غادر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني صنعاء اليوم الأربعاء دون التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة في اليمن. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن الزياني قوله خلال لقاءه بنائب الرئيس عبدربه هادي إن زيارته الحالية لليمن تأتي «لاستطلاع الوضع السياسي الميداني في اليمن ومدى الجاهزية للولوج في تفاصيل المبادرة الخليجية». وأضاف الزياني انه «متى ما كانت الظروف مواتية فان الجميع على استعداد لبذل الجهد المطلوب لإزالة التوتر وإحلال الأمن والاستقرار في ربوع اليمن الواحد وباتفاق جميع الأطراف حتى لا يكون هناك أي طرف يشعر بالهضم أو الظلم». وتزامنت زيارة الزياني إلى صنعاء مع ارتكاب قوات موالية للرئيس علي عبدالله صالح أعمال قتل ومجازر بحق المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظامه المستمر في السلطة منذ 33 عاماً. وراح ضحية تلك المجازر أكثر من سبعين شهيداً ومئات الجرحى. ورعت دول الخليج اتفاق لحل الأزمة في اليمن يقضي بتنحي الرئيس صالح عن منصبه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة مقابل منحه صلاحيات ضد الملاحقة القضائية. غير أن صالح، الذي يتلقى العلاج في السعودية منذ يونيو الماضي، تنصل عن وعوده ثلاث مرات بالتوقيع على المبادرة الخليجية. وأصدر صالح تفويضاً يمنح نائبه عبدربه هادي صلاحيات الحوار مع المعارضة حول آلية لتنفيذ المبادرة الخليجية والتوقيع عليها والشروع في الترتيب لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. من جهته، قال المتحدث باسم تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض محمد قحطان إن «الكرة الآن في مرمى الطرف الآخر (السلطة)». مضيفاً في تصريح للمصدر أونلاين: «بالنسبة لنا لم يعد مطلوب مننا أي شيء لأننا وقعنا على المبادرة الخليجية (...) وقبلنا بالآلية التي توصلها إليها مع بن عمر (مبعوث الأممالمتحدة)». ورعى المبعوث الأممي خلال الفترة الماضية مباحثات غير معلنة بين قيادات المعارضة وعبدربه هادي أفضت إلى اتفاق على آلية جديدة لتنفيذ المبادرة الخليجية تنص أيضاً على إعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية. ورداً على سؤال بشأن أنباء رفض المعارضة اليمنية لقاء عبداللطيف الزياني، قال قحطان: «هذا غير صحيح.. الزياني أمين عام أهم تجمع إقليمي في المنطقة ولا يمكن للمعارضة أن تتخذ هذا القرار تحت أي ظرف من الظروف». ولم ينفي قحطان أو يؤكد لقاء المعارضة بالزياني خلال زيارته الأخيرة لليمن. ولمح إلى عقد لقاءات وصفها بالأخوية.