عدن اونلاين/خاص/ كتب: فؤاد مسعد وأخيرا قرر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر، مغادرة صنعاء بعد ما ضاق ذرعا بمراوغة صالح،الذي يقول في العلن كلاما ينقضه في توجيهاته السرية، ويعلن في الصباح موقفا ليفاجئ الناس بموقف مغاير في المساء كما هو دائما طبعه الذي جُبل عليه، والطبع غلب التطبع، وهي النتيجة التي توصل إليها أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الذي غادر اليمن قبل زميله بن عمر لأنه توصل لتلك النتيجة: صالح مراوغ، وربما ترنم الزياني وهو يغادر صنعاء قائلا: يعطيك من طرف اللسان حلاوةً و يروغ منك كما يروغ الثعلبُ ربما كان السيد بن عمر يتساءل لماذا يطلق غالبية اليمنيين على رئيسهم المخلوع تسمية "مسيلمة الكذاب" ولعله الآن يدرك أن مسيلمة الأول كان يتحلى بشيء من المصداقية إذا ما قورن بعلي صالح، ولو أن الجهود التي بذلها الزياني وبن عمر لإقناع صالح بالتوقيع على المبادرة الخليجية بذلت في إقناع مسيلمة بالتخلي عن فكرة ادعاء النبوة لكانت المهمة أيسر بالنسبة لهما، ذلك أن صالح لا يتقن غير المراوغة ولا يجيد سوى الخداع ولا يحسن شيئا مثلما يحسن نقض العهد ونكث الوعد والانقلاب على أي اتفاق، بل يعتبر ذلك ذكاء ما بعده ذكاء، خصوا حين يبتسم له بن دغر ويصفق البركاني ويتهلل طارق الشامي فرحا مسرورا. السيد جمال بن عمر وهو يغادر صنعاء ابدى استغرابه من شدة الصبر لدى اليمنيين على هذا المخادع المحترف، كم أنت مسكين يا بن عمر، ألا تدري أن ثلث قرن من تاريخ اليمن واليمنيين ليست في حساب صالح سوى سلسلة من الأكاذيب والافتراءات والخداع والتضليل، وتلك بضاعة الحكم الفاسد المتخلف وخصال الرجل غير الصالح، ولا نظن أحدا سيحسدنا على هذه الآفة التي فتكت بالبلد طوال 33سنة، بل لعل الجميع ينظر الى اليمنيين بكثير من الشفقة نظرا لهول الكارثة التي نزلت بهم. مغادرة صنعاء من قبل بن عمر وقبله الزياني ومعهما يأس كافة الوسطاء المحليين والإقليميين والدوليين من أي حل مرض لكل الأطراف يعني شيئا واحدا: صالح متمسك بسلاحه العتيق: الكذب ولا شيء غيره أضمن طريقة للحفاظ على ما تبقى من سلطة، وتلك وصفة سحرية يدعمها احمد الصوفي وعباس المساوى وياسر اليماني. قبل أيام أعلن بقرار جمهوري تفويضه نائبه للتوقيع على المبادرة الخليجية، وحينما كادت الأمور تصل لاتفاق جميع الأطراف مع النائب على التوقيع فاجأ الجميع بعودته المباغتة صبيحة الجمعة التي كان مقررا أن يتم التوقيع فيها، لماذا عاد؟ ببساطة لإفشال الاتفاق.، وكان الدكتور ياسين سعيد نعمان أكثر وضوحا حينما قال ان عودة صالح أبطلت الاتفاق على الحل، لم يكتف صالح بهذا بل طالع الناس عشية ذكرى ثورة سبتمبر بتجديد الحديث عن تفويض النائب، ومرة أخرى حين أوشك النائب على التوقيع وفق آخر الجهود التي بذلت للحيلولة دون تفجر الأوضاع قام صالح بإفساد ما شرع الوسطاء مع النائب في إصلاحه. وهكذا هو حامل غصن الزيتون، ظهر للجميع في الداخل والخارج انه ليس سوى شخص مريض مأزوم يعاني من هزيمة في داخله تجعله ناقما على الكل وحاقدا على الجميع، وما حمامة السلام سوى بومة خراب تنعق على البلاطجة لمواصلة القتل والإبادة في الزبيري وهائل و كنتاكي والحصبة وأرحب وتعز وغيرها، صالح وهو يعطل أي اتفاق يحقن دماء اليمنيين ليس سوى غراب شر مستطير يتربص بالأبرياء و شبح رعب يتطاير فوق الأحياء الآمنة ليحيلها خرابا بلقعا، نتفق مع بن عمر عندما استدرك قائلا: "لكن لصبر اليمنيين حدود، ولم يعد في وسع اليمنيين المزيد من الصبر على وضع لا يحتمل المزيد من الصبر، وسائل إعلام داخلية وخارجية قالت أن ملف الأزمة اليمنية يتجه نحو التدويل بعد رفض صالح الخطة التي رعتها الأممالمتحدة لحل الأزمة، والتدويل يبدأ من خلال نقل الملف إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات على صالح ونظامه، وقد يشمل التدويل تشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم التي ارتكبت في حق المتظاهرين، ومن ثم إحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية.