مسيرات ووقفات جماهيرية في محافظة صنعاء تأكيدًا على التمسك بنهج الجهاد والتضحية    البخيتي يفجر مفاجأة بشأن "الحل السياسي .. !"    صالح و"الأفغان العرب"    اكبر تاجر تجزئة ذهب في اليابان يعلق مبيعاته    منظمة انتصاف : 8 من بين 10 اشخاص في اليمن تحت خط الفقر    عدن تغرق في الظلام مع ارتفاع ساعات انقطاع الكهرباء    مسيرات حاشدة بالبيضاء تحت شعار "عامان من العطاء.. ووفاء لدماء الشهداء"    ديمبيلي يدخل خطط الشهري أمام الهلال    الهلال يبقي بونو حتى 2028    رونالدو الأعلى دخلا.. ويامال يدخل قائمة الكبار    مصلحة الهجرة تعلن انتهاء أزمة دفاتر الجوازات بعد وصول أولى الدفعات إلى عدن    الضالع .. الرقم الصعب ومدينة النضال التي احتضنت الجنوب بكرمها ونبلها    «نزيف القيادات» يؤرق الحوثي.. اتهامات لسد ثغرة الإخفاقات    كهرباء عدن تحذر من توقف منظومة التوليد خلال ساعات    لجنة تصفية الاستعمار للأمم المتحدة.. "حضرموت جزء من الجنوب العربي"    معمر الإرياني يحصل على 300 ألف دولار من "اليمنية" 7 دولار عن كل تذكرة    السلطان بن عفرار يستنكر حكم اعدام 14 مهري صادار عن جزائية المكلا    كيان العدو يكثف انشطته الاستخباراتية داخل اليمن    خروج مليوني غدا للتظاهر ضد سياسة ترامب    فريق صلاح الدين يتوج بطلاً لبطولة "شهداء على طريق القدس"    عدن في اسواء ايامها..ساعتين كهرباء في اليوم    خبير في الطقس يحذر من كتلة غبار قادمة ويتوقع تراجع موجة البرد مؤقتا    رحلة مجند    إشهار منصة إرث حضرموت كأول منصة رقمية لتوثيق التراث والتاريخ والثقافة    إشهار منصة إرث حضرموت كأول منصة رقمية لتوثيق التراث والتاريخ والثقافة    اغويرو يبدي اعجابه بماركوس راشفورد    الصليب الأحمر: 40% من المنشآت الصحية في اليمن خارج الخدمة    قراءة تحليلية لنص "حبي الاول في عدن" ل"أحمد سيف حاشد    رئيس الوزراء يعقد اجتماعاً مع سفراء عدد من الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن    الترب يعزي في استشهاد القائد اللواء محمد الغماري    اليمن تعتزم اعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع المنظمات    وزير الشباب والرياضة المصري يكرم وفد اليمن المشارك في نموذج محاكاة برلمان الشباب العربي    الفارس الشبل الحارثي يوجه صفعة الشرف في وجه العنصرية    مصلحة الهجرة تعلن انتهاء أزمة دفاتر الجوازات بعد وصول أولى الدفعات إلى عدن    الدكتور بن حبتور يعزي وزير الدفاع في وفاة عمّه    صنعاء.. البنك المركزي يوقف شبكة تحويلات مالية    الأرصاد: أجواء باردة إلى باردة نسبياً على المرتفعات وأدنى درجة حرارة سُجِّلت في ذمار    قطع الكهرباء في عدن: جريمة تعذيب جماعي ووسيلة لإذلال شعب بأكمله    غزة.. هيروشيما الحيّة التي أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة العالم    المغرب يواجه الأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب    اليمن انموذجا..أين تذهب أموال المانحين؟    جدولة معلّقة.. خلاف خفي بين اليمنية وإدارة مطار المخا    يوفنتوس يخطط للتعاقد مع سكرينيار    ابتكار قرنية شفافة يقدم حلا لأزمة نقص التبرعات العالمية    معهد امريكي: شواء اللحوم يزيد خطر الاصابة بالسرطان    عدن.. ضبط سائق باص حاول اختطاف فتاة    اندلاع حريق في مخيم للنازحين بأبين    شبام.. القلب النابض في وادي حضرموت يرفع اليوم صوت الجنوب العربي عالياً    الضالع بعيون ابينية    متى يبدأ شهر رمضان 2026/1447؟    448 مليون ريال إيرادات شباك التذاكر في السعودية    موقف فاضح للمرتزقة في مصر    أبناء وبنات الشيباني يصدرون بيان ثاني بشأن تجاوزات ومغالطات اخيهم الشيباني    أبناء وبنات الشيباني يصدرون بيان ثاني بشأن تجاوزات ومغالطات اخيهم الشيباني    ورثة المرحوم " الشيباني " يجددون بيانهم ضد عبد الكريم الشيباني ويتهمونه بالاستيلاء والتضليل ويطالبون بإنصافهم من الجهات الرسمية    قطاع الحج والعمرة يعلن بدء تطبيق اشتراطات اللياقة الطبية وفق التعليمات الصحية السعودية لموسم حج 1447ه    الرمان... الفاكهة الأغنى بالفوائد الصحية عصيره يخفض ضغط الدم... وبذوره لها خصائص مضادة للالتهابات    ما فوائد تناول المغنيسيوم وفيتامين «بي-6» معاً؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الضالع .. الرقم الصعب ومدينة النضال التي احتضنت الجنوب بكرمها ونبلها
نشر في حياة عدن يوم 17 - 10 - 2025


تقرير: مريم بارحمة :

اختيار الرئيس الزبيدي للضالع وحضرموت لتكونا منارتين للاحتفال بالذكرى ال 62 أكتوبر المجيد كان موفقاً بامتياز
الضالع بيت الجنوب الكبير الذي جمع أبناء الجنوب تحت سقف المحبة والإخاء
رسالة ضالع الصمود لأبناء الجنوب : "نحن جسد واحد، وقلب واحد، وصفّ واحد، يجمعنا الجنوب الحر المستقل"

في الثالث عشر من أكتوبر لعام 2025م، كانت الضالع على موعدٍ مع التاريخ وهي تحتضن فعاليات الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة .
ذلك اليوم لم يكن احتفالًا عابرًا، بل كان عرسًا وطنيًا جنوبيًا شامخًا، تجلت فيه كل معاني العزة والكرامة والانتماء، حين توافدت الوفود من العاصمة عدن، ولحج، وأبين، ومحافظات الجنوب الأخرى نحو الضالع، لتتلاقى القلوب قبل الأيدي في مشهدٍ سيخلده التاريخ.

-الضالع.. بيت الجنوب الكبير

في ذلك اليوم العظيم، لم تكن الضالع مدينة تستقبل الزوار، بل كانت بيت الجنوب الكبير الذي جمع أبناء الجنوب تحت سقف المحبة والإخاء.
كل شارعٍ في الضالع كان يستقبل أبناء الجنوب بالفخر والاعتزاز، وكل بيتٍ فيها كان يفتح أبوابه للضيوف كأنه يستقبل أهله بعد طول غياب.
لقد كانت الضالع تتنفس الجنوب وتوزع دفء انتمائها على كل من وطأت قدماه ترابها، لتؤكد أن الجنوب واحد، والقلوب واحدة، والمصير مشترك.

-جنود الجنوب.. فرسان الأخلاق قبل الميدان

على طرقات الضالع، وفي أجواء تفيض بالنبل، كان الجنود الجنوبيون قواتنا المسلحة الباسلة يقفون تحت شمسٍ حارقةٍ بوجوهٍ تفيض صبرًا وتواضعًا، يستقبلون الوفود بعباراتٍ صادقةٍ تهزّ القلب قبل السمع، مرددين:" أهلاً وسهلاً"، " يا مرحبا بكم"، وبالوداع "سامحونا إن قصّرنا"
كلمات بسيطة، لكنها أبلغ من الخطب، وأعمق من كل تعبير.
لقد جسّد هؤلاء الجنود أن البطولة ليست في البندقية فقط، بل في حسن الخلق، وكرم التعامل، ونقاء القلب. إنهم أبطال الجبهات، وأبطال الإنسانية، وأبناء الجنوب الذين لا يقاتلون فقط دفاعًا عن الأرض، بل يعلّمون العالم كيف تُصان الكرامة وتُمارَس الأخلاق في أسمى صورها. هذه الكلمات كان يرردها أبناء الضالع رجالأ ونساء وحتى أطفالاً.

-أبطال في الميدان.. وأبطال في الخلق

لقد أثبت أبناء الضالع أنهم لا يعرفون البطولة في ميدان الحرب فحسب، بل في كل سلوكٍ نبيلٍ وموقفٍ كريم.
في استقبالهم للوفود، في تبسّمهم رغم التعب، في كلماتهم التي تنضح احترامًا ومحبة، جسّدوا معنى الأخلاق الجنوبية الأصيلة.
إنهم رجال ونساء تربّوا على الكرامة، لا تزدهيهم الأضواء ولا تغيّرهم المناسبات.
لقد كانت الضالع في ذلك اليوم تقدم درسًا عظيمًا في أن الثورة الحقيقية تبدأ من السلوك النبيل، وتنمو من جذور الأخلاق والإنسانية.

-الضالع.. لوحة الوحدة الجنوبية

في ذلك اليوم، ذابت الفوارق بين محافظات الجنوب، وتوحدت اللهجات، وتعانقت أعلام الجنوب.
كان القادم من العاصمة عدن يبتسم للقادم من لحج، وكان ابن الضالع يحتضن أخاه من أبين، وكلهم يرسمون أجمل لوحة عنوانها الجنوب جسد واحد.
لقد جسدت الضالع أسمى معاني وحدة الصف والحب والإخاء، حين احتضنت إخوتها من كل محافظات الجنوب، لتؤكد أن وحدة الجنوب ليست شعارًا، بل إحساسًا يعيش في القلوب ويتجسد في المواقف.
وهكذا، عادت روح الثورة لتنبض من جديد، في مشهدٍ لا يمكن أن يُنسى.

-الرئيس القائد الزُبيدي ورؤية في مكانها

وفي هذه اللوحة المهيبة، بدت بوضوح بصيرة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي حفظه الله، الذي اختار الضالع وحضرموت لتكونا منارتين للاحتفال بالذكرى ال 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة.
كان اختياره حديث القلب والعقل، لأن الضالع أثبتت أنها الرقم الصعب في معادلة الجنوب، لا تُقاس بمساحتها، بل بمواقفها وأخلاق رجالها ونسائها وصمودها الأسطوري.
لقد كانت على قدر الثقة، فارتفعت إلى مستوى الحدث، وكتبت اسمها من جديد بحروفٍ من ذهب في سجل المجد الجنوبي.

-رسالة من الضالع إلى كل الجنوب

من جبال الضالع الشامخة، انطلقت رسالة جنوبية صادقة تقول: "نحن جسد واحد، وقلب واحد، وصفّ واحد، يجمعنا الجنوب الحر المستقل."
لقد جسّد أبناء الضالع هذا المعنى العظيم بالأفعال قبل الأقوال، وأثبتوا أن الجنوب سيبقى قويًا ما دام أبناؤه على هذا القدر من الحب والتماسك.
كانت الضالع في ذلك اليوم صوت الجنوب النقي، ووجهه المضيء، ونبضه الذي لا يخفت.

-الضالع الرقم الصعب ورمز الوفاء

فيا ضالع المجد والعزة، يا من علمتِ الجنوب معنى النخوة والكرم، يا من غرسْتِ في قلوبنا حبًّا لا يزول.. ستبقين الرقم الصعب في تاريخ هذا الوطن، ورايةً للكرم والأصالة والوفاء. لقد أثبتِ أن البطولة لا تكون فقط في المعارك، بل في صفاء القلوب، وجمال التعامل، ونقاء المواقف.
وما دام في الجنوب رجالٌ ونساءٌ من معدن الضالع، فإن الحرية باقية، والكرامة مصانة، والمستقبل واعد.

-الضالع.. روح الجنوب وذاكرته

في 13 أكتوبر 2025، لم تحتضن الضالع فعالية فحسب، بل احتضنت روح الجنوب كلّه.
لقد وحدت القلوب، وجمعت الصفوف، وقدمت للعالم لوحةً خالدةً عنوانها: "من الضالع إلى كل الجنوب.. نحن وطنٌ واحد، نضالٌ واحد، وهدفٌ واحد."
وهكذا، كتبت الضالع بمدادٍ من الحب والتاريخ فصلًا جديدًا في ملحمة الجنوب، لتبقى شاهدًا خالدًا على أن الأرض التي أنجبت الأبطال، ما زالت تنجب الكرماء والعظماء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.