليس من المتوقع أن يؤدي تطور عمليات الحوثي العسكرية في جبهة الساحل الغربي إلى نتائج مغايرة عما ذهبت إليه العناصر المدعومة من إيران طيلة الأشهر الماضية، لأن إعلانها التصعيد في الحديدة جاء بالتزامن مع إعلانها شن حرب ضد الجنوب، من دون أن يكون لذلك على الأرض في ظل معاناتها أوضاعا مالية وعسكرية نتيجة عدم قدرتها على تحمل تكلفة الحرب المستمرة للعام السادس على التوالي.
يرى مراقبون أن المليشيات الحوثية ستجد نفسها مرغمة على الجلوس على طاولة المفاوضات إذا ما تمكنت الحكومة الجديدة من قطع صلات قوات الجيش بالمليشيات الحوثية بما يؤدي لتضييق الحصار على المليشيات، وأن وأد عملياتها التصعيدية في أكثر من جبهة يجعلها أكثر استسلاما لخطوات السلام التي مازالت متعثرة حتى الآن.
كشفت صحيفة "البيان" الإماراتية، عن تنفيذ مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، خطة جديدة لتفجير الأوضاع في مدينة الحديدة خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن مليشيا الحوثي نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى، وتعزيزات كبيرة بالقرب من مديرية حيس، كما نشرت مسلحيها في المزارع والقرى الواقعة شمال المديرية على الفور.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، إن المليشيات الحوثية قامت بإدخال بعض الصواريخ إلى القرى الواقعة على حدود مديريات المخا ومقبنة وحيس، حيث تم رصد أربع شاحنات تحمل أسلحة مغطاة بشكل محكم خلال توجهها لتلك القرى.
ونوهت إلى أن تلك التحركات يتم تغطيتها بحملة اعتقالات شاملة في المناطق الخاضعة لها بالحديدة، لمحاولة التمويه على أعمالها الأخرى.
قال المبعوث الأممي مارتن غريفيث، إنه يواصل جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق وقف شامل لإطلاق النار بشكل ملزم، موضحا في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، أن الاتفاق يشمل اتخاذ إجراءات لفتح البلاد، وتخفيف المعاناة، واستئناف العملية السياسية بشكل عاجل.
ولفت إلى أن العام الجاري كان قاسيًا على المدنيين، مع استمرار النزوح والسقوط الاقتصادي الحر وتفشي جائحة كورونا، متطلعًا إلى استئناف عملية سياسية شاملة لإنهاء الصراع بشكل شامل خلال العام المقبل.
وأطلقت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الأحد، سبع طائرات بدون طيار (درون)، للتحليق في عدة مناطق بمحافظة الحديدة، ورصدت القوات المشتركة، الطائرات المُسيرة فوق منطقة الجبلية، ومدينتي حيس والتحيتا.