حذر مصدر في الحراك الجنوبي من نوايا لدفع شباب الجنوب إلى محرقة الاحتراب الداخلي من جديد. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إن وسائل إعلام موجهة نظمت حملة للتعبئة في المواقع الإخبارية ومواقع التواصل؛ من أجل معارك جديدة مع مليشيات الحوثي ؛ بمبرر تقدم المليشيات باتجاه الجنوب.
وأضاف المصدر أن وسائل الإعلام تلك ، بإيعاز من حزب الإصلاح، استغلت ما حدث في مديرية الوازعية التابعة لمحافظة تعز، وبثت شائعات مفادها أن المليشيات وقوات المخلوع صالح تعد العدة لإعادة احتلال الجنوب ، وترافقت هذه الإشاعات مع مساعي لتجييش شباب الجنوب. وأكد المصدر أن أولويات الجنوب معروفة، ولا يجب الانشغال عنها بمعارك جانبية؛ خصوصا أن ميليشيات الحوثي ومسانديها مشغولون بتعز، وبمعارك الحدود مع المملكة السعودية، كما أن قادتها يبحثون عن مخرج سياسي، وعن ملاذات آمنة بعيدة عن مقاتلات قوات التحالف. وقالت وسائل إعلام موجهة وناشطون من حزب الإصلاح إن قوات شمالية تتقدم في الراهدة، ومكيراس ولودر، وأن منها من لايزال متواجدا داخل عدن، وأن هناك استعدادات لغزو الجنوب في كل من قعطبة ومريس على الحدود مع الضالع؛ بما يعني – حسب تلك الشائعات- أن الخطر لا يزال قائما.
وقال المصدر الجنوبي إن الهدف من هذه الشائعات، خدمة حزب الإصلاح الراغب في الثأر من الحوثيين وصالح على حساب دماء شباب الجنوب، وتعمدهم الزج بالشباب في المحرقة ؛ لكي يسهل عليهم السيطرة على الساحة الجنوبية، إضافة إلى لفت الأنظار إلى أوهام وشكوك وتجاهل الحقائق على الأرض، مشيرا إلى أن ترتيب البيت الجنوبي يعد أولوية في هذه المرحلة، ومعالجة آثار الحرب، وإعادة الإعمار، وإعادة الحياة إلى طبيعتها ، أما التجييش لحرب جديدة فلن تجلب إلا المزيد من الدمار.
واختتم تصريحه بالقول: "وهذا لايعني أن نغفل عن أي خطر داهم، أو نتقاعس عن أداء واجبنا، ولكن وفق حقائق ملموسة، أما أن نستجيب لكل ناعق، ولكل من يدق طبول الحرب فهذا من شأنه أن يشتت القوى ويدخلنا في مأزق جديد، يشغلنا عن الملفات العاجلة والأكثر أهمية؛ فلا مصلحة لنا في المشاركة بحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل؛ لأنها تحقق مصالح تجار الحروب، ومن لديهم مكاسب من نبش عش الدبابير.
ويؤكد مراقبون وخبراء عسكريون أن إمكانية فتح جبهة في الجنوب مع ميليشيات الحوثي وقوات صالح شبه معدومة ؛ نتيجة لتضييق الخناق عليها عسكريا وسياسيا؛ ما يدعم تصريح المصدر في الحراك الجنوبي. وكان مصدر في المقاومة الجنوبية قد طمأن الجنوبيين ونفى شائعات تقدم الحوثيين بجبهة كرش ووصول تعزيزات من ردفان ولحج.
وصرح ل(صدى عدن) القيادي بالمقاومة الجنوبية محمد علي الحوشبي أن شيئا لم يحدث في كرش، وأن ما روج بالإعلام لا أساس له من الصحة، مؤكدا في الوقت ذاته أن المقاومة مستعدة للمواجهة التي لا مؤشر يدل على أنها وشيكة ، داعيا وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والمصداقية. وكانت بعض المواقع قد نشرت أخبارا عن تقدم قوات الحوثيين وصالح في أكثر من جبهة، وأن اشتباكات حدثت مع المقاومة الجنوبية في كرش، وهو ما نفاه الحوشبي.