لم يفق بعد الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد من هول صدمته القاسية بمليونية "فك الارتباط" الغير مسبوقة في الجنوب، حتى بدأ بشن هجومه الغير مبرر، على الرئيس الجنوبي علي سالم البيض بصورة وباخرى، بعد أن أثبت الأخير للعالم أجمع أنه الرئيس الشرعي دون منازع للجنوب وأن كل من خرج اليوم ليهاجمه على ذلك النجاح الشعبي الصادم لخصومه في الجنوب او الشمال معا، يسعى لإنتاج ماض جنوبي دموي يجمع كل الجنوبيين على تجاوزه وعدم إمكانية العودة اليه مهما كلف الثمن، وبالتالي فإن ردة فعل "علي ناصر" على مليونية "فك الارتباط" لايعبر إلا عن مساع تخندقية خطيرةت تصب مع الأسف، في هذا المنحنى الأناني الخطير من عمر الثورة الجنوبية التحررية، بعد ما أثبت البيض انه صاحب الشرعية القيادية والشعبية دون منازع او منافس في الجنوب، وأقنع الجميع أن كل من جاء إلى ساحة العروض يوم امس، من مختلف مناطق جنوبنا الحبيب، جاء احتراما وتلبية للدعوة التي وجهها الرئيس البيض إلى جماهير الحراك الجنوبي في مختلف أرجاء الجنوب "المحتل"، وعارض إحيائها علي ناصر ومحمد علي احمد ومحمد غالب أحمد والأصنج وغيرهم من القيادات الجنوبية الباحثه عن ذاتها اليوم في ساحات الحراك الجنوبي، بعد ما أثبت لهم الرئيس البيض من هو؟ وما هو قدره الشعبي وحجمه الجماهيري في الجنوب، الأمر الذي حذى بهم للعودة إلى استذكار خلافات "الطعمة" و"الزمرة"، واستحضار ويلات ذلك الزمن الدموي الغابر الذي تجاوزه الجنوبيون اليوم وإلى غير رجعه وحان للجميع ان يحتكموا لمنطق الغالبية الشعبية التي لا ولن يكون لأحد منهم بقاء او جود في (جنوبنا الجديد) إلا بالحصول على غالبيتها، إذا لم يقتنعوا بالمواقع الاستشارية التي دعاهم الرئيس البيض للاقتناع بها، في حال ما إذا رغب الجيل الجنوبي الجديد "الحاكم" بمنحهم اياها. ومن هنا فإنني أأكد ان المليونية الجنوبية الغير المسبوقة التي أحياها جنوبيو اليمن، عصر يوم أمس الاول الثلاثاء، بمناسبة الذكرى ال19 لإعلان رئيسهم الجنوبي المنفي خارج اليمن علي سالم البيض، قرار "فك الارتباط عن الشمال اليمني في ال21 من مايو عام 1994، جاءت، تلبية للدعوة التي تقدم بها الرئيس البيض لجماهير الجنوب لإحياء المناسبة المعروفة شمالا بذكرى اعلان البيض للانفصال عن الدولة اليمنية الموحدة. حيث اعتبر مراقبون ومتابعون للشأن الجنوبي، أن تلك المليونية الجنوبية التي توصف بأنها الأولى من نوعها - وكما أكد ذلك الاعلام الجنوبي من خلال البث المباشر للمهرجان عبر أثير قناة "عدن لايف" التابعة للحراك الجنوبي المقرب من البيض والصور التي بثتها المواقع الاخبارية الجنوبية- تعد انتصارا كبيرا وساحقا يسجله البيض على كل اعدائه وخصومه ومنافسية، واستعراضا ناجحا لشعبيته الكبيرة في الجنوب، بعد ما حاول الكثير من قيادات الحراك الجنوبي والسياسيين اليمنيين في الشمال والجنوب، التقليل من حجم حضوره وشعبيته الطاغية في الجنوب. مؤكدين ان توافد الجماهير الجنوبية إلى ساحة العروض بعدن بتلك الصورة الغير متوقعة، لاحياء المناسبة التي اعلنها البيض وعارض اقامتها اخرون من فصيل - ماكان يعرف بقيادة الزمرة- ممن حاولوا تصويرها على أنها مناسبة تخص البيض ولاعلاقة للجنوب بها، يؤكد قوة الحضور الجنوبي الذي يتمتع به البيض، ويثبت للعالم وللقيادة السياسية اليمنية بصنعاء ورعاة المبادردة الخليجية أن شخصا بحجم البيض وماله من شعبية في الجنوب يجعل منه ركنا اساسيا لاغنى عنه في أي تسوية سياسية باليمن أو تمثيل للجنوب، وهو الامر الذي يساهم في خلط أوراق الحوار اليمني ويقلل من أهمية المشاركة الجنوبية فيه، واهمية وثقل المشاركين الجنوبيين فيه وفي مقدمتهم "المصارع"حاليا "محمد علي احمد"، مقارنة بالحشود الجماهيرية التي خرجت لاحياء ذكى اعلان الرئيس البيض لقرار "فك الارتباط" في الجنوب لتعلن ولائها للرجل ولتؤكد على وقوفها وراءه باعتباره الرئيس الشرعي للجنوب والممثل عنهم في اي تفاوض اوحلول لقضيتهم الجنوبية التي يصر البيض على عدم وجود أي حل لها سوى فك الارتباط واعلان استقلال الجنوب واستعادة دولته المستقلة السابقة على ترابها وحدودها الجنوبية السابقة باعتبارها دولة "محتلة" عسكريا من قبل الجمهورية العربية اليمنية كمايؤكد في كل مطالباته لحل القضية الجنوبية.