الصورة من فعالية شباب الثورة في ذكرى 14 أكتوبر بعدن عدن اونلاين/ خاص/ فؤاد مسعد يوما بعد آخر تثبت مدينة عدن أنها لا تزال حاضنة الفعل الثوري بعد ما يناهز نصف قرن من إشعال ثورة الرابع عشر من أكتوبر، التي انطلقت من جبال ردفان الشماء لتؤذن بمغيب شمس الإمبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عنها، لقد تواصل النضال الوطني والكفاح المسلح حتى انبلج فجر الحرية على عدن التي كانت مستعمرة وكافة محافظات الجنوب التي كانت واقعة تحت ما يسميه الاستعمار ب"المحميات" الشرقية والغربية، و هاهو الشعب اليمني اليوم يخوض أشرف معاركه لنيل الحرية واستعادة الكرامة والظفر بوطن صودر في حين غفلة وغدا مرتعا لعصابة الحكم التي استأثرت بخيرات البلاد ونهبت مواردها، إن كانت ثورة 26سبتمبر عام 1962م سعت لإقامة الحكم الجمهوري العادل والقضاء على مخلفات الإمامة فإن أبناء ثوار سبتمبر اليوم يخوضون ثورتهم لذات الهدف الذي يتمثل في السعي للخلاص من حكم الفرد المتخلف واستبداد الأسرة الغاصبة و طغيان العصابة الباغية، وإذا كان ثوار أكتوبر ومناضلو حرب التحرير منذ 1963م حتى الثلاثين من نوفمبر 1967م كان هدفهم تحرير الأرض والانسان في الجنوب من براثن الاستعمار الأجنبي فإن غالبية أبناء الجنوب يرون في الوضع القائم أسوأ من الاستعمار سيما حين يرتكب بحق الوطن ومواطنيه ماهو أبشع من ممارسات الاحتلال وأفظع، وهذا يعني أن السلطة القائمة اليوم جمعت أسوأ ما في تجربتي الحكم الإمامي والاحتلال الأجنبي، بينما ثورة الشعب السلمية تجمع أنبل ما في الثورتين مستفيدة من دروس الثوار الأوائل وعِبَر التاريخ. يحرص النظام أو ما بقي منه على استخدام كل وسيلة من شأنها الإبقاء عليه جاثما على صدور اليمنيين وناهبا لثرواتهم ومتحكما في مصيرهم ومتلاعبا في قضاياهم وناكئا لجراحهم، وفي المقابل يحرص الثوار في كافة ميادين الثورة وساحات التغيير على انتهاج أرقى وسائل النضال السلمي مهما أوغل السفاحون في دماء الثوار، فشباب الثورة يدركون أن للثورة فاتورة وللكرامة ثمن.. وللحرية الحمراء بابٌ بكل يد ٍ مضرجة يدق ُ وفي القتلى لأجيال ٍ حياةٌ وفي الأسرى فدى لهم وعتق ُ مع كل شعور للحكم يتنامى بقرب نهايته المحتومة على وقع خطى الأحرار الزاحفين صوب غدهم المنشود ونصرهم الظافر والمؤزر يسعى جاهدا للمزيد من الجريمة والقتل، يعتقد أن في المبالغة في العنف إنقاذ لنظامه الذي يتهاوى، ويتصور أن القتل يمد حكمه بشرايين الحياة بينما هو لو فطن قليلا لرأى المآل المهين لنظامه المتآكل على حقيقته/ الساقط منذ أوله وحتى آخر أنفاسه. يواصل الثوار ثورتهم فيما آلة القتل والإبادة تعمل ليل نهار على ما دأبت على فعله منذ شهور، وهيهات للطغيان مهما بلغت قوته أن ينال من عزيمة ثائرين عقدوا العزم أن لا يعودوا إلا وهم يحملون الوطن المصادر منذ سنوات و الحقوق المنهوبة منذ عقود، وهذا هو ما اعتادت الثورات على فعله حتى وهي تقابل رصاص القناصة وسلاح القتلة بصدور عارية إلا من إيمانها بعدالة قضيتها ومشروعية ما تسعى لتحقيقه، لا يزال النضال السلمي رافعا راية الحق والحرية، ولا تزال عدن تقف قلعة شامخة للثورة وحصنا منيعا للمدنية التي هي أولى مطالب الثورة، حيث تزدهي عدن في ذكرى ثورة أكتوبر بأبهى مظاهر الاحتفال والاحتفاء بهذه الذكرى التاريخية، استقبلت فعاليات عديدة ومتنوعة، في الهاشمي وكريتر كما في المنصورة وغيرها، احتفت عدن ولا زالت ومعها ثوار ومناضلون كان لكل منهم دوره في النضال الوطني بمختلف مراحله وأهدافه، إما سعيا للتحرير من نير الاستعمار الأجنبي أو سعيا لخلاص من قيود الاستبداد المحلي أو المستعمر الوطني، وكما يحتفي اليوم شباب الثورة بذكرى الثورة التي شرعت في رسم خطوط البداية لتحقيق الحلم الخالد في وطن لكل أبنائه، فإن الحراك الجنوبي يحتفل وعلى طريقته في ذكرى ثورة الآباء التي فتحت الفضاء واسعا لبناء دولة النظام والقانون التي لا يغمط مواطنوها، ولا يقوى فيها نافذ على مصادرة حقوق غيره مادام قانون الدولة يعمل على كبح جماح النفوس التي يحلو لأصحابها العبث بما ليس ضمن حقوقهم. عدن تعيش اليوم ثورة وهي تحتفي بذكرى الثورة، وفي الثورتين سعي ليوم الخلاص الوطني المنشود، إنها ثورة حتى النصر.أاكتوبر