يوما بعد آخر ، تتسع حجم الحرب الكلامية الإعلامية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي ودولة الإمارات العربية المتحدة وما تقوم به من جهود عظيمة ضمن التوجه العام لدول التحالف العربي الرامية إلى بسط الأمن والاستقرار في ربوع المناطق المحررة وتكثيف الجهود الحربية في سبيل الخلاص من المليشيات الطائفية واستعادة دور الشرعية المختطفة منذ ما يقارب الثلاثة أعوام . وتتحد جهات عدة في بوتقة واحدة همّها الأول والرئيس محاربة المجلس الانتقالي الجنوبي والتقليل من أدوار دول التحالف في اليمن ، وعلى رأسها ما تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة ، خدمةً لأجندات محلية وإقليمية لا تفكر إلا بإبقاء الجنوب تحت هيمنتها وسيطرتها كما كان قبل اندلاع الحرب مطلع العام 2015م . ويعتقد ناشطون جنوبيون أن العودة إلى ما قبل هذا التاريخ بات حلماً غير قابلٍ للتحقيق وليس باستطاعة أي جهة فرض تحكمها على أبناء الجنوب بعد كل التضحيات الجسيمة التي سطرتها المقاومة الجنوبية الباسلة في حرب التحرير الأخيرة ، وبفضلها تمكن الجنوبيون من إحكام السيطرة على أرضهم لأول مرة منذ اجتياح الجنوب الأول في صيف العام 1994م. وتنشط ماكينة إعلامية (إصلاحية- حوثية- مؤتمرية) مشتركة في حربٍ بلا هوادة ضد كل النجاحات الجنوبية المحققة وكل عطاء إماراتي يقدمه أولاد زايد في عدن وحضرموت وغيرها من المناطق والمحافظات المحررة ، حيث تتوحد الغايات والأهداف رغم اختلاف الوسائل والأطراف.
مركز إعلامي ضخم لهذا الهدف! وكان الإعلامي الجنوبي "عدنان الأعجم" قد كشف أمس الأول عن مركز إعلامي في إسطنبول تديره المخابرات القطرية ، ويهدف إلى بث الإشاعات المتواصلة التي تؤثر على معنويات الناس وتأليب الرأي العام على التحالف والموالين له في عدن والمناطق المحررة. وقال الأعجم ، وهو رئيس تحرير صحيفة "الأمناء" في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك : " إن المركز تتم إدارته على أعلى مستوى و فيه كافة التخصصات ابتداءً من خبراء الإشاعة واصطناع الأخبار التي تؤثر على الرأي العام" . وأشار إلى أن هذا المركز كان متواجداً في الربيع العربي وكان يبث الأخبار أولاً بأول - آنذاك - وحاليا يضم المركز في صفوفه عناصر من الإصلاح ، أحدهم شقيق "حمود عباد" ، أمين العاصمة المعين من قبل الحوثيين. وشقيق حمود عباد قيادي في الإصلاح ويدير مدرسة في إسطنبول ضمن سلسلة المدارس الدولية التي تتبع الدائرة الاستثمارية للإصلاح التي يرأسها نبيل غانم الدبعي ، إضافة إلى ثلاثة نشطاء من ثورة التغيير كانوا قد أخذوا دورات في هذا الجانب قبل انطلاق الربيع العربي. وأكد أن هذا المركز مرتبط بالداخل وبالتحديد بعدن على مدار الساعة ، حيث يعمل المركز على تضخيم العمليات التي تحدث على الأرض وتقف خلفها بعض الجهات الموالية لقطر ، مستفيدين أيضا من بعض القصور الأمني أو الحوادث الأمنية التي يكون الأمن طرفاً فيها ، وقال عدنان الأعجم " أن كل تركيز هذا المركز ينصب على عدن وبقية المناطق المحررة ، وهناك من يستقبل تلك الإشاعات في الداخل ويقوم بترويجها وتوزيعها على صفحات التواصل الاجتماعي" .
لماذا زاد انتشارها؟ وما هو المطلوب لإفشالها؟! ويرى مراقبون أن هذه الماكينة الإعلامية تستفيد من توفر مختلف الوسائل الإعلامية لتنفيذ المطلوب منها ، ابتداءً بعشرات القنوات الفضائية والإذاعية والصحف الورقية والمواقع الإلكترونية ، إلى جانب تأهيل وتدريب جيش من الإعلاميين للقيام بالمهمة على أكمل وجه ، وكل هذا يقوم ويعتمد على ضخ مالي لا محدود من قبل دولة قطر إلى جانب الدعم المقدم من إيران وتركيا وحزب الله اللبناني والأشخاص والجهات الإخوانية والشيعية الأخرى في المنطقة. وحول الكيفية المناسبة للوقوف في وجه هذه الماكينة الإعلامية الضخمة يؤكد ناشطون ل " المشهد العربي" أن إيجاد آلة إعلامية جنوبية مؤهلة تفوق ما تملكه تلك الجهات هو الحل الأنسب لإفشال مخططاتهم وتعرية أدوارهم الإعلامية المفضوحة والقيام بمهمة إيضاح وإبراز الإنجازات المحققة على الأرض للرأي العام المحلي والدولي. وأشاروا في معرض مداخلاتهم ل " المشهد العربي" أن ذلك لن يتحقق إلا بتوفير الكادر الإعلامي المؤهل وإنشاء الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة ،عدا ذلك فلا يمكن مجابهة ذلك التمدد إلا بإمكانيات مماثلة انطلاقاً من قاعدة المثل العربي المشهور " لا يفل الحديد إلا الحديد" .