span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/ تحقيق غازي العلوي هل صحيح أن جيل الوحدة ومن بعده من أبناء ردفان وعلى وجه الخصوص الشباب وطلاب المدارس لم يعد ذلك الجيل الوحدوي بل تحول إلى ما يسميه البعض جيل الانفصال أو فك الارتباط. ولماذا نرى الشباب وطلاب المدارس في مقدمة المشاركين في المسيرات والتظاهرات والمهرجانات التي تنظمها قوى الحراك؟ هل وصل الأمر في مدارسنا حد خروج الطالبات للمشاركة في تلك الاحتجاجات والتظاهرات؟ لماذا اختفت أعلام الجمهورية اليمنية والشعارات والعبارات الوطنية والوحدوية من ساحات المدارس وحلت محلها الأعلام الشطرية والعبارات المعادية للوحدة والمطالبة بالانفصال؟ وماذا عن النشيد الوطني هل ما زال يردده الطلاب في الطابور الصباحي أو بالفعل قد غدا هو الآخر في خبر كان؟ ما الذي دفع بهؤلاء الطلاب أو كما تسميهم السلطة ب (جيل الوحدة) إلى الخروج في المسيرات والتظاهرات ورفع الأعلام والرايات الشطرية؟ وهل يدرك طلاب المدارس أبعاد ودلالات تلك الأفكار والدعوات؟ ومن المسئول عن سلوكيات وتوجهات الطلاب؟ وأين دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في عملية الرقابة والمتابعة والإشراف؟ من يدير شئون المدارس في ردفان السلطة أم قوى الحراك؟ أليس من المفترض بقيادات العمل التربوي الاعتراف بالمشكلة والخطر ووضع الحلول والمعالجات بدلاً من المكابرة والإنكار؟ كل هذه الأسئلة وغيرها من التساؤلات سوف نسعى إلى الإجابة عنها والتأكد من حقيقتها من أرض الواقع بكل شفافية ووضوح دون تزييف أو تهويل وبعيداً عن أي مقاصد أو اعتبارات سياسية قد يقول البعض إنها الدافع لنا لتناول هذا الموضوع الذي حرصت "الأمناء" على التطرق له انطلاقاً من دورها التنويري وواجبها المهني والديني والوطني تجاه فلذات أكبادنا من الطلاب ومستقبلهم الذي يتوجب على الجميع دون استثناء الإسهام في الحفاظ على أن يكون واعدا ومشرقا. span style=\"color: #800000\" أعلام شطرية على جدران المدارس فمن خلال رصدنا ومتابعتنا لمجمل الفعاليات الاحتجاجية التي تنظمها قوى الحراك السلمي بردفان وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية من عمر الحراك وجدنا حضورا لافتا لطلاب المدارس في جميع المسيرات والمهرجانات بل إنك تجدهم وفي أكثر الأحيان في مقدمة الصفوف والأكثر حيوية وحماساً في ترديد الهتافات والشعارات التي غالباً ما تكون حاضرة في جميع فعاليات الحراك المناوئة للسلطة والمطالبة بالانفصال إضافة إلى رفعهم الأعلام الشطرية وصور شهداء النضال السلمي وصور علي سالم البيض. لم يعد الأمر مقصوراً على طلاب مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي فحسب بل حتى طلاب المرحلة الابتدائية والأطفال حيث يحرص العديد من أولياء الأمور على اصطحاب أبنائهم للمشاركة في تلك الفعاليات فيما يرتدي البعض ملابس بألوان العلم الشطري والعبارات المؤيدة للحراك, ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه ليصل إلى خروج الطالبات في بعض المدارس للمشاركة في بعض التظاهرات والمهرجانات التي ينظمها الحراك وحملهن الأعلام الشطرية, إضافة إلى قيامهن بربط الشارات الخضراء على رؤوسهن للتعبير عن تأييدهن الدعوة التي أطلقها علي سالم البيض لكافة أبناء الجنوب. شباب وأطفال في مقتبل العمر تراهم أينما امتد بصرك أكثر حيوية وحماسا يرفعون وينقشون أعلام الدولة الجنوبية السابقة في الجدران والجبال وحتى ملابسهم التي يتم صبغها بألوان ذلك العلم إضافة إلى قيام البعض بنقشها على وجوههم وربما قد يشكك البعض فيما أشرنا إليه وما سوف نستعرضه من صور ومشاهدات وربما يذهب إلى القول بأننا نروي قصصا وهمية من نسج الخيال بغرض إثارة الشارع وتضخيم الأمور وأن لا وجود لما أشرنا إليه على أرض الواقع سوى في عقول أمثالنا من الصحفيين كما يقول بعض الساسة من المسئولين, ولن نحتاج إلى الكثير من الأدلة والبراهين لتأكيد مصداقيتنا وحقيقة ما أشرنا إليه وما سوف نتناوله في ثنايا هذا الموضوع فيكفي النظر إلى واحدة من تلك المسيرات أو التظاهرات التي تقام هنا أو هناك في ردفان أو إلى إحدى الصور الخاصة ب "الأمناء" والمرفقة بهذا الموضوع . span style=\"color: #800000\" اختفت الأعلام والعبارات الوطنية وحلت محلها الأعلام والعبارات الشطرية قد يتساءل البعض ما الذي دفع بهؤلاء الطلاب وهم في عمر الزهور إلى ترك مدارسهم للخروج والمشاركة في تلك المسيرات والتظاهرات؟ وهل خروجهم هو خارج عن إرادتهم وبالقوة تحت تهديد السلاح كما يقول البعض ومن قبل أنصار الحراك؟ وهل هي حالات شاذة يخرجون هرباً من هموم الدراسة؟ ثم أين دور المدرسة من كل ذلك؟ أسئلة واستفسارات كثيرة وعديدة تراودنا وتثير ألف هاجس في نفوسنا كلما نظرنا في وجوه أولئك الطلاب وهم يتقدون حماساً في تلك التظاهرات وأصواتهم تتعالى بهتافات غير الهتافات المعهودة والمفترض أن لا يصدحوا بأصواتهم إلا بترديدها دون سواها خاصة خلال هذه المرحلة من العمر التي يحدد فيها المرء ملامح مستقبله الذي من المفترض والواجب أن يكون للأسرة والمدرسة الدور الكبير والمهم في تحديده. أسئلة واستفسارات وتساؤلات لن نجتهد في الإجابة عنها من خارج أسوار المدارس كما لا يمكننا الاكتفاء بالنظر إلى سلوكيات وتوجهات الطلاب من خلال المسيرات والتظاهرات التي تقام في الأسواق والشوارع العامة أو في القرى والمناطق النائية ولكن سوف نبحث عن الإجابات الكافية عنها من داخل أسوار المدارس ومن الطلاب أنفسهم وربما قد يجيبنا عنها حتى الحجر. تجولنا في عدد كبير من مدارس المديرية ورصدنا العديد من الصور والمشاهد المؤلمة التي عكست حالة الوضع القائم الذي تحاول بعض الجهات إنكاره وإخفاء حقيقته بعد أن بات جلياً وواضحاً في مدارس المديرية أينما وجهت بصرك.. ولن نخفي أننا قد فوجئنا أثناء زياراتنا الميدانية لعدد من المدارس خاصة تلك المدارس الواقعة في نطاق عاصمة المديرية (الحبيلين) باعتبارها الواجهة للمديرية والقريبة من مقرات عمل المسئولين في السلطة المحلية ومكتب التربية بالمديرية, بأن أعلام الجمهورية اليمنية قد اختفت من ساحات جميع تلك المدارس وحلت محلها الأعلام الشطرية لما كان يسمى ب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية), التي تم رسمها على جدران الفصول الدراسية وأسوار المدارس كما وجدناها مرسومة حتى في كراسات الطلاب وكتبهم المدرسية، حتى العبارات والشعارات العلمية والوطنية التي تحث الطلاب على حب العلم والمعرفة والولاء للوطن وللوحدة هي الأخرى قد اختفت وحلت محلها العبارات والشعارات المعادية للوطن والمؤيدة للانفصال ولقوى الحراك وقد وصل الأمر في بعض المدارس ومنها على سبيل المثال لا الحصر مدرسة لبوزة التي تضم طلاب مدرستين, واحدة للتعليم الأساسي وأخرى للثانوي والتي تعد من أقدم وأعرق المدارس التي كانت مثالاً للانضباط والتفوق العلمي على مستوى المحافظة وصل الأمر في هذه المدرسة إلى قيام الطلاب بكتابة العبارات المنادية بالجنوب العربي بداخل الفصول الدراسية وعلى السبورات.. كما ذهلت أثناء وقوفي في ساحة الطابور الصباحي لتلك المدرسة التي كنت في يوم من الأيام طالباً فيها كغيري من أبناء مديريات ردفان الأربع الذين كانوا يقصدونها لإكمال دراستهم لمرحلة التعليم الثانوي حين كنا نردد النشيد الوطني الذي كان منقوشاً في واجهة الساحة وعلم الجمهورية اليمنية يرفرف بجانبه وكان ذلك في الفترة من 92 – 95 بأن ذلك النشيد قد تم طمسه من قبل الطلاب واستبداله بنشيد آخر قيل لهم بأنه النشيد الوطني لدولتهم الجديدة والذي يقول في مطلعه (بلادي بلادي بلاد الجنوب وجمهورية عاصمتها عدن) وهو النشيد الذي بسببه اضطرت بعض الإدارات المدرسية في عدد من مدارس المديرية ومنها على سبيل المثال مدرسة الصمود للتعليم الأساسي والثانوي (بنات) ومدرستة لبوزة للتعليم الأساسي والثانوي (أولاد) إلى إلغاء فقرة النشيد الوطني في الطابور الصباحي بعد قيام طلاب وطالبات تلك المدارس بالامتناع عن ترديد النشيد الوطني للجمهورية اليمنية وترديد النشيد الجديد الذي تنشده وتردده قوى الحراك الجنوبي في معظم التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية. span style=\"color: #800000\"من يجرؤ على رفع العلم الوطني أو ترديد النشيد الوطني في المدارس؟ بالطبع فإن لا أحد يجرؤ على رفع العلم الوطني أو تأدية النشيد الوطني في معظم مدارس المديرية, هكذا يقول الطلاب الذين التقيناهم أثناء نزولنا الميداني إلى تلك المدارس, وعن الأسباب التي دفعتهم إلى الخروج للمشاركة في التظاهرات والمسيرات وخطورة الأفكار التي يحملونها على مستقبلهم.. يقول الطلاب: ما دفعنا للخروج إلى الشارع للمشاركة في المسيرات والتظاهرات مع إخواننا وآبائنا من أبناء ردفان خاصة والجنوب عامة هو للتعبير عن رفضنا للواقع الذي نعيشه والمستقبل المجهول الذي ينتظرنا بعد أن وصل الفساد إلى كل مفاصل الدولة وأصبح إخواننا الذين سبقونا بإكمال دراستهم يتسكعون في الشوارع عاطلين عن العمل وبعد أن أصبحت الوظائف تباع لمن يمتلك المال حتى الشهادة يتم شراؤها وتريدوننا لا نحن إلى الماضي الذي حدثنا عنه آباؤنا وإخواننا حين كان التعليم مجاناً والوظائف في انتظار الخريجين وفوق كل ذلك وجود الأمن والاستقرار وتحكيم النظام والقانون على الجميع إضافة إلى ذلك فإن خروجنا ومساندتنا للحراك يأتي تضامناً مع آبائنا وإخواننا في الحراك تجاه ما تعرضوا وما زالوا يتعرضون له من قتل واعتقال وقمع وملاحقات من قبل السلطة التي وصلت أجهزتها القمعية حد ملاحقتنا نحن الطلاب إلى داخل مدارسنا واعتقال الكثير منا بحجة خروجنا في المظاهرات واتهام البعض منا ظلماً وعدواناً بإثارة الفوضى وأعمال الشغب.. وأضاف الطلاب في أحاديثهم: لا يمكن لأي قوة على الأرض أن تثنينا عن توجهنا إلالى النضال السلمي مع إخواننا وآبائنا في الحراك, فالوحدة لم تقدم لنا شيئاً يجعلنا نندم عليه فنحن نقولها وعلى الملأ نحن لسنا جيل الوحدة نحن جيل الجنوب جيل الانفصال. هكذا ينظر طلاب المدارس في ردفان إلى الوحدة اليمنية بأنها لم تقدم لهم أي شيء جميل يندمون عليه غير انتهاج سياسة التجهيل والسير نحو المستقبل المجهول والفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة, حسب قولهم. ما سمعناه من أحاديث من طلاب المدارس وما شاهدناه على أرض الواقع سواء في الشوارع العامة أو بين أروقة المدارس يجعلنا نتساءل: من المسئول عن غرس تلك الأفكار في نفوس أبنائنا جيل المستقبل؟ أين دور الأسرة والمدرسة والجهات المعنية في السلطة؟ وما الذي يحتاجه هؤلاء الطلاب؟ ثم أين دور المعلم والمبنى المدرسي والمنهاج الدراسي؟ وعلى من تقع المسئولية أولاً وأخيراً؟ يرى الصحفي محمد علي محسن بأن الدولة أوجدت المبنى والمنهج والكتاب وأهملت المعنى والغاية من التعليم.. أنفقت المليارات على الحجر وغفلت عن أن البشر أهم وأعظم من كتلة إسمنت وحديد.. ويضيف بالقول: إن أكثر من ثلث الموازنة تذهب للدفاع والأمن بينما سيادتها وحدودها الحقيقية بداخل كل طفل يتعلم ويلقى التنشئة الوطنية السليمة فالنهضة لا تكون من دون مجتمعات متسلحة بالعلم والمعرفة, والاستقرار كذلك لن يأتي من دون اهتمام بالتنمية.. فاليابان بعد هزيمتها في الحرب الكونية الثانية وجدت أن هزيمتها بسبب تدني التعليم وليس كفاءة السلاح, فكانت نهضتها عودتها كعملاق اقتصادي من بوابة التعليم.. وتساءل الصحفي محمد علي محسن بالقول: من أين سيأتي الرخاء والاستقرار وأطفالنا وشبابنا على هذه الشاكلة من التيه والخوف واليأس والضياع؟ كيف لنا محاربة الفقر والإرهاب والجهل والفرقة إذا كان الحال قاتلاً لطموح أجيال الغد؟ span style=\"color: #666699\"نقلا عن صحيفة "الامناء"