قال الشيخ راشد الغنوشى, رئيس حركة النهضة الإسلامية بتونس, “أن أول صدمة تعرض لها المسلمون فى حياتهم هو إلغاء حكم الشورى، وآخر عروة يتعرضون لها الآن هو انقطاعهم عن الصلاة، لافتا بأن التغيير له مناخ وأهم مقاصد هذا المناخ هو تحقيق الحرية، فلا قيمة للإيمان وارتداء الحجاب وممارسة باقى الشعائر، بدون أن تبنى هذه الممارسات على الحرية”.
وانتقد الغنوشى فى كلمته بمؤتمر “فور شباب” العالمى الثالث تحت شعار “هندسة التغيير.. التمكين والأدوات”, أعداء الثورة المصرية والثورات العربية الذى يتهمون المسلمين الثائرين بالعمالة لأمريكا، قائلا: “هناك من أعداء الثورات يحملون الشعب ويتهمونهم بأنهم عملاء للخارج ولأمريكا، لقيامهم بثورات لتغيير بلادهم، رغم أن أمريكا كانت تعتبر مبارك كنزا استراتيجيًا لها، فأيهما كان عميلا، شعب متطلع للحرية أم رئيس كانت أمريكا تعتبره كنزا لها”.
وتعجب الغنوشى من عدد من المسلمين وبعض قادتهم الذين يخشون على الإسلام من الحرية، كأن الإسلام غريب عن النفس البشرية، ناصح إياهم بأن يكونوا سعداء بما يتحقق من حرية لهم, فبقدر ما تفشو الحرية في مجتمعاتنا بقدر ما ينصلح حالنا وحال, مضيفًا أنّ الشريعة قد اختزلت اختزالا في مجموعة من العقوبات المجردة ولم يؤخذ مفهوم الشريعة الحقيقي.
وتطرق الغنوشى إلى علاقة الإسلام بالديمقراطية، متسائلا هل للديمقراطية مكانة فى الإسلام؟، قائلا: هناك من يعتقد بوجود تقابل بين الإسلام والديمقراطية، مبررين ذلك بأن الإسلام هو حكم الله والديمقراطية هى حكم الشعب، مؤكدا أن هذا الاعتقاد هو تناقض سخيف، فالديمقراطية والحرية أشياء أساسية فى الإسلام والثورات المعاصرة، قامت للقضاء على التحرر والتخلص من الاستبداد والقمع.
وأكد الغنوشى، أن البيئة الجديدة فى ظل الثورات السلمية التى تسودها الحرية ستنتج منتجات حضارية معتدلة تتناسب بين الإسلام والفكر وبين العقل والدين والحرية والالتزام والأخلاق والاقتصاد.
وأضاف الغنوشى: كل التجارب الإصلاحية للأنظمة من الداخل فشلت ولم ينجح إلا الثورات حيث تغير الأنظمة من خارجها, مؤكدًا أنه لا يوجد منهج واحد للتغيير، ولكن هناك مناهج متعددة، مشدداً على ضرورة تطبيق الحرية فى كل مكان حتى يحدث التغيير.
وأشار، إلى أن ثورات الربيع العربى تعتبر مبادرات حقيقية من الشعوب العربية، بعد أن كانت هذه الشعوب مفعولاً بها لفترات طويلة فى أيدى الحكام، مضيفاً أن أعداء الثورات مثل: الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت تعتبر النظام المصرى السابق “مبارك” كنزاً استراتيجياً لها، ولكنهم فى الوقت الحالى يبحثون عن مصالحهم فى العالم الجديد.
وفى نهاية اليوم الاول, نصح الغنوشى الشباب المشارك بعدم الخوف من الحرية والديمقراطية، لأنه لا نهضة حقيقية بدون حرية، والذين يهاجمون الديمقراطية هم ضحايا لأنظمة الاستبداد، فلا يمكن أن نخشى على الإسلام من الحرية والديمقراطية لأن الإسلام دين الفطرة.