- وصف الثورات التي قامت في عدد من الدول العربية بثورات الربيع العربي وصفا خاطئا - اليمن خرجت من عنق الزجاجة وسيكون مستقبلها أفضل - مصر تشهد حراك اجتماعي وسياسي خطير في الفترة الحالية قال سفير جمهورية مصر العربية لدي اليمن أشرف عبدالوهاب عقل أن الوصف الذي يطلق على الثورات التي قامت في عدد من البلدان العربية بثورات الربيع العربي وصفُا خاطئًا . وأضاف أن وصف الثورات التي قامت في عدد من الدول العربية بالربيع العربي لا يدل على الحقيقة فلم تكن هذه الثورات ربيعًا كما يطلق عليها الغرب أسوة بالثورات التي قامت في دول المنظومة الاشتراكية السابقة و في دول أخرى . مؤكدًا ان الثورات التي قامت في الدول العربية هي نتيجة الظلم والفساد الاجتماعي . وقال أن المرحلة الانتقالية في اليمن قطعت شوطًا لا بأس به وهناك بعض الصعوبات والتحديات ستتغلب عليها الحكمة اليمنية وسيتم إيجاد حلول لها. وبين عقل أن اليمن مرت بها مشاكل أصعب وأكبر مما هو موجود حاليا بكثير وتجاوزتها وغلبت عليها لغة الحوار . ودعا الدول المانحة لتكثيف التزاماتها تجاه اليمن وكذلك الإيفاء بتعهداتها . مشيرًا إلى أن التسوية السياسية التي حدثت في اليمن قابلة للتكرار في بلدان أخرى ولكن بوسائل وبضوابط أخرى. منوها إلى أنه ليس هناك وصفات جاهزة تنطبق على كل بلد وان ما ينطبق على اليمن لا ينطبق على بلدان أخرى إلى حصيلة الحوار :- *هل قطعت ثورة 25يناير العظيمة شوطا كبيرا حتى الآن ؟ الثورة كان لها مقدمات وإرهاصات أهمها الفساد والظلم الذي انتشر في مصر أو في عدد من الدول العربية في الفترة الأخيرة فاندلعت هذه الثورات وكان هدفها القضاء على الظلم والفساد الاجتماعي الذي ساد و كان هناك انسداد في الأفق السياسي في عدد من البلدان العربية ولو رجعنا لمدة قريبة سنجد أن ثورة 23/ يوليو/ 1952 م, عندما قامت وضعت نصب أعينها الستة الأهداف المعروفة فتحققت بعض هذه الأهداف والبعض الأخر لم يتحقق فحصلت مرة ثانية انتكاسة وعادت سيطرة رأس المال على الحكم صحيح أن الرأسمالية الوطنية تردي دورًا كبيرًا في الاستثمار والتنمية لكنها انحرفت عن مسارها وبدأت تلعب في السياسة وانتشرت قيم غربية سواء في مصر او اليمن او الدول العربية التي قامت فيها الثورات وكان هناك عوامل خارجية أيضًا ركبت موجة بعد الثورة . فالثورة ثورة وطنية شبابية قام بها شباب طاهر بريء حملوا أرواحهم على اكفهم لتغيير الواقع الذي وصل إلى طريق مسدود ومن ثم قامت هذه الثورات التي ركبها البعض واستفاد منها كالعادة دائمًا وخاصة القوى التي لا تريد الاستقرار لبلادنا سواء في الداخل والخارج ومن ثم كانت هذه الثورة التي في أهدافها نبيلة قطعت شوط طويل لكن لازال أمامها شوط آخر لتحقيق أهدافها التي اندلعت من اجلها فأتمنى ان تمر هذه الفترة على خير وأن تعود الأمور في بلادنا أفضل مما كانت عليه في السابق . *الملاحظ ان تكلفة ثورة 25/ يناير في مصر كانت أقل بكثير من الثورات العربية الأخرى ألا توافقني الرأي ؟ كانت التكلفة أقل ؛ لان شعبنا شعب عاقل ومعه ميراث حضاري منذ الآلاف السنيين ولا يحبذ العنف ولا يميل إليه ولا تنسى أن مصر دولة عريقة وهي قديمة منذ ما قبل التاريخ.. *ألا يمكن أن يضاف إلى جانب ما ذكرته حول خروج الثورة بتكلفة أقل تعقل النظام السابق ممثلا بحسني مبارك في تسليمه السلطة في فترة قصيرة جدًا ؟ طبعًا الرئيس مبارك أدرك أنه لا بد ان يتخلى عن الحكم فتخلى عن الحكم في ظرف 18 يوم نتيجة لضغوط الشعبية التي مورست عليه فهو رجل دولة يفهم ويقرأ الواقع جيدًا ومن ثم تخلى عن الحكم ليعصم دماء المصريين . *هل حققت إلى الآن ثورة يناير أهدافها ؟ طبعا لا هناك أهداف كثيرة لم تتحقق ولكن نرجو ان تحقق خلال الفترة القادمة لأنه عندما تقيم الثورة في سنة أو سنتين تعتبر فترة قصيرة جدًّا في عمر أي ثورة و مصر تشهد حراك اجتماعي وسياسي خطير في الفترة الحالية فأدعو الله ان يعصم دماء المصريين وان تنطلق مصر إلى آفاق أرحب من التنمية والاستقرار والنمو والديمقراطية التي يستحقها الشعب المصري . * هل أنت مع وصف الثورات التي حدثت في الوطن العربي بثورات الربيع العربي وهل حققت أهدافها ؟ لم تحقق أهدافها كلها ولفظ الربيع العربي لفظ خاطئ فوصف الثورات التي قامت في عدد من الدول العربية بالربيع العربي وصف خاطئ ولا يدل على الحقيقة فلم تكن ربيعًا كما يطلق عليها الغرب أسوة بالثورات التي قامت في دول المنظومة الاشتراكية السابقة و في دول أخرى لكن الثورات التي قامت في الدول العربية نتيجة الظلم والفساد الاجتماعي . * كيف تقيم العلاقات اليمنية المصرية خاصة بعد اندلاع ثورة 25 / يناير ؟ العلاقات اليمنية المصرية هي متجذرة منذ زمن طويل وهي ليست وليدة اليوم فهي منذ أيام الفراعين واستمرت هذه العلاقات حتى عصر الدولة الحديثة أيام محمد علي باشا ووصلت القوات المصرية إلى اليمن لمحاربة البرتغاليين ومحاربة التواجد الأجنبي في اليمن ثم في الدولة الحديثة كانت هناك إرساليات مصرية سواء عسكرية أو غيرها قبل ثورة 26 /سبتمبر وعندما انطلقت حركة 1948م التي قامت من أجل القضاء على النظام الإمامي والجهل والفساد وفشلت أدرك هؤلاء الأحرار أنه لابد لهم من سند قوي لمساندتهم فتوجهوا إلى مصر وعندما قامت ثورة 23 /يوليو كان من ضمن أهدافها التي تطابقت مع أهداف النخبة اليمنية والثوار اليمنيين ومن ثم حظيت ثورة 26 /سبتمبر بدعم ثورة 52م التي فجرها القائد جمال عبدالناصر ومن ثم اعترفت مصر بثورة 26 /سبتمبر في بدايتها وتوالت وصول القوات المصرية إلى اليمن لمساندة هذه الثورة ضد الفلول الأمامية والرجعية.. *هناك من يطرح بان دعم مصر لثورة 26/ سبتمبر لم يكن حبا في اليمن وإنما لأسباب أخرى كان يفكر بها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أهمها القومية العربية ؟ ليست حكاية القومية وجمال عبدالناصر ما كان لدية نية لاحتلال اليمن فهو زعيم وطني عروبي قومي يحب العالم العربي بالكامل والدليل انه ساعد ثورة الجزائر وثورة العراق في 1958م, و ثورات التحرر في أفريقيا وأمريكا اللاتينية واسيا وغيرها, لكن نحن نرى أن اليمن أقرب شعب عربي إلى قلوب المصريين واليمن موقعها الجغرافي مهم جدًّا تمسك بتلابيب البحر الأحمر من الجنوب وقناة السويس تمسك بالمدخل الشمالي فكان لا بد من التكامل في السيطرة على الطرق البحرية فلم نأخذ من اليمن شيء والراحل جمال عبدالناصر ساعد في ميزان المدفوعات اليمني ب 11 مليون جنية في 1963م, وتم بناء مدارس ومستشفيات في عدد من المحافظات اليمنية وهناك اللجنة العليا المشتركة التي ستجتمع قريبًا وهناك اتفاقيات كثيرة موقعة بين البلدين كثير منها مفعل والبعض يحتاج إلى تنشيط وكان هناك وفود مصرية زارت اليمن في الفترة الأخيرة وهناك اتفاقيات كثيرة في المجال العلمي والتعليمي والثقافي والشبابي.. *رغم العلاقات المتينة بين اليمن ومصر إلا أن حجم التعاون لم يصل إلى المستوى المطلوب ؟ هذا شيء عادي في ظروف الازمة التي مرت بها اليمن خلال العامين الماضيين وأيضا الظروف التي مرت بها مصر ولم يكن الميزان التجاري بالمستوى المطلوب فهو لا يتجاوز مائتين وخمسين مليون دولار حتى 2010م ونطمح أن يزيد في الفترة القادمة . *كمتابع للتسوية السياسية التي حدثت باليمن هل ترى بانها تسير في مسارها الطبيعي ؟ نعم تسير في مسارها والنتيجة الحوار الوطني الذي يجري حاليا وما حققه الحوار خلال مرحلته الأولى في الاستماع لمختلف الآراء ووجهات النظر وتقديم التقارير شيء إيجابي . والمرحلة الانتقالية تسير بصورة جيده بشهادة المجتمع الدولي والمراقبين جميعا والرئيس عبدربه منصور هادي اتخذ قرارات جريئة جدًّا في الفترة الأخيرة فيما يخص إعادة هيكلة الجيش والقوات الأمنية وغيرها, والأمور تتحسن شيء بعد شيء وخاصة بعد مؤتمر المانحين والأمر يتطلب ان تكثف الدول المانحة من التزاماتها وتفي بتعهداتها للجانب اليمني حتي تسير الأمور في مسارها الطبيعي. *هل ترى بان النموذج اليمني الخاص بالتسوية السياسية قابل للتكرار في بعض البلدان ؟ كل بلد له حالة خاصة ولا تستطيع أن تفرض نموذج معين على أي بلد قد يكون النموذج اليمني قابل للتكرار في بلدان أخرى ولكن بوسائل أخرى وبضوابط أخرى ويتوقف هذا على إرادة الشعب أو البلد الذي سيتم تطبيقه فيه ومن ثم ليست هناك وصفات جاهزة تنطبق على كل بلد وما ينطبق على اليمن لا ينطبق على بلد آخر . *هل يمكن نقل تجربة الحوار الوطني اليمني إلى مصر ؟ الحوارات والمشاكل التي تجرى في مصر ليس لها نظير والحوار الوطني اليمني يناقش قضايا مثل قضية الجنوب وصعدة وبناء الدولة و نحن في مصر عندنا دوله مستقرة وفيها مؤسسات وبالتالي الحوار الوطني مطلوب في مصر لكن على مستوى آخر تمامًا يختلف عما هو عليه في اليمن ؛ مفروض يكون حوار بين النخبة السياسية في مصر و بين مختلف الأطراف على كيفية النهوض بالبلد وكيفية وضع خطة إستراتيجية تسير عليها البلاد لكن لا يوجد عندنا مشاكل خطيرة مثل اليمن ؛ لان مصر دولة عريقة فيها مؤسسات فيها نخبة مثقفة ومن ثم هناك إجماع على اختلاف وجهات النظر حول عدد من القضايا التي تهم مستقبل البلاد والتي يجب الاتفاق عليها في إطار لقاءات سياسيه وحوار بشرط ان تكون هناك رغبة من كافة الأطراف والأمور ستكون أفضل في الفترة القادمة وسيغلب أبناء مصر الحكمة والوعي في هذا الإطار . *هل تتوقع ان يمر 30 يونيو بسلام ؟ إن شاء الله يمر على خير . *كلمة أخيرة لك ؟ أدعو إخواني اليمنيين بأن يغلبوا لغة الحوار كما هو يجري الآن وان يتمسكوا بالحوار والثوابت الوطنية وان تكون هناك إرادة حقيقية لتحقيق شيء على الواقع, فاليمن عظيمة وفيها كل الثروات و لا بد من توافر الإرادة السياسية وتلاحم أبناء الشعب للخروج من المرحلة الانتقالية التي قطعت شوطًا لا بأس به , وهناك بعض الصعوبات والتحديات مثل القضية الجنوبية ومكافحة الإرهاب وقضية صعدة وأثق ان الحكمة اليمنية ستتغلب في النهاية عليها وسيتم إيجاد حلول لهذه المشاكل ؛ لان اليمن مرت بها مشاكل أصعب من ذلك بكثير وتجاوزتها وغلبت لغة الحوار والحوار الوطني الحالي ليس هو الأول فقد كانت هناك حوارات في الفترة السابقة واليمن خرجت من عنق الزجاجة في الفترة الأخيرة وسيكون المستقبل لليمن أفضل مما هو عليه الآن .