كان لإعلان مقاطعة الشيخ حميد الأحمر حضور جلسات مؤتمر الحوار الوطني الذي سينطلق غدا الاثنين وقع خاص لدى شريحة واسعة من شباب الثورة بكل أطيافهم وتوجهاتهم لما تمثله تلك الخطوة من اعتراف بمظلومية شباب الثورة وعدم منحهم التمثيل اللائق بهم في مؤتمر الحوار الوطني. الحاقدون الذين يصبحون ويمسون على لعن حميد ونسب كل مشاكل اليمن إليه وأسرته الكريمة وقعوا في ورطة لاسيما الذين أعلنوا مقاطعتهم للحوار بسبب ما أسموه ب" الهيمنة المسبقة للقوى التقليدية" على التوصيات والقرارات التي ستنتج عن الحوار الوطني, بعض من هؤلاء وألائك من المشككين من أنصار المخلوع وجحافل "السي دي" الذين لم ترق لهم تضحيات حميد الأحمر وأسرته كما فعل معظم اليمنيون, فوقفوا متسمرين أمام هذا الخيار الذي اتخذه " الملياردير" كما يصفه أنصار الجرو احمد عفاش. قرار الشيخ حميد كان شجاعا وحميدا بكل المقاييس لعدة أسباب أهمها إسكات الكلاب المسعورة التي ادعت وما انفكت تنشر أراجيفها صباح مساء بحتمية فشل الحوار لاحتوائه على اكبر عدد من أسرة حميد الأحمر كان آخرها الخبر الذي يتحدث عن إنزال حمير وحسين ابني الأحمر ضمن قائمة رئيس الجمهورية وتبين لاحقا بأن الخبر كذب في كذب فتحول صانعوا تلك الإشاعة بعد قرار حميد إلى صنع إشاعة أخرى مناقضة للأولى وقالوا أن قرار حميد كان بسبب عدم ضم إخوته إلى مؤتمر الحوار, الفائدة الأخرى لفت أنظار الرئيس والحكومة والذين سيأتمرون في مؤتمر الحوار إلى قضية أبناء صعدة من الذين سامهم الحوثي - ولا يزال- أشد أنواع العذاب والتنكيل ونصب نفسه بقوة السلاح حاكما عليهم خارج إطار الدولة بل وفرض نفسه كممثل وحيد عن محافظة صعدة وبعض المديريات المجاورة لها في مؤتمر الحوار الوطني. سيتيح انسحاب حميد الفرصة له للعمل كمراقب لمجريات المؤتمر واللجان التي ستنبثق عنه وسيتسنى له النقد البناء الهادف دون أي تشكيك من أحد لاسيما وأن قراره جاء قبل يومين فقط من بدء مؤتمر الحوار ما يجعل العودة مستحيلة وهو توقيت اختاره بعناية ربما لأنه يعلم بأن هناك قوى ستحاول إقناعه بالتراجع ففوت عليها فرصة "الإقناع" بتأخير التوقيت. سيخرج علينا بعض " الرفاق" "والسيديهات" وأنصار بشار النعجة بأكاذيب وأحاجٍ أخرى قد يكون من ضمنها أن حميد الأحمر أراد أن يتفرغ لتفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء احتجاجا على انقطاعها في الحصبة ^^ وسينشر الخبر في صحيفتي الشارع واليمن اليوم ويعاد نشره في صحيفة الأولى وموقع أنصار السي دي حوثي. إن الحقيقة التي لا تقبل القسمة على اثنين تفيد بان حميد الأحمر وإخوته مثلوا حجرا صلبا في زاوية الثورة وكانت الحصبة هي الرئة التي تنفست منها ساحة التغيير يوما ما بعد خوضها معارك طاحنة قدم فيها رجال القبائل أروع البطولات دفاعا عن معسكر الفرقة الذي كان الهدف الثاني بعد إسقاط الحصبة لتأتي النار بعد ذلك على خيام المعتصمين الثوار في ساحة التغيير أمام الجامعة لكن هذه الحقيقة لم يستطع استيعابها أحد وذنبها الوحيد أنها ارتبطت ب"بيت الأحمر والفندم علي محسن" أليسوا أناس يمنيون؟ لماذا هذا التحامل عليهم.