لقد ترددت كثيرًا قبل أن أكتب هذه الكلمات، ليس لأنني لم أكن أعرف ما يجب أن أقول، ولكن لأنني شعرت أن الكلمات قد لا تعبر بشكل كامل عن عظمة الشخصية التي أريد الحديث عنها. ولكن من باب الوفاء والإعجاب، قررت أن أكتب عن رجل عظيم، قائد بارز، ومناضل مخلص، هو الشيخ عبدالحكيم طبازة. رجلٌ تَحفَّتْ حياته بالعطاء والتضحية، وامتلأت سيرته بالكفاح من أجل قضية الجنوب. فكان لا بد من أن تُكتب هذه الكلمات لتُظهر صورته وتاريخه الحقيقي كما يجب أن يُذكر. لا يزال الشيخ المناضل عبدالحكيم طبازة على وتيرته وعنفوانه المعتاد منذ انطلاق الحراك الجنوبي في عام 2007، حيث كان وما زال في مقدمة الصفوف الأولى في كافة الفعاليات السياسية والمناسبات الوطنية. وبالرغم من التحديات الصعبة التي يمر بها، إلا أن دفعه الوطني العميق وحبه العميق للجنوب قد دفعه للبقاء في طليعة الصفوف، لم يتراجع أو يخفّض من عزيمته، بل استمر في نضاله المتواصل. هذه الصورة التي التقطت مساء يوم الخميس، الموافق 24/4/2025، في ساحة المكلا، تُظهر المناضل الوطني المخلص لقضيته في أبهى صورة، حيث كان يتصدر الجماهير، يقف شامخًا في مقدمة الصفوف، صامدًا في وجه كل الظروف الصعبة التي مرّ بها. فقد عانى المناضل طبازة من مضايقات شديدة أيام حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث تعرض لقطع راتبه وظروف معيشية قاسية، كما سُجن عدة مرات، ولكن كل هذه المآسي لم تثنه عن مواصلة نضاله من أجل القضية الجنوبية. وعلى الرغم من تضحياته الجسيمة التي قدمها طوال هذه السنوات، فإنه لا يزال حتى هذه اللحظة لم يحصل على أي منصب رسمي في عهد المجلس الانتقالي، بل بقي مخلصًا لقضيته، ولم يطلب منصبًا أو مكافأة لنضاله. هو مناضل حقيقي من الطراز الرفيع، ولا زال يثبت في كل موقف مدى إخلاصه وتفانيه في خدمة الجنوب وقضيته. طبعا هو من مواليد 1972م، من مواليد ظاهرة البكري في ردفان، لحج. هذه المنطقة التي تعدّ جزءًا من تاريخ الجنوب النضالي، كانت مهدًا لتشكّل شخصيته الثابتة والمثابرة التي نراها اليوم. منذ صغره، ترسخ فيه حب الجنوب والولاء لقضيته، ما جعله ينخرط منذ وقت مبكر في الحراك الجنوبي ويصبح أحد رموزه البارزة. وهو أيضًا أحد مؤسسي الحراك الجنوبي، حيث كان له دور كبير في تأسيس هذا الحراك الذي انطلق في عام 2007. عبدالحكيم طبازة كان من أوائل الذين نادوا بحقوق الجنوب، ورفعوا صوت الحق في وجه الظلم والتمييز، محاربًا بكل شجاعة من أجل استعادة حقوق الجنوب وأهله. في تلك الفترة، كان يقف جنبًا إلى جنب مع رفاقه المناضلين في مواجهة التحديات العديدة، ورغم ما تعرض له من ضغوطات واضطهاد من قبل النظام السابق، إلا أنه ظل ثابتًا في مواقفه، مؤمنًا بقضيته وبحق شعبه في الحرية والعدالة. نتمنى من قيادة المجلس الانتقالي أن تُكرم هذا الرجل الكبير، وأن تتم إعادة ترتيب وضعه مثلما يتم ترتيب وضع باقي زملائه في النضال، وذلك عرفانًا بتضحياته الجليلة التي قدمها من أجل الوطن والشعب.