اتهم القيادي في الحراك الجنوبي السفير قاسم عسكر، الأمين العام للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي، اتهم الرئيس/ عبد ربه منصور هادي والحزب الاشتراكي اليمني بالوقوف عائقاً وحجرَ عثرة أمام وحدة صف وقيادة الحراك الجنوبي. وأوضح السفير عسكر في الحوار الذي أجرته معه الصحيفة مساء أمس أن القيادات الجنوبية الموجودة في صنعاء المشاركة في السلطة هي أكثر الأطراف التي تؤذي الحراك الجنوبي أكثر من غيرها وكان عسكر قد تحدث عن عدد من القضايا, أبرزها التباين الموجود بين القيادات الجنوبية، كما تحدث عن المؤتمر الجنوبي الجامع وعن التحول الجديد الذي طرأ على موقف المهندس/ أبوبكر العطاس، بالإضافة إلى قضايا أخرى تقرؤونها في الحوار التالي:
•كيف تقرؤون دعوة المبعوث الأممي الخاص باليمن جمال بن عمر للرئيسين البيض وعلي ناصر والحراك ككل للتعاطي الايجابي مع قرارات مجلس الأمن والواقع الجديد خاصة وأن مخرجات الحوار قد نصت على تغيير النظام اليمني إلى نظام اتحادي فيدرالي كونك أحد المقربين من الرئيس البيض؟
- هناك تطورات ومستجدات مهمة طرأت على الصعيد, فيما يتعلق بنظام الاحتلال أو بعض المواقف الاقليمية والدولية بما في ذلك المبعوث الأممي بن عمر، نحن قد أكدنا في أكثر من بيان وأكثر من رسالة أن قضيتنا هي تحرير وطن واستقلاله، وعندما نتكلم عن الاستقلالية "معناته" استقلالية الدولة، وتحدثنا في خطاب جديد، بل رغبنا في خطاب جديد، وقلنا إنه على نظام الاحتلال أو قيادة الاحتلال أو قيادة الجمهورية العربية اليمنية إذا كانوا فعلاً جادين وحريصين على مستقبل شعبهم وحريصين على الأمن والاستقرار في المنطقة أن الطريق الوحيد هو مثل ما دخلنا "سِلم" نخرج "سلم" لضمان علاقات أخوَّة ومستقبل جوار بين دولتين وشعبين ونضمن علاقات متميزة، نحن سنذهب بأهدافنا الموجودة استقلال الجنوب وتحرير دولته.. على كل الأطراف الأخرى أن تعرف بأننا ماضون وخرجنا أكثر من اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة مليونية للتعبير وحرصنا على استمرارية النضال السلمي لتحقيق هذا الهدف، ولذلك هذه الرسائل الموجودة أكان المتبادلة أو غير المتبادلة وما سمعناه من أصوات جديدة من بعض الشخصيات الاجتماعية في الجمهورية العربية اليمنية، هذه التطورات والمستجدات بالفعل نحن لم نكون بعيدين عنها ولكنها حقيقة لم ترقَ إلى مستوى القضية الكبرى التي هي قضية وطن وشعب ودولة، مازالت هذه الاصوات لم تصل إلى ما هو مطلوب..
• إلى أي مستوى تريدون أن تصل هذه المواقف؟
- نحن قد عبّرنا أكثر من مرة فيما يتعلق بمخرجات الحوار وأكدنا تأكيد قاطعاً أن هذه المخرجات مرفوضة والأقاليم مرفوضة والدستور والاستفتاء والانتخابات سوف تقاوم بكل الوسائل, كي لا تستوطن في الجنوب بأذن الله، إدارياً وسياسياً، كل المشاريع التي تحاول أن تجهض قضية شعب الجنوب, بإذن الله لن نسمح لها بأن تستوطن هذه الأرض وتبقى.
• ولكن قيادات الآن في الحراك الجنوبي بدأت تتعاطى مع هذه المتغيرات وبدأت تغير وجهة نظرها وتعتبرها المُمكِن المُتاح أو مثل هذه التوصيفات؟
- أنا أقول لك حتى الآن انه إذا صدرت تصريحات معينة من بعض الشخصيات, فهذا يكون أحياناً جس نبض لمعرفة الردود التي ممكن أن تكون، و كما تعرف أن بعض الاطراف الجنوبية طرحت بعض الحلول والمشاريع, لكنها لم تُقبل من قبل نظام صنعاء ورُفِضت رفضاً شعبياً من الجنوب، ولاحظ أن مثل هذا الوضوح الموجود يؤكد بأن الطريق واضحة وأن هذه الأمور علينا جميعاً فعلاً أن نستجيب لهذه المتطلبات, لأن المواطنين في البلدين يحتاجون إلى أمن واستقرار، وأنا أؤكد لك بأنها لن تكون تنمية ولم يكون استقرار ولم يكن شيء من هذا لا في اليمن ولا في الجنوب ما دام هذه الحالة موجودة.
• صحيح أنتم هذه مطالبكم وهذه خياراتكم التي تطرحونها الآن ولكن هناك واقع آخر وهناك من يرى الحراك منقسماً, الحراك مفككاً قيادات تتصارع على زعامة، لم تتفقوا حتى على آلية ورؤية محددة، ليس تبايناً أو أنه تنوعٌ في الرأي الذي يمكن اعتباره تبايناً صحياً هناك خلاف شديد وهناك صراع قوي جداً يمثل عواقب وحواجز امام توحد مكونات الحراك وهذا يلاحظ ايضاً حتى من خلال المؤتمر الجنوبي الجامع هناك من يؤيد وهناك من يعارض بعوة هذا المؤتمر ويعتبره يخدم مصالح اخرى غير الحراك؟
- نعم دائماً حركات التحرير الوطني لأنها أمام أهداف كبرى وامام قضايا استراتيجية بالتأكيد سيكون هناك تفاوضات واختلافات, ولكني أؤكد لك أن الخارطة السياسية وتضاريس العمل السياسي الجنوبي ليس ثابتاً وإنما محرك ونحن نراقب باهتمام هذا التطور الإيجابي الحاصل في الخارطة السياسية الجنوبية، مهما كانت هذه الخلافات وهذه التباينات، وهذه الخلافات والتباينات هي أن تحرص على المزيد، طبعاً أنت تعرف أنه كان هناك موروث في الماضي وخلق جملة من المشكلات وعدم الثقة، ولذلك الآن أعتقد أن الخارطة السياسية الجنوبية تتحرك في الاتجاه الصحيح وسوف يصل شعب الجنوب وإن كان بطيئا لكن التحرك سيصل إلى قيادة وواجهة سياسية تمثل شعب الجنوب بشكل صحيح وتعبر عن إراداته وأهدافه.
• عن أي اتجاه صحيح وأنا أسمع كمتابع أن حيدر ابو بكر العطاس يعتبر مخرجات الحوار واحدة من أفضل ما يمكن التوصل إليه والمتاح الممكن، وأسمع حسن زيد بن يحيى القيادي في الحراك وهو من القيادات في الداخل يقول إن عبدربه منصور هادي هو قائد وزعيم الحراك الجنوبي، أي اتجاه صحيح يذهب إليه الحراك الجنوبي؟!
- أنا أقول لك إن هناك شعوباً وملايين وعدداً من واجهات النظر.. ربما الأخ حيدر يبحث عن ملاذ أو.. أو عن مصالح خاصة، ولذلك دائماً الاشخاص الذين لهم مصالح معينة سوف يذهبون إلى المكان الذي يريدونه، فأنا اقول بأن الرئيس حيدر هو يهيئ نفسه رئيساً بعد هادي.
• أيضاً في المقابل هناك اختلاف على انعقاد أو المشاركة في مؤتمر الجنوب الجامع، رغم أن هناك من يطرح أنه قد شُكّل من جميع مكونات الحراك الا أنه لا يزال هناك من يعارض انعقاده ويحاول إعاقته!!
- لا.. أبداً يا أخي.. نعم هناك تباين حول وجهات النظر, حول الآلية بهذه الطريقة وحول أيضاً كيفية الوصول لآلية.. لكن حتى الآن المؤتمر الجامع ما زال في البداية ولم يتفق على شيء في هذا المؤتمر، الآن هو محل حوارات ونقاشات متعددة الأطراف ولم يتم الاتفاق على شيء معيّن حتى الآن يمكن أن نختلف عليه..
وما يتم الآن هو حوارات بين مختلف الأطراف وما يمكن أن الوصول إليه نهاية الحوار ولا يوجد حتى الآن أي خلاف على انعقاد المؤتمر من عدمه لآن المؤتمر اصلاً مازال لم يحدد ولم يطرح أو تُحدد ملامحه ولم يحدد تاريخه ولم يحدد من هو الذي سيحضر ومن الذي سيقاطع، والحوارات مازالت مستمرة ووجهات النظر طبعاً مختلفة حول كيفية البدء بالتحضير للإعداد لهذا المؤتمر.
• أنتم كمجلس أعلى كان يفترض أن تحددوا موقفكم, يوم الأحد كما تم الاعلان عنه، هل حددتم موقفكم من المشاركة أم لا؟
- نعم نحن جلسنا مع رئيس اللجنة التحضيرية ونائب رئيس اللجنة التحضيرية وطرحنا عليهم الكثير من الاقتراحات ومازالت هذه الاقتراحات متبادلة بيننا وبينهم بواسطة المراسلات وكذلك بواسطة اللقاءات الأمور..
• يعني لم تحسموا بعد أنتم كمجلس أعلى؟
- لم نحدد موقفاً بعد من المؤتمر ولنا رسلنا مع أنه حتى الآن يحدد موعد الانعقاد كي نحدد موقفاً أكيداً من المشاركة أو لا.
• ولكن تم اختيار تمثيل لكل مكوّن كي يكونوا عوناً للجنة التحضيرية أو تمهيداً لانعقاد المؤتمر؟
- أبداً أنا أقول لك الآن, ما يُطرح افكار لكنه لم يُحدّد حتى الان كيفية المشاركة أو كيفية التمثيل فكل الاطراف تطرح أفكاراً وهناك استيعاب وقبول لهذه المقترحات التي تأتي ولم تُقَم بشكلها النهائي حتى نعرف كيف يمكن أن نسير على هذا الموضوع ونحن مازلنا في طور الحوارات الحقيقة في هذه اللحظة.
• طيب.. في الحديث عمّا أشرت إليه سابقاً الإرث في الماضي و انعدام الثقة, ما مدى تأثيره على مسيرة الحراك ووصوله إلى رؤية وقيادة موحدة؟
- بالتأكيد هذه الامور تؤثر، أنت لاحظ عندك "محمد غالب" مسؤول في الحزب الاشتراكي, لاحظ كأنه خرج من "داخل بير"، ولم يكن عايش بل ولم يكن قائداً في الجنوب، يعني أحياناً مثل هذه الأقاويل التي قالها هذا الرجل يعني تخلق لنا المزيد من المتاعب، مثلاً قال انه لم يكن يعرف بأن هناك احتلالاً من بريطانياللجنوب وأنه لم يكن هناك جنوب عربي يعني "حاجات" هذا إنكار للتاريخ والحقائق، يعني ماذا يمكن أن تعتبر من يقول مثل هذا الكلام، هذا الرجل أقول لك هو خارج التاريخ وخارج السياق العقلاني بل أنا أعتقد.. لم أجد حتى تعبيراً أنت سمعت له أم لا؟
• لم أسمعه.
- يعني هو يتكلم بمثل هذه الأشياء التي أشرت اليها، واحدة من هذه التصريحات وهذه الأقاويل التي يقولها بعض الجنوبيين الموجودين في الحزب الاشتراكي وحزب الإصلاح هم ينكرون تاريخ، وهذا معيب عليهم وهو محاولة مواصلة نهج ذر الرماد على العيون ومحاولة أيضا تضليل الناس عن الحقائق التي كانت موجودة ومطروحة على الارض.
• هل أفهم من كلامك سعادة السفير أن الحزب الاشتراكي يقف حجر عثرة أمام توحُّد قيادات الحراك ووصوله إلى رؤية موحدة؟
- نعم، لأن عليه مسؤولية تاريخية أمام شعب الجنوب, لأنه حكم الجنوب وعليه مسؤولية أدبية وأخلاقية أن يقف بكل مسؤولية , أن يساعد هذا الشعب الذي أوصله إلى هذا المأزق الخطير.
• طيب.. ما مدى تأثيره في الشارع الجنوبي الحزب الاشتراكي مقابل تحرك وتأثير الحراك الجنوبي؟
- هو في الحقيقة, مَن هم موجودون في الجنوب هم يعرفون الوضع ويتعاطفون ايضاً مع أهداف الشعب، لكن الذين هم موجودون في صنعاء هم الذين يؤذون الحراك والجنوب أكثر من غيرهم.
• يعني أفهم من كلامك أنه حتى الرئيس هادي هو أيضاً حجر عثرة أمام الحراك؟
- كما تعرف أن الجنوبيين الموجودين في السلطة ككل بصراحة، الموجودين في السلطة في نظام الاحتلال طبعاً يشكلون عقبة مهمة وهادي من بينهم، وإلا لما كان هو الذي أدار ورأس مؤتمر الحوار وهو يدرك أن النظام نفسه الذي دمر الجنوب واحتل الجنوب ونهب الجنوب, يعني هم أنفسهم الموجودين في السلطة من عند الاحمر الى عند الإصلاح إلى عند المؤتمر كل هؤلاء الموجودين هم انفسهم الذي دمروا الجنوب وهم اللي نهبوه واللي قتلوا المواطنين هم ما زلوا هم انفسهم موجودين لم يتغير شيء عدا أن هناك مسيرات في الشارع تخرج في أي وقت وترجع ويرجّعوهم الى البيوت في أي وقت كان.
• طيب.. هل من اتفاق سعادة السفير جنوب أو طرف في الحراك مع طرف دولي للوصول إلى رؤية للتعاطي مع الواقع الجديد أو قرارات مجلس الامن؟
- نحن في الحقيقة كنا نريد يمدوا أيديهم ليساعدوا شعب الجنوب ونحن نرحب بهم لكن بكل صراحة بدون أي شروط وبدون أي قيود ولذلك بالفعل في هناك اتصالات وفي هناك تفهم لقضية شعب الجنوب، واعتقد أن التطورات القادمة سوف تكون افضل وأحسن من الذي سبق، وأنت تعرف أخي إبراهيم أنه في المرحلة الماضية كان فيه تعتيم إعلامي واسع النطاق وكانت الكاميرات تؤخذ من أي أحد؛ حتى لا يصور وكُنا مقطوعين عن العالم، وجريدكم الموقرة الآن هي تتحدث معنا وأنت تعرف أشياء كثيرة وهذا يدل على أنه في هناك مسؤولية أمام الجميع وهذا يثير الارتياح لأن الجميع يشعر بالمسؤولية والاستقرار هو أيضا ضمانه أساسية للمستقبل.
• رسالة يوجها السفير قاسم عسكر لقيادات الحراك في الداخل والخارج؟
- أشكرك على ذلك أولاً، طبعاً, أدعو قيادات الجنوب.. إن التطورات المستجدات الداخلية والخارجية هي مهيأة أكثر من أي وقت مضى، وأدعوهم أن يمثلوا تمثيلاً حقيقياً لإرادة شعب الجنوب وأن يكونوا عند حُسن هذه الثقة التي أعطاهم الشعب وأن يستعجلوا من أجل إيجاد قيادة سياسية واحدة والتي تستطيع توصل وتخاطب العالم الداخلي والخارجي بشكل صحيح وأيضا تستطيع تتحمل مسؤوليتها أمام هذه التطورات والمستجدات التي تعتمل في المنطقة ككل.