عدن اون لاين/ كتب: فهمي عبدالرب نسيبة عبدالدائم فضل فتاة من محافظة لحج مدينة الحوطة، عمرها 19 عاما ومستواها الدراسي هندسة ، من لحج هذه المحافظة التي يغلب طابع البساطة على أهلها واللنكة حاضرة في كلماتها ، كل هذه الصفات وغيرها الكثير من الصفات تجدها في نسيبة وأنت تستمع إليها. لكن هذه الصفات البسيطة قد تخرج لنا أناس أصحاب همم عالية ، بدأت نسيبة بالعمل بهمة وهي في سنة ثانية ثانوي ، وتحصلت على منحة دراسية فالتحقت بمعهد اميدست للغات وبذلت جهودا كبيرة للتفوق ، وبدأت تشعر بأنها لابد أن تكون شيئا عظيما وبدأ هذا الشعور يكبر مع مرور الأيام ونجاحها في امتحانات الثانوية العامة والحصول على معدل كبير يسمح لها الالتحاق بأي كلية لكنها مازالت لم تحدد المجال الذي تريد دراسته. منظمة ميرسي كور علامة فارقة: بالصدفة تعرفت نسيبة على منظمة ميرسي عبر احد الأقارب ، وبعد قرأتها لأفكار المنظمة وجدت رغبة شديدة في التعرف عليها عن قرب فباشرت في التواصل عبر مركز القيادات الشابة في الحوطة ، التحقت نسيبة بالدورات في القيادة والاتصال والمواطنة وحل النزاعات والمشاكل ، كل هذه الدورات جاءت في وقتها لأنها كانت تبحث عن دليل يوجهها لأنها قد تعرفت على أشياء تكمن في شخصيتها لم تكن تعرفها من قبل ، فقد وجدت أنها تمتلك قدرة على القيادة لأي عمل بعد أن كانت تتردد في قيادة أي عمل ، وأضافت ميزة كانت محتاجة إليها وهي كيفية الاتصال والتواصل مع الآخرين . استمر التواصل مع المنظمة وبدأت تكتشف كل يوم صفات جديدة وخاصة حينما تم التعاقد معها لتعمل في المنظمة لمدة 3 أشهر ، هذا الجانب العملي في حياة نسيبة كان هو المحك الحقيقي لتطبيق كل ما تعلمته في الدورات عن طريق الاحتكاك المباشر ، وبهذا العمل أخرجت المنظمة نسيبة من عزلتها بعد أن كان من الصعب عليها العمل مع الآخرين واليوم هي تملك علاقات واسعة ومهارات عملية جديدة. كان لهذه التجربة العملية فوائد منها أنها جعلت نسيبة أكثر جرأة إلى درجة أنها تقدمت للمنظمة بدعم مشروع لبيع الملابس ، وبالفعل قبلت المنظمة هذه الفكرة بعد دراستها وقدمت الدعم وباشرت العمل وكان النجاح حليفها فمن اليوم قررت نسيبة انه لا مكان للفشل أو اليأس في حياتها ، وهي اليوم تسعى لتطوير فكرتها لتوسع عملية البيع لتشمل مستلزمات أخرى. بدأت نسيبة تضع خطوات ثابتة في الطريق الصحيح وهي تمشي واثقة من نفسها جاء وقت تقرير خط السير والمجال الذي ستختاره وهذا هو الوقت الصحيح بعد أن تلقت الكثير من المعارف عبر الدورات وتلقت الكثير من الدروس في الحياة عبر الجانب العملي فكان الاختيار هو دخول كلية الهندسة. كان سبب الاختيار أنها وصلت إلى قناعة أن هذا التخصص سيفتح لها الكثير من المجالات في المستقبل . واليوم نسيبة تمشي على طريق تحقيق حلمها لكن يبقى هناك حلم دائما يراودها وهوان تعمل في المستقبل أي شيء يعود فائدته على الأيتام. وفي الأخير تقول : لابد من الشكر لكل من كان له فضل في تغير مسار تفكيري وحياتي فالشكر موصول لأمي الغالية وإلى منظمة ميرسي كور وإلى معهد اميدست وأخيرا فإنه لكل مجتهد نصيب . الاسم: علي عبدالقادر محمد من محافظة عدن دار سعد ، البساتين ، العمر 22 عام /المستوى الدراسي ، كلية المجتمع هندسة كمبيوتر. دائما عندما تذكر كلمة الحدائق والبساتين يتهلل وجه الإنسان فرحا ،لكنك إذا ذكرت بساتين دار سعد مباشرة تتحول الصورة في ذهنك من الخضرة والبهجة إلى صورة سوداوية للواقع ومحبطة للآمال ، كان هذا قبل أن توجد المنظمات الخيرية وكان هذا قبل أن يخرج لنا شبابا كأمثال علي عبدالقادر محمد. شاب ذو أصول صومالية تربى وترعرع في مدينة عدن نهل من مائها واستنشق هواءها وأحبها كثيرا، ومن ذا الذي لا يحب عدن وهي العروسة الساحرة بطبيعتها الربانية. شاب متفائل لا يتشاءم من أي شيء يجرب الأشياء فان وجد فيها فائدة استمر وإلا فلا. شاب ذكي وعلى الرغم من هذا إلا أنه ينظر إلى نفسه أنه الأقل ذكاء بين إخوته كانت بداياته طبيعية ينتقل من مرحلة دراسية إلى أخرى بشكل طبيعي إلى دخلت المنظمات إلى حياته. علاقة علي بالمنظمات: كانت لعلي علاقة جيدة بالمنظمات فقد استفاد منها قدر استطاعته وأحب ما يقومون به من أدوار في المجتمع إلى درجة انه أصبح مدربا معتمدا للحلول الإبداعية ، فمن الدورات الثقة والنزاهة ،ودورة في حل النزاعات والمشاكل. تلقى دورات في الكمبيوتر واللغة واستمر في النهل من هذه الدورات إلى أن جاءت الفرصة السانحة وكانت على يد منظمة ENTER SOS التي مهدت له طريقا إلى المستقبل بمنحه فرصة للدراسة في كلية المجتمع في الوقت الذي يتعذر على كل من ليس معه هوية يمنية الحصول على أبسط حقوق الإنسان من التعليم ،تقوم هذه المنظمات بدور جبار في تأهيل ودمج الشباب في المجتمع الذي يعيشون فيه كي لا يتحولون إلى مشاريع دمار ومشاريع هدامة فانخراطهم بهذه الصورة أفضل ضمان خاصة لمجتمعنا اليمني. منظمة ميرسي كور بصمتها غير: كانت لمنظمة ميرسي بصمة أيضا في حياة علي عبدالقادر وهكذا دائما تتميز منظمة ميرسي عن غيرها بالتركيز على التأهيل العملي للشاب فقد وفرت لعلي عقد للعمل لمدة 3 أشهر بحيث يقوم بالتدريب في الدورات ويتقاضى راتبه من المنظمة، إضافة إلى دعم مشروع صغير قام به علي وبعض أصدقائه عبر محل لبيع ألعاب البلاستيشن والذي كانت فكرته ناجحة حتى الآن . دخل على كلية المجتمع في التخصص الذي يحبه وهو صيانة كمبيوتر ، ومازال يطمح أن يحقق كثير من الأهداف في حياته . ردا لجميل: وعلى الرغم مما عاناه علي بسبب نظام التعليم في اليمن إلا أنه يرغب في أن يقدم أي شيء لهذا البلد الذي احتضنه وعاش فيه وفاء منه . وهو دائما لا ينسى فضل كل من الأخوة ريدان وعبير من منظمة ميرسي الذَين كانا لهما دور كبير في تفهم حتى مشاعرنا وإعطانا الكثير من الفرص وأيضا الأخت أريج من منظمة CPS . شعاره في الحياة (اصبر ثم اصبر ثم اصبر حتى تفرج الأمور).