ها هي الأمور تتردى وتعصف بنا جميعا، خاصة هنا في عدن، عدنالمدينة التي لم تكن يوما إلا حاضنة، وأم رؤم، ومسالمة، وباعثة سلام ووئام، ها هي عدن اليوم تشهد حالات من الانفلات والتصعيد والسياب وقد بلغت حالة الانقطاعات الكهربائية حدها الأقصى لمدينة حارة جدا، ما يعني عجز الجهات الحكومية عن تأمين الطاقة لها على مدى عشرين سنة من الوحدة التي صرفت في ظلها المليارات على ملاعب وطرقات ومتنزهات ووحدات سكنية فارهة...إلخ، لكن ظلت الكهرباء هي المنسية، وكأنها لا تهم أحدا، وقد وصلت حالات الناس إلى الحضيض جراء الانقطاعات ثم (الدين) لشراء (الموطير) والأجهزة الضوئية وغيرها، اتقاء لشرور الانقطاعات التي تصيب مرضى القلب والسكري وضيق التنفس بموت محقق، فكيف نتحدث عن حياة مستقرة والكهرباء في عدن توزع ربما، على مناطق أخرى من الجمهورية، وكان الأحرى أن لا يتم ذلك فلكل محافظة مواردها وموازناتها، إلا إذا كان الموضوع فيه (فتوى جائزة) تنطلق من (المساواة في الظلم عدالة) فتلك هي المأساة التي تصنعها حكومة تصريف الأعمال المحطمة والتي عجزت عن فعل شيء ذا أهمية بقي الناس المصائب ويجنبهم المصاعب وهلم جرا؟! هذه عدن يا ناس، لماذا نحولها إلى قرية أو قرى متناثرة، كل منطقة تعاني أكثر من الأخرى، وانظروا إلى المديريات الثمان فيها، وكم بها من قيادات ومجالس وموازنات و(زيطة وزمبليطة) ولكن كل ذلك لا يحقق استقرارا في الكهرباء على أقل تقدير، وصار المواطن لا يدري لماذا تتم الاستقطاعات الضريبية وخدمات الكهرباء والمياه والهاتف والصرف الصحي وتحسين المدينة وغيرها، ولكنها لا تظهر في الواقع، مع أن إيرادات صندوق النظافة، والترميم والتحسين بكسب الملايين شهريا لتصل إلى مليارات ومثلها الضرائب والجمارك والواجبات وتصدير والملح والأسماك ولكنها قد حرمت عدن من حقها، المعلوم على الأقل في استقرارها لمدينة ترفد ميزانية الدولة بالشيء الكثير، إذا ما تم استثنينا المصافي والمبالغ الباهضة التي ترفد الميزانية العامة، ولم تستطع كل تلك المدخولات أن تحقق لهدن الاستقرار في الكهرباء وفقط، فهل نحن مخطئين لورفعنا أصواتنا لنطالب بهذه الأشياء، أم نظل نتحدث أمور تبعدنا أكثر مما تقربنا لنصل في الأخير إلى تقطيع أوصال المدينة وتخريبها كردة فعل لما يجري، ونكون قد أغضبنا الله علينا، وجعلنا المجتمع يسخط ويلعن كل ما يجري بفعل أفاعيل ممقوتة لا تمت للحق والسكينة والسلم العام بصلة، ولو زاد هؤلاء الشباب يكرهوننا في معيشتنا بأنهم يغلقون الشوارع ويصنعون المتاريس، احتجاجا على ما يجري في نظرهم، لكنها أموارا مرفوضة تماما، بمثلما نرفض استخدام القوة المفرطة والقتل الآجل إيجاد الحلول وها هي البصيرة تضيع علينا، ودخلت عدن في نفق الموت مبكرا ولا نعلم الخواتيم، اللهم سترك ولطفك يارب..! إن الوطنية تقتضي أن ننبذ العنف والقتل والتقطع وأن نعيد للقانون هيبته من خلال العقلاء والمخربين وليس الغوغاء الذين يفسدون كل شيء وهم قد لا يعلمون، او هم يعلمون، وما لم تسلم بذلك فإن عدن ستتحول إلى ما هو اسوأ، لا قدر الله.. وخواتيم مباركة يا ملسمين.