ليس هناك من شك لدى كل الناس أنه لا يمكن لأحد أن يرضى في حياته أو ن يريد لأحد كائن من كان أن يكون أفضل منه أو حتى يساويه إلا واحد أوحد هو ابنه وهذه غريزة الحب المطلق للأبناء بين بني البشر .. ولكن هذا الحب وهذا التفاني فيه لا أقول لا يكون صادقا لأن الصدق فيه بأعلى المراتب ولكنني أقول ليس له جدوى في ظل تفريط كثير من الآباء في تربية أبنائهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة عن طريق إهمالنا لحاجاتهم النفسية والبيولوجية (الجسمانية)من غذاء ودواء وأمن وحب ورعاية فبعض الآباء ليس له من هم إلا أن ينجب ثم يغذي ويكسي ويترك الشارع ليربي دون أن يبذل أدنى جهد لمعرفة حاجات أبنائه ولا أكون مبالغا أن قلت أن هناك بعض الآباء لا يرى ابنه في بعض أيامه إلا نائما فربما شغله عمله أو شهوته أو أصدقائه أو شلته أو غير ذلك من أن يعطي لابنه أدنى مساحة من وقته ليتحدث أو ليداعبه ويمازحه حتى يقربه إليه صديقا حميما يثق فيه فيعطيه أسراره وخفاياه ليصبح الابن ورقة بيضاء مكشوفة للأب الفاضل هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ليعرف طموحاته وحاجاته وليزيح العوائق النفسية بينه وبين هذا المسكين.. لكن وما يؤسفنا أننا لا نعير هؤلاء الابناء أي اهتمام. ها هي العطلة الصيفية قد أطلت على أطفالنا أطفال اليوم شباب الغد قادة المستقبل ماذا ترانا قد خططنا لأبنائنا فيها ..صحيح أنها أعطيت لتكون مساحة للراحة لكنها في الأساس لراحة المعلم الذي بذل الجهد تحضيرا وتدريسا ومراجعة وتصحيحا حتى يحافظ على قواه العصبية والعقلية وهي كذلك للتلميذ حتى يهيئ نفسه لعام جديد من حياته العلمية ..أنا لا أقول أن نذهب بهم في رحلات داخلية أو خارجية مع أن ذلك محبب إن كان في رحلة مخططة الأهداف يقوم بها الأبناء صغارا وكبارا مع أسرهم لأن ذلك فيه من الصعوبة الكثير للظروف المادية لكثير من الأسر اليمنية التي تعيش تحت خط الفقر لكننا نستطيع تعويض ذلك من خلال خلق بعض البرامج التعليمية التشويقية البعيدة عن الحشو المعلوماتي والمعرفي حتى لوكان كتاب الله المقدس لدينا جميعا أوسنته الغراء التي نباهي بها جميعا لكن بتنويع البرامج التعليمة المختلطة بألعاب الفكاهة والطرفة والغز وإن أمكن برامج الألعاب التي تكتظ بها الأجهزة الحديثة. هذا إذا أردنا جيلا قويا في فكره سليما في معتقده .. جيلا يقدس الحياة الكريمة ،كما أنني أنوه إلى أنه من حق هؤلاء الأطفال علينا الحفاظ عليهم من تربية الشوارع وأيادي السوء التي تحاول المساس بكرامتهم ومراقبة سلوكياتهم وإصلاح ما فسد منها ..مهمتنا غاية في الصعوبة لكنها الأمانة التي سيسأل عنها كل واحد منا تجاه الله والتاريخ "كل راع مسؤول عما استرعى حفظ أم ضيع "