عندما نعرف أن هذا الرجل أو ذاك من أهل الضالع ، فإن أذهاننا تذهب إلى استحضار التاريخ النضالي لأهل الضالع واستحضار رموز الضالع الذين كان أبرزهم عنتر وشائع ومصلح . هذا كان قبل زيارة الضالع للمشاركة في تشييع جنائز شهداء مجزرة سناح والذكرى الثامنة للتسامح والتصالح الجنوبي ؛ فهناك تُحفر في الذاكرة صورة أكثر وضوحاً لأهل الضالع الذين أبهروا كل زائر بحفاظهم على القيم النبيلة للمجتمع الجنوبي الضالعي الأصيل في رقي التعامل وفي الألفة والمودة والتعاون والإخاء والكرم وحب الوطن الجنوبي . فعلى الرغم من قسوة مصابهم في المجزرة البشعة وإرهاق أكثر من أسبوعين إلا أن الابتسامة لم تفارق وجوههم شباب وشيوخ وأطفال فرحاً بضيوفهم . ولمّا كانت مناطق الضالع سباقة في تاريخ المقاومة الجنوبية ضد المحتلين منذ ستينيات القرن المنصرم ، كان لابد أن تحسب لها سلطات صنعاء ألف حساب منذ ما قبل اجتياح الجنوب بسنوات ، باعتبارها تمثل بوابة رئيسية للجنوب . فما التخلص من رموز الضالع في عام 86 إلا بتدبير من صنعاء خوفاً من رد فعل الضالع على مخطط ما بعد 30 نوفمبر عام 90 ، وما وضع لواء الجيش في قلب الضالع إلا خوفاً من الضالع ، وما التفرقة بين أبناء رموز الضالع إلا خوفاً من وحدة الضالع . وهكذا استطاعت صنعاء أن تجذب إليها البعض من أبناء رموز الضالع باسم التكريم لآبائهم لكنها لم تستطيع التأثير على أهل الضالع الذين يضربون المثل في تمسكهم بوطنيتهم والدفاع عن قضية وطنهم المحتل بكل الوسائل التي يتخذها شباب الضالع كجسد واحد وروح ثورية متقدة ، شعر بها كل من زار الضالع وشاهد تكاثف مئات الألوف من أهل الضالع الذين رسموا اللوحة الجميلة بجمال تلك الروح الثورية التي عبر عنها أيضاً أطفال الضالع ونساؤها . ولأن الحديث عن أهل الضالع كجسد واحد ، فليس مقبولاً أن يشذ أحد عن مصالحهم ، ولا يخرج أحد عن جمعهم ، ولا يتخلف أحد عن ركبهم .. وليس منطقياً أن يوجد خلاف أو أحقاد أو كراهية بين قادتهم إلا إذا تنكروا لانتمائهم إلى أهلهم أو فقدوا أهليتهم في القيادة لضالع المحبة والمودة .. فمن فقد تلك القيم فقد صلاحيته للقيادة التي تعكس بدورها أخلاق أهل الضالع . وبذلك ليس مهماً إلى من ينتمي لحسون أو شلال أو الشنفرة ، بل المهم هل ينتمون بأخلاقهم ومواقفهم إلى أخلاق وموقف أهل الضالع في تعاملهم مع قضية الوطن ؟!. ربما نعذر لحسون صالح مصلح على منشوره على الفيسبوك قبل مجزرة سناح بيومين الذي تضمن الفقرة التالية : (( على الجيش ان يضرب بيد من حديد لمن تسول له نفسه العبث في المحافظة ويتأكد الجيش اننا الى جانبه في كل وقت بنادقنا الى جانبه من أجل الأمن والأمان والاستقرار ، سنقدم أرواحنا فداءً للبلد ، عاش أبطال قواتنا المسلحة والأمن البواسل والرحمة لأرواح شهدائنا الأبطال وأسكنهم ، الله اكبر الله اكبر ، الوحدة أو الموت )) ، http://www.alomanaa.net/news/9110/ لكننا لا نستطيع أبدأ أن نعذر شلال والشنفرة على التنافر فيما بينهم .. فهذه هي رسالتي إليهم ، وأتمنى أن تكون قد وصلت إلى عقولهم وعقول الآخرين غيرهم . حياة عدن