طيران العدوان الأمريكي يجدد استهداف صنعاء ورأس عيسى    السامعي: استهداف ميناء الحديدة ومصنع اسمنت باجل جرائم لا تسقط بالتقادم    الحذر من استغلال العليمي مبررات (إصلاح الخدمات) في ضرب خصومه وأبرزهم الانتقالي    قرار رقم 1 للعولقي بإيقاف فروع مصلحة الأراضي (وثيقة)    أعنف هجوم إسرائيلي على اليمن يدمر ميناء الحديدة    بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    وسائل اعلام اسرائيلية: هجوم اسرائيلي أمريكي شاركت فيه عشرات المقاتلات ضد اهداف في اليمن    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    قدسية نصوص الشريعة    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اسئلة مشروعة وخيارات مفتوحة .. اليمن يعيش \"كابوس\" عودة صالح
نشر في حياة عدن يوم 26 - 08 - 2011

span style=\"color: rgb(255, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"حياة عدن/أبوبكر عبدالله*
span style=\"font-size: medium; \"على الرغم من أن صنعاء لم تقدم تأكيدات رسمية بشأن العودة الوشيكة للرئيس علي عبدالله صالح إلى اليمن بعد غياب ناهز الثمانين يوماً في المملكة العربية السعودية للعلاج، فإن كثيرين يؤكدون أن عودة صالح ستكون من الكوابيس لليمنيين، في ظل الاحتقان الذي تعيشه سائر مناطق البلاد، فيما يرى البعض أن طريق عودة صالح لن يكون معبداً كفاية، بالنظر إلى الأوضاع الأمنية الخطرة في المحافظات سواء التي تشهد قتالاً بين قوات الجيش الموالية له والقبائل المناهضة لنظامه، أو في المحافظات الخارجة كلياً أو جزئياً عن السيطرة الحكومية التي يصعب التكهن بمآلات أوضاعها في حال قرر الرئيس صالح العودة إلى اليمن .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"يجمع كثيرون على أن الساحة اليمنية شهدت خلال ما يناهز الثلاثة أشهر من غياب الرئيس صالح تغيرات جوهرية في موازين القوى صب أكثرها في مصلحة قوى المعارضة التي تتبنى برنامجاً لإطاحة نظامه، وهي التغييرات التي قللت من فرص العودة الآمنة للرئيس، الذي قالت صنعاء إنه قرر البقاء في الرياض لفترة نقاهة، فيما تحدثت دوائر سياسية عن أنه أرغم على عدم العودة إلى اليمن خشية أن تؤدي عودته إلى إشعال فتيل الحرب الأهلية .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وبعيداً عن التباينات التي اكتنفت الجبهة المعارضة لنظام صالح غداة تأليف قوى المعارضة في تكتل اللقاء المشترك (ستة أحزاب سياسية من اليسار والإسلاميين) مجلساً وطنياً لقيادة الثورة الشعبية ، بدت جبهة المعارضة بحال أكثر تنظيماً خلافاً لحالها قبيل مغادرة الرئيس صالح جريحاً إلى الرياض بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفته وأركان نظامه في القصر الجمهوري مطلع يونيو/حزيران الماضي، خصوصاً مع التفاف أكثر قوى المعارضة والكيانات الشبابية في الساحات حول المجلس الوطني كأول كيان سياسي موحد لقيادة عملية التغيير في مرحلة ما بعد صالح .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وأمنياً بلغت الاضطرابات ذروتها نتيجة توسع القتال بين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها النجل الأكبر للرئيس صالح ورجال القبائل المناهضين لنظامه ، والتي صارت تحيط بالعاصمة من جهات عدة بل مرشحة للتوسع مع تعهد تحالف القبائل المناهضة لنظام صالح التعامل مع كل الاحتمالات في حال عودته إلى اليمن .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"يضاف إلى ذلك تفكك منظومة الحكم بخروج ست محافظات عن السيطرة الحكومية، فضلاً عن العديد من المناطق الريفية بالتوازي مع انخراط الآلاف من قوات الجيش المعروفة بولائها للرئيس صالح في صفوف الثوار الشباب وتبني مطالبهم في إسقاط النظام .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وسياسياً فإن الوضع الدستوري للرئيس صالح صار مهدداً نتيجة غيابه عن اليمن وعجزه عن ممارسة مهامه لفترة تجاوزت الشهرين، وهي الحالة التي يرى خبراء قانونيون أنها وضعت اليمن في حالة “فراغ كامل في السلطة”، كما وضعت الرئيس صالح تحت طائلة أحكام المادة 116 من الدستور اليمني، والتي تفترض تنحيه ونقل سلطاته إلى نائبه والتحضير لانتخابات رئاسية لانتخاب رئيس جديد .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"color: rgb(128, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"أسئلة مشروعة
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"لكن ماذا عن خيارات العودة للرئيس؟ وما السيناريوات المحتملة في حال العودة؟
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"حتى الآن على الأقل، لم تسفر المشاورات السرية التي قادتها عواصم عربية وغربية في مساعيها لإخراج اليمن من أزمة نقل السلطة إلى نتائج عدا أن الرئيس صالح حسم خياراته حيال المطالب الدولية بتنحيه وتنفيذ المبادرة الخليجية واختار الطريق الأصعب بإعلانه العودة قريباً إلى اليمن، مدشناً بذلك مرحلة عصيبة أجمع كثيرون على أنها ستفتح الطريق لحرب أهلية هي الأخطر والأمضى في تاريخ اليمن الحديث .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"واختار صالح، الذي أرغم على البقاء في الرياض، منذ مغادرته المستشفى السعودي توقيتاً حرجاً لإعلان موقفه النهائي من مقترحات قدمتها واشنطن والرياض واستهدفت إقناعه بعدم العودة إلى اليمن وإعلان بيان بنقل سلطاته إلى نائبه والشروع بتنفيذ المبادرة الخليجية بعد إجراء تعديلات عليها، وأعلن عزمه العودة متمترساً هذه المرة بمظلة القبائل التي عقدت مؤتمراً في صنعاء أعلنت في ختامه تمسكها بالشرعية الدستورية والدفاع عن نظام صالح الممثل للشرعية، في مشهد أعاد إلى الأذهان سياسة الاستقطاب التي ما انفك صالح يتعامل معها لمواجهة أكبر تحالف شعبي وقبلي وسياسي مناهض لنظامه منذ 33 سنة .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وبدا أن حشد صنعاء القبائل الموالية والترتيب لصالح إلقاء خطبة مباشرة عليهم استهدفت داخلياً إنقاذ ما يمكن إنقاذه من شعبيته المنهارة ولملمة صفوف مؤيديه في مواجهة التنامي الكبير في صفوف معارضيه من رجال القبائل والتكوينات السياسية والاجتماعية في عموم المحافظات التي أعلنت بصوت واحد المضي بالثورة السلمية لحين تحقيق أهدافها في إطاحة النظام .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وخارجياً استهدف صالح في خطابه الأخير التأثير في الموقف الإقليمي والدولي المؤيد لتنحيه وتنفيذ المبادرة الخليجية من طريق إبلاغ المحيط الخليجي والمجتمع الدولي أنه لا يزال هناك من يؤيد نظامه وبقاءه رئيساً لبلد صار على وشك الانهيار .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وبدا ذلك واضحاً في حرص الرئيس صالح على توجيه خطابه إلى الخارج عندما أكد في خطابه بقوله “أخاطب الأشقاء والأصدقاء عندما نتحدث عن نقل السلطة نقلاً سلمياً وسلساً ليس لدينا مانع أن ننقلها إلى نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وليس لدينا فرق أن ننقل السلطة، المهم هل ستخرجون المسلحين؟ هل ستنهون الخنادق؟ هل ستنهون الموانع في العاصمة وغيرها؟ هل ستمتنعون عن قطع الطرقات؟ هل ستمتنعون عن الثارات؟ وهل ستنتهي الاستعراضات في العواصم بالمواكب؟” .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"ولم يكتف صالح بذلك، بل تحدث صراحة عن فشل أي تدخل خارجي في الشأن اليمني إلى تحذيره من “يدفعون المال سواء كانوا من الأصدقاء والأشقاء لتخريب اليمن”، مع تجديده التأكيد أنه لا يريد السلطة ومتمسك بالوسائل الدستورية في نقل السلطة سلمياً استناداً إلى شرعيته الدستورية التي تتيح له البقاء رئيساً حتى عام 2013 .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"color: rgb(128, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"الكابوس الأمني
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"على الرغم من أن إعلان الرئيس صالح عزمه العودة قريباً إلى صنعاء شكل كابوسا بالنسبة إلى مناهضيه من شباب الثورة وقوى المعارضة، فإن عودته القريبة، وفق ما أعلن مسؤولون في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، لا تزال محفوفة بالمخاطر بالنظر إلى الحالة الأمنية المضطربة التي خلفها القتال المندلع منذ اشهر بين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجله الأكبر العميد أحمد ورجال القبائل المناهضين لنظامه في الضواحي الشمالية للعاصمة والتي جعلت طريق عودته مزروعاً بالأشواك وربما الألغام ولا سيما بعدما أعلنت قبائل عدة مؤازرة قبيلة أرحب في هذه الحرب وعدم السماح لصالح بالجلوس على كرسي الحكم بعد اليوم .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وعلاوة على أن سبعة أشهر من الاحتجاجات أفقدت الرئيس صالح قاعدة واسعة من حلفائه التقليديين ولا سيما في مجتمعات القبائل، فإن الحرب التي خاضتها قوات الحرس الجمهوري الموالية له على مدى الأشهر الماضية أفقدت صنعاء زمام السيطرة على هذه المناطق وخصوصاً مع تمكن القبائل من الاستيلاء على ترسانة سلاح متطور مكنتهم من خوض حرب ندية وكاملة مع قوات الجيش .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وتصاعدت خطورة هذه الحرب، التي تعد الأولى لنظام الرئيس صالح، مع رجال القبائل نتيجة امتدادها من الضواحي الشمالية إلى مديريات نهم وبني الحارث ومناطق خولان شرق العاصمة، ما اضعف قبضة السلطات على هذه المناطق .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وزاد من ذلك إعلان العديد من كبرى القبائل الشمالية ومؤازرة قبيلة أرحب والوقوف ضد قوات الحرس الجمهوري التي وجدت نفسها مضطرة إلى توسيع حربها هناك بعد تعرضها لهجمات متتالية من رجال القبائل رداً على القصف الوحشي والعنيف الذي تعرضت له قراهم وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير عشرات المنازل والمزارع .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"لكن الوضع في الضواحي الشمالية للعاصمة لا يبدو مختلفاً كثيراً عن محافظات أخرى مثل مأرب والجوف التي أعلنت انشقاقها عن نظام صالح قبل أسابيع، فيما تلاشت إلى حد كبير السيطرة الحكومية فيها، يضاف إليها أجزاء من محافظة شبوة، في حين كانت محافظتا صعدة وأبين من أولى المحافظات المنشقة عن النظام وأجزاء كبيرة من المناطق الريفية في أكثر المحافظات .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"يأتي ذلك فيما تشهد محافظات أخرى تداعيات أمنية لا سابق لها بدءاً بالمواجهات المستمرة بين الجيش والمسلحين المناهضين للنظام في محافظة تعز الجنوبية، مروراً بمحافظة عمران مسقط رأس الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبائل حاشد، كبرى قبائل اليمن، التي تشهد حالة توتر عسكري حاد بين قوات الجيش الموالية للرئيس والقوات المؤيدة للثورة الشبابية، وصولاً إلى محافظة ريمة، التي انضمت إلى المناطق المتوترة غداة اعتراض رجال القبائل هناك رتلاً عسكرياً معززاً بالدبابات والسلاح الثقيل من قوات الحرس الجمهوري كان في طريقه من محافظة الحديدة الساحلة إلى العاصمة وأرغم على العودة إلى قواعده .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"color: rgb(128, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"حرب القبائل
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"استناداً إلى معطيات اجتماعية وسياسية وجغرافية، فإن كثيراً من المراقبين يخشون أن تكون مناطق القبائل مسرحاً لحرب طويلة بين قوات الجيش الموالية للرئيس صالح والمناهضين لنظامه، خصوصاً مع فشل جهود الوساطة التي بذلت طوال الفترة الماضية ودخول لاعبين جدد في المعادلة الأمنية، في حين جعل إصرار صنعاء على مواصلة القتال ورفض جهود التسوية من هذه الحرب مرشحة للتوسع وربما إلى مشارف العاصمة حيث مطار صنعاء الذي صار مهدداً من مدفعية القبائل .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"تدرك صنعاء أكثر من غيرها، أن حرباً كهذه تمثل تهديداً وشيكاً للنظام، فمعطيات التاريخ والجغرافيا تؤكد أن هذا المكون الاجتماعي ذو القيم الشديدة الصرامة والتماسك، كان دائماً الكاسب الأكبر في معادلة الصراع مع الحاكم .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وفي أكثر محطات الصراع التي خاضها الرئيس صالح خلال فترة حكمه الممتدة ل 33 سنة، كانت القبائل القوة الرادعة والسلاح الأمضى في الأزمات الكبيرة التي سطرت حروباً عدة في التاريخ السياسي الحديث لليمن بدءاً من الحروب بين شطري اليمن سابقاً، وصولاً إلى حرب صيف 1994 وليس آخرها جولات الحروب الست مع المسلحين الحوثيين .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وعلى مدى سني حكمه، اعتمد صالح على معاجلة دمج مصالح الدولة بالقبيلة لضمان استقرار مؤسسة الحكم، غير أن المعادلة تغيرت كلياً، بعدما انتجت الثورة الشعبية تحالفات جديدة أخرجت صالح من دائرة القبيلة التي انخرطت أكثر مكوناتها في صفوف الثورة الشعبية .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وخلال ستة أشهر من الاحتجاجات التي قادها شبان الثورة المناهضون لنظام صالح، كان محور القبيلة عاملاً مهماً في صناعة التحولات الكبيرة في مسار الثورة الشعبية، خصوصاً بعد الإعلان عن تأليف تحالف قبلي أول مناهض لنظام صالح بزعامة الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"ولم تشعر صنعاء بالقلق من تفاعلات الثورة الشبابية قدر القلق الذي أبدته بعد الإعلان عن تحالف قبلي مناهض للنظام، وهو ما عبرت عنه بوضوح بشروعها بتأليف كيان قبلي موازٍ مؤيد للنظام .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"ويرى محللون أن اتجاه نظام صالح إلى حشد ما تبقى من القبائل كقوة متحالفة مع النظام جاء لتجاوز الاختلال الذي أحدثه انسلاخ أكثر القبائل الشمالية القوية من بنية النظام .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"color: rgb(128, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"خيارات الحسم
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"بعيداً عن المعطى الدولي الذي عادة ما يؤدي دوراً مهماً في تحقيق مبدأ التوازن للنظام السياسي، فإن تأثير هذا المعطى يقل كثيراً في اليمن في مقابل تأثير دور القبيلة التي تمارس وفقاً للعرف القبلي سلطة مستقلة في مناطقها تصل فيها الاستقلالية إلى حدود لا تستطيع الدولة فرض سيادتها .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وثمة ثلاث قبائل رئيسة في المناطق الشمالية اليمنية لها تأثيرها في المشهد اليوم، هي حاشد وبكيل ومذحج، حيث تنخرط في إطارها عشرات القبائل التي تعد السلاح جزءاً من مكونها الثقافي، وأعلنت أجزاء كبيرة من هذه القبائل تأييدها للثورة المناهضة لنظام صالح عبر تحالف أطلق عليه اسم تحالف قبائل اليمن الذي جعل من ضمن أهدافه مواجهة الحرب التي تشنها القوات النظامية على القبائل في منطقة أرحب استناداً إلى ما تملكه من جيوش خاصة مجهزة بأحدث العتاد والمعدات القتالية الخفيفة والثقيلة .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وثمة من يرى أن غياب الرئيس وكبار مستشاريه القدامى الذين خبروا التعامل مع القبائل، اسهم في تعقيد المشكلات بين النظام والقبائل، خصوصاً بعدما ترك صالح هذا الملف لابنه الأكبر قائد قوات الحرس الجمهوري ومسؤولين آخرين يفتقرون إلى صلات قوية مع القبائل التي تهيمن على معظم أرجاء اليمن . واستناداً إلى ما عرف عن الرئيس صالح من عناد وجرأة على المواجهة الطويلة، فإن التوقعات تشير إلى أن أي تسوية سياسية لإقفال ملف الحرب الدائرة في خاصرته الشمالية لا تلبي مطالبه وشروطه لن يكتب لها النجاح .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"ويرى كثيرون أن صالح، المعروف بكونه شخصاً عنيداً يصعب حشره في الزاوية، لن يستسلم بسهولة لضغوط القبائل التي صارت تحاصره من جهات صنعاء الأربع، كما أن تجربة نصف عام من الاحتجاجات والمناورات، كشفت مدى استعداده اللعب بكل الأوراق في مقابل البقاء في السلطة، بما في ذلك خوض آخر حروبه مع مناهضيه .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"لكن أي صراع قد يقرر نظام صالح خوضه مع القبائل سيكون محفوفاً بالمخاطر، فما من طريق تستطيع قواته التمركز فيها أو عبورها في منطقة ملغمة بسلاح القبائل المتمرسين على القتال، خصوصاً بعدما أبدت القبائل يقظة حيال تحركات قوات الجيش الموالية للرئيس صالح، كما أن الحادثة التي حصلت في محافظة ريمة الهادئة التي اعترض فيها مسلحون قبليون رتلاً من الدبابات وعربات الجند، كانت في طريقها من محافظة الحديدة إلى العاصمة صنعاء وأرغموها على التراجع.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"color: rgb(0, 0, 255); \"span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"color: rgb(0, 0, 255); \"span style=\"font-size: medium; \"*دار الخليج


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.