ترددت كثيراً قبل كتابة هذه الاسطر فقد يعتقد البعض ان في ذلك هجوم على بعض الشخصيات او اي شيء آخر , ولكنني اؤكد ان هذا ليس هجوم شخصي على البعض فليس هناك خصومات شخصية لانني لا أعرفهم شخصياً وكل مافي الامر هو نقد في اطاره السياسي وكذلك فتح موضوع تحدث عنه الكثيرين ولكن بخجل وبصوت منخفض ولم يجرؤ البعض على اعلان ذلك على الملا ,, هذا من ناحية ,, اما من ناحية اخرى قد يقول البعض ان الجنوب للجميع ويكيل الاتهامات الجاهزة , بأن من يخوض في هذا انما يمزق ولايجمع ونحن بحاجة الى وحدة كل الجنوبيين .. واقول نعم مع هذا ولكن لابد من توضيح بعض الامور ومناقشة قضايانا الشائكة بجرأة وشجاعة ,, كما اننا لانقبل ان يتحول الجنوب الى ورقة يستخدمها البعض من اجل مصالح شخصية .. فهل يتساوى الجنوبي الذي رفع صوته ضد الظلم منذ 1994 م وتصالح وتسامح في 2006 م وخرج الى الساحات في 2007 م مطالباً بحقوقه وعارضاً قضيته وحقه في استعادة دولته رغم ماتعرض له من حرب وقتل ومطاردات وتجويع وتشريد واقصاء وتهميش , يتساوى مع الجنوبي الذي هو جزء من النظام اليمني واعطاه شرعية السيطرة من خلال مشاركته وصمته .. اذاً فلنطرق الموضوع ونناقشه بجرأة وعقلانيه دون تعصب او اتخاذ احكام مسبقه من منطلق ان الجنوب للجميع ولكن لابأس من توضيح بعض الامور ووضع النقاط على الحروف .. حين دخلت قوات حركة الحوثيين ( انصار الله ) العاصمة اليمنية صنعاء يوم 21 سبتمبر 2014 م واصبحت القوة الاساسية والفاعلة والمسيطرة والمتحكمة بالآمور وتغير المشهد السياسي واصبح هناك تشكيل جديد للخارطة والمعادلة السياسية , برزت وقويت قوى وضعف وسقطت قوى آخرى , ومع هذا التغير المفاجىء في المعادله السياسية وتأثيره على ماهو قادم في السلطة السياسية , التقط بعض الجنوبيين المرتبطين بالنظام ( السابق والحالي ) هذه المتغيرات ورفعوا اصواتهم عن ان هناك مظالم لابناء الجنوب ووجود قضية جنوبية وشعب جنوبي يعاني ,, وسمعنا تصريحات عن الجنوب ودعوة ابناء الجنوب المقيمين في صنعاء ومدن ومناطق الشمال للعوده الى الجنوب , بل ان البعض من هؤلاء شارك في مليونية 14 أكتوبر 2014 م في العاصمة الجنوبية عدن .
ومن خلال ماسبق يبدو لي ان هؤلاء :-
- بتصريحاتهم ومشاركتهم ارادوا استخدام القضية الجنوبية كورقة ضغط على القوى الفاعله في صنعاء , خوفاً على مصالحهم ومناصبهم وامتيازاتهم وعدم اخراجهم من المشهد السياسي القادم ,, حتى لو اقتضى الامر اعتبارهم مجموعه تمثل الجنوب في الترتيبات القادمه .
- الخوف من ان تتطور وتتسارع الاحداث نحو فك الارتباط والاستقلال للجنوب وبالتالي لابد لهم من البقاء في واجهة الاحداث من اجل اشراكهم في السلطة القادمة التي ستحكم الجنوب .
- هناك من أمرهم بأتخاذ هذه المواقف والتوجه الى الجنوب لتحقيق اهداف معينه منها السيطرة على الحراك الجنوبي وتوجيهه والعمل على تفكيكه والتحدث بأسم الجنوب ورغبة شعبة بالاستمرار بالوحدة .
والمثير للتعجب ان هؤلاء وامثالهم كانوا الى الامس القريب يدافعوا وبقوة عن مايسمى ( الوحدة ) ويعتبرونها منجز تاريخي وشيء مقدس يجب عدم الاقتراب منه والمساس به , واعتبروا من خرجوا من الجنوبيين الى الشوارع في مظاهرات وفعاليات مجرد غوغاء ومثيري شغب .
بل والادهى من ذلك ان بعضهم تم استخدامه لاضعاف الحراك الجنوبي وتصفية القضية الجنوبية عبر محاولات استقطاب قيادات ونشطاء جنوبيين واغرائهم بالمال والمناصب والوعود بتحسين اوضاعهم ,,
وفجأة ودون سابق انذار تحولوا الى مدافعين عن الجنوب وحاملين قضيتة ويسترسلون في شرح معاناة شعب الجنوب ,, وليس بعيد سنجد هؤلاء يمثلون الحراك الجنوبي في المناصب السياسية والحوارات القادمة ..
وحين ينتهي الدور المرسوم لهم سيلهثون الى صنعاء بأوامر من يديرهم ويحركهم للاستعداد لأدوار قادمه .