أقامت وزارة التربية والتعليم صباح أمس حفلا ً خطابيا وفنيا و تكريما ل ( 250) معلما ومعلمة المتميزين في الحقل التربوي من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية احتفاء بيوم المعلم للعام الدراسي (2012- 2013) وكان الاحتفال بحضور جمع غفير من المعلمين والمعلمات المكرمين والمكرمات وعدد من الشخصيات البارزة ومجموعة من الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول وزير الخارجية ممثل ريئس الجمهورية أبوبكر القربي في الحفل وزير الخدمة المدنية نبيل شمسان وزير التعليم الفني عبدالحافظ نعمان وأعضاء اللجنة المؤتمر الحوار الوطني ومدراء مدارس ومدير عام مكتب التربية والتعليم بالأمانة محمد الفضلى ، وفي ختام الاحتفال تم تكريم المعلمين والمعلمات بالجوائز التشجيعية والدروع والشهادات التقديرية وذلك عرفانا لرسالتهم الإنسانية النبيلة في المجال التعليمي. وفي افتتاح الاحتفال ألقى الدكتور ابوبكر القربي – وزير الخارجية ممثل رئيس الجمهورية حيث أكد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أهمية دور المعلم وعظم رسالته في تربية الأجيال باعتبار التعليم عنوان النهضة وأساس الرقي والتقدم لأي أمة من الأمم .. مضيفاً إن المعلمين والمعلمات من حملة راية العلم والتعليم الأفاضل رموز العطاء ومصدر الأمل ونموذج العمل الراقي.. مؤكدا أنكم أيها المعلمين والمعلمات تعملون في اشرف واجل المهن يامن تنشئون العقول والأنفس وتحترقون كالشمعة لتنير طريق الأجيال بالعلم والمعرفة والأخلاق فأنتم النور الذي يضيء للأمة طريق المجد والتقدم ويمحى ظلمات الجهل والتخلف وقد رفع من شأنكم وأعلى من قدركم ديننا الإسلامي الحنيف وأمر بإجلالكم وتقديركم طوال العمر قبل إن يكرمكم البشر ويجعلوا لكم يوماً في السنة عيداً لكم فقال خير الرسل " فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ..وهيا جميع المعلمين والمعلمات إكباراً وإجلالا لكل جهد تبذلوه من اجل تعليم وتربية الأجيال فالتعليم هو عنوان النهضة وأساس الرقي والتقدم لأي امة من الأمم . وعبر بأنها وقفة قصيرة مع النفس في هذه المناسبة الجليلة تتصور من خلالها دور المعلم تجعلنا ندرك ضخامة الدور الذي يقوم به المعلم وعظم المسؤولية التي تقع على عاتقه فما هذه الألوف المؤلفة من أولادنا وفلذات أكبادنا إلا غراس تعهدها المعلم بفيض علمه فانبعثت وأثمرت علما وعملا وإسهاما في بناء الوطن ومما لا شك فيه إنكم أولى الناس بالتكريم والإجلال لأنكم تحملون أسمى رسالة وهي رسالة العلم والتعليم التي حملها خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلوات والتسليم فقال عن نفسه ( إنما خلقت معلما (.. إننا نحيي فيكم عطائكم وتضحياتكم من اجل بناء اليمن الجديد فأنتم المسؤولون عن بناء المستقبل وأنتم الذين تحملون راية النهضة وتسطرون ملامح المستقبل من خلال إعداد الأجيال القادمة ولذلك فأنتم بقدر ما تستحقون الوفاء والتبجيل والرعاية متحملون أمانة ومسؤولية عظمى أمام الله والوطن. وأشار إلى أننا نقدر كل التقدير الجهد الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم التي ما فتأت تعمل على تحسين أوضاعكم المعيشية والمهنية وتبذل كل جهد لكي تعيد تأهيلكم لتتمكنوا من مواكبة التطورات السريعة والمتلاحقة في أسلوب التعليم وطرقه وفي الوصول إلى نوافذ المعرفة المتعددة حتى تلحق اليمن بركب العلم وتسهم في الحضارة الإنسانية من جديد بعد طول إن كفاء. ودعا المعلمين إلى التجرد من الانتماءات الحزبية والمذهبية والمناطقية و تعزيز وحدة الانتماء بين طلابهم لان على المعلم أن يتوجه في تعامله مع طلابه وفي عمله اليومي خدمة لله والوطن وأن يتجرد عن ولائه الحزبي والمذهبي والمناطقي وأن يكونوا نموذجاً في تعزيز وحدة الانتماء بين طلابه باعتبارها بداية تعميق وتعزيز وحدة الوطن والشعب بما ينزه هذه الرسالة المقدسة عن كل نقص وتقصير وبما يواكب مطالب شباب اليمن الذين بتضحياتهم وإرادتهم وضعوا اليمن على أعتاب عهد جديد . وأكد بأنها فرصة يجب أن لا نضيعها في صراعات سياسية أو مناطقية أو مذهبية لا طائل من ورائها وإن علينا إن نغتنم هذه الفرصة لنصحح مسيرة نصف قرن من مسار الثورة اليمنية وأن نتجنب الأخطاء التي حرمت اليمنيين من التنمية والعيش الكريم وأهدرت طاقاتهم وعلى المعلم اليمني الحفاظ على مكاسب التغيير وبناء الجيل الجديد الذي لا يكون ولائه إلا لله والوطن على أسس راسخة من الاعتداء والتسامح والقبول بالآخر متسلحاً بسلاح المعرفة للبناء والإبداع في حرية كاملة دون رقيب أو حسيب .. مضيفا ًأن هناك تهاون وتقصير كبير في تقدير مكانة المعلم في مجتمعنا في عصر أصبحت تقاس فيه حضارة وتقدم الشعوب بمقدار مكانة العلم والعلماء وما ترصده الدول من ميزانيات للبحث العلمي .. مشيرا إلى أن القيادة السياسية حريص على النهوض بالمستوى التعليمي والتربوي وذلك من حرصنا على أن تكون القضية التعليمية والتربوية في صدارة القضايا الوطنية المطروحة في مؤتمر الحوار الوطني من اجل وضع التصورات الكفيلة بالنهوض بالمستوى التعليمي والتربوي إلا انه لا يمكن الحديث عن التغيير إلى الأفضل أو النهوض الحضاري واللحاق بمركب التقدم والرقي في ظل أساليب تعليمية وتربوية قد عفا عليها الزمن وثبت عدم جدواها في تفجير الطاقات والمواهب الخلاقة لدى أبنائنا وبنات . . مشددا ًعلى ضرورة إيجاد رؤية جديدة للعملية التعليمية في بلادنا قائلاً " نحن بحاجة لرؤية جديدة للمسألة التعليمية والتربوية بعيدة عن المكايدات والمزايدات السياسية التي من الواجب أن تبتعد عن محراب العلم لان القضية التعليمية والتربوية من أهم أسس النهضة الشاملة وعلينا الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة التي استطاعت النهوض والتقدم بفضل إتباعها أساليب حديثة ومتطورة تعليمياً وتربوياً . وأضاف إننا في هذه المرحلة عنواننا التغيير وبناء اليمن الجديد فإننا لن ندخر جهداً في سبيل النهوض بواقع المعلم مهنياً وعلمياً ومعيشياً ولا شك إن الجهود الطيبة التي تبذل في مؤتمر الحوار الوطني الشامل إنما هدفها الأول والأخير هو الإنسان اليمني ثقافة وعلما وتنمية وإنتاجاً فالمورد البشري في أي مجتمع من المجتمعات هو أهم الثروات وهو المورد الذي للأسف الشديد لم يستغل بعد في عالمنا العربي الاستغلال الأمثل ولم توجه طاقاته كاملة للبناء والتنمية . وفي ختام كلمته أكد أنه علينا نولي مسألة التنمية البشرية أولوية قصوى في هذه المرحلة المفصلية والتاريخية في حياة شعبنا وبروكت جهودكم يامن تضيئون وجه الوطن بالعلم والمعرفة تزرعون فيه الخلق الكريم وقيم الانتماء والكرامة لكم التقدير والاحترام وكل عام وانتم بخير . من جانبه تحدث وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول معبرا عن أهمية الاحتفالية التي يكرم فيها نخبة من الكادر التربوي تقديراً لجهودهم وتميزهم في القيام بمهامهم ودورهم الكبير في بناء جيل الغد المشرق المتسلح بالعلم والمعرفة وقيم المحبة والتسامح والإخاء والولاء الوطني ، مبيناً انه تم تشكيل لجان لاختيار المكرمين وفقاً لشروط ومعايير لائحة التكريم المقرة من قبل اللجنة العليا للاحتفال بيوم المعلم .. وتقدم بالشكر لكل معلمة ومعلم وعضو في الأسرة التربوية الكبيرة على امتداد وطننا الحبيب في سهوله وقيعانه ووديانه وجباله". وأوضح الأشول إن المعلم هو الركيزة الأساس لأي نظام تربوي وتعليمي شريطة إن يكون معلماً مدرب مؤهل فعال مؤمن برسالته محب لمهنته حريص على تنمية ذاته مبادر مبتكر مطور مواكب للعصر الذي يعيشه ذلك هو المعلم الذي ننشد تكوينه مع الاهتمام بحقوقه حتى يقدم كل ما لديه لطلابه ويدربهم على التفكير ومهاراته و التعليم الذاتي وأدواته والانفتاح والإنطاق إلى آفاق رحبة و لغدٍ أفضل يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالرقي والإزهار. وأكد الأشول حرص الوزارة المستمر على تحديث وتطوير النظام التربوي لمواكبة الحداثة في سبيل بناء الوطن وذلك من خلال تنفيذها للعديد من الأنشطة والبرامج التطويرية على مدى العام والنصف الماضيين هذا بالإضافة إلى سعي الوزارة للارتقاء بمستوى المعلم مهنياً ومادياً و تحسس مشاكله وهمومه والعمل و فق الإمكانيات المتاحة لمعالجتها ، مبيناً أن الوزارة بصدد رفع كشوفات التسويات بالمؤهل الدراسي للخدمة المدنية بالإضافة إلى كشوفات العلاوة السنوية للعام 2012م .. مضيفاً سبب التأخير في الرفع بكشوفات التسويات بالمؤهل الدراسي إلى اكتشاف حالات تزوير في المؤهلات الدراسية لعدد كبير من المعلمين وهو الأمر الذي تم على أثره تشكيل لجان للتواصل مع الجامعات والتأكد من صحة المؤهلات الدراسية . وأعلن الأشول عن إقرار إجازة يوم الخميس لكافة التربويين من قبل الجهات المعنية ابتداءا من الخميس القادم وتعويض ذلك بزيادة الدوام أسبوعين في بداية الفصل الدراسي لضمان عدم تأثيره على مستوى الأداء .. داعياً كافة التربويين إلى تعزيز جهودهم واستشعار المسؤولية الملقاة على عاتقهم في صناعة أدوات المستقبل المتمثلة في أبناءنا الطلاب أملنا في مستقبل أفضل .