جرعة سعرية ثالثة على البنزين في عدن    أكاديمي مصري يحذر من حملة استخباراتية في اليمن    مناقشة مستوى أداء مكتب هيئة الأوقاف بمدينة البيضاء    رفع السيارات المتهالكة من شوارع الأمانة    5 مشكلات صحية يمكن أن تتفاقم بسبب موجة الحر    بثلاثية الترجي.. تشيلسي إلى دور ال 16    فلامنجو يفرض التعادل على لوس أنجليس    90 مليونا.. بطاقة خروج رودريجو من الريال    افتتاح مشاريع زراعية وسمكية بأمانة العاصمة بتكلفة 659 مليون ريال    طارق سلام:عدن تعيش حالة عبث غير مبرر    كيف تمكن الموساد من اختراق ايران ..والى أي مستوى وصل    تشيلسي يغتال حلم الترجي بثلاثية قاسية    تجارة الجوازات في سفارة اليمن بماليزيا.. ابتزازًا مُمَنهجًا    الشاعر المفلحي.. رافعات الشيادر روحن فوق جيل الديس    بوليتيكو: استهداف منشآت إيران النووية لم يضعف قدراتها.. بل عزّز خيارها النووي    تفاصيل إخماد تمرد في معسكر القوات الخاصة بلحج    استشهاد بطلين من القوات المسلحة الجنوبية في جبهة الضالع الحدودية    الجنوب.. الحوثي والشرعية وما بعد تأثير إيران    بلاغ للزبيدي.. أعداء الجنوب الأمنيون يتسللون إلى معاشيق بأوامر العليمي غير المعلنة    صنعاء .. البنك المركزي يوقف التعامل مع 9 منشآت وشركات صرافة وبنك وشبكة تحويل أموال خلال يونيو الجاري    وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بإعداد خطة عسكرية ضد "انصارالله"    تقرير أممي: استمرار تدهور الاقتصاد اليمني وارتفاع أسعار الوقود والغذاء    صنعاء.. الخدمة المدنية تعلن الخميس المقبل إجازة رسمية    اليمنية توضح تفاصيل حادث عرضي لطائرة في مطار عدن    إدارات أمن عدد من مديريات إب تحيي ذكرى الولاية    افتتاح مشاريع زراعية وسمكية بأمانة العاصمة بتكلفة 659 مليون ريال    تكتل قبائل بكيل يدين قصف قاعدة العديد في قطر ويدعو لتجنيب شعوب المنطقة ويلات الحروب والتدخلات    الرئيس الزُبيدي يبحث مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي الأوضاع الراهنة في بلادنا وسُبل دعم جهود السلام    تاريخ المنطقة خلال سبعة عقود تم تلخيصه في عامين    إصابة 7أشخاص بحادث مروري بذمار    الوزير الزعوري يشيد بمشاريع هيئة الخليج وعدن للتنمية والخدمات الإنسانية وجهودها في دعم الفئات المحتاجة    الأندية المغادرة والمتأهلة لثمن نهائي كأس العالم للأندية    كم كسب الأهلي ماليا من كأس العالم للأندية 2025    الصحة الإيرانية تعلن استشهاد 44 سيدة و13 طفلاً في هجمات الكيان الصهيوني على إيران    - عنوان ممتاز وواضح. ويمكنك استخدامه كالتالي:\r\n\r\n*الأوراق تكشف: عراقيل تهدد إعادة فتح فندق موفنبيك \r\nعراقيل مفاجئة أمام إعادة افتتاح موفنبيك صنعاء... والأوراق تفتح الملف!\r\n    من يومياتي في أمريكا .. مؤتمر وباحث عن فرصة عمل    "حققنا هدفنا".. الحكومة الإسرائيلية تعلن رسميا سريان وقف إطلاق النار مع إيران    كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (4)    ارتفاع حصيلة قتلى صاروخ إيران الأخير إلى 11 إسرائيليا على الأقل    موقف غير أخلاقي وإنساني: مشافي شبوة الحكومية ترفض استقبال وعلاج أقدم كادر صحي في المحافظة    الأهلي المصري يودع مونديال الأندية    المجلس الأعلى للطاقة يقر حلول إسعافية عاجلة لتوفير وقود لكهرباء عدن    هلال الإمارات يوزع طرود غذائية على الأسر الأشد فقرا بشبوة    كفى لا نريد دموعا نريد حلولا.. يا حكومة اذهبي مع صاروخ    "العليمي" يفرض الجزية على حضرموت ويوجه بتحويل 20 مليار ريال شهريا إلى إمارة مأرب    إب .. تعميم من مكتب التربية بشأن انتقال الطلاب بين المدارس يثير انتقادات واسعة وتساؤلات حول كفاءة من اصدره    حين يتسلل الضوء من أنفاس المقهورين    هيئة الآثار والمتاحف تسلم 75 مخطوطة لدار المخطوطات بإشراف وزير الثقافة    الشعر الذي لا ينزف .. قراءة في كتاب (صورة الدم في شعر أمل دنقل) ل"منير فوزي"    الصين.. العثور على مقابر مليئة بكنوز نادرة تحتفظ بأسرار عمرها 1800 عام    كأس العالم للأندية: ريال مدريد المنقوص يتفوق على باتشوكا المكسيكي بثلاثية    إيران تنتصر    مرض الفشل الكلوي (9)    توقيف الفنانة شجون الهاجري بتهمة حيازة مخدرات    من قلب نيويورك .. حاشد ومعركة البقاء    الحديدة و سحرة فرعون    علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اسئلة مشروعة وخيارات مفتوحة .. اليمن يعيش \"كابوس\" عودة صالح
نشر في حياة عدن يوم 26 - 08 - 2011

span style=\"color: rgb(255, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"حياة عدن/أبوبكر عبدالله*
span style=\"font-size: medium; \"على الرغم من أن صنعاء لم تقدم تأكيدات رسمية بشأن العودة الوشيكة للرئيس علي عبدالله صالح إلى اليمن بعد غياب ناهز الثمانين يوماً في المملكة العربية السعودية للعلاج، فإن كثيرين يؤكدون أن عودة صالح ستكون من الكوابيس لليمنيين، في ظل الاحتقان الذي تعيشه سائر مناطق البلاد، فيما يرى البعض أن طريق عودة صالح لن يكون معبداً كفاية، بالنظر إلى الأوضاع الأمنية الخطرة في المحافظات سواء التي تشهد قتالاً بين قوات الجيش الموالية له والقبائل المناهضة لنظامه، أو في المحافظات الخارجة كلياً أو جزئياً عن السيطرة الحكومية التي يصعب التكهن بمآلات أوضاعها في حال قرر الرئيس صالح العودة إلى اليمن .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"يجمع كثيرون على أن الساحة اليمنية شهدت خلال ما يناهز الثلاثة أشهر من غياب الرئيس صالح تغيرات جوهرية في موازين القوى صب أكثرها في مصلحة قوى المعارضة التي تتبنى برنامجاً لإطاحة نظامه، وهي التغييرات التي قللت من فرص العودة الآمنة للرئيس، الذي قالت صنعاء إنه قرر البقاء في الرياض لفترة نقاهة، فيما تحدثت دوائر سياسية عن أنه أرغم على عدم العودة إلى اليمن خشية أن تؤدي عودته إلى إشعال فتيل الحرب الأهلية .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وبعيداً عن التباينات التي اكتنفت الجبهة المعارضة لنظام صالح غداة تأليف قوى المعارضة في تكتل اللقاء المشترك (ستة أحزاب سياسية من اليسار والإسلاميين) مجلساً وطنياً لقيادة الثورة الشعبية ، بدت جبهة المعارضة بحال أكثر تنظيماً خلافاً لحالها قبيل مغادرة الرئيس صالح جريحاً إلى الرياض بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفته وأركان نظامه في القصر الجمهوري مطلع يونيو/حزيران الماضي، خصوصاً مع التفاف أكثر قوى المعارضة والكيانات الشبابية في الساحات حول المجلس الوطني كأول كيان سياسي موحد لقيادة عملية التغيير في مرحلة ما بعد صالح .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وأمنياً بلغت الاضطرابات ذروتها نتيجة توسع القتال بين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها النجل الأكبر للرئيس صالح ورجال القبائل المناهضين لنظامه ، والتي صارت تحيط بالعاصمة من جهات عدة بل مرشحة للتوسع مع تعهد تحالف القبائل المناهضة لنظام صالح التعامل مع كل الاحتمالات في حال عودته إلى اليمن .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"يضاف إلى ذلك تفكك منظومة الحكم بخروج ست محافظات عن السيطرة الحكومية، فضلاً عن العديد من المناطق الريفية بالتوازي مع انخراط الآلاف من قوات الجيش المعروفة بولائها للرئيس صالح في صفوف الثوار الشباب وتبني مطالبهم في إسقاط النظام .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وسياسياً فإن الوضع الدستوري للرئيس صالح صار مهدداً نتيجة غيابه عن اليمن وعجزه عن ممارسة مهامه لفترة تجاوزت الشهرين، وهي الحالة التي يرى خبراء قانونيون أنها وضعت اليمن في حالة “فراغ كامل في السلطة”، كما وضعت الرئيس صالح تحت طائلة أحكام المادة 116 من الدستور اليمني، والتي تفترض تنحيه ونقل سلطاته إلى نائبه والتحضير لانتخابات رئاسية لانتخاب رئيس جديد .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"color: rgb(128, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"أسئلة مشروعة
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"لكن ماذا عن خيارات العودة للرئيس؟ وما السيناريوات المحتملة في حال العودة؟
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"حتى الآن على الأقل، لم تسفر المشاورات السرية التي قادتها عواصم عربية وغربية في مساعيها لإخراج اليمن من أزمة نقل السلطة إلى نتائج عدا أن الرئيس صالح حسم خياراته حيال المطالب الدولية بتنحيه وتنفيذ المبادرة الخليجية واختار الطريق الأصعب بإعلانه العودة قريباً إلى اليمن، مدشناً بذلك مرحلة عصيبة أجمع كثيرون على أنها ستفتح الطريق لحرب أهلية هي الأخطر والأمضى في تاريخ اليمن الحديث .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"واختار صالح، الذي أرغم على البقاء في الرياض، منذ مغادرته المستشفى السعودي توقيتاً حرجاً لإعلان موقفه النهائي من مقترحات قدمتها واشنطن والرياض واستهدفت إقناعه بعدم العودة إلى اليمن وإعلان بيان بنقل سلطاته إلى نائبه والشروع بتنفيذ المبادرة الخليجية بعد إجراء تعديلات عليها، وأعلن عزمه العودة متمترساً هذه المرة بمظلة القبائل التي عقدت مؤتمراً في صنعاء أعلنت في ختامه تمسكها بالشرعية الدستورية والدفاع عن نظام صالح الممثل للشرعية، في مشهد أعاد إلى الأذهان سياسة الاستقطاب التي ما انفك صالح يتعامل معها لمواجهة أكبر تحالف شعبي وقبلي وسياسي مناهض لنظامه منذ 33 سنة .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وبدا أن حشد صنعاء القبائل الموالية والترتيب لصالح إلقاء خطبة مباشرة عليهم استهدفت داخلياً إنقاذ ما يمكن إنقاذه من شعبيته المنهارة ولملمة صفوف مؤيديه في مواجهة التنامي الكبير في صفوف معارضيه من رجال القبائل والتكوينات السياسية والاجتماعية في عموم المحافظات التي أعلنت بصوت واحد المضي بالثورة السلمية لحين تحقيق أهدافها في إطاحة النظام .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وخارجياً استهدف صالح في خطابه الأخير التأثير في الموقف الإقليمي والدولي المؤيد لتنحيه وتنفيذ المبادرة الخليجية من طريق إبلاغ المحيط الخليجي والمجتمع الدولي أنه لا يزال هناك من يؤيد نظامه وبقاءه رئيساً لبلد صار على وشك الانهيار .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وبدا ذلك واضحاً في حرص الرئيس صالح على توجيه خطابه إلى الخارج عندما أكد في خطابه بقوله “أخاطب الأشقاء والأصدقاء عندما نتحدث عن نقل السلطة نقلاً سلمياً وسلساً ليس لدينا مانع أن ننقلها إلى نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وليس لدينا فرق أن ننقل السلطة، المهم هل ستخرجون المسلحين؟ هل ستنهون الخنادق؟ هل ستنهون الموانع في العاصمة وغيرها؟ هل ستمتنعون عن قطع الطرقات؟ هل ستمتنعون عن الثارات؟ وهل ستنتهي الاستعراضات في العواصم بالمواكب؟” .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"ولم يكتف صالح بذلك، بل تحدث صراحة عن فشل أي تدخل خارجي في الشأن اليمني إلى تحذيره من “يدفعون المال سواء كانوا من الأصدقاء والأشقاء لتخريب اليمن”، مع تجديده التأكيد أنه لا يريد السلطة ومتمسك بالوسائل الدستورية في نقل السلطة سلمياً استناداً إلى شرعيته الدستورية التي تتيح له البقاء رئيساً حتى عام 2013 .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"color: rgb(128, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"الكابوس الأمني
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"على الرغم من أن إعلان الرئيس صالح عزمه العودة قريباً إلى صنعاء شكل كابوسا بالنسبة إلى مناهضيه من شباب الثورة وقوى المعارضة، فإن عودته القريبة، وفق ما أعلن مسؤولون في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، لا تزال محفوفة بالمخاطر بالنظر إلى الحالة الأمنية المضطربة التي خلفها القتال المندلع منذ اشهر بين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجله الأكبر العميد أحمد ورجال القبائل المناهضين لنظامه في الضواحي الشمالية للعاصمة والتي جعلت طريق عودته مزروعاً بالأشواك وربما الألغام ولا سيما بعدما أعلنت قبائل عدة مؤازرة قبيلة أرحب في هذه الحرب وعدم السماح لصالح بالجلوس على كرسي الحكم بعد اليوم .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وعلاوة على أن سبعة أشهر من الاحتجاجات أفقدت الرئيس صالح قاعدة واسعة من حلفائه التقليديين ولا سيما في مجتمعات القبائل، فإن الحرب التي خاضتها قوات الحرس الجمهوري الموالية له على مدى الأشهر الماضية أفقدت صنعاء زمام السيطرة على هذه المناطق وخصوصاً مع تمكن القبائل من الاستيلاء على ترسانة سلاح متطور مكنتهم من خوض حرب ندية وكاملة مع قوات الجيش .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وتصاعدت خطورة هذه الحرب، التي تعد الأولى لنظام الرئيس صالح، مع رجال القبائل نتيجة امتدادها من الضواحي الشمالية إلى مديريات نهم وبني الحارث ومناطق خولان شرق العاصمة، ما اضعف قبضة السلطات على هذه المناطق .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وزاد من ذلك إعلان العديد من كبرى القبائل الشمالية ومؤازرة قبيلة أرحب والوقوف ضد قوات الحرس الجمهوري التي وجدت نفسها مضطرة إلى توسيع حربها هناك بعد تعرضها لهجمات متتالية من رجال القبائل رداً على القصف الوحشي والعنيف الذي تعرضت له قراهم وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير عشرات المنازل والمزارع .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"لكن الوضع في الضواحي الشمالية للعاصمة لا يبدو مختلفاً كثيراً عن محافظات أخرى مثل مأرب والجوف التي أعلنت انشقاقها عن نظام صالح قبل أسابيع، فيما تلاشت إلى حد كبير السيطرة الحكومية فيها، يضاف إليها أجزاء من محافظة شبوة، في حين كانت محافظتا صعدة وأبين من أولى المحافظات المنشقة عن النظام وأجزاء كبيرة من المناطق الريفية في أكثر المحافظات .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"يأتي ذلك فيما تشهد محافظات أخرى تداعيات أمنية لا سابق لها بدءاً بالمواجهات المستمرة بين الجيش والمسلحين المناهضين للنظام في محافظة تعز الجنوبية، مروراً بمحافظة عمران مسقط رأس الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبائل حاشد، كبرى قبائل اليمن، التي تشهد حالة توتر عسكري حاد بين قوات الجيش الموالية للرئيس والقوات المؤيدة للثورة الشبابية، وصولاً إلى محافظة ريمة، التي انضمت إلى المناطق المتوترة غداة اعتراض رجال القبائل هناك رتلاً عسكرياً معززاً بالدبابات والسلاح الثقيل من قوات الحرس الجمهوري كان في طريقه من محافظة الحديدة الساحلة إلى العاصمة وأرغم على العودة إلى قواعده .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"color: rgb(128, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"حرب القبائل
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"استناداً إلى معطيات اجتماعية وسياسية وجغرافية، فإن كثيراً من المراقبين يخشون أن تكون مناطق القبائل مسرحاً لحرب طويلة بين قوات الجيش الموالية للرئيس صالح والمناهضين لنظامه، خصوصاً مع فشل جهود الوساطة التي بذلت طوال الفترة الماضية ودخول لاعبين جدد في المعادلة الأمنية، في حين جعل إصرار صنعاء على مواصلة القتال ورفض جهود التسوية من هذه الحرب مرشحة للتوسع وربما إلى مشارف العاصمة حيث مطار صنعاء الذي صار مهدداً من مدفعية القبائل .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"تدرك صنعاء أكثر من غيرها، أن حرباً كهذه تمثل تهديداً وشيكاً للنظام، فمعطيات التاريخ والجغرافيا تؤكد أن هذا المكون الاجتماعي ذو القيم الشديدة الصرامة والتماسك، كان دائماً الكاسب الأكبر في معادلة الصراع مع الحاكم .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وفي أكثر محطات الصراع التي خاضها الرئيس صالح خلال فترة حكمه الممتدة ل 33 سنة، كانت القبائل القوة الرادعة والسلاح الأمضى في الأزمات الكبيرة التي سطرت حروباً عدة في التاريخ السياسي الحديث لليمن بدءاً من الحروب بين شطري اليمن سابقاً، وصولاً إلى حرب صيف 1994 وليس آخرها جولات الحروب الست مع المسلحين الحوثيين .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وعلى مدى سني حكمه، اعتمد صالح على معاجلة دمج مصالح الدولة بالقبيلة لضمان استقرار مؤسسة الحكم، غير أن المعادلة تغيرت كلياً، بعدما انتجت الثورة الشعبية تحالفات جديدة أخرجت صالح من دائرة القبيلة التي انخرطت أكثر مكوناتها في صفوف الثورة الشعبية .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وخلال ستة أشهر من الاحتجاجات التي قادها شبان الثورة المناهضون لنظام صالح، كان محور القبيلة عاملاً مهماً في صناعة التحولات الكبيرة في مسار الثورة الشعبية، خصوصاً بعد الإعلان عن تأليف تحالف قبلي أول مناهض لنظام صالح بزعامة الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"ولم تشعر صنعاء بالقلق من تفاعلات الثورة الشبابية قدر القلق الذي أبدته بعد الإعلان عن تحالف قبلي مناهض للنظام، وهو ما عبرت عنه بوضوح بشروعها بتأليف كيان قبلي موازٍ مؤيد للنظام .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"ويرى محللون أن اتجاه نظام صالح إلى حشد ما تبقى من القبائل كقوة متحالفة مع النظام جاء لتجاوز الاختلال الذي أحدثه انسلاخ أكثر القبائل الشمالية القوية من بنية النظام .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"color: rgb(128, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"خيارات الحسم
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"بعيداً عن المعطى الدولي الذي عادة ما يؤدي دوراً مهماً في تحقيق مبدأ التوازن للنظام السياسي، فإن تأثير هذا المعطى يقل كثيراً في اليمن في مقابل تأثير دور القبيلة التي تمارس وفقاً للعرف القبلي سلطة مستقلة في مناطقها تصل فيها الاستقلالية إلى حدود لا تستطيع الدولة فرض سيادتها .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وثمة ثلاث قبائل رئيسة في المناطق الشمالية اليمنية لها تأثيرها في المشهد اليوم، هي حاشد وبكيل ومذحج، حيث تنخرط في إطارها عشرات القبائل التي تعد السلاح جزءاً من مكونها الثقافي، وأعلنت أجزاء كبيرة من هذه القبائل تأييدها للثورة المناهضة لنظام صالح عبر تحالف أطلق عليه اسم تحالف قبائل اليمن الذي جعل من ضمن أهدافه مواجهة الحرب التي تشنها القوات النظامية على القبائل في منطقة أرحب استناداً إلى ما تملكه من جيوش خاصة مجهزة بأحدث العتاد والمعدات القتالية الخفيفة والثقيلة .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وثمة من يرى أن غياب الرئيس وكبار مستشاريه القدامى الذين خبروا التعامل مع القبائل، اسهم في تعقيد المشكلات بين النظام والقبائل، خصوصاً بعدما ترك صالح هذا الملف لابنه الأكبر قائد قوات الحرس الجمهوري ومسؤولين آخرين يفتقرون إلى صلات قوية مع القبائل التي تهيمن على معظم أرجاء اليمن . واستناداً إلى ما عرف عن الرئيس صالح من عناد وجرأة على المواجهة الطويلة، فإن التوقعات تشير إلى أن أي تسوية سياسية لإقفال ملف الحرب الدائرة في خاصرته الشمالية لا تلبي مطالبه وشروطه لن يكتب لها النجاح .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"ويرى كثيرون أن صالح، المعروف بكونه شخصاً عنيداً يصعب حشره في الزاوية، لن يستسلم بسهولة لضغوط القبائل التي صارت تحاصره من جهات صنعاء الأربع، كما أن تجربة نصف عام من الاحتجاجات والمناورات، كشفت مدى استعداده اللعب بكل الأوراق في مقابل البقاء في السلطة، بما في ذلك خوض آخر حروبه مع مناهضيه .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"لكن أي صراع قد يقرر نظام صالح خوضه مع القبائل سيكون محفوفاً بالمخاطر، فما من طريق تستطيع قواته التمركز فيها أو عبورها في منطقة ملغمة بسلاح القبائل المتمرسين على القتال، خصوصاً بعدما أبدت القبائل يقظة حيال تحركات قوات الجيش الموالية للرئيس صالح، كما أن الحادثة التي حصلت في محافظة ريمة الهادئة التي اعترض فيها مسلحون قبليون رتلاً من الدبابات وعربات الجند، كانت في طريقها من محافظة الحديدة إلى العاصمة صنعاء وأرغموها على التراجع.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"color: rgb(0, 0, 255); \"span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"color: rgb(0, 0, 255); \"span style=\"font-size: medium; \"*دار الخليج


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.