مجلس الأمن يؤكد التزامه بوحدة اليمن ويمدد العقوبات على الحوثيين ومهمة الخبراء    انتشال سفينة ضخمة من حوض ميناء الاصطياد السمكي بعدن    خطر المهاجرين غير الشرعيين يتصاعد في شبوة    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    مدير مكتب الشباب والرياضة بتعز يطلع على سير مشروع تعشيب ملاعب نادي الصقر    "الشعبية": العدو الصهيوني يستخدم الشتاء "سلاح إبادة" بغزة    الأرصاد: أجواء باردة إلى شديدة البرودة على المرتفعات    شركة صقر الحجاز تثير الجدل حول حادثة باص العرقوب وتزعم تعرضه لإطلاق نار وتطالب بإعادة التحقيق    بيريز يقرر الرحيل عن ريال مدريد    صعدة: إصابة مُهاجر بتجدد قصف العدو السعودي على مديرية قطابر    عمومية الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي تناقش الإطار الاستراتيجي للبرامج وتمويل الأنشطة وخطط عام 2026    تنظيم دخول الجماهير لمباراة الشعلة ووحدة عدن    فريق DR7 يُتوّج بطلاً ل Kings Cup MENA في نهائي مثير بموسم الرياض    الانتحار السياسي.. قراءة في نموذج الثاني والعشرين من يونيو 1969    يوم ترفيهي مفتوحي لذوي وأبناء الشهداء بمدينة البيضاء    حضرموت تنتفض ضد إرهاب "الغرابي" ومؤامرات الحوثي    مليشيا الحوثي تستحدث أنفاقا جديدة في مديرية السياني بمحافظة إب    الترب: مخططات العدوان واضحة وعلى الجميع الحذر    مقتل وإصابة 34 شخصا في انفجار بمركز شرطة في كشمير الهندية    انهيارات أرضية بجزيرة جاوة تخلف 23 قتيلا ومفقودا    معهد أسترالي: بسبب الحرب على اليمن.. جيل كامل لا يستطيع القراءة والكتابة    ضبط وكشف 293 جريمة سرقة و78 جريمة مجهولة    لاجئون ومجنسون يمنيون في أوروبا يتقاضون ملايين الدولارات شهرياً من أموال الجنوب    روسيا تمتنع عن التصويت على قرار تمديد العقوبات على اليمن    حكام العرب اليوم.. ومكياج السلطة    مؤسسة الكهرباء تذبح الحديدة    توخيل: نجوم انكلترا يضعون الفريق فوق الأسماء    وديا: السعودية تهزم كوت ديفوار    الارياني يرفض إعادة الآثار المنهوبة وبعضها بيع في باريس(وثائق)    أمين عام الإصلاح يعزي رئيسة دائرة المرأة في وفاة زوجها    حين قررت أعيش كإنسان محترم    الكشف عن لوحة تاريخية للرسام السويدي بيرتل والديمار بعنوان Jerusalem    محافظ عدن يكرّم الأديب محمد ناصر شراء بدرع الوفاء والإبداع    رونالدو مهدد بالغياب عن كأس العالم 2026    المقالح: من يحكم باسم الله لا يولي الشعب أي اعتبار    الصين تعلن اكتشاف أكبر منجم ذهب في تاريخها    نمو إنتاج المصانع ومبيعات التجزئة في الصين بأضعف وتيرة منذ أكثر من عام    وجهة نظر فيما يخص موقع واعي وحجب صفحات الخصوم    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    عدن تختنق بين غياب الدولة وتدفق المهاجرين.. والمواطن الجنوبي يدفع الثمن    حكام العرب وأقنعة السلطة    مي عز الدين تعلن عقد قرانها وتفاجئ جمهورها    إسرائيل تسلمت رفات أحد الاسرى المتبقين في غزة    الحديدة.. مليشيا الحوثي تقطع الكهرباء عن السكان وتطالبهم بدفع متأخرات 10 أعوام    عدن.. البنك المركزي يغلق منشأة صرافة    وزير الصناعية يؤكد على أهمية تمكين المرأة اقتصاديا وتوسيع مشاركتها في القطاعات التجارية    غموض يلف حادثة انتحار مرافِق المخلافي داخل سجنه في تعز    القصبي.. بين «حلم الحياة» و«طال عمره» 40 عاما على خشبة المسرح    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    شبوة:فعالية تأبينية مهيبة للإعلامي والإذاعي وكروان التعليق الرياضي فائز محروق    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنيس يحيى:على المطالبين بفك الارتباط المشاركة في الحوار القادم
نشر في حياة عدن يوم 28 - 02 - 2012


أنيس يحيى:
على المطالبين بفك الارتباط المشاركة في الحوار القادم
دعا القيادي الاشتراكي أنيس حسن يحيى جميع الأطراف السياسية الفاعلة في اليمن الى الدخول في الحوار الوطني القادم وطرح مطالبها بما في ذلك مطالب اطراف في الحراك بفك الارتباط معتبرا ان الانتخابات الرئاسية نقطة تحول لبناء دولة مدنية حديثة.
وحمل أنيس حسن يحيى قيادات في الخارج مسئولية أنفاق مبالغ خيالية على شراء السلاح وتوزيعه في عدن، مؤكدا ان الفيدرالية هي الحل لكل اليمن وانه لا احد يملك الحق في التحدث باسم الجنوبيين.
حاوره/ وائل القباطي
س1- ما هو تقييمك للانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في 21 فبراير وماذا بعد الانتخابات؟
- أنا اعتبر ان الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير من هذا العام تمثل نقطة تحول في الحياة السياسية في بلدنا باتجاه بناء يمن جديد وحديث قائم على العدل الاجتماعي والمساواة ويؤمن لكل مواطن حق التفكير عن رأيه وحق الاعتقاد وهذه مهمة ليست سهلة وهي لا تعني فقط الرئيس المنتخب عبدربه منصور الذي أبارك له الفوز بنسبة 65% كما أعلنت لجنة الانتخابات هذا المساء- الجمعة 24 فبراير 2012م .
فهي مهمة كل أطراف العملية السياسية (المؤتمر وبشكل خاص الطيبين فيه وأحزاب اللقاء المشترك وكل القوى الخيرة في المجتمع) التي تتطلع نحو بناء دولة يمنية مدنية حديثة وأتمنى ان تستوعب هذه الأطراف مجتمعة هذه المهمة المشتركة حتى لا تتعثر خطوة السير نحو الهدف السامي والنيل المتمثل في (بناء دولة مدنية حديثة).
توجه شعبنا اليمني بكثافة إلى صناديق الاقتراع في 21 فبراير ليعلن طي صفحة الماضي ويبدأ بالسير بخطى حثيثة نحو بناء الدولة المدنية الحديثة، رغم اني لا أرى ان الطريق إلى المستقبل المنظور مفروش بالورود لكن بناء اليمن الحديث بتضافر الجهود ونجاح الانتخابات دليل على صحة توجه الجميع نحو انجاز هذا المنجز العظيم، وعليهم ان تتضافر جهودهم عن طريق حوار لا يستثنى أحدا لبناء المستقبل.
س2- كيف نقيم الحراك الجنوبي اليوم والأوضاع في الجنوب مع لجوء أطراف إلى العنف وحمل السلاح خلال الانتخابات؟
- أولا انا اعتبر الحراك السلمي الجنوبي هو الرائد في تفجير الثورة اليمنية المعاصرة فالثورة الشبابية في صنعاء وتعز والمحافظات الأخرى جاءت بعد أربع سنوات من بدء الحراك السلمي الجنوبي بالتحفيز للثورة الشبابية على امتداد اليمن.
كنت وسأظل انظر للحراك باعتباره المعبر سياسيا عن عدالة القضية الجنوبية ما حدث في 21 فبراير يوم الانتخابات من سلوك غير حضاري من قبل بعض أطراف الحراك الذين حملوا السلاح بهدف إفشال الانتخابات في عدن وعدد من المحافظات الجنوبية وهذا السلوك غير الحضاري أساء إساءة بالغة إلى القضية الجنوبية وشوه صورة الحراك في أوساط واسعة من الجنوبيين ولكني سأظل أدعو العقلاء في الحراك الى اعادة ضبط ايقاعه بما يسمح له بلعب دور فاعل في الحياة السياسية في اليمن وبشكل سلمي.
وأنا أعيب على هذه الأطراف التي لجأت في تعاملها مع الانتخابات الرئاسية الأخيرة إلى سلوك عدمي يقول بعضهم ان الانتخابات الرئاسية لا تعنينا نحن الجنوبيين انا أقول لهؤلاء في الحراك ان من حقكم ان تقاطعوا لكن يجب ان يبقى حجتكم منطقية كأن تقولوا الانتخابات غير ديمقراطية كونها تجري بمرشح واحد لكن قولكم لا تعنينا كجنوبيين.. انا لي تعليقان على هذا القول، أولا: القول بأنها لا تعنينا نحن الجنوبيين ارد عليه بسؤالي من أين أتينا نحن الجنوبيين؟ هل أتينا من كوكب اخر؟ السنا يمنيين؟ فالانتخابات من حقي ان ارفضها باعتبارها لا تحقق عنصر التنافس فيها.
ثانيا: هؤلاء الذين يتحدثوا باسم الجنوبيين اقول لهم انا انيس حسن يحيى من اين؟ الست جنوبيا ايضا ومثلي مئات الالاف نرى ان هذه الانتخابات تعنينا لكن لا نصادر حق الاخير لا احد يملك حق التحدث باسم الجنوبيين ..كلنا جنوبيين ومن حق كلا منا ان يعبر عن رايه بحرية كاملة دون ان يلغي حق الأخر، لكن ما حدث يوم الانتخابات من قبل بعض أطراف الحراك وليس كل الأطراف في الحراك أساء للحراك باعتباره صورة راقية للنضال السلمي الديمقراطي لذلك أتمنى على الأخوة الذين حملوا السلاح لمنع الانتخابات بالقوة ان يراجعوا هذا السلوك غير الحضاري.
س3- ما الذي دفع هذه الاطراف لحمل السلاح المنتشر بكثافة ولماذا تجزم انهم من الحراك؟
- انا اعيش في المنصورة منذ1مايو65م وساحة الحراك في المنصورة على بعد 100 متر من بيتي واعيش تحركاتهم لحظة بلحظة وفيهم شباب طيبون لكنهم للأسف يعانوا قصور في الوعي وبعض القيادات في الخارج تنفق بشكل خيالي على شراء السلاح وتوزيعه لكن من سخرية القدر ان عناصر نافذة في محلي عدن والمؤسسة العسكرية والأمنية في عدن ساهموا في توزيع السلاح بكثافة. والتقت هذه الأطراف حتى ربما دون قصد حول تخريب الانتخابات لتحقيق أجندة معينة التقت مع أنصار بعض قيادات الخارج.
س4- كيف سيتعاطى هادي وباسندوة مع ملف القضية الجنوبية؟
- يهمني هنا أصحح مفردة شاع استخدامها في أوساط الشباب الثائر في الساحات يتحدثون اننا في ثورة وليس في ازمة وهذا تعبير قاصر نحن في حقيقة الأمر نعيش أزمة سياسية عميقة وفي مواجهة هذه الازمة ثمة طريقان او أسلوبان:
1- أسلوب التعامل السياسي الذي اعتمده المشترك .
2- أسلوب الفعل الثوري الذي يقوم به الشباب في الساحات .
وكلاهما في مواجهة ازمة لذا لا يصح القول انها ثورة وليست ازمة.
س5- انتخابات عبدربه منصور رئيسا والمجيء بمحمد سالم باسندوة رئيسا لحكومة الوفاق الوطني تعد ترجمة للتسوية السياسية التي تمت بين اطراف الحياة السياسية في اليمن (مؤتمر ومشترك) هل هذه التسوية صالحة للحياة في المستقبل؟
- رأي الشخصي هو ان تعطي فرصة لهما لكي ينصفوا مهماتهم الوطنية الكبيرة لكن هناك امر مهم يتم التأكيد عليه حتى من بن عمر يتمثل في اعادة هيكلة المؤسسة الامنية والعسكرية لتصبح ملك للوطن وليس للعائلة، سيتعذر على هادي وباسندوة المضي قدما في هذه التسوية السياسية ما لم يتم اعادة هيكلة هاتين المؤسستين.
س6- بماذا تنصح حزب الاصلاح والمشترك خلال الفترة القادمة؟
- انا اولا اتعامل مع الاصلاح واللقاء المشترك باعتبارهم يمثلوا نقلة كبيرة في الحياة السياسية في اليمن اذا كان لحزب الاصلاح حضورا طاغيا في الساحة فهذا يعكس قوتهم التنظيمية في الساحات ولكني اتمنى على الاخوة في الاصلاح ان لا يلغوا الاخر لان في ذلك مقتل اللقاء المشترك وفيه اساة للاصلاح نفسه.
الغاء الاخرين سيوجه ضربة قاتلة للحضور السياسي للمشترك في الساحة اليمنية واعيب على الاصلاح انهم لم يستطيعوا حتى الان ان يمنعوا تطرف المتشددين في صفوفهم وهذا التطرف تجسد للعيان من خلال فتواهم التفكيرية الصادرة منذ اسابيع وعندما خاطبت بعض قيادات الاصلاح منبها الى الدور التخريبي الذي يلعبه هؤلاء المتشددين كان ردهم غير موفق عندما قالوا لي: استاذ انيس الفتوى لم تصدر من الاصلاح وانما عن هؤلاء المتشددين؟ فضحكت وابتسمت وقلت لهم: لو صدرت من الاصلاح لكانت كارثة لكن نحن في الاشتراكي صنعنا تجربة عظيمة في الجنوب وهذه التجربة العظيمة من تسبب في وأدها ليس خصوم الاشتراكي وانما حماقات بعضنا في الاشتراكي ولذلك اتمنى عليكم يا اخوة الاصلاح الا تمكنوا هؤلاء المتشددين من ان يعبثوا بحاضر ومستقبل الحزب بفتاوهم التكفيرية ومع ذلك ومن خلال معرفتي بكثير من القيادات الشابة للاصلاح في عدن اجدني ازداد عجبا واحتراما لهم.
س7- ماهي السيناريوهات التي تتوقعها على صعيد الوطن ككل؟
- دعني اقول لك انني احاول قدر الامكان ان انظر بتفاؤل للمستقبل المنضور رغم وجود اجندات لا تتفق ولا تنطلق من مصلحة الوطن العليا.
مثلا في الجنوب بعض اطراف الحراك وليس الكل يعملون وفق اجندة توضع في الخارج من قبل قيادات في الخارج، لكني في مؤتمر الحوار الوطني القادم ادعو الجميع للمشاركة فيه بما فيهم هؤلاء وادعوهم الى طرح كل ارائهم بما فيها فك الارتباط شريطة الاستماع للطرف الاخر.
اعتقد ان الفيدرالية هي الحل لكل اليمن وهي مهمة المؤتمر الوطني القادم بحيث تصبح الفيدرالية هي الحل الذي تتبناه كل الأطراف السياسية في اليمن بما في ذلك الحراك.
والطرف الأخر الفاعل في الحياة السياسية هم الحوثيون انا شخصيا مع حقهم في معتقدهم الديني والمذهبي لكني لست مع ان يتحول هذا الامر الى قيام دولة شيعية في صعدة.
قيام دولة شيعية في صعدة يتعارض كليا مع الحافظ على وحدة الوطن وهنا يجدر بي ان اشير الى ان الوحدة التي قامت في 22 مايو 90م لم تعد قائمة وهي قامت على مفهوم خاطئ للوحدة بشبابها ووحدة اندماجية بين نظامين متصارعين منذ اكثر من 10 سنين.
وانا اخاطب الحوثيين بان الفيدرالية ستمنحهم الفرصة ليكون لهم نفوذ في اراضيهم لكن ليس على اساس اقامة دولة شيعية وفي مؤتمر الحوار الوطني القادم انا ايضا ادعو الاخوة الحوثيين الى المشاركة بفاعلية في الحوار الوطني باعتبارهم فصيلا سياسيا هاما لايجاوز استثناءه او تجاهله.
هذه صورة متفائلة لمستقبل اليمن القريب ولكن هناك ايضا احتمال ان تضطرب الاحوال في اليمن بسبب اطروحات البعض التي لا تتم بالوعي والنضج مثل فك الارتباط وهو خيار سياسي مشروع لكنه دون افق لانه سيفضي الى تشظي الجنوب واقامة دولة شيعية في صعدة وما جاورها سبب في تشظي اليمن هذا السيناريو القاتم والمقلق والذي لا اتمناه ومن هنا تبرز اهمية الحوار الوطني القادم الذي ينبغي ان تشارك فيه كل اطراف العملية السياسية في اليمن.
دعا القيادي الاشتراكي أنيس حسن يحيى جميع الأطراف السياسية الفاعلة في اليمن الى الدخول في الحوار الوطني القادم وطرح مطالبها بما في ذلك مطالب اطراف في الحراك بفك الارتباط معتبرا ان الانتخابات الرئاسية نقطة تحول لبناء دولة مدنية حديثة.
وحمل أنيس حسن يحيى قيادات في الخارج مسئولية أنفاق مبالغ خيالية على شراء السلاح وتوزيعه في عدن، مؤكدا ان الفيدرالية هي الحل لكل اليمن وانه لا احد يملك الحق في التحدث باسم الجنوبيين.
س1- ما هو تقييمك للانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في 21 فبراير وماذا بعد الانتخابات؟
- أنا اعتبر ان الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير من هذا العام تمثل نقطة تحول في الحياة السياسية في بلدنا باتجاه بناء يمن جديد وحديث قائم على العدل الاجتماعي والمساواة ويؤمن لكل مواطن حق التفكير عن رأيه وحق الاعتقاد وهذه مهمة ليست سهلة وهي لا تعني فقط الرئيس المنتخب عبدربه منصور الذي أبارك له الفوز بنسبة 65% كما أعلنت لجنة الانتخابات هذا المساء- الجمعة 24 فبراير 2012م .فهي مهمة كل أطراف العملية السياسية (المؤتمر وبشكل خاص الطيبين فيه وأحزاب اللقاء المشترك وكل القوى الخيرة في المجتمع) التي تتطلع نحو بناء دولة يمنية مدنية حديثة وأتمنى ان تستوعب هذه الأطراف مجتمعة هذه المهمة المشتركة حتى لا تتعثر خطوة السير نحو الهدف السامي والنيل المتمثل في (بناء دولة مدنية حديثة).توجه شعبنا اليمني بكثافة إلى صناديق الاقتراع في 21 فبراير ليعلن طي صفحة الماضي ويبدأ بالسير بخطى حثيثة نحو بناء الدولة المدنية الحديثة، رغم اني لا أرى ان الطريق إلى المستقبل المنظور مفروش بالورود لكن بناء اليمن الحديث بتضافر الجهود ونجاح الانتخابات دليل على صحة توجه الجميع نحو انجاز هذا المنجز العظيم، وعليهم ان تتضافر جهودهم عن طريق حوار لا يستثنى أحدا لبناء المستقبل.
س2- كيف نقيم الحراك الجنوبي اليوم والأوضاع في الجنوب مع لجوء أطراف إلى العنف وحمل السلاح خلال الانتخابات؟
- أولا انا اعتبر الحراك السلمي الجنوبي هو الرائد في تفجير الثورة اليمنية المعاصرة فالثورة الشبابية في صنعاء وتعز والمحافظات الأخرى جاءت بعد أربع سنوات من بدء الحراك السلمي الجنوبي بالتحفيز للثورة الشبابية على امتداد اليمن.كنت وسأظل انظر للحراك باعتباره المعبر سياسيا عن عدالة القضية الجنوبية ما حدث في 21 فبراير يوم الانتخابات من سلوك غير حضاري من قبل بعض أطراف الحراك الذين حملوا السلاح بهدف إفشال الانتخابات في عدن وعدد من المحافظات الجنوبية وهذا السلوك غير الحضاري أساء إساءة بالغة إلى القضية الجنوبية وشوه صورة الحراك في أوساط واسعة من الجنوبيين ولكني سأظل أدعو العقلاء في الحراك الى اعادة ضبط ايقاعه بما يسمح له بلعب دور فاعل في الحياة السياسية في اليمن وبشكل سلمي. وأنا أعيب على هذه الأطراف التي لجأت في تعاملها مع الانتخابات الرئاسية الأخيرة إلى سلوك عدمي يقول بعضهم ان الانتخابات الرئاسية لا تعنينا نحن الجنوبيين انا أقول لهؤلاء في الحراك ان من حقكم ان تقاطعوا لكن يجب ان يبقى حجتكم منطقية كأن تقولوا الانتخابات غير ديمقراطية كونها تجري بمرشح واحد لكن قولكم لا تعنينا كجنوبيين.. انا لي تعليقان على هذا القول، أولا: القول بأنها لا تعنينا نحن الجنوبيين ارد عليه بسؤالي من أين أتينا نحن الجنوبيين؟ هل أتينا من كوكب اخر؟ السنا يمنيين؟ فالانتخابات من حقي ان ارفضها باعتبارها لا تحقق عنصر التنافس فيها.ثانيا: هؤلاء الذين يتحدثوا باسم الجنوبيين اقول لهم انا انيس حسن يحيى من اين؟ الست جنوبيا ايضا ومثلي مئات الالاف نرى ان هذه الانتخابات تعنينا لكن لا نصادر حق الاخير لا احد يملك حق التحدث باسم الجنوبيين ..كلنا جنوبيين ومن حق كلا منا ان يعبر عن رايه بحرية كاملة دون ان يلغي حق الأخر، لكن ما حدث يوم الانتخابات من قبل بعض أطراف الحراك وليس كل الأطراف في الحراك أساء للحراك باعتباره صورة راقية للنضال السلمي الديمقراطي لذلك أتمنى على الأخوة الذين حملوا السلاح لمنع الانتخابات بالقوة ان يراجعوا هذا السلوك غير الحضاري.
س3- ما الذي دفع هذه الاطراف لحمل السلاح المنتشر بكثافة ولماذا تجزم انهم من الحراك؟
- انا اعيش في المنصورة منذ1مايو65م وساحة الحراك في المنصورة على بعد 100 متر من بيتي واعيش تحركاتهم لحظة بلحظة وفيهم شباب طيبون لكنهم للأسف يعانوا قصور في الوعي وبعض القيادات في الخارج تنفق بشكل خيالي على شراء السلاح وتوزيعه لكن من سخرية القدر ان عناصر نافذة في محلي عدن والمؤسسة العسكرية والأمنية في عدن ساهموا في توزيع السلاح بكثافة. والتقت هذه الأطراف حتى ربما دون قصد حول تخريب الانتخابات لتحقيق أجندة معينة التقت مع أنصار بعض قيادات الخارج.
س4- كيف سيتعاطى هادي وباسندوة مع ملف القضية الجنوبية؟
- يهمني هنا أصحح مفردة شاع استخدامها في أوساط الشباب الثائر في الساحات يتحدثون اننا في ثورة وليس في ازمة وهذا تعبير قاصر نحن في حقيقة الأمر نعيش أزمة سياسية عميقة وفي مواجهة هذه الازمة ثمة طريقان او أسلوبان:1- أسلوب التعامل السياسي الذي اعتمده المشترك .2- أسلوب الفعل الثوري الذي يقوم به الشباب في الساحات .وكلاهما في مواجهة ازمة لذا لا يصح القول انها ثورة وليست ازمة.
س5- انتخابات عبدربه منصور رئيسا والمجيء بمحمد سالم باسندوة رئيسا لحكومة الوفاق الوطني تعد ترجمة للتسوية السياسية التي تمت بين اطراف الحياة السياسية في اليمن (مؤتمر ومشترك) هل هذه التسوية صالحة للحياة في المستقبل؟
- رأي الشخصي هو ان تعطي فرصة لهما لكي ينصفوا مهماتهم الوطنية الكبيرة لكن هناك امر مهم يتم التأكيد عليه حتى من بن عمر يتمثل في اعادة هيكلة المؤسسة الامنية والعسكرية لتصبح ملك للوطن وليس للعائلة، سيتعذر على هادي وباسندوة المضي قدما في هذه التسوية السياسية ما لم يتم اعادة هيكلة هاتين المؤسستين.
س6- بماذا تنصح حزب الاصلاح والمشترك خلال الفترة القادمة؟
- انا اولا اتعامل مع الاصلاح واللقاء المشترك باعتبارهم يمثلوا نقلة كبيرة في الحياة السياسية في اليمن اذا كان لحزب الاصلاح حضورا طاغيا في الساحة فهذا يعكس قوتهم التنظيمية في الساحات ولكني اتمنى على الاخوة في الاصلاح ان لا يلغوا الاخر لان في ذلك مقتل اللقاء المشترك وفيه اساة للاصلاح نفسه.الغاء الاخرين سيوجه ضربة قاتلة للحضور السياسي للمشترك في الساحة اليمنية واعيب على الاصلاح انهم لم يستطيعوا حتى الان ان يمنعوا تطرف المتشددين في صفوفهم وهذا التطرف تجسد للعيان من خلال فتواهم التفكيرية الصادرة منذ اسابيع وعندما خاطبت بعض قيادات الاصلاح منبها الى الدور التخريبي الذي يلعبه هؤلاء المتشددين كان ردهم غير موفق عندما قالوا لي: استاذ انيس الفتوى لم تصدر من الاصلاح وانما عن هؤلاء المتشددين؟ فضحكت وابتسمت وقلت لهم: لو صدرت من الاصلاح لكانت كارثة لكن نحن في الاشتراكي صنعنا تجربة عظيمة في الجنوب وهذه التجربة العظيمة من تسبب في وأدها ليس خصوم الاشتراكي وانما حماقات بعضنا في الاشتراكي ولذلك اتمنى عليكم يا اخوة الاصلاح الا تمكنوا هؤلاء المتشددين من ان يعبثوا بحاضر ومستقبل الحزب بفتاوهم التكفيرية ومع ذلك ومن خلال معرفتي بكثير من القيادات الشابة للاصلاح في عدن اجدني ازداد عجبا واحتراما لهم.
س7- ماهي السيناريوهات التي تتوقعها على صعيد الوطن ككل؟
- دعني اقول لك انني احاول قدر الامكان ان انظر بتفاؤل للمستقبل المنضور رغم وجود اجندات لا تتفق ولا تنطلق من مصلحة الوطن العليا.مثلا في الجنوب بعض اطراف الحراك وليس الكل يعملون وفق اجندة توضع في الخارج من قبل قيادات في الخارج، لكني في مؤتمر الحوار الوطني القادم ادعو الجميع للمشاركة فيه بما فيهم هؤلاء وادعوهم الى طرح كل ارائهم بما فيها فك الارتباط شريطة الاستماع للطرف الاخر.اعتقد ان الفيدرالية هي الحل لكل اليمن وهي مهمة المؤتمر الوطني القادم بحيث تصبح الفيدرالية هي الحل الذي تتبناه كل الأطراف السياسية في اليمن بما في ذلك الحراك.والطرف الأخر الفاعل في الحياة السياسية هم الحوثيون انا شخصيا مع حقهم في معتقدهم الديني والمذهبي لكني لست مع ان يتحول هذا الامر الى قيام دولة شيعية في صعدة.قيام دولة شيعية في صعدة يتعارض كليا مع الحافظ على وحدة الوطن وهنا يجدر بي ان اشير الى ان الوحدة التي قامت في 22 مايو 90م لم تعد قائمة وهي قامت على مفهوم خاطئ للوحدة بشبابها ووحدة اندماجية بين نظامين متصارعين منذ اكثر من 10 سنين.وانا اخاطب الحوثيين بان الفيدرالية ستمنحهم الفرصة ليكون لهم نفوذ في اراضيهم لكن ليس على اساس اقامة دولة شيعية وفي مؤتمر الحوار الوطني القادم انا ايضا ادعو الاخوة الحوثيين الى المشاركة بفاعلية في الحوار الوطني باعتبارهم فصيلا سياسيا هاما لايجاوز استثناءه او تجاهله.هذه صورة متفائلة لمستقبل اليمن القريب ولكن هناك ايضا احتمال ان تضطرب الاحوال في اليمن بسبب اطروحات البعض التي لا تتم بالوعي والنضج مثل فك الارتباط وهو خيار سياسي مشروع لكنه دون افق لانه سيفضي الى تشظي الجنوب واقامة دولة شيعية في صعدة وما جاورها سبب في تشظي اليمن هذا السيناريو القاتم والمقلق والذي لا اتمناه ومن هنا تبرز اهمية الحوار الوطني القادم الذي ينبغي ان تشارك فيه كل اطراف العملية السياسية في اليمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.