قرار جمهوري بإعلان حالة الطوارئ    العليمي يتهم الإمارات بدعم تمرد الانتقالي ويعلن قرارات لتصحيح مسار الشراكة    قيادي في الانتقالي يتهم السعودية بالاعتداء على حضرموت ويصفه بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي    مصادر: استئناف الأنشطة الملاحية في ميناء المكلا عقب تعرضه لضربات جوية    مكون الحراك الجنوبي يعلن تأييده لبيان قائد الثورة بشأن الصومال    السيناريو الجديد في حضرموت.. عسكرة الموانئ وانفجار صراع الوكلاء    اتفاق الأسرى.. وخطورة المرحلة    أمريكا تزود الكيان بصفقة طائرات (اف 35)    انخفاض للحرارة الى مستوى الصفر    تأهل 14 منتخبا إلى ثمن نهائي أمم أفريقيا.. ووداع 6    الطيران السعودي ينفذ ضربة جوية في ميناء المكلا    عدوان سعودي بغارات جوية على ميناء المكلا (تفاصيل الضربة)    نائب وزير الثقافة يزور الفنان محمد مقبل والمنشد محمد الحلبي    الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    الصحفي والأكاديمي القدير الدكتور عبد الملك الدناني    سفر الروح    بيان صادر عن الشبكة المدنية حول التقارير والادعاءات المتعلقة بالأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة    صنعاء: الاعلان عن موعد بدء صرف مرتبات نوفمبر 2025    صنعاء.. الحكومة تدرس مشروع برنامج استبدال سيارات المحروقات بالسيارات الكهربائية    فريق السد مأرب يفلت من شبح الهبوط وأهلي تعز يزاحم على صدارة تجمع أبين    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والخدمة المدنية والتأمينات    أذربيجان تؤكد دعمها لوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه    النفط يرتفع في التعاملات المبكرة وبرنت يسجل 61.21 دولار للبرميل    التحالف الإسلامي ينظم دورة حول القانون الدولي الإنساني وعلاقته بمحاربة الإرهاب    لملس يناقش أوضاع المياه والصرف الصحي ويطّلع على سير العمل في المشروع الاستراتيجي لخزان الضخ    إيران والسعودية تتباحثان حول اليمن ولبنان وتعزيز التعاون الإقليمي    لقاء تشاوري بوزارة الاقتصاد حول تعديل قانون مهنة تدقيق ومراجعة الحسابات    صنعاء تحتضن أول بطولة لكرة القدم لمبتوري الأطراف من جرحى الحرب    لوحات طلابية تجسد فلسطين واليمن في المعرض التشكيلي الرابع    الصين تدعو إلى التمسك بسيادة اليمن ووحدة وسلامة أراضيه    تحذير أمريكي: تحولات شرق اليمن تهدد التهدئة وتفتح الباب لصراع إقليمي    الأرصاد يتوقع حدوث الصقيع على أجزاء محدودة من المرتفعات    إدارة أمن عدن تكشف حقيقة قضية الفتاة أبرار رضوان وتفند شائعات الاختطاف    قراءة تحليلية لنص "من بوحي لهيفاء" ل"أحمد سيف حاشد"    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع خمس كيانات مصرفية    بسبب جنى الأرباح.. هبوط جماعي لأسعار المعادن    المنتخبات المتأهلة إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2025    وزارة الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    الإفراج عن 108 سجناء من الحديدة بمناسبة جمعة رجب    حمداً لله على السلامة    خلال تدشينه مشروع التحول الإلكتروني لصندوق التقاعد الأمني .. اللواء المرتضى: المتقاعدون يستحقون الاهتمام فقد أفنوا سنوات طويلة في خدمة الوطن    إيمان الهوية وهوية الإيمان    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    فلسطين الوطن البشارة    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادي الاشتراكي أنيس حسن يحيى بيان التكفير الأخير لعلماء الإصلاح امتداد لفتوى 94
نشر في لحج نيوز يوم 27 - 02 - 2012

مقاطعة الانتخابات في الجنوب فشلت وهناك من يوهم نفسه بنجاحها
الاحتكاك بين متطرفي الاصلاح والحراك لا يخدم القضية الوطنية ولا القضية الجنوبية
بعض قيادات الخارج شجعت على المقاطعة ولو باستخدام السلاح.. وتمنيت على الجفري ان يقرأ المتغيرات بشكل صحيح
الرهان على القبيلة في بناء يمن حديث رهان خاسر.. وناصر يحيى لم يقرأ كتاباتي أو لم يستطع فهمها
من عدن جاءت قراءة الاستاذ أنيس حسن يحيى – أحد أبرز مؤسسي الحزب الاشتراكي اليمني- حول مسار العملية الانتخابية.
أعاب على بعض فصائل الحراك استخدام العنف، كما عاب على الاصلاح متطرفيهم في عدن وعودة ظاهرة التكفير.. داعياً الاشتراكي إلى سرعة عقد لجنته المركزية ومراجعة أوضاعه الداخلية غير الصحية.
كان هذا في لقاء قصير عبر الهاتف
* كيف يقرأ الاستاذ أنيس حسن يحيى مسار العملية الانتخابية في المحافظات الجنوبية من حيث المشاركة والمقاطعة؟
- في المحافظات الجنوبية انقسم الرأي العام إلى فريقين، فريق مع الانتخابات وهذا الفريق بنى موقفه من خلال قراءة صحيحة للمتغيرات في الساحة اليمنية، ويرى في الانتخابات انها تعزز رحيل النظام السابق وتمهد لبناء يمن جديد بتضافر جهود كل الخيرين في اليمن..
* "مقاطعاً".. أصحاب هذا الفريق هم المؤطرون حزبياً؟
-لا.. لا.. بعيداً عن الانتماءات الحزبية، أنا أتحدث عن المواطنين في الجنوب بشكل عام.
* وماذا عن الفريق الثاني؟
- هو الفريق الذي دعا إلى مقاطعة الانتخابات.. وهذا حق مشروع، ولا يحق لأحد ان يفرض قناعاته على الآخر تجاه أية مسألة من المسائل، وبالتالي بمثل ما أن لي الحق أن اشارك في الانتخابات أيضاً زميلي في الفريق الآخر له الحق في المقاطعة.
* لكن ليس من حقهم فرض المقاطعة بقوة السلاح؟
- نعم.. أنا أعيب على البعض من الذين قاطعوا الانتخابات لجوءهم إلى حمل السلاح بهدف منع الناس من المشاركة في الانتخابات، وهذا أسلوب غير حضاري.
* هل نستطيع القول إن لجوءهم إلى العنف لفرض المقاطعة دليل ضعف أو انهم – الحراك- أضعف شعبياً من أن يُفشلوا الانتخابات بالطرق السلمية؟
- أولاً ليس كل فصائل الحراك استخدموا العنف، وعلى كل حال يكفي ان نعرف ان نسبة الذين اقترعوا في مدينة عدن التي تعرضت لهذا العمل غير الحضاري "منع الآخرين بقوة السلاح" حسب معلوماتي بلغت 57 %.. وهذا شيء جميل وطيب.
* لكن المقاطعة نجحت في مناطق عديدة أخرى في المحافظات الجنوبية؟
- لا.. هي لم تنجح ولكن هناك من يوهم نفسه بانها نجحت، أما في الواقع هي لم تنجح.
* اسمح لي استاذ أنيس.. هناك مديريات كاملة مثلاً في لحج والضالع لم تجر الانتخابات فيها نهائياً؟
- يا عبدالناصر.. أنا قلت لك إن من حق أي كان ان يدعو إلى مقاطعة الانتخابات، وهذا حق مشروع، لكن عندما تكون المقاطعة بقوة السلاح فهذا سلوك غير حضاري ولا يعبر عن حالة نجاح، ثم انه - مثلاً - في محافظة عدن رغم محاولات البعض في الحراك فرض المقاطعة بقوة السلاح إلا ان نسبة المقترعين تجاوزت ال57 %.
* بغض النظر أكانت المقاطعة بقوة السلاح أم بالطرق السلمية.. ألا ترى أنها دليل صارخ على ضعف الأحزاب السياسية في المحافظات الجنوبية؟
- لا.. ليس لها علاقة بالأحزاب.
* لكن لو كان للأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات وجود قوي في الضالع مثلاً أو في لحج لما لمسنا مقاطعة للانتخابات؟
- ليست المسألة بهذا الشكل.. في ناس بمحافظة عدن مثلاً لم يستطيعوا التوجه إلى صناديق الاقتراع لأنهم وجدوا من يمنعهم من المشاركة بقوة السلاح.
* بغض النظر عن مدى النجاح، هل تستطيع القول بأن خيار المقاطعة أضر بالحراك أكثر مما خدمه؟
- الذي اضر بالحراك مش المقاطعة.. فهذا - كما قلت لك - حق مشروع، وانما اللجوء إلى استخدام السلاح في فرض المقاطعة ومنع الآخرين من المشاركة هو الذي أضر بهم.
قيادات الخارج
* ماذا عن قيادات الخارج، نحن أمام ثلاثة مشاريع متباينة.. للبيض مشروعه الخاص ولعلي ناصر مشروعه الخاص وللعطاس هو الآخر مشروعه الخاص وكلها باسم الحراك؟
- أنا شايف ان بعض قيادات الخارج في موقفها السلبي من الانتخابات التقت – للأسف - مع بقايا صالح.
* من بالضبط.. البيض.. علي ناصر..؟
- لا أريد ان أحدد أسماء، والقارئ في اعتقادي سيفهم، المهم بعض قيادات الخارج كانت تشجع على المقاطعة حتى ولو كانت بحمل السلاح.. هؤلاء اتفقوا مع بقايا صالح، وفي عدن تحديداً.
* كيف والرئيس علي عبدالله صالح هو من اشترط منذ البداية لإحداث التغيير إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حين كان الطرف الآخر "المشترك" يرفض حتى الحديث عن انتخابات وما إلى ذلك؟
- أنت طلبت رأيي يا عبدالناصر، ورأيي هو زي ما قلت لك.
* طيب.. كيف تقرأ - وعلى ضوء موقفهم من الانتخابات - مستقبل الحراك الجنوبي؟
- أنا أتمنى على القيادات الحكيمة العاقلة في الحراك ان تعيد التفكير في هذا السلوك غير الحضاري "حمل السلاح" وبالشكل الذي يضمن عودة الحراك إلى طبيعته التي ميزته منذ البداية، وهي النضال السلمي كحق مشروع.. الحراك يعبر عن قضية عادلة هي القضية الجنوبية، وكان سيكبر أكثر وأكثر في أعيننا لو أنه تمسك بنضاله السلمي ورفض استخدام السلاح في منع الآخرين من التصويت في الانتخابات.
موقف الجفري
* ليس الحراك الجنوبي وحده من دعا إلى المقاطعة، بل إن حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" هو الآخر دعا إلى ذلك.. كيف تقرأ هذا الموقف للاستاذ عبدالرحمن الجفري؟
- الدعوة إلى المقاطعة بالطرق السلمية حق مشروع لهذا الحزب أو لغيره، ولكن من حيث المبدأ تمنيت على الأخ عبدالرحمن الجفري بصفته رئيساً لحزب وطني عريق أن يقرأ المتغيرات بشكل صحيح..
قبل الوحدة كان اسمه حزب رابطة أبناء الجنوب العربي، ومع قيام الوحدة اليمنية أحدث تعديلاً في الاسم بحيث أصبح اسمه "حزب رابطة أبناء اليمن" وكان ذلك نتاج قراءة صحيحة، ولهذا تمنيت وأتمنى لو ان الرابطة يتصرف كحزب وطني عريق وينطلق في مواقفه من كونه الآن حزباً لليمن ككل.
الاصلاح والحراك
* اللافت استاذ أنيس فيما تشهده المحافظات الجنوبية من حراك سلمي هو تلك المواجهات المسلحة بين مليشيات تابعة لحزب الاصلاح ومليشيات تابعة للحراك.. ما رأيك؟
- أنا التقيت مؤخراً بعدد من شباب الاصلاح في عدن، ووجدتهم للأمانة من خيرة الشباب، ولكن المشكلة ان معهم في الاصلاح عناصر متطرفة، وربما أن هؤلاء الشباب الجيدين المستنيرين في الاصلاح لم يستطيعوا منع المتطرفين من الاحتكاك مع الأخوة في الحراك.
* وماذا عن الحراك؟
- نفس الشيء.. لديهم عناصر ناضجة وشباب رائع ولكن لديهم أيضاً متطرفون، والمتطرفون من الجانبين هم سبب الاحتكاك، وهذا لا يخدم القضية الوطنية ولا حتى القضية الجنوبية.
* هل نقدر نقول إن المستنيرين داخل الطرفين – الاصلاح والحراك- ليس لهم التأثير الكبير مقابل تأثير المتطرفين؟
- الشباب المستنيرون في الاصلاح يلعبون دوراً أكبر وأكثر فعالية، أما الشباب المستنيرون في الحراك فيبدو أنهم بحاجة إلى بعض الوقت حتى يستعيدوا أنفاسهم.
فتوى الاصلاح
* هناك من يتحدثون عن وجود مليشيات مسلحة لحزب الاصلاح عندكم في عدن؟
- هذا الكلام ورد في حوار مع الأخ عبدالرحمن الجفري.
* ما حقيقة ذلك؟
- أنا لا أملك أية معلومات بهذا الشأن وما استطيع قوله وبصدق ان شباب الاصلاح الذين تعرفت عليهم في عدن هم من أروع الشباب، وقد دار بيننا حديث في قضايا عدة حتى أنني تكلمت معهم وصارحتهم بخصوص البيان التكفيري الصادر عن علماء من حزب الاصلاح ضد بشرى المقطري وفكري قاسم وآخرين من المثقفين والاعلاميين، وقلت لهم لسنا الآن في عصر التكفير، والذين أصدروا البيان التكفيري انما أساءوا إلى أنفسهم، فكان الرد من قبل بعض الشباب ان هؤلاء لا يمثلون الاصلاح بقدر ما يمثلون انفسهم، وقلت لهم: هذا الرد غير موفق باعتبار ان هؤلاء يشغلون مواقع قيادية في الاصلاح، قالوا: لكن يا استاذ أنيس البيان لم ينزل باسم الاصلاح، فقلت لهم: لو نزل باسم الاصلاح كانت كارثة، ومع ذلك الذين اصدروا البيان التكفيري هم في الأخير يشغلون مواقع قيادية.
* بشكل عام كيف تفسر عودة ظاهرة الفتاوى التكفيرية؟
- تعبير عن افلاس.. وأعتقد انهم لم يكونوا صادقين فيما طرحوه من آراء أثناء أو حول خلافنا مع صالح، بدليل بيانهم التكفيري.
* هل عودة ظاهرة التكفير من قبل الاصلاح ضد الاشتراكيين يهدد بقاء اللقاء المشترك كتحالف سياسي؟
- لا.. لا.. هناك قيادات في المشترك ناضجة وحريصة على بقاء المشترك متماسكاً، ومن بينهم قيادات في الاصلاح.
* لكن قيادات الاصلاح لم تتخذ أي موقف تجاه التكفيريين؟
- هذا صحيح.. وأنا أعيب عليهم ذلك.
* كيف تفسر عدم اتخاذ موقف من قبلهم.. هل هم يخشون انشقاق الاصلاح مثلاً؟
- ربما انهم تجنبوا إحداث مشاكل داخل حزبهم ولكن هذا لا يشكل مبرراً لسكوتهم عن البيان التكفيري.
* بالنسبة للفتوى التكفيرية الصادرة عن علماء حزب الاصلاح صيف 94م ....؟
- "مقاطعاً".. هذا البيان التكفيري الصادر مؤخراً بحق مثقفين واعلاميين هو امتداد لفتوى 94م.
* لكن الديلمي نفسه المتهم باصدار الفتوى آنذاك ينكر ذلك؟
- مع احترامي لعبدالوهاب الديلمي وهو من كبار علماء اليمن، أليس هو الآن أحد السبعين عالماً الموقعين على البيان التكفيري الصادر مؤخراً بحق بشرى المقطري وفكري قاسم وآخرين؟!!.. هذا الموقف يا عبدالناصر هو امتداد لموقفهم عام 94م.
* برأيك هل من لزوم للاعتذار من قبل الاصلاح عن فتوى 94م؟
- أنا لا أطالب الاعتذار بشكل مباشر، ولكن يجب ان تصدر عنهم مواقف تعطي هذا الانطباع.
عوائق المدنية
* أما وقد وقع التغيير كيف يقرأ الاستاذ أنيس حسن يحيى مستقبل اليمن في ظل بقاء مراكز القوى القبلية والدينية والعسكرية على حالها.. ألا ترى انها تشكل عائقاً أمام بلوغنا الدولة المدنية المنشودة؟
- أنا لي مقال بهذا الخصوص نشر في "الأولى" وأعادت نشره "الثوري" بعنوان "تحالف الاسلاميين وقوى الحداثة في اليمن".
* قرأته طبعاً، ولك ملاحظاتك على دور القبيلة؟
- أنا لا أقدر أنفي الدور الفاعل للقبيلة في الحياة السياسية والاجتماعية.. والقبيلة - كما هو معروف - انجبت قامات وطنية هامة جداً ولكن هذا شيء والرهان عليها في بناء دولة يمنية حديثة شيء آخر، الرهان على القبيلة في بناء يمن حديث هو رهان خاسر.
* لكن ألا ترى ان القبيلة هي التي لعبت الدور الأكبر في الدفع باتجاه التغيير؟
- أنا قلت لك.. القبيلة أنجبت قامات وطنية.. وهؤلاء الذين شاركوا في الساحات هم وطنيون ولكن هناك عامل آخر لا علاقة له بالقبيلة ككيان اجتماعي عابر، القبيلة تنتمي إلى الماضي.
* بمعنى انها تشكل حجر عثرة امام بلوغنا في اليمن إلى الدولة المدنية المنشودة؟
- بسبب ارتباطها بالماضي.. هي مشدودة دوماً إلى الماضي.
* من الانتقادات التي وجهت اليك بهذا الخصوص انك تنتقد القبيلة في الشمال وتتغاضى عنها في الجنوب.. قال ذلك القيادي في حزب الاصلاح الاستاذ ناصر يحيى؟
- ربما لأنه لم يقرأ كتاباتي حول هذه المسألة وهي كثيرة.. نحن الاشتراكيين في الجنوب صنعنا تجربة عظيمة، وأنت لا شك تدرك ذلك، والذي خرب هذه التجربة العظيمة هي الانتماءات المناطقية والقبلية والعشائرية.. هذا الكلام أنا قلته في أكثر من مرة وقلته أيضاً في حوار سابق معك أنت شخصياً ، وذكرت ان الذين خدشوا التجربة العظيمة في الجنوب هم أولئك الذين كانوا شديدي الانتماء إلى هذا الواقع المناطقي والعشائري.. وربما ان الاخ ناصر يحيى لم يقرأ كتاباتي من قبل أو انه لم يستطع ان يفهم ما كتبته.. وهذا شأنه!!.
ضعف قوى الحداثة
* باختصار كيف تفسر ضعف قوى الحداثة، يسارية، قومية، مقابل القوى التقليدية القبلية والدينية في الحياة السياسية اليمنية؟
- هذا سؤال مهم جداً ويحتاج إلى جلسة طويلة، ولكن بشكل عام قوى الحداثة ما زالت موجودة وتلعب دوراً فاعلاً في الحياة السياسية والاجتماعية، لكنه ليس الدور الذي أتمناه شخصياً ويمتناه كل وطني مخلص.
* ما الذي تحتاجه للنهوض؟
- هي بحاجة إلى مراجعة سلوكها.. مراجعة افكارها.. هي بحاجة إلى تأكيد أو تعزيز حضورها في أوساط الناس بشكل مكثف، لا يكفي ان اقول عن نفسي بأنني حداثي وأنا اتحدث داخل غرف مغلقة.
* هل نحن بحاجة إلى قوميين جدد.. إلى يساريين جدد؟
- الواقع سيفرز بكل تأكيد.. اليسار لن يموت لأنه حاجة موضوعية.. والتفكير القومي لن يموت لأنه أيضا يعبر عن اتجاه الامة العربية نحو وحدتها، وأنا كيساري ما زلت على يقين بأن اليسار في اليمن سيلعب في المستقبل القريب دوراً أكبر.. ولا أخفيك أنني اليوم – الخميس- كنت أتحدث مع مجموعة من شبابنا – شباب الاشتراكي- وقد شعرت من خلالهم للأمانة باعتزاز وفخر وبأمل كبير.
* لكن ألا ترى أن يسار اليوم في اليمن يختلف عن يسار الأمس إن لم يناقضه خصوصاً من حيث العلاقة بالرأسمالية؟
- مش ممكن لليساري ان يكون رأسمالياً يا عبدالناصر، ولكن في الوقت نفسه اليساري ليس خصماً للرأسماليين باعتبارهم ليبراليين، وأنا كيساري ممكن أتعاون مع الرأسماليين مع الليبراليين في بناء يمن حديث.
* وماذا في حالات التقاء اليساري مع الرأسمالي؟
- أولاً اليساري قد يلتقي مع الرأسماليين والليبراليين في خدمة وبناء الوطن .. أما ان يكون اليساري رأسمالي فهذا غير وارد.. وثانيا ممكن على صعيد الأفراد إذا تكون للفرد مثلاً ثروات لأسباب مختلفة في هذه الحالة يفضل أن يترك الاشتراكي، ولكن هذا لا يعني اننا نعمل معه قطيعة لمجرد انه أصبح لديه ثروة.. نحن كيساريين يجب ان نعيد النظر في قراءتنا في العلاقة مع القطاع الخاص والقوى الليبرالية.
* ألا ترى ان الحزب الاشتراكي اليمني بحاجة إلى اعادة تقييم.. إلى ردم الفجوة بين القيادات والقواعد؟
- نعم.. هو بحاجة ماسة إلى مراجعة أوضاعه الداخلية.. الاشتراكي هو في قلوب قوى الحداثة في اليمن، ولا يمكنه ان يلعب هذا الدور الريادي داخل قوى الحداثة إلا إذا قام بمراجعة جدية وجذرية لأوضاعه الداخلية.
* ما هي أبرز مكامن الخلل التي يعانيها؟
- أوضاعه الداخلية غير صحيحة وهذا هو أساس الخلل.
* كيف.. ممكن توضح لنا هذه المسألة؟
- يعني هناك نوع من الركود في حياة الحزب الداخلية.. وما تراه في الحياة السياسية من دور للاشتراكي هي جهود عظيمة للاشتراكيين ولكنها بشكل منفرد، وليست جهوداً مؤسسية.
* هل أنت مع ان يعقد الحزب مؤتمره العام السادس في اقرب وقت؟
- أنا ادعوه أولا إلى عقد لجنته المركزية.. اعتقد انها قد تأخرت أكثر مما يجب، وبالنسبة للمؤتمر العام اللجنة هي من سيقرر.
الرئيس هادي
* باختصار ما هي توقعاتك لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي؟
- الأخ عبدربه منصور هادي لا شك سيرث تركة ثقيلة، ولكن في اعتقادي إذا ما فكرت احزاب اللقاء المشترك وشركاؤها في إيجاد قنوات اتصال مع الاخ عبدربه لمساعدته، اعتقد ان هذا من شأنه أن يمكنه من تحقيق نجاح وان ينهض بمهامه الجسيمة.
أخيراً.. الفيدرالية
* أخيراً.. ما الذي يضعه الاستاذ أنيس حسن يحيى ومن واقع تجربته السياسية الطويلة حلاً للقضية الجنوية.. هل الفيدرالية؟
- نعم.. الفيدرالية هي الحل لكل مشكلات اليمن وبشكل خاص القضية الجنوبية.
* فيدرالية من اقليمين شمال وجنوب أم أكثر من اقليمين؟
- البعض مع فيدرالية بأقليمين وأنا لست معترضاً على هذا الخيار اعتراضاً مطلقاً، ولكنني أميل حسب قراءتي للواقع اليمني ان الفيدرالية من خمسة إلى ستة أقاليم هي الحل الأنسب إذا ما أردنا معالجة مشكلات اليمن ككل.
الجمهورنت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.