عدن أونلاين/خاص-كتب:فهمي عبدالرب الحلقة الحادية عشر الاسم : محمد علي محمد العمر :23 عام المستوى : سنة ثالثة لغة انجليزية لحج: الحوطة ((دائما يقول:"أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام".)) شاب عمله كبير وتصرفاته بسيطة جهده عظيم وخصاله حميدة ،كان يتمنى دخول كلية الهندسة بعد الثانوية العامة ،وبدأ يعمل على هذه الأمنية فاتجه لدراسة اللغة الانجليزية وتقدم لامتحانات القبول وكانت المفاجأة وما أكثر المفاجآت في بلادنا ؛ نجح محمد في كشف الناجحين المنشور على الانترنت ورسب على لائحة الكلية ولا داعي لذكر الأسباب فهي غنية عن التعريف لأن الكل يعرفها. حاول واجتهد في السعي وراء حقه المسلوب لكن دون فائدة ، تسبب هذا بالعكوف عن الدراسة . الصاحب ساحب في الخير أو الشر: جاءه أحد أصدقائه عارضا عليه استغلال وقته بالالتحاق بكلية التربية قسم انجليزي ،قبل العرض هروبا من الإحباط الذي يلاحقه . ومع مرور الأيام اكتشف محمد معنى قوله تعالى "وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" لقد وجد في نفسه انطلاقة رهيبة في العمل والنشاط لو كان في غير هذا المجال لكان حبيس الكراسات في المنزل ، فكان مرجعية الطلاب في القسم مستفيدا من قوة لغته الانجليزية فكان متميزا صاحب تأثير بين رفقائه لما يمتلك من صفات قيادية بدأت تظهر علاماتها. ميرسي كور مصنع القيادة: سمع محمد كغيره من الشباب عن المنظمة ، كان محمد قد اكتسب رغبة في تطوير نفسه بعد تجربته في الكلية وأحس برغبة في تطوير قدراته ، وبالتنسيق مع إحدى شركاء منظمة ميرسي وهي مؤسسة تنمية القيادات الشابة وفيها تلقى محمد دورة في (القيادة). لقد اضافت هذه الدورة قدرات إلى قدراته في التواصل مع المسئولين وصناع القرار وهذا ما كان ينقصه في حياته العملية . عروض ميرسي كور: شاب كهذا لا يترك بدون الاستفادة منه قد تقدمت المنظمة بعقد عمل يقضي بأن يعمل في المنظمة لفترة محددة ، كانت هذه التجربة العملية هي الأولى من نوعها بالنسبة لمحمد الذي خرج منها بخبرات عديدة. محمد يمارس هوايته : خرج محمد من تجربته العملية بهمة عالية يريد التغيير عبر التنسيق مع المنظمة لعدة مشاريع تخدم مجتمعه منها شراء مواد لمسجد الدولة بمدينة الحوطة لإعادة تأهيله من الكثير من النواقص ، ومشروع تنظيف ثلاث مدارس في الحوطة ،وعمل مكتبة ثقافية علمية في الكلية ، والقيام ببعض الأنشطة التعليمية في مركز شباب الحوطة. بدأت تتشكل ملامح شخصية محمد علي الذي جمع بين التعلم والعمل والقيادة والإدارة للأعمال الخيرية فكان نتاج هذا كله هو التفكير بمشروع خيري يحافظ على استمراره ويعود بالنفع لأبناء بلدته ويكون بمبلغ رمزي فقط ، ففكر بالتعاون مع منظمة ميرسي بعمل معمل حياكة وخياطة وتعليم الكهرباء ، وبالفعل فقد كتب لهذه الفكرة النجاح كيف لا وفيها شاب مثل محمد يخطط لإنجاحها . مازال في جعبة محمد الكثير من الآمال يطمح إليها ويعمل على تحقيقها فهو الآن يعمل كأمين عام لمركز شباب الحوطة . محمد شاب طموح لكن أكثر ما كان يعانيه صعوبة تقبل المجتمع لعمل المنظمات وعدم التفاعل معها والنظرة القاصرة للدور الذي تقدمه للشباب في مجتمعاتنا لكن هذا لم ولن يثني محمد على الاستمرار مهما كانت الظروف لأنه دائما يقول:"أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام". وفي الأخير لا ينسى محمد من كانوا دائما معه وهما والداه.
الحلقة: الثانية عشر الاسم :بشرى محمد ناصر المحافظة لحج العمر 22 عام المستوى الدراسي – رابعة انجليزي ((الحياة مليئة بالفرص لكننا لا نريد أن نراها وإذا رأيناها لا نحسن استغلالها )) فتاة حلمت أن تكون طبيبة وما أكثر أحلام الفتيات ، ودائما ما تواجه أحلامهن بعتبات كثيرة تقضي على هذه الأرواح المسافرة دائما. لقد توجهت بشرى لامتحانات القبول لكلية الطب بروح متفائلة بالنجاح لكن جاءت النتيجة عكس ما كان متوقع ، لم يحالفها التوفيق وعلى الرغم من خيبة الأمل التي غطت عليها إلا أنها أحبت أن تكون قريبة من الطب فتوجهت إلى معهد أمين ناشر أملا في تخصص لا يبعد كثيرا عن الطب وهو فني الأسنان ، وللمرة الثانية خاب أملها مجددا بقبولها بتخصص لا يرتقي إلى مستوى طموحها ، توالت عليها النكسات والشعور بالإحباط بدأ يتسلل إلى قلبها . وبعد جلسات من النفس ومراجعة لها قررت بشرى خوض معركة جديدة لفتح باب من الأمل في الحياة كيف لا وهي تحمل في اسمها حروفا كلها استبشارا فزفت إلى روحها بشرى جديدة . مرحلة جديدة: لم تكن محاسبة بشرى لنفسها مجرد أوهام دارت في رأسها ثم تبخرت والدليل أن بشرى بدأت بالتأسيس لهذه المرحلة فقد قررت دراسة اللغة الانجليزية وحتى لا تقع في خيبة أمل جديدة قد تكون نتائجها كبيرة على مستقبلها توجهت لدراسة اللغة في أحد المعاهد الخاصة وبالفعل كان لها ما أرادت فإنما تؤخذ الدنيا غلابا. منظمة ميرسي تعرفك من أنت: وبعد مرور عامين على الدراسة سمعت بشرى بالمنظمة ، فكان للماضي أثر في نفسها بأن التوفيق دائما ليس حليفها ، لكن هناك بصيص من الأمل يلوح يقول لها لما لا تحاولين هذه المرة ، وبالفعل لقد تحول هذا القبس البسيط من النور إلى شمس تضيء لها دروب المستقبل ، فما أن اتصلوا بها حتى طارت فرحا بمجرد القبول فقط. كانت أولى الدورات التي تلقتها بشرى هي الحلول الإبداعية ، والتي كان أثرها كبير في التعرف على نفسها وعلى الكثير من جوانب شخصيتها والأهم من ذلك هو أنها علمت قيمتها الحقيقية التي كانت مفقودة في نظرها. كانت هناك علامات قد ظهرت على تفوق بشرى على نفسها وأنها عازمة على السير بخطى ثابتة وقوية ، وتجلى ذلك باختيارها ضمن أربع أشخاص تم انتخابهم كأفضل المشاركين للاستمرار بدورة جديدة وهي (علاقتك حياتك) ، وأهمية هذه الدورة هي بالنزول إلى شرائح المجتمع وتدريبهم بمختلف الأعمار . لقد أعطت هذه الدورة أشياء لم تكن تتوقعها ، فحاجز الاسمنت الذي كان موجود بينها وبين إخوانها من الرجال بدأ يتكسر ليكتب ميلاد فتاة قادرة على الحوار والتعبير عن نفسها أمام كل الناس نساء ورجال ، والأهم من هذا كله أنها بدأت رسم أهداف مستقبلية لحياتها . لم تقتصر علاقة بشرى بالمنظمة إلى هذا الحد وكفى ولكن امتد ليصل التعاون بإقامة مشروع بيع بالآجل بدعم من المنظمة لتتمكن بشرى من أن تكون إلى جانب كونها فتاة متعلمة تخدم مجتمعها فهي تقدم أيضا لنفسها ولأهلها بعض الدعم المادي . بشرى الآن: ما زالت بشرى مستمرة في إكمال دراستها ومستمرة أيضا في تقديم الدعم لشباب الحوطة عبر تدريب الشباب لدورات علاقاتك حياتك في مركز الحوطة ، وهي الآن تستعد لعمل نزول ومسح لقرى لحج بالتنسيق مع منظمة ميرسي كور . هذا في الوقت الحالي أما في المستقبل القريب فإن طموحات بشرى لا تهدأ فهي تسعى إلى إكمال دراسة الماجستير ، كل هذا يمهد الطريق أمامها لتصبح امرأة ذات شأن عظيم فهي تمتلك الكثير من المهارات والقدرات ما يؤهلها لذلك. بشرى هي اليوم فخورة جدا بنفسها لأنها تمكنت من أن تكون فردا يعتمد عليه في البيت وإنها استطاعت مساعدة أهلها في كثير من الأمور والاهم إنها كسبت ثقة الجميع وأولهم أبوها الذي دائما كان يقف إلى جانبها ومنه تستمد ثقتها بنفسها. وأخيرا: فان من أجمل ما تعلمته بشرى في حياتها وما صاحبتها من كبوات ونكسات قولها :" كنت دائما أشعر بأنه ليس لي حظ ، واكتشفت أني كنت على خطأ كبير فكثير من الفرص مرت من أمامي ولم استغلها ،فلا يوجد إنسان في الدنيا لم تأته فرص".