ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الشيخ راشد العنوشي: الإسلاميون وتحديات الحكم في تونس
نشر في يمنات يوم 11 - 05 - 2011

علي الظفيري: أيها السادة ها هي حركة النهضة الإسلامية مثل طائر الفينيق تنتفض من تحت الرماد تملأ الساحات وتستقبلها الجماهير هكذا تحدث راشد الغنوشي الرجل الذي أربك كل المسلمات وكل النقاشات من حوله.
أثبت الغنوشي ونهضته أنك تستطيع لبعض الوقت منع صحيفة من دخول البلاد لمجرد ذكر اسمه فيها لكنك وبعد 3 عقود من القمع والاستبداد والتفرد بالسلطة وإهدار كل قيمة إنسانية وبعد التنمية الواهية والشراكة العالمية في الحرب على الإرهاب وبعد تيهك الكبير في طائرة لا تجد أرضا تحط عليها ولا سجادا أحمرا عند بابها ها أنت تراقب صورته وصورة رفاقه تتصدر الصفحات والشاشات بعد أن اختارته تونس ليقود مرحلة التحول الديمقراطي في البلاد.
كتب الله للشعوب المظلومة أن تستنشق رائحة الحرية وكتب الله لعميد وزراء الداخلية العرب المخلوع أن يراقب من مستقر خلعه جماعات الإخوان المسلمين تحكم بلدا عربيا واحدا تلو الآخر وعبر صناديق الاقتراع التي أغلقها على نفسه طوال حكمه البائد، ومجددا أيها الأخوة وبشكل جدي هذه المرة تعود الأسئلة الملحة حول الإسلام السياسي ومدى سماحته الديمقراطية وقبوله للتعددية تعود أسئلة الشريعة والأحكام والتقية السياسية والنقاشات التي لا تنتهي بين الديني والسياسي في عالمنا العربي وتلوح في الأفق لحظة التجديد والنهضة الحقيقية لبلدان عاشت قرونا من القمع والتهميش والاستعباد فهل تتصدر الجمهورية التونسية الثانية على يد الإسلاميين التنويريين قاطرة التغيير أم تعود بنا إلى المربع الأول من جديد هذا ما نبحثه الليلة في العمق فأهلا ومرحبا بكم.
[تقرير مسجل]
محمد غلام: هي لحظة الانتصار فحركة النهضة المطاردة من نظام بورقيبة وبن علي تتأهب اليوم لحكم البلد بل لوضع أسسه الدستورية والقانونية لكن بين الولادة الجنينية للإسلام السياسي في الثلث الأول من القرن الماضي ولحظات القطاف اليوم كان الطريق مليئا بالتحديات والمصاعب، في تركيا كان إلغاء أتاتورك الخلافة العثمانية عام 1924 أشبه بإعلان الولادة للحركات الإسلامية، ففي مصر تأسست حركة الإخوان المسلمين بعد ذلك بأربع أعوام وهي الحركة الأم لمعظم الحركات الإسلامية التي تفرعت منها وتأثرت بها في أكثر من بلد عربي لكن مساعي الإسلاميين للوصول إلى السلطة في العالم العربي لم تكن مفروشة بالورود في سوريا تعرضوا للاضطهاد بعد سحقهم في أحداث حماة 1982، وفي السودان وصلوا للسلطة في انقلاب عسكري عام 1989 وقدموا تجربة اعتبرها الكثيرين شائهة بمن فيهم منظرها الدكتور حسن الترابي الذي أبعد عن السلطة من مريديه العسكريين عام 1999 أما في الجزائر فقد أحرزت الجبهة الإسلامية للإنقاذ عام 1991 نصرا مؤزرا في الانتخابات التشريعية بعد ما يشبه ربيعا جزائريا سابقا لأوانه لكن الجيش ألغاها مفتتحا بذلك عشرية حمراء لم تندمل جراحها بعد، وتبدو الصورة أقل صدامية في المغرب حيث حركة التوحيد والإصلاح وذراعها السياسي حزب العدالة والتنمية الذي تعايش مع المخزن هناك رغم بعض المنغصات، الإسلام السياسي الشيعي في العالم العربي لم يعدم هو الآخر من يرفعه شعارا في وجه المظلومية السياسية والمذهبية وهنا يبرز حزب الدعوة في العراق الذي يرجع ظهوره لعام 1957 من القرن الفائت وإليه ينتمي اليوم رئيس الوزراء نوري المالكي وفي لبنان تأسس حزب الله مستلهما روح الثورة الإسلامية الإيرانية ومعلنا في بيانه التأسيسي عام 1985 التزامه بأوامر الخميني، وفي البحرين نجد جمعية الوفاق الوطني الإسلامي الشيعية كبرى جماعات المعارضة التي تأسست عام 2001 وبالحديث عن الثورات العربية نجد أن ذلك التاريخ الطويل من النضال لم يذهب سدى في مصر مثلا يتوقع المراقبون إحراز حركة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة نصرا مقدرا في أي انتخابات قادمة، وفي ليبيا ورغم عدم تشكل خارطة سياسية هناك بعد 42 عاما من الجذب السياسي يبدو الإسلاميون وهم تحالف من الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية المقاتلة بعد مراجعاتها الفكرية الأكثر تنظيما وقوة على الأرض، وفي تونس ورغم ما قاسته حركة النهضة من الاضطهاد أينع ربيعها في أولى زهوره الديمقراطية الحصة الأكبر من المجلس التأسيسي الذي سيعيد رسم ملامح البلاد، وبذلك قدمت تونس للعرب أنموذجين الأول حينما أطلقت شرارة الثورة والثاني عندما اجتازت مرحلة الجموح الثوري إلى البناء الديمقراطي وجاء النصر المؤزر لحركة النهضة الإسلامية في الانتخابات دليلا على حيوية الإسلام السياسي كما يقول البعض ولكنه اختبار له في الوقت ذاته ولما يطرحه من حلول.
[نهاية التقرير]
الحركة الإسلامية ودور الشباب
علي الظفيري: معنا للغوص في عمق هذه القضية راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية مرحبا بك أستاذ راشد..
راشد الغنوشي: أهلا بك.
علي الظفيري: التقينا بك معارضا قبل أكثر من سنة في المنفى في لندن تحديدا واليوم نلتقي بك كرئيس للحركة التي حصلت على أغلبية في المجلس التأسيسي التونسي، في منفاك أستاذ راشد كنت تراقب منذ نهاية الثمانينات منذ خرجت من تونس كنت تراقب زين العابدين بن علي الرئيس التونسي كنت تراقب ما يجري في تونس الآن ربما الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي يراقبك ربما يشاهدك الآن ويشاهد حركة النهضة التي واجهها طوال هذه العقود تحكم تونس ماذا تريد أن تقول لزين العابدين بن علي؟
راشد الغنوشي: أولا أحمد الله سبحانه وتعالى أن مد في عمري حتى رأيت تونس بدون بن علي، تونس بدون بن علي جميلة لا شك والفضل لله أولا أن حرر تونس من عصابة المافيا التي حكم هذا الرجل، حكم باسمها وجعل من تونس مزرعة وجعل مقص لأسرته وجعل من القصر الجمهوري مغارة علي بابا للمخدرات والفساد، ثانيا قبل أن أجيب أيضا أريد أن أؤكد إكباري لشعب تونس العظيم الذي صنع هذه الثورة وأحيي بدءا وأترحم على الشهداء الذين أهدوا لنا هذه الثورة وللعالم العربي بل العالم كله، اليوم شعار الشعب يريد إسقاط النظام يردد في وول ستريت بالعربية يكفي تونس شرفا أنها أدخلت اللغة العربية إلى ساحة النضال الدولي فأصبح العالم فعلا الأرض تتكلم عربي كما نقول اليوم عن طريق تونس.
علي الظفيري: بقي لها أن تتحدث العربية أيضا في تونس لأن هناك مشروع تعريب ربما سنتحدث عنه في هذه الحلقة.
راشد الغنوشي: نعم، فأنا أحيي شعب تونس بكل فئاته هذا الذي صنع هذه المأثرة العظيمة وأهدى للناس هذا السبيل الوسط بين نهج الاستسلام للحكام تحت اسم المصالحة مع الظلمة والنهج الآخر المقابل هو نهج العنف، تونس شقت طريقا آخر هو الطريق الثورة السلمية التي أثبتت جدواها والتونسيون صنعوا يومين عظيمين حتى الآن يوم 14 يناير حيث أطاحوا بهذا الديكتاتور واليوم الثاني هو يوم 23 أكتوبر حيث برهنوا أنهم شعب متحضر وأنهم راهنوا على صناديق الاقتراع فعلا سبيلا للتغيير ولذلك رأيت صفوفا، كيلومترات من الناس يقفون خمس ست ساعات تحت الشمس الحارقة من أجل أن يعبروا عن إرادتهم في أنهم لم يكتفوا بإسقاط الظلم وإنما هم مصممون على إقامة العدل على إقامة نظام ديمقراطي حديث يشارك فيه الجميع ومظهر حضاري عبر عنه الشعب التونسي على إثر صدور نتائج الانتخابات والتحية للجنة العليا للانتخابات التي أدارت هذه العملية بقيادة الأستاذ الجندوبي قلت نتيجة المنازلة رغم كل منازلة فيها رابح وخاسر ولكن المظهر الحضاري أن كل النخب التونسية اعترفت بالنتائج وهنأت بشكل أو بآخر الفائزين بما يدل على أن ها هنا شعب متحضر ومتهيئ ليس اليوم في الحقيقة متهيئ منذ زمن للديمقراطية لولا عقبة الطغيان.
علي الظفيري: أستاذ راشد لأن النضال طويل والاستبداد طويل واللحظة مفرحة للعرب جميعا فربما أتحنا هذا الوقت لدي كم كبير من الأسئلة فأستأذنك بإجابات تساعدنا على الأقل طرح معظم هذه الأسئلة لم تترشح على قائمة النهضة قيل أو طرح البعض أن راشد الغنوشي سيكون أشبه بالمرشد الأعلى والولي الفقيه الذي يشرف على الأمور من الأعلى ما تعليقك على مسألة عدم نزولك على قائمة أو قوائم النهضة؟
راشد الغنوشي: أنا قبل أن أعود إلى تونس اتخذت هذا القرار ولا أزال ملتزما به ومن حيثياته أن هذه الثورة قادها الشباب وأهداها لشعبنا الشباب وكل الشهداء رؤوس سوداء وليست رؤوس بيضاء أنا أريد للرؤوس السوداء أيضا أن تكون في السلطة وليس فقط تحضر يوم التضحيات يوم بذل الدماء يحضر الشباب يوم تأتي السلطة يتأخر الشباب.
علي الظفيري: أنتم من سيدير هذا الأمر هم في الواجهة وأنتم تشرفون كما يحدث في الحركات الإسلامية بمجالس الشورى.
راشد الغنوشي: لماذا لا يديرون وحدهم يا أخي؟
علي الظفيري: لأنكم لن تتركوا لهم هذا الأمر.
راشد الغنوشي: أنا تركته ولذلك أنا ضربت المثل بنفسي عوضا وأن أحرض أن أقدم الشباب ويضل الشيوخ متقدمين أقول ينبغي أن يضرب الشيوخ مثالا فيتركوا مجالا للشباب لأنه في الحقيقة التجديد مرتبط بالشباب والتضحية مرتبطة والشهداء هم شباب والذين يقدمون على هدم الأصنام حتى أنه سيدنا في القرآن الكريم ربنا ذكر عن إبراهيم عندما قالوا من هدم الأصنام قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم فالذين يهدمون أصنام الطغيان والجبروت هم الشباب ولذلك هم أحرياء بأن يكونوا في المقدمة.
علي الظفيري: من مرشحكم لرئاسة تونس في الفترة القادمة هل هو الشيخ عبد الفتاح مورو كما تحدثتم سابقا وظهرت أحاديث لكم؟
راشد الغنوشي: هذا موضوع لا يزال للتشاور بيننا وبين حلفائنا من الأحزاب مطروح للتشاور حتى الآن هناك أسماء كثيرة مطروحة ولكن سواء من داخل المعارضة أو من الرموز الوطنية ولكن حتى الآن هذا الموضوع لم يقع التوافق حوله بعد نحن في بداية مشاورات مع الأحزاب التي سنتحالف معها وهذا موضوع من مواضيع التشاور.
علي الظفيري: اتفقتم على صيغة توافقية في قضية الرئاسة ولكن هناك أحاديث سابقة أن أشخاصا من النهضة سيرشحون للرئاسة.
راشد الغنوشي: للأسف ليس هناك أشخاص من النهضة سيرشحون.
علي الظفيري: إذن من خارج النهضة؟
راشد الغنوشي: من خارج النهضة.
علي الظفيري: من المعارضة أم من حتى من الخاسرين؟
راشد الغنوشي: هذا الموضوع تشاور بيننا وبين حلفائنا لا نريد أن نحسم فيه سلفا.
النهضة ومدى كفاءتها في إدارة البلاد
علي الظفيري: الآن ستشكلون حكومة هل تشعر أستاذ راشد أن لديكم القدرة خاصة أن النهضة تعرضت كل هذا الزمن للإقصاء والإبعاد والمنفى والسجن هل لديكم القدرة أو الكفاءة الكافية لإدارة حكومة في مرحلة انتقالية حرجة وحساسة حتى لو كانت توافقية؟
راشد الغنوشي: أنا لا أقول إن الذين أداروها قبلنا أكفأ وضربوا المثل قامت ثورة لأنه أولئك لم يحسنوا إدارة هذه الدولة، قامت ثورة عليهم، ثانيا أبناء الحركة الإسلامية ليسوا أقل معرفة من غيرهم هم خريجو نفس الجامعات، نفس الجامعات التي خرجت الشيوعي وخرجت الليبرالي خرجت الإسلامي فلا يوجد علم يتفوق به غيرنا، وثالثا وهو مهم الثورة في تونس أسقطت نظاما ولكنها لم تسقط دولة، فالدولة التونسية مستمرة ونحن عازمون على المحافظة عليها لأنها رصيد هذا تراكم عبر السنين أكثر من 50 سنة فهناك خبرات إدارية عالية جدا في تونس، ونحن سنحكم معها وبها وليس بديلا عنها، ففي المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي وفي كل المجالات هنالك خبرات عالية جانب منها هو الذي صنع برنامجنا الاجتماعي والاقتصادي استعنا فيه بالكفاءات الإدارية القائمة اليوم وهي كفاءات عالية كما قلت وفيها مختلف التوجهات ونحن سنستعين بها إن شاء الله.
علي الظفيري: رئاسة الحكومة، بالنسبة لرئاسة الحكومة؟
راشد الغنوشي: رئاسة الحكومة منذ قبل حتى أن تخرج نتائج الانتخابات وخلال تشاورنا مع أصدقائنا زملائنا في المعارضة قلنا الذي يحصل على الأغلبية من حقه أن يشكل الوزارة أن يكون هو الذي يقود الحكومة.
علي الظفيري: وبالتالي محمد الجبالي سيكون هو رئيس الحكومة؟
راشد الغنوشي: محمد الجبالي رئيس الحكومة.
علي الظفيري: أثيرت نقاشات كثيرة في مرحلة التنافس الانتخابي طبعا هناك أسئلة جدية وقضايا جدية الاقتصاد لكن مسألة الهوية ومسألة ملمح الدولة ومسألة علمانية الدولة ومسألة الدين هذه أخذت مسحة وحيز كبير جدا أسأل الآن عن النظام السياسي الذي تميلون له نظام برلماني أم نظام رئاسي؟
راشد الغنوشي: برنامجنا أجاب عن ذلك نحن مع النظام البرلماني حتى نقطع جذور النظام الديكتاتوري لأن النظام الديكتاتوري في تونس دخل من باب النظام الرئاسي وأخذ يتوسع حتى ابتلع الدولة كلها ولذلك نريد أن نقطع مع هذه التجربة المريرة التي قادت بلادنا إلى الكوارث..
علي الظفيري: شيخ راشد مشاكل النظام البرلماني مشاكل كثيرة جدا منها صعوبة بناء ائتلافات خاصة في ظل أحزاب لا تحصل على أغلبية مطلقة التجربة الايطالية مثلا عنا من الحرب العالمية الثانية لليوم أكثر من50 حكومة تشكلت فهذا يدخلنا في متاهة الصراع بين الأحزاب؟
راشد الغنوشي: ليس هناك نظاما سياسيا مثاليا، كل الأنظمة البشرية كل هذه الأنظمة أنظمة بشرية وكلها اجتهادات وفيها ايجابيات وفيها سلبيات، هنالك أنظمة برلمانية مستقرة استقرار جيد يعني مثل النظام البريطاني والنظام الجيرماني النظام الألماني وغيره من الأنظمة البرلمانية المستقرة فلماذا نتصور فقط، أن النظام البرلماني معناه الاضطراب هذا جانب منه يعود إلى النظام الانتخابي، النظام الانتخابي أما يجمع القوى الشعبية وأم يفرقها في بريطانيا النظام الانتخابي عان على تجميع القوى بدل تمزيقها.
تطبيق الشريعة الإسلامية في الدولة التونسية
علي الظفيري: أستاذ راشد انتم حركة النهضة وتحديدا أستاذ راشد انتم من رواد التقدميين الإسلاميين وهذا ليس اليوم منذ فترة مبكرة حتى أن تجربة العدالة الأمنية تجربة من الأتراك اعتمدت كثيرا على أدبيات الحركة وعلى كتاباتك تحديدا وهذا قد تحدث به أردوغان شخصيا ومع ذلك أنتم الأكثر تقدما بين الإسلاميين ومع ذلك هنالك نقاش في تونس اليوم قبلتم بشرب الخمر، قبلتم بقضية حقوق المرأة كاملة بقضية الشواطئ والسياحة كما هي وكذلك ثمة من يضع تحفظات حتى الآن شكل العلمانية الذي تتصورونه لتونس اليوم بعد كل هذه المرحلة في فترة تحكمون فيها أو على الأقل لكم نصيب الأسد من الحكم؟
راشد الغنوشي: ولا تونس ليست دولة علمانية، تونس دولة إسلامية بتعريف دستورها البند الأول في الدستور القديم والجديد أيضا لان النخبة التونسية متفقة على الإبقاء على البند الأول من الدستور الذي ينص على أن تونس دولة لغتها العربية ودينها الإسلام، فالدولة التونسية ليست بلا دين..
علي الظفيري: دينها الإسلام ولكنها ليست دولة إسلامية..
راشد الغنوشي: ما معنى دينها الإسلام..
علي الظفيري: ألا يختلف هذا من حيث التطبيق.
راشد الغنوشي: الدولة هذه ليست دولة ، ما هياش دولة ليس لها دين، هي دولة لها دين.
علي الظفيري: لكن دينها الإسلام تمنع الحجاب، تمنع التعدد..
راشد الغنوشي: لكن فقط هذا الدين من يترجمه في الواقع من يترجم في القانون وفي الثقافة وفي التعليم وفي الإعلام من يترجمه، ليست هناك كنيسة تنطق باسم الإسلام تحتكر تفسير الإسلام، وبالتالي فتفسير الإسلام هو التدافع الاجتماعي، المجتمع من خلال تدافعه من خلال المساجد ووسائل الإعلام والنوادي الثقافية ودور الجامع عموما يعني يتبلور مفهوم الإسلام هذا هو الذي يصعد إلى أجهزة الحكومة التشريعية والثقافية فتترجمه سياسات وقوانين ولكن ليست النهضة ناطق باسم الإسلام والكنيسة حتى تقول يعني هذا هو الإسلام، أما ما تقول فقط تريد أن ارفع التباسا يعني الخمر حرام والنهضة ليست ممن يحل الحرام يعني فما حله الله حلال وما حرمه الله حرام لكن ما يطبق وكيف نطبق ذلك في الواقع هذا هنا، هذا هو السياسة الشرعية، السياسة..
علي الظفيري: هذه، هذه أستاذ راشد..
راشد الغنوشي: السياسة الشرعية..
علي الظفيري: أنت تقول في كتابك الحريات العامة في الدولة الإسلامية..
راشد الغنوشي: أي، نعم..
علي الظفيري: تقول أن السلطة وظيفة اجتماعية لحراسة الدين والدنيا أليس تطبيق هذه الأمور من واجبات السلطة وهذه الأمور الدينية منع ما هو محرم وإقرار ما هو حلال أليس من واجبات السلطة كما يرى الإسلاميون، تيارات تختلف معكم..
راشد الغنوشي: أكدنا ولا نزال نؤكد على مبدأ الحرية، مبدأ الحرية مبدأ أساسي في الإسلام..
علي الظفيري: إلى أي مدى؟
راشد الغنوشي: لأنه الذي يفتقد حريته، لا حرية له لا دين له، كالذي لا عقل له لا دين له فالدين هذا موجه لأناس أحرار ولأناس عقلاء فمن فقد حريته فليس مكلفا بالشرع وبالتالي فنحن نثق بالناس نثق بعقولهم وفي حريتهم ولا نرى أن من مهمة الدولة أن تفرض نمطا من الحياة، تفرض نمطا معينا تتدخل في ملابس الناس، تتدخل فيما يأكلون وما يشربون وما يعتقدون وتتدخل في مساكنهم لأ، وظيفة الدولة أن توفر إطار عام للمجتمع يتعايشون فيه ويبدعون فيه ويتعاونون فيه ويتدافعون أيضا حتى يتبلور لديهم رأي عام وثقافة عامة، نحن لماذا نذهب بعيدا الدول التي مارست والتي حاولت أن تطبق الإسلام عن طريق أدوات القمع أدوات الدولة نرى الناس يتفلتون من الإسلام نرى في دول فرضت الحجاب مثلا بالقوة نرى النساء مجرد أن يخرجن من ذلك الإطار، أنا مرة في دولة من هذه الدول ركبت طائرة وكانت الطائرة كلها متحجبة ولما وصلنا إلى فرانكفورت ما بقاش حجاب واحد، هذا فساد تربوي فقلت لهم في ذلك الوقت نحن عنا في تونس يمكن 10% متحجبات وضد، ومع ذلك السلطة تطاردهم وهن مصرات على ذلك اعتبر انه نجحنا اكبر لان 10% يتحجبوا قناعة بينما هنالك 100% أو اقل من ذلك يتحجبن تحت ضغط السلطة مع أن هذا المظهر لا قيمة له دينيا نحن لا نريد أن نحول التوانسة إلى منافقين لان الذي يتدين خوفا من الدولة يصلي خوفا من الدولة أو يتحجب خوفا من الدولة هذا اسمه منافق في الإسلام..
علي الظفيري: أنتم الآن في حركة النهضة في حزب النهضة لم تعملون على إقرار قوانين تقيد حرية الدين، حرية العبادة، حرية اللباس، حرية السلوك إلى آخره لم تعملون على هذا الأمر أنتم تقرون بهذا الأمر، مهما كانت هذه الحرية هناك الآن مناداة لفصل بعض الباحثين والأساتذة من اللائكين تحديدا الذي ينظرون إلى أقصى مدى في هذا الأمر؟
راشد الغنوشي: يفصلون ماذا؟
علي الظفيري: يفصلونهم من الجامعات أو إبعادهم عن بعض الوظائف وعدم إشراكهم..
راشد الغنوشي: ما سمعت، ما سمعت بشيء من هذا، هذا مارسته سلطة القمع سواء في عهد بورقيبة أو بن علي، مارست سلطة القمع أرادت أن تفكك عناصر الهوية العربية الإسلامية لتونس وتركبها على نحو آخر، ولذلك ظل هنالك قمع باستمرار لان الدولة حملت رسالة تعتبرها تحديثية وتريد أن تفرضها بالقوة على الناس فتفلت الناس وتولدت الحركة الإسلامية، الحركة الإسلامية ولدت لأنها عارضت هذا النهج في تفكيك عناصر الهوية ودافعت عن هوية البلد وربطت بين عناصر الهوية وبين عناصر الحداثة من حريات عامة وخاصة وديمقراطية وما إلى ذلك، إذن نحن لا نعول على أدوات الدولة في فرض نمط معين وإنما نثق في المجتمع ونثق في أدواته ونترك للناس أن يتدافعوا وفي النهاية سيتبلور من ذلك رأي عام مثلا المخلوع فرض مقابل النموذج الذي ذكرته الذي يفرض الحجاب، المخلوع فرض منع الحجاب وطردت آلاف من النساء من المدارس حتى المرأة الحامل تأتي إلى المستشفى، المستشفى يمتنع عن قبولها حتى تضع حجابها في الطريق هذا إلى أين أدى إلى ثورة في تونس أدى أنه مع ذلك نشأ التدين وربما بعض أشكال التدين متشددا بسبب التشدد..
علي الظفيري: طيب أستاذ راشد..
راشد الغنوشي: العلماني الديكتاتوري الذي قاده المخلوع..
علي الظفيري: اسمح لي هناك تحفظان يطرحان في هذه المسألة، التحفظ الأول يرى بأن هذا مرتبط برأس حركة النهضة راشد الغنوشي المفكر والمستنير والمنظر، لكنه ليس مرتبطا بالقواعد التي ربما تتولى زمام الأمور فيما بعد الأمر التحفظ الآخر أن هذا نوع من التقية السياسة سنحكم ونقلب لكم ظهر المجن لاحقا حينما، كما ذكرت يتشكل رأيا عاما يسمح بإقرار قوانين دينية، كيف ترد على التحفظين؟
راشد الغنوشي: هذان التحفظان أنا ابتسمت لأنه تكرر هذا الأمر..
علي الظفيري: شبعتم منهم..
راشد الغنوشي: بحيث شبعنا منهم..
علي الظفيري: لنسمع إجابتك الآن بعدما ظهر بالسلطة..
راشد الغنوشي: كل ما ظهر خطابنا مقنعا وعجز الآخرون أن يواجهوا بخطاب مضاد قالوا ما عندهم برنامج قدمنا برنامج إلا وان لجئوا إلى حجتين واهيتين الحجة الأولى أنه إحنا عندنا خطاب مزدوج الآن نطمن النساء نقول لهن اللي تحب تتحجب، تتحجب والتي لا تحب..
علي الظفيري: ثم نقلب عليهم..
راشد الغنوشي: لا تريد ولكن مجرد أن نأخذ أصواتهن حتى نفرض الحجاب أنا أقول بشكل واضح وبسيط هبنا لو الأمر كذلك رغم أننا قيمة الصدق في الإسلام قيمة رئيسية هب إنه إحنا كذبنا على الناس طيب بعد شوي كذبنا عليهم وحصلنا على أصواتهم في الانتخابات هذه بعد سنة ستأتي الانتخابات..
علي الظفيري: أخاف تصيروا مثل ابن علي بعدين..
راشد الغنوشي: بعد سنة ستأتي إلى الانتخابات نحن في زمن الفيس بوك في زمن الصورة، سيأتون لك مثلا أنت قلت كذا فلن نصدقك نحن مش ناويين رحلة لسنة فقط نحن ناويين رحلة طويلة ولذلك نتعامل مع الناس باحترام وديننا يجعل اكبر جريمة هي جريمة الكذب على الناس
علي الظفيري: أستاذ راشد..
راشد الغنوشي: بحيث نعم هذا أقول بالخلاصة أن الحجة الأولى ساقطة لأنه إحنا نريد مسيرة طويلة مع الناس وإذا كذبنا عليهم اليوم لن يصدقونا غدا..
علي الظفيري: طيب..
راشد الغنوشي: أما الثانية نأتي للحجة الثانية اللي هي أنه للقيادة مستنيرة ولكن القواعد يعني..
علي الظفيري: خاصة في مد سلفي اليوم الآن واضح انه في تغلغل اليوم لتيار أو لعناصر سلفية يراها بعض اللائكين التوانسة أنها قد تختلط وتندمج اليوم مع الحركة الإسلامية..
راشد الغنوشي: القيادة مستنيرة ولكن القواعد يسرحوا فيها ويمرحوا الدود وما إلى ذلك هذا لن يستقيم لان حركتنا ما هياش حركية صوفية مع احترامنا للصوفيين، تلتفوا حول شيخ هذه مؤسسات ولذلك بن علي عجز عن تفكيك الحركة سجن قيادتها هجر قيادتها ومع ذلك ظلت تتجدد وتتداول على هذه الحركة حوالي ثمان رؤساء تداولوا عليها لأنها مؤسسة وهذه المؤسسة تتجدد كل ثلاث أربع سنوات ينعقد مؤتمر فلو كانت القاعدة كما تقول متعصبة ومتزمتة في أول مؤتمر ستزيح هذه القيادة.
علي الظفيري: هل ترى الإسلام كشعار، شعار الإسلام هو الحل هل تراه شعارا صالحا اليوم لحركات الإسلام السياسي ؟
راشد الغنوشي: صالح لا شك الإسلام هو الحل في كل زمان ومكان لكن أي إسلام كيف يترجم في الواقع.
علي الظفيري: كشعار ممكن.
راشد الغنوشي: شعاره صحيح كل مسلم يعتقد أن الإسلام هو الحل ولكن اجتهادك أنت تصورك للإسلام ليس بالضرورة أن يكون حلا قد يكون مشكلة لأن عندما تدخل على الناس تعتبر بأنك تحمل رسالة السماء أنك ميزان الحق والباطل وترى بأنه ليس هناك ناطق باسم الإسلام إلا أنت، أنت مترجم الإسلام ومسكت السلطة وتريد أن تفرضها على الناس لن يكون الإسلام حلا سيكون الإسلام مشكلة، لأنه الإسلام ينبغي، الإسلام أول دين اعترف بالحرية الدينية لكم دينكم ولي دين لا إكراه في الدين فأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ولذلك المجتمعات الإسلامية كلها تعايشت فيها كل الديانات مش الديانات السماوية، الديانات التي تعبد الشياطين وتعبد الأشجار وتعبد الفروج في العراق ابحث شوف العراق تجده متحف للديانات التي لا يوجد لها اثر في البلاد الأخرى وهذه أقدم بيئة..
علي الظفيري: مضطر أن اخرج إلى فاصل أستاذ راشد لكن قبل ذلك هذه الجزئية سنكملها هل تحالفتم ولو تكتيكيا مع جماعات سلفية؟
راشد الغنوشي: إحنا ما عناش مشكلة مع التعددية، والسلفيون هؤلاء أبناء تونس فئة من شباب تونس نشأت في ظل أوضاع قمع وفي ظل غياب أو تغييب بالقوة الحركة الإسلامية فهؤلاء من حقهم أن يعبروا عن أرائهم من حقهم أن..
علي الظفيري: بأي طريقة ؟
راشد الغنوشي: بالطريقة السلمية هم وغيرهم كلمة الحق العلمانية بأن يعبروا عن أرائهم ما دمت في المجتمع تلتزم بطرائق الدعوة السلمية لا تحرض على عنف ولا على عنصرية فمن حقك أن تطرح أفكارك في المجتمع والمجتمع هو اللي يحكم مش الدولة هي تصادر..
علي الظفيري: مضطر أن أتوقف مع فاصل والأسئلة كثيرة فاصل قصير مشاهدينا الكرام نستأنف مع الأستاذ راشد الغنوشي في الحديث عن تونس البعد الخارجي وبعد مستقبل تحول البلاد الديمقراطي في البلاد فابقوا معنا.
علي الظفيري: تونس من الثورة إلى الدولة مع الأستاذ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التي حظيت بأربعين تقريبا قرابة الأربعين من تمثيل المجلس الوطني التأسيسي, أستاذ راشد يرى الدكتور عزمي بشارة أن تونس مؤهلة من حيث عدة عوامل مسألة بنية مؤسساتها الوطنية تاريخيا مسألة التماثل وعدم وجود إشكاليات حقيقية في الهوية ومن حيث نقطة ثالثة تتعلق بكم ريادة الحركة الإسلامية التونسية في شخصكم وفي التيار بشكل عام عن باقي الحركات الإسلامية وأنها كل هذا يؤهلها لتحول ديمقراطي يسير وسلس ما تعليقكم على هذا الطرح ؟
راشد الغنوشي: أنا أشكر الدكتور عزمي بشارة المفكر الكبير الذي وقف إلى جانب الثورة التونسية وكان له دور في إقناع قطاع من العلمانيين التونسيين المتشككين في ديمقراطية واعتدال النهضة، تقديره صحيح أن المجتمع التونسي مؤهل وبدأ منذ القرن التاسع عشر في الحقيقة في طرح مشروع إصلاحي خلاصته الملائمة والمزاوجة بين الإسلام والحداثة ولكن جاء الاستعمار واسقط هذا المشروع ثم جاء بعد ذلك نظام الاستقلال وخان هذا المشروع في الحقيقة وحوله إلى دكتاتورية المشروع إذن هناك حلم عند التونسيين قديم في برلمان تونسي وفي نظام يزاوج ويلاءم بين الإسلام وبين الحداثة اعتبره أن الثورة فتحت الطريق أمام لتحقيق هذا الحلم، أنا أظن، أنا اشكر الدكتور عزمي كما اشكر النخب العلمانية العربية التي كلها رحبت بفوز النهضة أنا اعتبره هذا مظهر حضاري العلمانيين في تونس ليسوا شيئا واحدا وأنا في الجملة، العلمانيون شاركوا في الانتخابات وقبلوا بنتيجتها وهم مشكورون..
علي الظفيري: وهذا يقدر, النقطة التي تعنيني في حديث الدكتور عزمي مثلا نقطة ريادة الحركة الإسلامية الآن أريد أن أسألك عما يجري حولك في ليبيا، هناك حركة إسلامية تتصدر نشاهد في مصر هناك حركة إسلامية إخوانية يتوقع لها أن تكون تحظى بنصيب الأقل معتبر في أي انتخابات قادمة برلمانية رئاسية تأسيسية الخ، هل تعتقد أن هذه الحركات قريبة مما طرحته النهضة، والنهضة قامت بثورة فكرية داخل بنية أو داخل جسد الإسلام السياسي العربي..
راشد الغنوشي: نحن نشعر بثقل الأمانة في الحقيقة عندما يعلق علينا الكثير من الآمال في مشروع ديمقراطي عربي، في مشروع ديمقراطي يجمع بين الإسلام وبين الحداثة نحن نشعر بثقل هذه الأمانة اليوم أن تونس ربنا أكرمها بأنها أطلقت الشرارة الأولى لهذه الثورة وأن تونس ربنا أكرمها وأجرت أول انتخابات حرة نزيهة ليس فيها إقصاء، التونسيون اليوم وعلى رأسهم النهضة وكل التونسيين يعني ممتحنون في الحقيقة تحت الاختبار تحت المجهر العالمي هل هم قادرون على أن يجسدوا هذه الآمال الكثيرة المعقودة عليهم.
الحركات الثورية وصعود الإسلاميين إلى سدة الحكم
علي الظفيري: أستاذ راشد ما هو تقييمك للإسلاميين في ليبيا وهم اليوم يتولون الحكم ومرجعيتهم تختلف تماما عن حركة النهضة ؟
راشد الغنوشي: أنا عاشرت قطاعا من إخواننا الليبيين الإسلاميين في المهاجر كانوا مهاجرين مثلنا في بريطانيا وفي أيرلندا وفي سويسرا الخ هؤلاء نخبة متميزة وأنا أثق أنا مطمئن إلى أن هذه النخبة الليبية قادرة على أن توجد معادلة للمكونات الليبية الكثيرة سواء المكونات القبلية أو المكونات الدينية أن تجد معادلة ديمقراطية تجمع بين كل هؤلاء في الحقيقة ليبيا ليس في أيل للإسلام، والإسلام قوي جدا وبالتالي ليس هنا صراع في ليبيا إسلامي علماني ما في إلا الأمر أيسر وبالتالي الأمر أيسر ما فش عنده مشكلة تنمية في ليبيا ربنا انعم عليهم بثروات كبيرة ما ثمة اختلافات عقائدية في ليبيا ثمة نخبة ممتازة في ليبيا وأنا عندي أمل كبير في أن الليبيون قادرون على أن يصنعوا معادلة حكم حضارية إن شاء الله.
علي الظفيري: على ذكر الوفرة المالية لليبيين اليوم انتم تديرون تونس في مرحلة حرجة عندكم برنامج أو اقتصادية تنتشل تونس أم فقط الآن إحنا ما زلنا في مرحلة الفرحة والتصويت وعودة النهضة وتكريم رموزها ومن ثم نأتي إلى الصدمة الحقيقية في عدم القدرة في إحداث أو إيجاد علاج جدي وحقيقي وجذري للمشاكل الاقتصادية منها البطالة وغير ذلك..
راشد الغنوشي: نحن نقدر أن التونسيين ربنا ما حرمهمش من وسائل الرزق عندهم طاقات كبيرة، الطاقة البشرية في تونس وهي عامود التنمية هناك نخبة هنالك إدارة في تونس حقيقية هناك دولة لم تتفكك لا تزال قائمة وبالتالي أرى بان هذه النخبة التونسية إذا استطاعت والانتخابات كشفت أنها قادرة، هذه النخبة التونسية قادرة على أن تستأنف مشروع التنمية بشكل قوي لأنها اليوم عازمة على القضاء من الفساد لان الفساد يأكل نصف الثروة التونسية الآن سيقضى على الفساد.
المعونات الخارجية والوضع الاقتصادي
علي الظفيري: أستاذ راشد هذا كله على الصعيد الداخلي كيف تقبلون أو كيف تتعاملون مع قضية المعونات الأوروبية الفرنسية الأميركية ؟
راشد الغنوشي: ونحن عندنا برنامج قدمناه نحن لم ندخل الانتخابات بشعارات كان الناس يظنون ويتهمون النهضة بأنها تحمل شعارات..
على الظفيري: شوية مشايخ وطيبين وبركة..
راشد الغنوشي: مشايخ وطيبين للناس، ولكن لما قدمنا برنامج قلنا لهم ناقشوا البرنامج الذي صنعه 182 خبير وأستاذ جامعي ورئيس شركة.
علي الظفيري: ايش عناوين..
راشد الغنوشي: عناوينه ؟
علي الظفيري: اقتصاديا، الآن فيه بطالة أمس نشوف في الجزيرة برامج الهجرة، هجرة التوانسة، وكيف يموتون في البحر وهم في طريقهم إلى أوروبا..-
راشد الغنوشي: هذا كله آثار ما سمي بالمعجزة الاقتصادية، هذا كله آثار لمشروع...
علي الظفيري: طيب بدل إدانة الماضي الآن الحل..
راشد الغنوشي: حاضر حاضر، نحن الآن عازمون على استئناف المشروع التنموي من خلال القضاء على الفساد وتوفير إطار عام نظيف يسمح للمستثمرين التونسيين، وهنالك قطاع واسع يعني هنالك قاعدة من المستثمرين التونسيين عالية الكفاءة، الذي كان يحد من نشاطها ويجعلها تجمد ثرواتها أو تهربها للخارج هو وجود العائلات الفاسدة لأنه أي واحد يتوسع في مشروعه تأتيه العائلة الفاسدة لتفرض عليه أن يقاسمها، الآن أُطلِقَت النظام الجديد سيُطلِق طاقات المستثمرين التونسيين ونحن نعوِل عليهم بعد الله في أن يطلقوا مشروع تنموي ضخم في أن يستثمروا، سنفتح البلاد للمستثمرين..
علي الظفيري: دون شروط؟
راشد الغنوشي: للمستثمرين الأجانب للمستثمرين العرب، هذا كله الفساد كان يمنعه..
علي الظفيري: دون شروط بين قوسين دينية؟
راشد الغنوشي: هناك شروط من، يعني شروط دينية، يعني نحن البلد تحكمه القوانين والقوانين لا تصدرها النهضة يصدرها البرلمان..
علي الظفيري: طيب أستاذ راشد كما اتفقنا النقاط كثيرة، المجلس الوطني السوري، يدور الآن بين الدول العربية والعالم يبحث عن من يعترف به واعترف به المجلس الوطني الانتقالي الليبي وهو مجلس ثوري، أنتم الآن حركة أيضاً ثورية وأتمت الثورة في تونس أهدافها، هل مرشح اعتراف تونسي قريب مثلاً؟
راشد الغنوشي: على كل حال، أنا لست ناطقاً باسم الحكومة، الحكومة لم تتشكل بعد..
علي الظفيري: أقصد..
راشد الغنوشي: الحكومة القائمة اليوم التي تنطق، الحكومة المؤقتة هي التي تتكلم باسم تونس وليس راشد الغنوشي.
علي الظفيري: حكومتكم حتتشكل خلال أيام..
راشد الغنوشي: حتى تتشكل سيكون لها ناطقها،، أما الآن..
علي الظفيري: شيخ راشد، ما عندك رأي بالموضوع من حيث الاعتراف؟
راشد الغنوشي: أنا رأيي الشخصي بأنه ينبغي الاعتراف بالمجلس الانتقالي السوري وإغلاق السفارة السورية الموجودة في تونس وإعطائها للمجلس الانتقالي وكذلك في اليمن، نحن ثورة والثورة ينبغي أن تدعم هذه الثورات في العالم، لكن لا أقول هذا موقف الحكومة التونسية، للحكومة التونسية وزير خارجيتها وهو الذي يقرر هذا وإلى أن تقوم حكومة الثورة وستقرر مش أنا أقرر، هي التي تقرر هذه السياسة.
حركة النهضة وموقفها من السعودية والجزائر
علي الظفيري: موقفكم من بلدين رئيسين في المنطقة: جاركم الجزائر، والجزائر كان لها موقف في قضية الثورات وما جرى حولها وموقفكم أيضاً من بلد رئيسي هو السعودية بحكم وجود زين العابدين وبحكم أيضاً أهمية السعودية في العلاقات العربية العربية؟
راشد الغنوشي: إحنا علاقتنا طيبة مع الجميع، الجزائر الشقيق الأكبر ولا يمكن أن تكون علاقتنا به إلا علاقة طيبة وأنا زرت الجزائر منذ بضعة أسابيع ووجدت استقبالاً حسناً..
علي الظفيري: المطلوب دعم؟
راشد الغنوشي: وتفهماً كبيراً والجزائر هي أول دولة قدمت الدعم للحكومة المؤقتة، فنحن..
علي الظفيري: وبالنسبة للسعودية؟
راشد الغنوشي: ولذلك نحن عازمون على تطوير كبير بالعلاقات العربية خاصةً بدءاً بالعلاقة بين الجارين: الجنوبي الليبي والجار الغربي الجزائري فلا يمكن لتونس أن تطير إلا بهذين الجناحين وأن تنفتح بعد ذلك على العالم كله، أما السعودية فهي دولة، قاعدة الخليج العربي ونحن نريد تطوير العلاقة مع دول الخليج تطويرا كبيراً نريد في برنامجنا نحن إزاحة التأشيرة التي بيننا وبين دول الخليج..
علي الظفيري: أنا ما سافرت لك يا شيخ راشد بسبب التأشيرة، يطولوا عشرة أيام علينا..
راشد الغنوشي: إن شاء الله تزاح قريباً حتى يكون لإخواننا الخليجيين المستثمرين والسواح يعني طريق قصير وقريب إلى تونس إن شاء الله..
علي الظفيري: أوجه لك الآن أستاذ راشد أسئلة المشاهدين عبر موقعي التويتر والفيس بوك وأرجو إجابة سريعة لأنها كثيرة وأريد مرة واحدة فقط أن أعطي يعني على الأقل وقتاً جيداً لها، أتطلعت على خطة النهضة الاقتصادية فوجدتها فضفاضة سؤالي كيف ستؤمنون 590 ألف وظيفة في خمس سنوات؟ من الأستاذ ياسر حارب، 590 ألف وظيفة..
راشد الغنوشي: هذا البرنامج الذي أتطلع عليه الأخ هو الخلاصة لم يتطلع على الحيثيات لم يتطلع على التفاصيل، البرنامج في كتابٍ كبير..
علي الظفيري: هذا رهانكم؟
راشد الغنوشي: وهذا خلاصته...
علي الظفيري: تأمين الوظائف؟
راشد الغنوشي: تأمين هذه الوظائف في خمس سنوات..
علي الظفيري: السؤال من مازن الأمين: الحركة الإسلامية من أول الحركات التي وصلت الحكم وفشلت تقييمك وخاصة..
راشد الغنوشي: ما هي؟
علي الظفيري: الحركة الإسلامية في السودان، حركة الإنقاذ لما وصلت الحكم، ما تقييمكم للحركة الإسلامية في السودان؟
راشد الغنوشي: الوضع السوداني غير الوضع التونسي، الوضع السوداني وصلت الحركة الإسلامية في بلد لم تكتمل وحدته الوطنية وسلخت أغلب وقتها في هذه الحرب الأهلية بحيث هو بلد يعني هويته الوطنية لم تكد تتحدد إلا أخيراً وبلغ الأمر إلى حد الانفصال، بينما تونس لم تعاني مشكلة هوية، تصل الحركة الإسلامية في بلد، أكثر البلاد العربية انسجاما من الجهة الهوية من جهة السكان هو تونس ولذلك وضعنا أيسر بكثير.
علي الظفيري: سؤال من السيدة إيمان، هل تحاولون استنساخ التجربة التركية البطيئة من ناحية إعادة قيم المجتمع إلى النظام شيئاً فشيئاً، استنساخ التجربة التركية؟
راشد الغنوشي: التجارب لا تُستَنسخ، كل مجتمع ينبغي أن يصنع تجربته مستفيداً من التجارب الآخرين والتجربة التركية تعتبر تجربة نموذجية لما تحققه من مستويات تنموية عالية ولما قادته من تطور في شأن الديمقراطية..
علي الظفيري: الدكتور إيهاب محمد، ما الفرق بين المنهج السياسي والاقتصادي لحزب النهضة ومناهج الأحزاب المسيحية الديمقراطية في أوروبا؟
راشد الغنوشي: ربما هناك قدر من التشابه، لأنه كما أن القيم المسيحية تلهم هذه الأحزاب، القيم المسلمة تلهم الحركات الإسلامية..
علي الظفيري: سؤال عن مصير الرئيس المخلوع زين العابدين وطبعا عن العلاقات مع السعودية أشرنا لها، موضوع الرئيس المخلوع، هل تطلبون بتسليمه ومحاكمته؟
راشد الغنوشي: الحكومة المؤقتة طالبت وستستمر، وستستمر المطالبة، هذا مجرم..
علي الظفيري: من أيمن شبانة أعتقد، قلت في حوار سابق يقول لك مع إحدى القنوات أن تطبيق الشريعة الإسلامية يمر أو يتم عبر تدافع اجتماعي، هل يعني ذلك أن حركة النهضة ستسمح بإنشاء جمعيات وفق مبدأ ديني؟ حركات دينية تحديداً خاصةً أن السلفية اليوم، التيار السلفي، وأنت قلت انه يعني من حقه أن يكون موجود، هل يمكن القبول بجمعيات وفق مرجعية دينية أو جمعيات دينية واضحة؟
راشد الغنوشي: هناك في تونس جمعيات، كل التونسيين مسلمون ولذلك الإسلام لا تحتكره النهضة والجمعيات القائمة في البلد كلها قائمة في نطاق الدستور التونسي الذي يحدد هوية البلد بحيث لا توجد مشكلة، وفي ظني ما ينبغي أن تمنع جمعية تعمل في إطار القانون، تعمل بشكل سلمي وتعمل وفق الأهداف العامة للمجتمع..
علي الظفيري: لماذا انتقمتم من العريضة الشعبية وأصحابها وأقصيتموهم؟ هذا سؤال من..
راشد الغنوشي: نحنا ما أقصينا أحداً.
علي الظفيري: ما تقييمكم؟
راشد الغنوشي: هناك لجنة عليا مستقلة للانتخابات هي التي أسقطت بعض القوائم واستبقت على قوائم أخرى والأمر ما زال مطروحاً على العدالة فلهذه القوائم أن تدافع عن نفسها أمام المحكمة الإدارية وهي محكمة مستقلة، حيث نحن ما عناش مشكل مع أي ناخب ومع أي مُنتَخبٍ، كل مُنتَخب عندنا هو محترم، وعلى هؤلاء الأخوة الذين تلَبَسَ يبعضهم صفة العنف، التحريض على العنف، أن يستنكروا ذلك وقد استنكر كثير منهم وأن يبرهنوا أنهم يحترمون القانون وعلى كل حال إذا ظلم بعضهم فهناك محكمة يمكنهم أن يلجئوا إليها ما عناش مشكل إحنا، إحنا عنا مشكل مع الماكينة مع ماكينة التجمع، ماكينة التجمع المُنحَل، اشتغلت في التخريب، التخريب الذي حصل في سيدي بوزيد، وأنا أحيي آل سيدي بوزيد الذين استفاقوا لما حل بمدينتهم من نكبة وطفقوا ينظفون يعني المدينة ويعودون إلى الأصل كما أحيي أهل القصرين وأهل تالا وأهل جندوبة وعين دراهم..
علي الظفيري: طيب، حالات كثيرة نقدرها، هل ثمة من يتدخل مالياً أو من حيث الدعم في داخل تونس من الخارج، هل ثمة من يدعم ويمول جماعات سياسية تونسية؟
راشد الغنوشي: أنا ليس لي علم بهذا يعني، ولذلك هذا الأمر متروك للجنة العليا للانتخابات لأنه هذا أمر ممنوع بالقانون وكل من يثبت عليه هذا الأمر ينبغي أن يدفع الثمن ينبغي أن يعاقب..
علي الظفيري: هل تريدون الانتقام؟
راشد الغنوشي: أما آن لديمقراطيتنا أن تصبح،، وعلى كل حال المجتمع التونسي برهن عن مستوىً عالٍ من الوعي، هناك أحزاب ظنت بأنها بأموالها ستشتري التونسي ولكن التونسيين مسحوها بالقلم الأحمر..
علي الظفيري: هل تريدون الانتقام من الإرث البورقيبي الحضاري المدني المؤسساتي الذي أوجد الأرضية الجيدة أيضاً لتونس حديثة ومتقدمة بعيداً عن الاستبداد؟
راشد الغنوشي: نحن لا يحركنا الثأر، كل ما في تاريخنا من..
علي الظفيري: لكنكم لن تصفحوا عن أحد..
راشد الغنوشي: كل ما في تاريخنا من إيجابي سنحافظ عليه وننميه، كل ما في تاريخنا من سلبي سنتجاوزه بالتدريج..
علي الظفيري: لم تقولوا من دخل هذا البيت فهو آمن، وهذا النظام الجديد الثوري الديمقراطي يستوعب الجميع..
راشد الغنوشي: نعم، هذا البيت الديمقراطي يستوعب كل التونسيين وما عناش نحن أي مشروع انتقامي عام من أعضاء الحزب الحاكم السابق، كل هؤلاء المواطنون ومن ثبت عليه أنه تورط في دم أو في مال فأمره إلى القضاء وليس إلى النهضة..
علي الظفيري: أستاذ راشد الغنوشي المفكر العربي والإسلامي رئيس حزب النهضة التونسي شكراً جزيلاً لك..
راشد الغنوشي: مرحباً..
علي الظفيري: في نهاية هذه الحلقة مشاهدينا الكرام نشكر ضيفنا وأنوه أيضاً إلى وجود صفحات للبرنامج على الفيس بوك باسم العمق وأيضاً حساب البرنامج الخاصin depth show على موقع تويتر هذه تحيات زملائنا محمد غلام منتج برنامج في العمق وكذلك راشد جديع مخرج هذا البرنامج، الأسبوع القادم لنا لقاء إن شاء الله من القاهرة في أمان الله.
المصدر : الجزيرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.