أكد رئيس التكتل الوطني للتصحيح اللواء حيدر الهبيلي ان نظام الحكم الحالي أثبت عدم فعاليته وعدم ملائمته لتطلعات الشعب اليمني لتحقيق العدالة المنشودة وقال ان التكتل الوطني للتصحيح ليس مع استمرارية النظام بشكله الحالي ولامع دعاة الانفصال. جاء ذلك في الندوة النقاشية التي نظمها التكتل الوطني للتصحيح حول رؤيته المقدمة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل حول أسس بناء الدولة المدنية الحديثة العادلة والتي شارك فيها نخبة من السياسيين والأكاديميين ورجال الفكر وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وقدم اللواء حيدر شرحا عن أسباب قيام التكتل وقال ان التكتل جاء ليعبر عن الأغلبية الصامتة من الشعب في الشمال والجنوب التي ترفض استمرار الأوضاع على ما هي عليه الآن كما ترفض الدعوة للانفصال وتابع قائلا إن التكتل يهدف إلى دعوة الجميع للسير نحو غد يسوده التصالح والتسامح وإخراج الوطن من دوامة الصراع على السلطة والثروة واللتان هما السبب بما وصلت اليه البلاد والعباد من خراب ودمار على جميع الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والانفلات الامني نتيجة للمماحكات الحزبية . من جانبه قال نائب رئيس التكتل القاضي حمود الهتار ان رؤية التكتل ظهرت منذ وقت مبكر وطرأت عليها ملاحظات وان خيار التكتل من خيارات الشعب, واستعرض القاضي حمود رؤية التكتل المقدمة الى مؤتمر الحوار الوطني حول بناء الدولة. الى ذلك؛ شددت الدكتورة جهاد الجفري الامين العام المساعد على ضرورة ان يلمس الناس حلولا واقعية وإيجابية لمختلف المشاكل والقضايا وأن تكون المساواة فعلا لا قولا بين مختلف المواطنين ويتحقق التعايش بين الجميع تحت مظلة الوطن الواحد مهما اختلف الناس والأحزاب والتنظيمات . الدكتور احمد الاصبحي عضو مؤتمر الحوار الوطني قال أوافق على ما جاء في رؤية التكتل حول اتباع نظام الأقاليم ولكنه أبدأ عدم موافقته على نظام جمهورية اتحادية. أما عضو مؤتمر الحوار الوطني عبدالله الناخبي أمين عام مجلس الحراك الجنوبي السلمي اعتبر الحل الذي قدمه التكتل الوطني للتصحيح والمتمثل بالفيدرالية جرأة كبيرة من التكتل مشيرًا إلى انه عند توزيع لجان مؤتمر الحوار تم استبعاد الجنوبيين من القضية الجنوبية وتم وضعهم في لجان أخرى, واستغرب الناخبي من استمرار تجنب ذكر الأخطاء التي حصلت من بعد حرب عام 94م. مؤكدًا أن الحل للقضية الجنوبية يتمثل بفيدرالية من اجل الحفاظ على واحدية الدولة واستبعد ان تكون حلول أخرى للقضية الجنوبية غير الفيدرالية وبين أنهم عند نزولهم إلى وزارة الدفاع (فريق الجيش ) أكد لهم المسؤولين ان الجيش الفعلي الموجود 120000 والبقية في البيوت أو وهميين . الدكتور احمد باسردة بين ان الزواج العرفي بين علي سالم البيض وعلي صالح حول الوحدة انتهى في صيف 94 محذرا من تكرار هذا الزواج العرفي وقال: إذا فشل مؤتمر الحوار في تقديم حل للقضية الجنوبية سيتم الاتجاه إلى خيارات صعبة وارجع فشل الوحدة كونها وحدة نخب. واستعرضت رؤية التكتل الوطني للتصحيح شكل الدولة والنظام السياسي الذي يجب أن يرتكز على أسس الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والاقتصادية والتنوع الفكري والثقافي واحترام التعارضات والاختلافات في الرأي والمواطنة المتساوية والعدالة الاقتصادية. وتطرقت الرؤية إلى قضية احترام كرامة الإنسان والقيم الإجتماعية المستمدة من الإسلام الحنيف والعادات والتقاليد والأعراف والثقافة والأخلاق الأصيلة وكذا التأكيد على تمكين المرأة ودورها وتأكيد قيمة العلم كمنهج في الحياة وحرية النشاط الاقتصادي وحماية الملكية بأنواعها وإقامة قاعدة صناعية قوية ومتينة وتحريم وتجريم العمل الحزبي في القوات المسلحة وتحديد شكل وصورة مؤسسات الدولة المدنية الحديثة وتضمنت الرؤية التأكيد على أن الدولة المدنية الحديثة لن تتحقق إلا بوضع الحلول المثلى للإشكاليات التي تسببت في تردي الأوضاع وخروج الشباب بالثورة الشعبية ؛ حيث كانت أبرز مسببات الأزمة احتكار السلطة والثروة والصراع حولهما والفساد السياسي والإرادي والمالي ونهب وإهدار المال العام وغياب المؤسسات وسوء إدارة الدولة وأجهزتها وغياب دولة القانون وضعف القضاء وفساده وتسخيره خارج إطار العدالة. وعددت الرؤية مجموعة من العوامل والأسباب التي تعيق بناء الدولة الحديثة منها التهميش والتغريب والإقصاء لشرائح مهمة من المجتمع ، وزيادة الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين قلة تملك كل شيء وكثرة لا تملك شيء إلى جانب ضعف الاقتصاد منهجا وأداءًا وإنتاجا وتوزيعا وضعف الاستثمارات وهروب المستثمرين وكذا الانفلات الأمني وارتفاع معدلات القتل والنهب والسرقة وجرائم قطع الطرقات والكهرباء والعبث في المؤسستين العسكرية والأمنية ، وكذا المظالم الكبيرة التي وقعت وما تزال على قطاعات واسعة من أبناء الشعب كل ذلك من معوقات بناء الدولة الحديثة .