قصفتم مبنى السعيدة وأحرقتم كل ما فيه في لحظة شيطانية من تاريخكم الدامي ،حاصرتمونا برصاصكم الغادر واستهدفتم أصواتنا في أكثر من قذيفة ، هددتم وتوعدتم بعدما استنفدت أفواهكم كل الشتائم والألفاظ القبيحة ،عملتم بكل قوتكم لإضعاف صوت السعيدة،ومع ذلك لم نبكي أو نشتكي أو حتى نعير ما تصنعوه أدنى اهتمام. فقط أدركنا إن تلكم الفعال هي عنوان الجبناء الخائفين من سناء الحقيقة ،وعليه مضينا في دروبها وإيماننا بالله ومن بعده الوطن والرسالة الإعلامية اكبر من كل المخاوف. كنت اعتقد وكل زملائي في الميدان من مراسلين ومصورين أننا وان بلغ فيكم الرخص مبلغه سنكون أول الضحايا لموت ضمائركم ،ولذلك كنا على استعداد تام لدفع ضرائب المهنية والحياد أرواحنا إن تطلب الأمر،نحن في الميدان ونحن من نكتب ونصور وننقل للعالم حقيقة ما يجري من أحداث،فلماذا ذهبتم لفؤاد وزميله محمد الشابين الأعزلين في المبنى بمدينة صوفان وصببتم عليهم الرصاص صبا؟ ما ذنبهما إن كنت قد رأيتم في أقلامنا بنادق وفي شاشة السعيدة فوهة مدفع، والأول مسؤول مالي والثاني مسؤول رقابة. اليوم فقط أدمعت قلوبنا قبل أن تمطر أعيننا بسحائب حزن أزجاها من أقاصي الألم استشهاد الزميل والصديق والأخ فؤاد الشميري -المسؤول المالي في قناة السعيدة- برصاصكم الحاقد والى جانبه سقط زميله محمد بإصابة بليغة ودعواتنا له بالشفاء والسلامة. اجل بكينا جميعا رحيل فؤاد السعيدة مذيعين ومصورين وفنيين وإدارة وكل من عرف فؤاد أو تعامل معه استأذن كبرياءه وبكاء بوجع وحرقة على شاب يحب الخير لكل الناس ويوزع الابتسامات للجميع. حتى انتم يا من قتلتم فؤاد السعيدة وسرقتم آخر أنفاسه حتما ستذرفون الدموع إن عرفتم من هو فؤاد الشميري؟؟ هو الشاب القادم من جبال شمير بتعز ككتلة متحركة من النشاط والحيوية وعلى ظهره مسؤولية أسرة كبيرة هو ربها وحامل تطلعات وأحلام أفرادها بعد أن سلمه أبوه رحمه الله المسؤولية ورحل عن الدنيا تاركا فؤاد أب وأخ وعالم متكامل لست بنات وأم ترى الدنيا كلها في عينيه. أتدرون ماذا قال فؤاد لزميله جهاد قبل لحظات من استشهاده وأنت تمطرون المبنى بوابل من رصاص ؟قال رحمه الله سأقول لهم والمقصود انتم أيها القتلة(أنا عريس فلا تقتلوني) أما سمعتموه أيها السفاحين وهو يناديكم بان لا تقتلوا أحلام أسرة كانت تنتظر بفارغ صبر عيد الأضحى وعودة فؤاد لكي تبدأ مراسيم الفرح بعرس الابن الوحيد فؤاد. اللعنة عليكم أيها الأوغاد فما اقترفتموه اكبر من جريمة بحق هذه الأسرة الكريمة، ودم فؤاد في رقابكم إلى يوم القيامة. ادخلوا صفحة فؤاد على الفيس بوك وانظروا كم هو بريء ومهذب وطاهر،وكم رصيده من حب الناس وتقديرهم. ربما لا تعرفون شي اسمه الفيس بوك فكل ما تجيدونه القتل وملاحقة سيارات الإسعاف وصناعة الأحزان للآخرين،هكذا انتم ولا يمكن أن تكونوا بشرا أو آدميين في يوم من الأيام.. اسألوا من فازوا بجوائز السعيدة في رمضان فهم أكثر من يعرف فؤاد الذي ترأس اسمه حوالاتهم،اسألوهم كيف تعامل معهم والى أي حد كان متعاون ومهذب وكرم في نبله. أسالوا سكان الحي الذي يشهد على جريمتكم وانتم تقتلونه -إن بقاء احد منهم هناك-عن فؤاد الملاك السامي في أخلاقه وتعامله. اسألوا أنفسكم أيها الأموات لماذا قتلتم فؤاد السعيدة؟؟ أم فؤاد صبرا فو الله ما بكينا آباءنا بقدر ما بكينا فؤاد أخينا. أم فؤاد صبرا ففؤاد لم يمت بل استشهد ورحل إلى جوار بارينا. أم فؤاد صبرا ففؤاد في قلوبنا وضمائرنا وسيبقى عطراً ذكرى فينا. أم فؤاد صبرا ففؤاد لن يبارح أفئدتنا وان متنا عاش فؤاد في جثاميننا. الرحمة تغشاك يا صديقي الملاك وسامحنا ففراقك كان قاسي والدمع المخرج الوحيد من الصدمة.