عدن أون لاين/ خاص/ إبراهيم حيدرة: كثير هم من شقوا طريقهم نحو النجاح ورسموا مستقبل حياتهم بأيديهم دون الالتفات للعوائق التي تقف أمامهم, أو الانتظار حتى تتحسن لهم الظروف, حيث جعلوا التفوق شعارهم في الحياة, ومن هؤلاء المبرزين الأخت فردوس البحري, ذات الأربعة والعشرون عامًا, وهي ممن عرفوا قيمة الحياة وفهموا معنى النجاح فيها, ووضعوا أهدافهم أمام أعينهم مرددين قول المتنبي: لولا المشقة ساد الناس كلهمُ ** الجود يفقر والإقدام قتالُ.. بداية المشوار: فردوس أحمد يحيى البحري هي واحدة ممن عرفوا قيمة الحياة وفهموا معنى النجاح فيها, حيث بدأت بتطوير قدراتها وتنمية مهارتها منذ أن تخرجت من مرحلة الثانوية, وانخرطت في دورات التنمية البشرية, حتى استطاعت أن تبني علاقات طيبة مع العديد ممن لهم باع في تطوير المهارات, إضافة إلى انخراطها في العمل الجماعي ومشاركة الآخرين أفكارهم والاستفادة من خبراتهم, وهو ما جاء في قولها: " من خلال الدورات التدريبية والمشاركة في العمل الجماعي, تعلمت أن لا أتوقف عن التعليم حتى وأن تغير فريق العمل". مرحلة التخصص: أكملت فردوس مرحلة تعليمها الجامعي وحصلت على شهادة البكلاريوس, تخصص لغة انجليزية, من جامعة عدن, ولقيت تشجيعًا من أخوانها على مواصلة التعليم, فهي الآن تطمح مواصلة تعليمها والحصول على الدكتوراه في مجال تخصصها. في هذه المرحلة اشتركت فردوس مع مجموعة من زميلاتها في العمل التطوعي, ضمن منظمة (ميرسي كور) وتقوم هذه المنظمة بعدة أنشطة وتنظم العديد من ورش العمل في مجالات مختلفة, توعوية و رياضية, والتدريب على الخياطة, وكانت فردوس ضمن المدربين في هذه الورش التي تنظمها منظمة (ميرسي كور) حيث أشرفت على تدريب 13 مشاركة فيها واستمرت الورشة شهرًا كاملا, كما قامت بتدريس اللغة الانجليزية لمدة ثلاثة شهور في المنظمة.
الاعتماد على النفس لا يعني الاستغناء عن الآخرين: تقول فردوس وهي تحكي فلسفتها في التعامل مع الآخرين : "إن الاعتماد على النفس لا يعني الاستغناء عن الآخرين" كون الإنسان بطبيعة الحال كائن اجتماعي لا يستغني عمن حوله, بل يألف التعايش والتعاون مع بني جنسه, وهو ما يجسده قول الأخت فردوس. ولا شك أن من يريد النجاح عليه أن يبذل المزيد من الجهد والتضحية والإخلاص, في سبيل الوصول إلى أحلامه وطموحاته, وبدون ذلك لن ينجح الإنسان أبدًا, وسيبقى في صفوف المتخلفين الذين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف, وهذا لن يأتي إلا إذا اعتمد الشخص على نفسه مستعينا بالله في كل شؤون حياته, دون الاستغناء عن استشارة الآخرين.. طموح لا ينتهي: "إن الذي لا يستطيع قيادة نفسه لن يقود الآخرين.." ونحن نستعرض مسيرة الأخت فردوس منذ بدأت حياتها التعليمية أنها كانت ترى القيادة شيء لا يستطيع الوصول إليه إلا أشخاص خلقوا (قادة) ولكن اتضح لها فيما بعد أنها باستطاعتها أن تقود وهو ما حصل بالفعل, حيث انتقلت فردوس مع مرور الوقت من مرحلة التبعية إلى مرحلة القيادة, وأصبحت تقود أكثر من فريق في إطار عمل منظمة (ميرسي كور), وهي الآن تعتبر المساعد الأول لمدير مركز النور للتنمية ( تحت التأسيس) وهو عبارة عن مشروع يهتم بتنمية القدرات الشبابية ويعمل فيه شباب من خريجي الدورات التدريبية التي قدمتها منظمة ميرسي كور.