شباب من عدن يتمنطقون السلاح في الشوارع ... عشنا وشفنا عدن أونلاين/ عبداللاه سُميح/ خاص السلاح على أكتاف الشباب ، إننا بصدد آخر صيحة للموضة في شوارع عدن، (عشنا وشفنا)!!،من كان يتخيل أن يأتي مثل هذا اليوم لنرى ما نرى من هذه المشاهد التي تكشف كم أننا نتراجع إلى الوراء مئات السنيين. يبدو لمتابعي وضع الجماعات المسلحة في أبين منذ ظهورها في عدد من مديريات المحافظة وبروزها المفاجئ في زنجبار، أن السيناريو الذي تسير عليه مدينة عدن هو نسخة كربونية لسابقه في أبين، مع فارق بسيط فقط في السير المتثاقل والبطيء. فمحافظة عدن بطبعها المدني وطابعها المتحضر، وثقافة الأهالي فيها، جعلها تبدو صعبة نوعا ما على السير بنفس الخطى التي سارت عليها محافظة أبين بمديرياتها ال11وانفجار الوضع فيها، الأمر الذي جعل عشرات الآلاف يقررون النزوح إلى عدن ولحج وبقية مدن وقرى دلتا أبين المترامية. لعدن خاصية الانفتاح وقبول الجميع، لكنها لم تعد تحتمل ما يفعله أبنائها بها.. فلو عدنا بالذاكرة قليلا إلى الوراء، إلى أبين ومدينتي زنجبار وجعار تحديدا، سنجد أن نفس النشاط للجماعات المسلحة الذي بدأ فيها منذ العام 2008م وتوالى حتى بداية 2010م، يتكرر الآن في عدن، حيث كان في أول الأمر إطلاق نار عشوائيا دونما سبب، أعتاد الناس عليه وصار أمرا طبيعيا، ليتطور بعدها لمسلسل اغتيالات طال مئات الضباط والجنود، ثم انتشار النهب للممتلكات، دون قيام الأجهزة الأمنية بدورها وذكر خيوط تكشف عن المتسببين بتلك الجرائم، والقبض عليهم، إضافة للسكوت الآثم لأبناء تلك المدنية الذي جعل تلك الجماعات من أبناء المنطقة تتمادى في ذبح محافظتهم حتى كلفهم الأمر مغادرة مساكنهم ومدنهم ومأواهم، والعيش في وضع إنساني كارثي، في ظل تواصل المعارك الطاحنة التي يدفع الجميع ثمنها. اغتيالات في عدن الآمنة منذ شهر يونيو حتى أغسطس، نُفذت في عدن ومدنها 7 محاولات اغتيال لعدد من ضباط وجنود الأمن وخبير أجنبي، راح ضحيتها ما يقارب 14 جنديا بينهم 3 برتبة عقيد، وخبيرا بريطانيا يدعى جون موكيت، وأصيب 23 جنديا، بواسطة 3 عبوات ناسفة وضعت علي سياراتهم الخاصة، والسيارة المفخخة التي استهدفت ناقلات الجنود والدبابات مؤخرا، فيما أخفقت المحاولة التي كانت تستهدف قائد المنطقة العسكرية الجنوبية مهدي مقولة بقذيفة RBG، وإضافة لاستهداف قوافل عسكرية في وضح النهار نفذت 2 منها بسيارتين مفخختين أيضا، وعددا من الأحداث التي لم أتمكن من جمعها، ويستمر الانفلات الأمني في المحافظة، حيث انتشرت ظاهرة حمل السلاح بكثرة ، وإطلاق النار عشوائيا، حتى أصبحت مدينة عدن ساحة مثالية لتصفية الحسابات على حساب السكينة العامة والأمن العام لأهالي وأبناء هذه المدينة المسالمة. خلايا ناشطة ومتطرفة في مديرياتها وبحسب المعلومات الاستخباراتية المسربة في يونيو الماضي، والتي تتحدث عن دخول خلايا مسلحة إلى عدن من أبين عن طريق منفذ العلم والشريط الساحلي الرابط بين المحافظتين، ونيتها القيام بعمليات اغتيالات واسعة تستهدف ضباط وجنود الأمن، إضافة لعزم الجماعات المسلحة بتدمير للمؤسسات والمرافق الحكومية في عدن، عن طريق 10 سيارات مفخخة، فذلك يعني أن 7 سيارات مفخخة لم تستخدم بعد، ما يجعل الوضع الأمني أكثر تعقيدا في عدن. وقد يستبعد البعض تكرار مشهد أبين في عدن، كون للأخيرة خاصيتها الأمنية والعسكرية، وهذا ما لا يؤمن به الكثير، فالوضع الأمني فيها شبه منهار، وأصبح رجال الأمن عبئا على المدينة، والعناصر المتطرفة في أبين تسعى لإخلال الأمن في عدن تحت إطار مسمى (جيش عدنأبين)، مصادر تتحدث عن عدد من المتطرفين من مناطق أخرى يشاركهم الكثير أبناء عدن يمارسون نشاطهم الاعتيادي في مديريتين في عدن، وتتكرر لقاءاتهم في الآونة الأخيرة، ولها نشاطا دعويا يستهدف أبناء عدن لجرهم نحو ذبح مدينتهم على الطريقة الأبينية. وكانت عدن قد غرقت في مجموعة هائلة من قطع السلاح التي وزعت في مارس الماضي عن طريق قيادات حكومية في المحافظة كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والذخائر على مرافقي شخصيات قيادية وعدد كبير من المواطنين في عموم مديرياتها الثمان، إضافة لدخول كميات أخرى من السلاح من أبين ولحج والضالع وأماكن أخرى، حتى أصبح معظم المدنين في عدن يحملون السلاح. وبحسب مصادر فإن مديريتي المنصورة والمعلا تعتبران من أكثر مديريات عدن التي يمتلك أبنائها قطع سلاح نوع (آلي – مسدس)، وأصبحت المدينتين مستنقعا للمسلحين الذين يشكلون أكبر خطرا على مدنية محافظة عدن، التي لا تكاد تنام إلا على لعلة الرصاص. رجال الأمن حينما يخرجون عن النص قبل أيام، كنت مارا أمام سوق القات في مدينة خور مكسر، بعد صلاة المغرب برفقة عدد من الزملاء، كانت هناك إحدى السيارات المرافقة للقيادات الأمنية بعدن وما أكثرها في الآونة الأخيرة، وتحمل لوحة خاصة، وعليها عدد من الرجال يرتدون زيا عسكريا وآخرين مدنيين، وجميعهم مدججين بالسلاح، خرج ثلاثة أشخاص منهم من سوق القات، وفورا باشروا إطلاق النار في الهواء، دون وجود سبب يستدعي ذلك، ووسط ضحكات مريبة.. وهناك الكثير والكثير من الأمثلة لا يسعني حصرها، لكننا نتمنى أن لا يخسر أهل عدن نعمة الأمان كما خسرها أهل أبين المكلومون، ولا يجب تكرار خطأ إخوانكم في أمن أبين بالتغاضي عن التجاوزات المستهدفة للسكينة العامة، فقد وصل الحال بالأهالي مبلغا عظيما وكما يقول الشاب عثمان منصور أحد أبناء خور مكسر، :(أن رجال الأمن أصبحوا في نظره مجموعة من البلاطجة المنتشرين في عدن، يسعون لبث الرعب والقلق في أوساط الأهالي الآمنين بإطلاق رصاصهم في الهواء وبشكل عشوائي، دون سبب). أبناء عدن هم من سيدفع الثمن والمؤسف أن أبناء عدن وأهاليها لم يستفيدوا من تجربة الجارة الضحية أبين، فأهل أبين الآن يدفعون ثمن صمتهم ورضوخهم لانتشار المتطرفين المسلحين بينهم وتسيب الوضع الأمني في مدنهم.. وحتى لا تقع عدن في المحظور، يجب أن يستنكر الجميع أي عمل دخيل على عاداتهم وتقاليدهم بالقول والفعل الذي يخدم عدن ولا يخلق منكرا أكبر، فهناك مظاهر قروية كحمل السلاح، وإطلاق النار عشوائيا، وأعمال التقطع، ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وقطع أسلاك الكهرباء وبيعها، في ظل صمت مطبق، كما يتحتم على أهالي عدن نبذ تجمعات المسلحين حتى وإن كانوا أبناء المنطقة، والعمل على نشر الوعي بمخاطر هذه الجماعات التي لا سمح الله ونجح مخططها في عدن فسيكون الحال أكثر بشاعة وجرما من أبين، وعدن لا تحتمل جزءا بسيطا مما صار هناك، فتوعية شباب عدن بالمنزلق الذي يقوده البعض بحملهم للسلاح واستمرارهم قطع الطرقات التي خلقت مناخا قرويا للمدن يسمح بالتطرف والغلو وانتشار المظاهر الريفية قد أصبح مهمة الجميع.