ينفرط عامنا الحالي وتتالى أيامه ولياليه وما يلوح في الأفق من أمل في اهتبال لحظة ثقافية ان ولت دون ان يلتقطها احد فستكون علامة اضمحلال ثقافة او هشاشة مواقف او تبلد أحاسيس النخبة المثقفة او الجهات المسئولة بداء من الوزارة المعنية بالشأن الثقافي مرورا بمكاتبها في الوادي والصحراء والساحل وانتهاء بمن يعدون أنفسهم نخبة المثقفين ، تنفرط أيامنا ونحن سادرون نلعق السياسة ونمخر عبابها وننسى الحياة قال ( الدكتور .. ) ذات يوم كنا نتمى ان يكون الثقافي هو من يرسم للسياسي مسارات العمل والفعل ، لكن العكس كان فكانت النتائج كما نرى لا كما نحب .. في حياة الشعوب يتحلقون حول مثقفيهم ويحيون ذكراهم ويسمون الشوارع والأحياء والقاعات بأسمائهم ونحن في خضم حياتنا ننسى حتى ذكراهم . ياسادة ياكرام نحن الآن في العام 2013م تحل علينا الذكرى 110 لميلاد الأديب الكبير ( صالح بن علي الحامد ) وهو المولود عام 1903م ولايلوح في أفقنا أية إشارة لاحتفائية او تكريم ولا أي عمل ولو برنامج إذاعي ماذا أصاب نخبنا الثقافية واتحاداتنا الأدبية ومثقفينا ؟؟ هل تبلدت الأحاسيس وعقمت الأفكار وحارت العقول في مهرجان أو طباعة كتاب أو ما شابه ذلك ام أننا لا ندري ان كانت هذه السنة تصادف هذه الذكرى ، الملايين التي تصرف لاعتزال هذا أو لوصول ذاك لا يريد منها الحامد إلا النزر اليسير وتكريمه يعني تكريما لمحافظة بأكملها وتراث البعض يتغنى به زورا ويحبه نفاقا وينتسب إليه مضنة أن يشئ هذا النسب بميراث من الثراء والحظوة والمكانة فهل من مجيب؟؟ وهنا نورد نصا من حديث الذكريات للراحل الأستاذ سالم زين باحميد في وصف تلكم القامة الأدبية الشاعر الكبير ( صالح بن علي الحامد ) علها تحرك فينا ما تبلد من إحساس وما ران على قلوبنا من جفاء تجاه تاريخنا الثقافي ممثلا بهذه المنارة الثقافية وقصيدته قبل 13 عاما من اليوم يقول الأستاذ باحميد : عندما كنتُ عام 1966م جمعتني الصدفة في مكتبة الحياة سيؤون بالشاعر الكبير ( صالح بن علي الحامد ) وقام الأخ أحمد عبد الله الحبشي مسئول المكتبة بتقديمي للشاعر الحامد وما أن عرفني حتى رحب بي و قال لي و ابتسامة عريضة على وجهه و لا تزال مرسومة في ذهني قال لي و عيناه تلمعان من وراء زجاجة نظارته : إنني أتابع شعرك في الطليعة و يعجبني .. فاعتبرت هذه شهادةً منهُ لي و لشعري ، ولم أدر أننا سنفتقده بعد شهور ، و هكذ الحياة . ظل هذا الموقف في ذاكرتي و جعلني أشارك بمقالي ( قراءة في شعر الحامد ) و قصيدتي ( سيؤون مدينة الشعر / طيب البساتين ) في الندوة الثقافية التي أقيمت بمدينة سيؤون 21 يونيو 2000م في الذكرى الثالثة و الثلاثين لرحيله .. طيب البساتين سيئون جئت وهذا الشوق يسبقني ما زال طيفك في عيني احمله سيئون أغنية في القلب احملها (مدودة) قلت او (سيئون ) واحدة هذي مدودة اوسيئون واحدة مدودة في شغاف القلب تسكنه لي في مدودة أحباب أحن لهم يا نخل سيئون شوقي دائم ابدا في زرقة الفجر يا سيئون ننشقها سيئون يا صحوة في القلب تجعله تنساب عافية في كل أوردتي سيئون لحن بسمع الدهر ينشده أستاذنا (ابن علي) سامق ابدا صداه في سوح سيئون تردده شعر أنيق يزيد الدهر جدته بريشة الشاعر الفنان يرسمها يثير في النفس أمآلا وعاطفة أخطو إلى قمة الستين في ثقة ذكرى (أبي غالب) للشعر تبعثه الشعر ظل عظيما في مرابعنا اليوم جئت وهذا الشعب في ثقة بما تبثون من حقد ومن كذب أنا بعزم قوي ماضيا ابدا أنا اليماني ألقى ما يؤرقه لكنني آه من لكنني فأنا جرح بأعماق قلبي لن يطيب سوى تعود كل فلسطين بيوم فدى يا فتية الأدب المعطاء في بلدي دمت لنا رمز إخلاص وتضحية اذا شدوت هنا فالأفق ذو سعة فالشعر في سوح سيئون يطالعنا سيئون عدت فضميني . فضميني هوايا ظل مدوديا وسيئوني أريجها عابق بالحب تنشيني هذي وتلك لها شعري وتلحيني أنا لها عاشق كل الأحايين وعشق سيئون فيه عشق مجنون وفي (الطويلة) افديهم ويفدوني حمائم الأيك يا سيئون تغريني روائح الروض . يا طيب البساتين في يقظة ابدا بالسحر تسبيني وتلهب الشوق دوما في شراييني مغرد فوق أغصان الرياحين وقمة في ذراري الشعر تهديني كالنور منسكبا في سفح سيئون ويبعث النفس في جد وفي لين حياة حب بأشواق وتلوين دفاقة يا لشعر جاء يحييني وأرسل الشعر شدوا رغم ستين هذى ( الطويلة) تزهو بالميامين منذ القديم ومذ أيام ( دمون ) يشدو بصوت قوي لن تثيروني حولي ، فما عادت الأحقاد تعنيني وعن غد مشرق لا شئ يثنيني خلعت في قوة ما كان يؤذيني ينز في القلب جرح لا يخليني بعودة القدس في نصر وتمكين يوم نعيد به أمجاد حطين تحية الحب في زهو المحبين ومنصفين لمهضوم لمغبون إذا أتيت بشعري لا تلوموني بنفحة الطيب في كل الميادين