عدن اون لاين/متابعات دخلت الثورة اليوم الأربعاء,مرحلة متقدمة من عمرها وفي برنامجها التصعيدي,بعد أن كسرت حواجز " الممنوعات",وتجاوزت دائرة التحرك والانطلاق في التظاهر. وسجلت مسيرة اليوم الأربعاء التي شهدتها العاصمة صنعاء,نقطة تحول تعد الأولى من نوعها فيما يتعلق,بتحديد نقطة التجمع والاحتشاد للمتظاهرين خارج محيط ساحة التغيير مركز الاحتجاج الدائم كما جرت العادة طوال الفترة الماضية. وحددت اللجنة التنظيمية للثورة نقطة التجمع في جولة تعز بالقرب من دار الرئاسة الواقع في منطقة السبعين,وهي المرة الأولى التي يجتاز فيها شباب الثورة هذا المكان بعد أن كان من الممنوعات وثمن تجاوزه مرتفع والفاتورة باهظة من الضحايا في عهد الرئيس المخلوع. من كل حدب وصوب جاءوا من أماكن متفرقة من أنحاء العاصمة إلى جولة تعز,وتدريجيا تكاثر الجمع وتوسع الحشد,وارتفعت في أيادي المحتشدون أعلام اليمن مع أعلام سوريا,وانشد الجميع بأغنية الحرية والكرامة. مع تزايد أعداد الوافدين,كان أهالي حي الصافية يغمرون هؤلاء الثوار بعبارات الترحيب ويكرمون وفادتهم بمياة الشرب والحلويات. اشترك المتظاهرون رجالا ونساء بمطالب محاكمة الرئيس المخلوع وكل المتورطين في قتل المتظاهرين السلميين,ونادوا كذلك بسرعة إعادة هيكلة الجيش والأمن قبل الولوج إلى مائدة الحوار. في خريطة السير,تحرك المحتجون من جولة تعز باتجاه جسر المالية القريب من ميدان السبعين ثم كلية الشرطة ثم جسر الصداقة وشارع القصر والقاع وهناك أزالوا ما تبقى من صور عالقة للرئيس المخلوع,متذكرين شهدائهم الذين سقطوا في ذات المكان العام الماضي. وحين وصل المتظاهرون إلى أمام القصر الجمهوري,وقفوا برهة من الوقت ممجدين انتصار الجيش في أبين واستعادته زنجبار وجعار من أيدي مسلحي القاعدة. حمل المتظاهرون أحلامهم المتطلعة إلى رؤية اليمن الجديد,الذي تسوده العدالة والمساواة,وهتفوا بشعارات تشدد على رحيل من وصفوهم ب" الأشرار",في إشارة إلى بقايا نظام المخلوع في الجيش والأمن. وكانت مسيرة اليوم تقول لمن يزعم أن الثورة "انتهت" تارة أو "توقفت" تارة أخرى,أنها ما زالت هنا,وستظل كذلك إلى حين يقطف ثوارها جميع أهدافهم التي خرجوا من اجلها إلى الساحات والشوارع في منتصف يناير من عام2011.